أخبار الثورة السورية المباركة - اخوانكم في ليبيا معكم يا رجال ويا حرائر سوريا



فلم - كشف اللثام عن المنافق المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام
فلم - كشف اللثام عن المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام



دعم الثورة الجزائرية ضد النظام الجزائري الدموي العميل لاسرائيل

Asharis .. The Other Face

أشاعرة يدنسون ويدوسون على المصاحف ويكتبون الاسماء الحسنى بالغائط ! استماع ۞ الامام الاشعري وشيخه وتلاميذه مجسمة ۞ شيخ أشعري كذاب رماه الله تعالى بالخبث في العضو فمات !! ماذا فعل ؟ ۞ دفاع القرطبي عن ابن عبدالبر من اعتداء جهلة الأشعرية ودليل تجسيم الامام الاشعري !!! ۞ د. عبد الرحمن دمشقية: الامام الاشعري يثبت الحد!
السواد الاعظم... ... أم الكذب الأعظم؟
أشاعرة اليوم (الشعبوريون) أشر قولا من اليهود والنصارى !
روى أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري (صاحب صحيح البخاري) في كتابه خلق أفعال العباد ج1ص30 باب ذكر أهل العلم للمعطلة وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "

فرقة الأحباش .. الوجه الآخر

الاحباش المرتزقة .. الوجه الآخر
وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب
ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون : آل عمران - 75

الصوفية .. الوجه الآخر - وكذبة الصوفية الحقة

واجهة التصوف إدّعاء الإحسان .. والوجه الآخر عبادة الأموات !
موقع الصوفية - صوفية حضرموت - الحوار مع الصوفية - شرار الخلق - التصوف العالم المجهول
۞ الاحسان الصوفي ۞ روى الشعراني : إذا صحبت فاصحب الصوفية فإن للقبيح عندهم وجوهاً من المعاذير وليس للحُسن عندهم كبير موقع يعظمونك به ۞ يقول الصوفي المغربي أبو لبابة حسين عن الصوفية : "فهم لا يترددون بالاستشهاد حتى بالموضوع من الحديث إذا كان ذلك يخدم قضيتهم" ا.هـ موقف متصوفة افريقيا وزهادها من الاحتلال العبيدي
Sufism .. The Other Face
The Outward is claiming Ihsan .. The inward is Graveworship (deadworship) !
Cleanse the houses of Allah .. from the corpses of Sufis

أسرار كتاب الغزالي إحياء علوم الدين - للشيخ نظام اليعقوبي استماع
رحلتي مع جماعة التبليغ - للصوفي السابق الشيخ :عباس الشرقاوي Angry face
ست محاضرات خطيرة! في كشف أسلحة الصوفية السرية في استغفال المسلمين علمائهم وعامتهم (اضغط على السهمين المتعاكسين للانتقال بين المحاضرات)
دينُ الصوفيةِ أصبحَ خَرِقاً - الدكتور الصوفي :فرحان المحيسن الصالح يطلقها مدوية !
خطبة مؤثرة جدا ! من يرد النجاة فليصدق ويستمع الى الخطبة

29 يناير، 2011

أشعريات

بسم الله الرحمن الرحيم

((...لا تعجب من كثرة أدلة الحق وخفاء ذلك على كثيرين ، فإن دلائل الحق كثيرة ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، وقل لهذه العقول التي خالفت الرسول في مثل هذه الأصول : عقول كادها باريها..)) درء تعارض العقل والنقل 7/85: لشيخ الاسلام !
نقولات واعترافات أشعرية مفيدة ( متجدد )


= الاشاعرة فرق عديدة على التحقيق: قال تعالى : وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [النساء : 82]
بما أن مذهب الأشاعرة – كما هو معلوم – مذهب هلامي متطور ، يخالف متأخروه متقدميه في قضايا أصولية عديدة : «كتأويل الصفات» - وقد اعترف السقاف [وهو من كبار الاشاعرة] بهذا عندما قال في رسالته: «الجواب الدقيق» (مجموع رسائله ص740) متحدثًا عن الغماري: «أما ذمه الأشاعرة؛ فالأشاعرة فرق عديدة على التحقيق، فنحن لا نحبذ طريقة الباقلاني وما يُنسب للأشعري، بل نحن ننكر طريقتهما، ونحبذ طريقة الغزالي»!!
المصدر: تعليقات مختصرة على رد الأدلبي على كتاب (منهج الأشاعرة) للشيخ سفر الحوالي / سليمان الخراشي
وهذا االبرهان بالفيديو من الاشعري المبتدع والحقود على أهل السنة المدعو حسن السقاف يفضح فيه حقيقة الاشاعرة:


= عقيدة الامام مالك أن الصفات معلومة المعنى بشهادة ابن العربي المالكي الاشعري :
(خازوق في عقيدة المفوضة !)
قال ابن العربي المالكي - ( وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها - اي احاديث الصفات - معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة ) عارضة الاحوذي 3/166


= القول بخلق القرآن :
قال الباقلاني : ((والنازل على الحقيقة المنتقل من قطر إلى قطر ،قول جبريل عليه السلام يدل على هذا قوله تعالى : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}،وهذا إخبار من الله تعالى بأن النظم العربي الذي هو قراءة كلام الله تعالى : قول جبريل،لا قول شاعر،ولا قول كاهن..))[الإنصاف(ص/147) بتصرف في سرد الآية].

قال الجويني : ((فإن معنى قولهم-أي المعتزلة- هذه العبارات كلام الله : أنها خلقه ، ونحن لا ننكر أنها خلق الله..)) [الإرشاد(ص/117)].

قال الإيجي : ((فاعلم أن ما يقوله المعتزلة وهو خلق الأصوات والحروف ،وكونها حادثة = فنحن نقول به،ولا نزاع بيننا وبينهم في ذلك ، وما نقوله من كلام النفس: فهم ينكرون ثبوته..))[المواقف(ص/294)].


قال البوطي : ((أما جماهير المسلمين أهل السنة والجماعة ،فقالوا : إننا لا ننكر هذا الذي تقوله المعتزلة ، بل نقول به ، ونسميه كلاماً لفظياً ، ونحن جميعاً متفقون على حدوثه وأنه غير قائم بذاته تعالى ؛ من أجل أنه حادث..))[كبرى اليقينيات(ص/125)]

المصدر : الأشاعرة : (القرآن مخلوق أو حادث)نعم يجوز أن يقال ذلك في مقام التعليم

قال البيجوري القبوري الاشعري ص 94
" ومذهب أهل السنة (يقصد الاشاعرة) ! أن القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق
وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلــــــــــــــوق ، لكن يمتنع أن يقال : القرآن مخلوق ويراد به اللفظ الذي نقرؤه إلا في مقام التعليم ؛ لأنه ربما أوهم أن القرآن بمعنى كلامه تعالى مخلوق " . ا.هـــ
انتبه : القرآن بمعنى كلامه النفسي ، غير مخلوق .
وتذكر : إطلاق كلام الله على القرآن مجاز .
المصدر: الأشاعرة والقول بخلق القرآن


= [علم توحيد رب العالمين عند الأشاعرة مصدره غير إسلامي!! ]
قال مسعود التفتازاني(1) عن علم الكلام -أو علم التوحيد كما يسمونه- كما في الدر النضيد لمجموعة ابن حفيد-دار الكتاب العربي- ص145:
((اعلم أن تلك المباديء ليست مخالفة للشرع أو العقل ، لكنها مما استخرجها الفلاسفة أولاً ودونوها في علومهم التي بعض مسائلها لا تطابق الشرع وإن لم يقصدوا المخالفة ثم تبعهم المتكلمون ، ودعوى أن المتكلمين استخرجوها من عند أنفسهم بلا أخذ مكابرة))!!
والنص ليس بحاجة لتعليق كثير مني
فأي عار على الأشاعرة أن يكون علم توحيد رب العالمين (علم الكلام) أشرف العلوم وأجلها عندهم مصدره الفلاسفة !! !!
هل يستطيعون أن يعلنوها صريحة أمام عوامهم : علم التوحيد عندنا مصدره غير إسلامي !! مصدره الفلاسفة!!؟
(1) ماتريدي من أئمتهم الكبار تتلمذ على الأيجي الأشعري ولد سنة 712 وتوفى سنة 791

المصدر : اعترافات أشعرية - فيصل

= (ابن العربي يصرح بمخالفته لعقيدة السلف )
جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري شرح حديث النزول:

وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : حُكِيَ عَنْ الْمُبْتَدِعَة رَدّ هَذِهِ الْأَحَادِيث وَعَنْ (السَّلَف) إِمْرَارهَا وَعَنْ (قَوْم) تَأْوِيلهَا وَبِهِ أَقُول . انتهى.
ومن خلال هذا النص
1- نعرف أن مذهب السلف(( الإمرار)) ليس لهم مذهب غيره أما مذهب التأويل فهو ل(قوم) غير السلف .
قد يأتي أشعري ويقول: مذهبهم الإمرار أي ((تفويض ظواهر النصوص مع القطع بأن الظاهر غير مراد ))
فنقول له: كن شجاعاً وأقر أولاً كما أقر هذا الإمام بأن التأويل ليس مذهبهم في هذه الاحاديث
فإن لم يقر فليأتي بتأويلهم المزعوم وهيهات.
فإن أقر نقول له: لا يمكن أن تكون ظواهر هذه النصوص كفر -كما تدعي - ويكون مذهب السلف فقط الإمرار دون التحذير الشديد من إعتقاد ظواهرها !!
فإن زعمت أنهم حذروا من ظواهرها فأسند زعمك ؟
وإن نسبت للسلف السكوت على الكفر دون بيان فقد أزريت بهم.
فمذهب السلف الإمرار بعد الإقرار و الإيمان والتسليم مع اعتقاد أن الله ليس كمثله شيء في صفاته وذاته.
2- قد يستغرب كيف يستظهر ابن العربي رحمه الله مذهب السلف ويختار غيره ولكن لا يستغرب مع وجود مقولتهم المشهورة : مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم!! فمن لا يريد الأعلم والأحكم !؟
والله أعلم

المصدر : اعترافات أشعرية

= [قول من قال أن الله يتكلم بكلام يقوم بذاته وبمشيئته وباختياره أصح الأقوال عقلاً ونقلاً ]
قال الحافظ ابن حجر: ((ذكر الفخر الرازي في (المطالب العالية) أن قول من قال : إنه تعالى متكلم بكلام يقوم بذاته ، وبمشيئته واختياره ، هو أصح الأقوال نقلاً وعقلاً ، وأطال في تقرير ذلك ، والمحفوظ عن جمهور السلف ترك الخوض في ذلك والتعمق فيه ، والاقتصار على القول بأن القرآن كلام الله ، وأنه غير مخلوق ، ثم السكوت عما وراء ذلك))الفتح 13/454
وهذا القول ليس من أي أحد !! بل من كبيرهم ومقدمهم الفخر الرازي !!

المصدر : اعترافات أشعرية - فيصل

= القرطبي يثبت العلو ويلقم الأشعرية حجراً
قال القرطبي في تفسيره (7/219-220) :
قوله تعالى : ( ثم استوى على العرش ) هذه مسألة الاستواء ، وللعلماء فيها كلام وإجراء .
وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب ( الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ) وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا .
والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة ، فليس بجهة فوق عندهم ، لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز ، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز ، والتغير والحدوث . هذا قول المتكلمين.
وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك ، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله .
ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة .
وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لاتعلم حقيقته .
قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم - يعني في اللغة – والكيف مجهول ، والسؤال عن هذا بدعة . وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها .
وهذا القدر كاف ، ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء .
والاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار . اهـ

المصدر: تناقضات الطائفة السبعية ( رد الأشعرية على الأشعرية )
= التفتازاني شيخ الاشاعرة والماتريدية يعترف باجماع الكتب السماوية والاحاديث النبوية وفطر العقلاء على علو الذات

قال رحمه الله في شرح المقاصد:
فإن قيل: إذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة، فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك، من غير أن يقع في موضع منها تصريح بنفي ذلك وتحقيق؟، كما كررت الدلالة على وجود الصانع ووحدته وعلمه وقدرته وحقيقة المعاد وحشر الأجساد في عدة مواضع، وأكدت غاية التأكيد مع أن هذا أيضا حقيق بغاية التأكيد والتحقيق، لما تقرر في فطرة العقلاء، مع اختلاف الأديان والآراء من التوجه إلى العلو عند الدعاء ورفع الأيدي إلى السماء/
أجيب: بأنه لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة، حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في الجهة كان الأنسب في خطاباتهم والأقرب إلى صلاحهم والأليق بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهرا في التشبيه، وكون الصانع في أشرف الجهات، مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمات الحدوث، وتوجه العقلاء إلى السماء ليس من جهة اعتقادهم أنه في السماء بل من جهة أن السماء قبلة الدعاء ا.هــ

(فاحفظ أيها السني هذا النقل واجعله سلاحا تنحر به حجج القوم. فأيُّ تشبيه في إثبات ما تواترت عليه النصوص، والكتب السماوية، والفطر السليمة؟!!، أكان الله عاجزًا عن أن يفطرهم على العقيدة الحقة؟! بدلا من أن يفطرهم على التشبيه والتجسيم ثم تأتي الرسل بالتشبيه خوفا من مخالفة فطرهم الممسوخة ابتداءً!!! ولا أدري! كيف يصح هذا في عقله؟! وقد قال نبيه عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي "وَإِنِّى خَلَقْتُ عِبَادِى حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِى مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا" أخرجه مسلم)
المصدر: السعد التفتازاني شيخ الأشاعرة والماتريدية يقرر تواتر أدلة العلو في شريعتنا والكتب السماوية وثبوتها في فطر العقلاء ولكن!!


= قال القاضي العلامة الامام ابن العربي الاندلسي أحد أئمة الأشاعرة تلميذ الغزالي: أبتداءاً من نفسه وليس نقلاً: . (فهذا محمد صلى الله عليه وسلم ما عصى قط ربه ،لا في حال الجاهلية ولا بعدها ، تكرمة من الله وتفضلا وجلالا ، أحله به المحل الجليل الرفيع ،ليصلح أن يقعد معه على كرسيه للفصل بين الخلق في القضاء يوم الحق). أحكام القرآن 3/1542. نقلا عن مشاركة للاخ أحمد الشمري.

= العز بن عبد السلام : كل الامة الاسلامية مجسمة (عدا من درس علم الكلام)
قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام ( 1/202 ) (( وكل ذلك مما لا يمكن تصويب للمجتهدين فيه بل الحق مع واحد منهم , والباقون مخطئون خطأ معفوا عنه لمشقة الخروج منه والانفكاك عنه , ولا سيما قول معتقد الجهة فإن اعتقاد موجود ليس بمتحرك ولا ساكن ولا منفصل عن العالم ولا متصل به , ولا داخل فيه ولا خارج عنه لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة , ولا يهتدي إليه أحد إلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرك عسرة الفهم فلأجل هذه المشقة عفا الله عنها في حق العامي ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لا يلزم أحدا ممن أسلم على البحث عن ذلك بل كان يقرهم على ما يعلم أنه لا انفكاك لهم عنه , وما زال الخلفاء الراشدون والعلماء المهتدون يقرون على ذلك مع علمهم بأن العامة لم يقفوا على الحق فيه ولم يهتدوا إليه , وأجروا عليهم أحكام الإسلام من جواز المناكحات والتوارث والصلاة عليهم إذا ماتوا وتغسيلهم وتكفينهم وحملهم ودفنهم في مقابر المسلمين , ولولا أن الله قد سامحهم بذلك وعفا عنه لعسر الانفصال منه ولما أجريت عليهم أحكام المسلمين بإجماع المسلمين , ومن زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهم فهو كافر لأن الشرع إنما عفا عن المجسمة لغلبة التجسم على الناس فإنهم لا يفهمون موجودا في غير جهة بخلاف الحلول فإنه لا يعم الابتلاء به ولا يخطر على قلب عاقل ولا يعفى عنه ))

قلت في هذا النص ردٌ بليغ على من زعم أن معظم الأمة من الأشاعرة لأن هذا عالمهم العز ينص على أن عامة الناس من المجسمة أي أنهم ليسوا أشاعرة
وتأمل ما تحته خط لخطورته فقد زعم هذا العالم الجليل أن عامة الناس في القرون الفاضلة لم يقفوا على الحق وأن العلماء في تلك العصور كانوا يقرونهم على الباطل
فيا ليت شعري تكون قروناً فاضلة وأهلها لم يقفوا على الحق فتعوذ بالله من البدع الذي أسقطت العلماء في هذه المزالق
المصدر : العز بن عبدالسلام : التجسيم مما تعم به البلوى / للشيخ : عبدالله الخليفي


= عقيدة الاشاعرة غير مقبولة عند الامة الاسلامية
قال: ((فإن قيل فلم لم يكشف الغطاء عن المراد بإطلاق لفظ الإله ولم يقل[يعني الرسول صلى الله عليه وسلم] أنه موجود ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا هو داخل العالم ولا خارجه ولامتصل ولا منفصل ولا هو في مكان ولا هو في جهة بل الجهات كلها خالية عنه فهذا هوالحق عند قوم والإفصاح عنه كذلك كما فصح عنه المتكلمون ممكن ولم يكن في عبارته قصور ولا في رغبته في كشف الحق فتور ولا في معرفته نقصان قلنا: من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بان هذا لو ذكره لنفر الناس عن قبوله ولبادروا بالإنكار وقالوا هذا عين المحال ووقعوا في التعطيل ولا خير في المبالغة في تنزيه ينتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلين وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم داعياً للخلق إلى سعادة الآخرة رحمة للعالمين ، كيف ينطق بما فيه هلاك الأكثرين...وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ماذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جداً بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمة الأمية))إلجام العوام عن علم الكلام ص56-57 طبعة المكتبة الأزهرية
المصدر: نصوص في العلو ليست في كتاب العلو ولا اجتماع الجيوش

= اقبال الاشاعرة المتكلمين على الكلام وجهلهم بالحديث :
قال الجويني في كتابه الإرشاد ص152-153 يقول: ((ومما تتمسك به الحشوية مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله خلق آدم على صورته" وهذا الحديث غير مدون بالصحاح))
مع العلم بأنه متفق عليه !! لذا صرح غير واحد من الحفاظ بقلة بضاعته في الحديث منهم الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير
المصدر : اعترافات أشعرية - فيصل (وهناك المزيد !)

= طعن الاشاعرة في ابن أبي زيد القيرواني -و- ابن عبد البر المالكيين! (صاحب الرسالة -و- صاحب الاستذكار والتمهيد )
قال الأُبِّيُّ في « شرح صحيح مسلم » ‏(2/ 241) ‏: "مَا ‏نَسب - يعني القاضي عياض - من القول بالجهة إلى الدهماء ومن بعدَهم لا يصحُّ ، ولم يقع إلا لابنِ عبد البر ‏وابنِ أبي زيد وهو عنهما مُتأوَّلٌ ، وما يوجَدُ من تلطيخِهِما وبعضِ السَّلَفِ فاسدٌ لا ‏يُلتَفَتُ إليهِ ‏.... "

المصدر : عصف الذهن (3)..أهل السنة ليسوا أكثر الأمة..والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.

= الاخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر والخروج عن المذاهب الاربعة ضلال ربما يؤدي للكفر:
في حاشية الشيخ أحمد الصاوي (*) على الجلالين في شرح آية الاستثناء في سورة الكهف جاء قوله " لا يجوز تقليد ما عدا المذاهب الاربعة ولو وافق قول الصحابة والحديث الصحيح والآية فالخارج عن المذاهب الاربعة ضال مضل وربما أداه ذلك للكفر لأن الأخذ بظاهر الكتاب والسنة من أصول الكفر" أ.هـ
المصدر : تنزيه السنة والقرآن عن أن يكونا من أصول الضلال والكفران / أحمد بن حجر آل بوطامي. ص 11.
(*) الصاوي شيخ صوفي قبوري وأشعري جهمي شيخ الطريقة الخلوتية (طريقة شيخ الازهر الصوفي القبوري الخلوتي الجهمي: أحمد الطيب ) التي تتعاطى السحر.

= الامام القرطبي الاشعري يعترف بأن الامام الاشعري يثبت بأن الله تعالى في السماء !!
قال القرطبي في الأسنى في شرحه لـ(ذو العرش) ص169-170: ((قال أبو عمر-يعني ابن عبد البر- رحمه الله: قال نعيم بن حماد: ينزل بذاته و[هو] على كرسيه ، وهذا ليس بشيء عند أهل العلم من أهل السنة. لأن هذه كيفية وهم يفزعون منها لأنها لا تصلح إلا فيما يحاط به عياناً وقد جل الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً. واحتج-أي ابن عبد البر- بأن الله تعالى فوق عرشه من غير تحديد ولا مماسة ولا تكييف بآيات وأخبار احتج بها قبله الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتاب "الموجز" قال بعدها:
وقد زعمت المعتزلة بأن الله في كل شيء ، فلزمها قول النصارى وأكثر وأخذ بردها على المعتزلة ثم ذكر قولين في معنى استوى على العرش ، أحدهما : إن قال قائل فما الاستواء عندكم ؟ قلنا: هو فعل كان به مستوياً على عرشه ، ثم ذكر قولاً ثانياً.

ثم قال أبو الحسن:"وجوابي على الأول وهو أن الله سبحانه مستو على عرشه وأنه فوق الأشياء وأنه بائن منه بمعنى أنه لا تحل ولا يحلها ولا يماسها".

وقال أبو الحسن في آخر الفصل بعد كلام كثير مع المعتزلة وعلى الآيات : "ومما يدل على أن الله فوق الأشياء ، وأنه مستو على عرشه كما أخبر في كتابه عن نفسه : أن المسلمين يشيرون بالدعاء إلى السماء وإلى جهة العلو ولا يشيرون إلى جهة الأرض وهذا إجماع منهم"

قلت: هذا كلام الشيخ أبي الحسن وهو الذي نقله أبو عمر واحتج به غير واحد من العلماء أن الله فوق عرشه كما ذكرنا ، وإنما حملني على ذكر هذا لأن كثيراً من الأصوليين وجهلة المتفقهين يتأول على أبي عمر أنه حشوي قاعد ومجسم ظاهر ، حتى أن بعض أشياخي أخبرني عمن لقيه أنه كان يقول ينبغي أن تقطع تلك الأوراق من كتبه أو تطمس!!.

وهذا كلام فيه تحامل لا يصدر مثله إلا عن تجاهل بما قالته قبله العلماء ، وسطرته في كتبه الأئمة الفضلاء ، وإنما كان عليه أن يبين ويوضح ويعلم ، وهذا الترمذي أبو عيسى قد ذكر في كتابه عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث يريد أحاديث الصفات أقروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة.

وقال الخطابي في "شعار الدين": "...وقد جرت عادة المسلمين وعامتهم بأن يدعو ربهم عند الابتهال والرغبة إليه ، ويرفعوا أيديهم إلى السماء وذلك لاستفاضة العلم عندهم بأن المدعو سبحانه في السماء".
المصدر : دفاع القرطبي عن ابن عبدالبر من اعتداء جهلة الأشعرية!! / فيصل

=الاشاعرة يصفون المعتزلة بالخنث : (ويلزم الاشاعرة عدم الانكار على من وصفهم بمخانيث الجهمية)
الشهرستاني (م:548هـ)، قال عن المعتزلة: (الخناثي من المعتزلة لا رجال ولا نساء)، انظر نهاية الإقدام (ص:59). وعبارة المعتزلة مخانيث وردت في النفح الطيب (5/307).
المصدر : مفاهيم يجب أن تصحح / أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري

=الاشاعرة موافقون للمعتزلة :
قال البوطي في "كبرى اليقينيات الكونية" في باب "جوهر الخلاف بين المعتزلة وأهل السنة والجماعة" : (ثم المعتزلة فسروا هذا الذي أجمع السلمون على إثباته لله تعالى –أي صفة الكلام- بأنه أصوات وحروف يخلقها الله في غيره كاللوح المحفوظ وجبريل، ومن المعلوم أنه حادث وليس بقديم. ثم إنهم لم يثبتوا لله تعالى شيئاً آخر من وراء هذه الأصوات والحروف، تحت اسم: الكلام.
أما جماهير المسلمين، أهل السنة والجماعة، فقالوا: إننا لا ننكر هذا الذي تقوله المعتزلةأي أن القرآن المقروء والموجود بين دفتي المصحف مخلوق حادثبل نقول به، ونسميه كلاماً لفظياً ونحن جميعاً متفقون على حدوثه وأنه غير قائم بذاته تعالى، من أجل أنه حادث، ولكننا نثبت أمراً وراء ذلك وهو الصفة القائمة بالنفس والتي يُعبّر عنها بالألفاظ .... وهذا المقصود بإسناد الكلام إلى الله تعالى، وبه يفسر ما أجمع عليه المسلمون)اهـ . كبرى اليقينيات الكونية (ص125).
=الاشاعرة ليسوا على عقيدة إمام أهل السنة : الامام أحمد بن حنبل رحمه الله :
قال البوطي في كبرى اليقينيات(ص126):-
((وأمَّا الكلام الذي هو اللفظ،فاتفقوا على أنَّه مخلوق وعلى أنَّه غير قائم بذاته سبحانه، باستثناء أحمد بن حنبل وبعض أتباعه، فقد ذهبوا إلى أن الحروف والأصوات أيضاً قديمة بذاتها، وأنَّها هي المعني بصفة الكلام)).
المصدر: من هنا
تعليق: والذي يهمنا هنا هو أن الاشاعرة على خلاف عقيدة إمام أهل السنة أما عقيدة أهل السنة فلا يعرفها البوطي أصلا.

=انتشار الاشاعرة بسبب عطف الحنابلة :
قال شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي (ت476ه) : (( إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة )) بيان تلبيس الجهمية ، ط1 ، مكة ، مطبعة الحكومة ، 1392 ، ج 2 ص: 333 .
الامام الاشعري يلعن المعتزلة : (ويلزم منه ألزام الاشاعرة بعدم الانكار على من يلعنهم !)
" وذكر الذهبي عن الحافظ أبي العباس أحمد بن ثابت الطرقي أنه قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الأشعري الموسوم بالإبانة أدلة على إثبات الاستواء. ونقل عن أبي علي الدقاق أنه سمع زاهر بن أحمد الفقيه يقول: مات الأشعري رحمه الله ورأسه في حجري فكان يقول شيئاً في حال نزعه.لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا. اه‍ كلام الذهبي."
المصدر: أبُو الحسن الأشعري - بقلم: الشيخ حماد بن محمد الأنصاري - المدرس في كلية الشريعة بالجامعة

=الباقلاني (رحمه الله) المؤسس الثاني للمذهب الاشعري يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى أَحَبَّ الكفر ورَضِيَ به لأهل الفساد !
"و قال الباقلاني في كتابه المعروف بالانتصار في القرآن معنى قول الله تعالى ‏"‏ لا يرضى لعباده الكفر ‏"‏ وقوله تعالى ‏"‏ لا يحب الفساد ‏"‏ إنما معناه لا يحب الفساد لأهل الصلاح ولا يرضى لعباده المؤمنين أن يكفروا ولم يرد أنه لا يرضاه لأحد من خلقه ولا يحبه لأحد منهم ثم قال وإن كان قد أحب ذلك ورضيه لأهل الكفر والفساد‏.‏
قال أبو محمد (ابن حزم)‏:‏ وهذا تكذيب لله تعالى مجرد ثم أيضاً أخبر بأن الكفار فعلوا من الكفر أمراً رضيه الله تعالى منهم وأحبه منهم فكيف يدخل هذا في عقل مسلم مع قوله تعالى ‏"‏ اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ‏"‏ وأعجبوا لظلمة جهله إذ لم يفرق بين إرادة الكفر والمشيئة والخلق له وبين الرضا والمحبة" ا.هــ * الفصل في الملل والأهواء والنحل - للامام أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الأندلسي رحمه الله.


=الغزالي يعترف : الاشاعرة لا يشكلون نسبة واحد من ألف في الامة الاسلامية :
قال الغزالي : (فإن قيل فلم لم يكشف الغطاء عن المراد بإطلاق لفظ الإله ولم يقل[الرسول صلى الله عليه وسلم] أنه موجود ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا هو داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل ولا هو في مكان ولا هو في جهة بل الجهات كلها خالية عنه فهذا هو الحق عند قوم والإفصاح عنه كذلك كما فصح عنه المتكلمون ممكن ولم يكن في عبارته قصور ولا في رغبته في كشف الحق فتور ولا في معرفته نقصان
قلنا: من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بان هذا لو ذكره لنفر الناس عن قبوله ولبادروا بالإنكار وقالوا هذا عين المحال ووقعوا في التعطيل ولا خير في المبالغة في تنزيه ينتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلين وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم داعياً للخلق إلى سعادة الآخرة رحمة للعالمين ، كيف ينطق بما فيه هلاك الأكثرين...وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جداً بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمة الأمية)) إلجام العوام عن علم الكلام ص56-57

لذا صدق الامام ابن قدامة رحمه الله عندما قال في كتاب المناظرة في القرآن ص35 : ولا نعرف في أهل البدع طائفة (يكتمون) مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة و(الأشعرية) ا.هــ

=التمثيل بالكلام النفسي إنما هو للرد على المعتزلة (شهادة إمام الاشعرية السنوسي):
قال في شرح له صغير على عقيدته المشهورة المسماة ب"أم البراهين" عند الكلام على صفة الكلام ما نصه: "وكنه هذه الصفة يعني صفة الكلام وسائر صفات الله جل وعز محجوب عن العقل كالذات العلية فليس لأحد أن يخوض في الكنه بعد ما يجب لذاته سبحانه أو لصفاته وما يوجد في الكتب من التمثيل بالكلام النفسي إنما هو للرد على المعتزلة حيث قالوا إن الكلام لا يوجد من غير حرف ولا صوت فقال أهل السنة إنا نجد لنا كلاما نفسيا بلا حرف ولا صوت وفيه من كلام الفصحاء.
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * * جعل اللسان على الفؤاد دليلا.
وما قصدوا إلا التمثيل من حيث الحرف والصوت فقط أما الحقيقة فجلت صفات الله أن يماثلها شيء من صفات خلقه فإن كلامنا النفسي فيه حروف متعاقبة تنعدم وتحدث ويوجد فيه تقديم وتأخير وترتيب وغير ذلك فاعرف هذا فقد زلت هنا أقدام لم تؤيد بنور من الملك العلام "هذا كلامه فقد صرح بالحق

المصدر: تأويل الإمام أبي الحسن الاشعري لصفة الكلام كان من قبيل مغالطة الخصم لا على سبيل الاعتقاد ..شهد شاهد من اهلها..بل من ائمتها
النتيجة : لا يوجد كلام نفسي إنما تمثيل فقط لا غير. لا توجد صفة اسمها الكلام النفسي أيها المريد الاشعري المستغفل.

=توقف الصوفي الأشعري تقي الدين السبكي في العقيدة الاشعرية !!!


= الفلسفة في الفكر الاشعري
قال السنوسي الأشعري في (أم البراهين مع حاشية الدسوقي عليها ص70-71): » وليحذر المبتدئ جهده أن يأخذ أصول دينه من الكتب التى حشيت بكلام الفلاسفة وأولع مؤلفوها بنقل هوسهم، وما هو كفر صراح من عقائدهم، ….. وذلك ككتب الإمام الفخر في علم الكلام وطوالع البيضاوي، ومن حذا حذوهما في ذلك، وقل أن يفلح من أولع بصحبة الفلاسفة».
أقول: وهل الأشاعرة المعاصرون إلا على عقيدة الرازي ومن تبعه كالايجي؛ فدونك حكم أحد متأخريهم عليهم.
المصدر : اعترافات أشعرية في بيان حقيقة التوحيد الذي أرسل الله به رسله عليهم السلام

= التفصيل في مصطلح التجسيم عند كبار الاشاعرة :
قال أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني الحنفي , من كبار علماء الأشاعرة ذكر له الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء (17|651) هذه المقولة :
"من سمى الله جسما من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته , فقد أصاب المعنى وأخطأ في التسمية فقط ".

= الغزالي يعترف بالعجز عن التحديد لا يلزم منه الجهل (التفويض) :
فها هو شيخكم الغزالي في المنخول بعد أن زيّف جميع تعاريف من سبقه لـ"العلم" قال :
" والمختار أن العلم لا حد له إذ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه ولا عبارة أبين منه، وعجْزُنا عن التحديد لا يدل على جهلنا بنفس العلم " ا.هـ المصدر: التفويض في الصفات وحقيقة مذهب السلف ( الجزء الأول : المبحث التأصيلي )

 
فرع: في تقرير عبد الله بن سعيد بن كلاب (شيخ الامام الاشعري والمؤسس الحقيقي لفرقة الاشاعرة) لعلو الله تعالى على عرشه، وإبطال من زعم أنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا حال فيه ولا محايث له
قال: (ويقال لهم أهو فوق ما خلق؟ فإن قالوا: نعم، قيل: ما تعنون بقولكم إنه فوق ما خلق؟ فإن قالوا: بالقدرة والعزة، قيل لهم: ليس عن هذا سألناكم، وإن قالوا: المسألة خطأ، قيل: فليس هو فوق، فإن قالوا: نعم ليس هو فوق، قيل لهم: وليس هو تحت، فإن قالوا: ولا تحت أعدموه، لأن ما كان لا تحت ولا فوق فعدم، وإن قالوا: هو فوق وهو تحت، قيل لهم: فوق تحت وتحت فوق ....وقال أيضاً: (يقال لهم إذا قلنا الإنسان لا مماس ولا مباين للمكان فهذا محال، فلا بد من نعم، قيل لهم: فهو لا مماس ولا مباين، فإذا قالوا: نعم، قيل لهم: فهو بصفة المحال من المخلوقين الذي لا يكون ولا يثبت في الوهم، فإذا قالوا: نعم، قيل: فينبغي أن يكون بصفة المحال من هذه الجهة، وقيل لهم: أليس لا يقال لما ليس بثابت في الإنسان مماس ولا مباين؟ فإذا قالوا: نعم، قيل: فأخبرونا عن معبودكم مماس هو أو مباين؟ فإذا قالوا: لا يوصف بهما، قيل لهم: فصفة إثبات الخالق كصفة عدم المخلوق، فلم لا تقولون عدم كما تقولون للإنسان عدم إذا وصفتموه بصفة العدم، وقيل لهم: إذا كان عدم المخلوق وجوداً له فإذا كان العدم وجوداً كان الجهل علماً والعجز قوة) اهـ. نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (6/120) وفي مجموع الفتاوى (5/318)

المصدر : من الكتاب الرائع للشيخ فيصل بن قزار الجاسم : الأشاعرة في ميزان أهل السنة.
 

26 يناير، 2011

فضيحة شيخ الأزهر الصوفي الأشعري أحمد الطيب يزعم أن اسم الله تعالى تشترك فيه الاصنام !!!

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيحة من فضائح شيخ الأزهر الصوفي الأشعري يزعم أن اسم الله تعالى تشترك فيه الاصنام !!!
  وهذا من جهله باللغة العربية وجهل الصوفية بأسماء الله تعالى وبدين الاسلام عموما
ويريد أن يرد على اهل السنة لقد أضحكنا من ضعفه العلمي وغبائه !

رحم الله العلامة محمود شكري الآلوسي فقد قال في كتابه غاية الأماني في الرد على النبهاني القبوري : "…لا تجد في عصر من الأعصار من يذب عنه-أي: عن ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ويختار قوله، ويسلك مسلكه، إلا وهو الفائق على غيره: ذكاء وفطنة وإنصافاً، ولا تجد من يخالفه ويعاديه، إلا وهو من أهل الغلو، والغباوة، وحب الدنيا والمخالف للسنة، والمعادي للحق…" ا.هــ

حمل الفيديو (من هنا)
أوشاهده بالصوت والصورة


وهذا تعليق سريع أرسلته لأحد الاخوة الافاضل
فيديو عار !!! للقبوري الجهمي أحمد الطيب وهو يزعم أن اسم الله جل جلاله يشترك لغويا فيه الاصنام !!!
http://www.archive.org/details/MeaningOfAllahAsSeenBySufiAhmedAttayyib

والجاهل لم يعرف أن المشترك فيه هو لفظ الإله وليس إسم الله جل جلاله !!!!!!!!!!!!
فهل سمعتم أن هناك صنم إسمه ("لا أريد أن اكتب لفظ الجلالة") ... والله كبيرة !!! لقد قال كفرا !!!

اسم الله سبحانه وتعالى مشتق من الاله - اشتقاق وليس وضع لغوي !!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!الغبي لا يفرق بين الاشتقاق والوضع اللغوي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الاشتقاق يعني أن الكلمة اشتقت من كلمة أخرى. فهما كلمتان مختلفتان.
بينما الوضع اللغوي هو أن الكلمة الواحدة لها اكثر من معنى . والسبب أن الكلمة أول ما أطلقت أطقلت على شئ معين -في من يزعم- ثم أطلقت على شئ ثان. فأصبح للكلمة الواحدة معنيين.

باختصار :

الاشتقاق = كلمتان مختلفتان لمعنيين اثنين.
والوضع اللغوي = كلمة واحدة مشتركة لمعنيين اثنين.

لا يعرف ربه ثم يخوض فيه بعقله ويدعو غيره !!!
هذه من أعظم الفضائح إن لم تكن أعظمها على الاطلاق !!

للاسف ليس عندي وقت لعمل رد مرئي للفيديو. يوجد مقطع مرئي للشيخ سالم الطويل يبين فيه معنى الاله وينقد فيه جهل القبورية لكن الوقت ضيق للاسف.

هل يوجد صنم اسمه " XXX"
يجب أن ننزه اسم الله عن أن نضعه لصنم ولو لتبيين جهل هذا الاشعبوري

معنى اسم الله تعالى - للشيخ سالم الطويل

25 يناير، 2011

الرد على زعم بطلان تراخي الاستواء عن خلق السماوات والأرض


بسم الله الرحمن الرحيم

 الرد على زعم بطلان تراخي الاستواء عن خلق السماوات والأرض
          الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه .أما بعد: 
         إن من بدع الأشاعرة تأويل صفة الاستواء، وزعمت بأن الاستواء في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بمعنى الاستيلاء،وقد رد أهل العلم واللغة هذا التأويل الباطل من غير وجه، منها:
          قالوا: قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فالعرش كان موجوداً قبل خلق السماوات والأرض، أما الاستواء بعد خلق الأرض، فلو كان الاستواء بمعنى الاستيلاء، فلا يمكن أن يكون العرش قد أتت عليه مدة وهو ليس بمستول عليه.
          فقالت بعض الأشاعرة: هذا لا يلزم؛ لأن حرف (ثم) لا تفيد الترتيب والتراخي، بدليل قوله تعالى:{خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا{ وقال: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ} وقال: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ...} وقال الشاعر:
إن من ساد ثم ساد أبوه ......... ثم ساد قبل ذلك جده
          وقد أجاب علامة النحو وإمام العربية ابن هشام جمال الدين أبو محمد الشافعي ثم الحنبلي، عن الآيات وقول الشاعر بأجوبة فقال:
"والجواب عن الآية الأولى من خمسة أوجه:
          أحدهما: أن العطف على محذوف، أي: من نفس واحدة أنشأها، ثم جعل منها زوجها.
          الثاني: أن العطف على واحدة على تأويلها بالفعل، أي: من نفس توحدت، أي انفردت، ثم جعل منها زوجها.
          الثالث: أن الذرية أخرجت من ظهر آدم - عليه السلام -، كالذر ثم خلقت حواء من قصيراه.
          الرابع: أن خلق حواء من آدم لما لم تجر العادة بمثله، جيء بثمّ إيذاناً بترتبه وتراخيه في الإعجاب وظهور القدرة، لا لترتيب الزمان وتراخيه.
          الخامس: أنّ (ثم) لترتيب الأخبار، لا لترتيب الحكم، وأنه يقال: بلغني ما صنعت اليوم ثم ما صنعت أمس أعجب، أي: ثم أخبرك أن الذي صنعته أمس أعجب...
          وقد أجيب عن الآية الثانية أيضاً بأنّ (سواه) عطف على الجملة الأولى، لا الثانية.
          وأجاب ابن عصفور على البيت بأن المراد أن الجد أتاه السؤدد من قبل الأب، والأب من قبل الابن..." اهـ.
[انظر: مغني اللبيب (1/117-118]

          قلت: قد نسب البغدادي في خزانة الأدب (11/37) بيت الشعر لأبي نواس الحسن وقال: "وهذا البيت من شعر مولد لا يوثق به، وأوله مغير، وهو أول أبيات سبعة لأبي نواس الحسن بن هانئ مدح بها العباس بن عبيد الله بن أبي جعفر".
          وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بقلم : أحمد الرئيسي
---------------
شبكة الرد ـ السبت 25 رجب 1427هـ ـ الموافق 19 أغسطس 2006م
  المصدر: شبكة الرد الالكترونية

أهم سمات المذهب الأشعري - الصفات الفعلية وحلول الحوادث

بسم الله

أهم سمات المذهب الأشعري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطاهرين وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.... وبعد:
          إن من أهم سمات المذهب الأشعري إجماع متقدمي الأشاعرة ومتأخريهم على مسألة الصفات الفعلية والتي يسميها الأشاعرة مسألة حلول الحوادث، وذلك بخلاف الصفات الخبرية فإن الخلاف قائم بين المتقدمين والمتأخرين.
          تعتقد الأشاعرة بأن أفعال الله عبارة عن تعليقات القدرة بالمقدورات، دون قيام فعل بذاته تعالى.
          فأثبتوا للقدرة تعليقين:
          الأول: تعلق صلوحي قديم؛ وهو صلاحيتها في الأزل لإيجاد كل ممكن فيما لا يزال أي حين وجوده.
          الثاني: تعلق تنجيزي حادث؛ وهو إبرازها بالفعل للممكنات التي أراد الله وجودها؟ 
             تعلقها في الأزل أعم؛ لأنها صالحة في الأزل لإيجاد ممكن على أي صفة كانت، بخلاف تعلقها التنجيزي فإنه تعلقها بالممكن الذي أراد الله وجوده على أي صفة كانت.
[انظر: حاشية الدسوقي على شرح أم البراهين (ص98)، وحاشية إبراهيم البيجوري على متن السنوسية (ص19).]
          قد قابلت الماتريدية هذا الرأي وقالت برجوع جميع صفات الأفعال إلى صفة التكوين القديمة عندهم، ومغايرة لصفة القدرة، وهذا ما ذهب إليه الغزالي.
[انظر: تبصرة الأدلة لأبي المعين النسفي (1/339)]
          ووجه الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية، إن الأشاعرة تعتقد بحدوث صفات الفعل ـ مع إنكارهم بحلول الحوادث بذات الله ـ، أما الماتريدية فإنها تعتقد بقدم جميع الصفات.
          فزعمت الأشاعرة بأن الاعتقاد قدم الصفات يفضي إلى القول بتسلسل الحوادث وهو ممنوع، ولم تلتزم الماتريدية بهذا الإلزام فرأت بأن القول بقدم الصفات لا يؤدي إلى القول بتسلسل الحوادث لأن التكوين غير المكون.
          في حين تعتقد أهل السنة والجماعة من أتباع السلف الصالح بأن تسلسل الحوادث ممكن في الماضي والمستقبل؛ فإن الله لم يزل حياً، والفعل من لوازم الحياة، فلم يزل فاعلاً لما يريد، والفعل غير المفعول، وصفات الفعل قائمة بالله متعلقة بمشيئته، والمفعول منفصل عن الله تعالى.
          وأصل هذا الخلاف ومنشأة: الفعل هل هو المفعول أو غيره؟ وهذه المسألة مرتبطة بمسألة حلول الحوادث.
          فالذين ينفون حلول الحوادث زعموا بأن الفعل هو المفعول؛ ومعنى ذلك: أن الفعل لا يقوم بالله تعالى، فعل سبيل المثال: يفسرون أفعاله المتعدية كقوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} أن ذلك وجد بقدرته من غير أن يكون منه فعل قام بذاته، فحاله قبل أن يخلق وبعد ما خلق سواء، لم يتجدد عندهم إلا إضافة نسبة وهي أمر عدمي لا وجودي، كما يقولون في كلامه واستواءه. وهذا قول الأشاعرة.
[انظر: مجموع الفتاوى (5/378)وما بعدها]
          والمقدمة التي بنت عليها الأشاعرة مذهبهم أنه لو كان الفعل غير المفعول: لكان إما قديماً أو حادثاً: فإن كان قديماً لزم قدم المفعول، وهو محال، وإن كان حادثاً لزم أن تقوم به الحوادث، وثم ذلك الحادث يفتقر إلى حادث آخر ويلزم التسلسل وهذا باطل.
          قلنا: لو سلمنا جدلاً بأن الفعل يفتقر إلى فعل قبله، فذاك غير ممتنع، وليس هذا تسلسلاً في الفاعلين والعلل الفاعلة، بل هو تسلسل في الآثار، وهو حصول الشيء بعد شيء، ودليله قوله تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} فكلمات الله لا نهاية لها، وهذا تسلسل جائز كالتسلسل في المستقبل؛ لأن نعيم الجنة لا ينفذ، فإذا كان هذا التسلسل جائز في المستقبل فما الذي يمنع أن يكون في الماضي.
[للمزيد انظر: مجموع الفتاوى (6/231-232)، ومنهاج السنة (2/306-307)]
          فإن مذهب الأشاعرة في الأفعال التي هي المفعولات المنفصلة باطل، وقد فتحت على نفسها باباً تسلط من خلاله الفلاسفة القائلين بقدم العالم، فقالت لهم: إن الفعل لو كان صفة كمال لزم عدم الكمال في الأزل، وإن كان صفة نقص لزم اتصافه بالنقائص. فلم تجد الأشاعرة من هذا الإلزام مفراً إلا أن تقر بأنه ليس صفة نقص ولا كمال.
[انظر: مجموع الفتاوى (6/241)]
          وكما تسلط المعتزلة على الأشاعرة وضعضعوا حجتهم، وألزمت الأشاعرة أن يجعلوا الله موصوفاً بمفعولاته القائمة بغيره، حتى قالوا: من فعل الظلم فهو ظالم، ونحو ذلك، فعجزت الأشاعرة عن مناظرتهم في هذا المقام، في مسألة القرآن ومسائل القدر بكونهم سلموا لهم بأن الرب لا تقوم به صفة فعليه، فلا يقوم به، لزمهم أن يقولوا: هو موصوف بمفعولاته، فلا يجب أن يكون القرآن قائماً به، ويكون مسمى بأسماء القبائح التي خلقها.
[انظر: التسعينية (2/487)وما بعدها]
          وهذا باطل بل أن الموصوف بهذه الأسماء من قامت به هذه الأفعال لا من جعلها فعلاً لغيره أو قائمة بغيره.
          وليتدبر السالك لطريق أهل السنة والجماعة من أتباع السلف الصالح ما وقعت فيه الأشاعرة في أصولهم من اضطراب، وليحمد الله على الهداية، وليقل: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا للإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم.
          وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

بقلم : أبو إبراهيم أحمد الرئيسي البلوشي الحنفي

--------------------
شبكة الرد ـ الثلاثاء 14 رجب 1427هـ ـ الموافق 8 أغسطس 2006م.

السلفيون هم العقلانيون!

بسم الله الرحمن الرحيم
السلفيون هم العقلانيون!

أ. د. جعفر شيخ إدريس
قال صاحب العالِم السلفي له وهو يحاوره: إنكم - معشرَ السلفيين - متهمون بأنكم ليسوا بعقلانيين!
قال العالم السلفي: إذا كان المقصود بالعقلانية قبول مقتضيات العقل، بأن تقبل النتائج التي تؤدي إليها الحجة العقلية الصحيحة، وبأن لا يقبل التناقض وألا تُقبَل دعوى إلا بدليل، وإذا كان المقصود به إعمال العقل والتفكر؛ فنحن أجدر من غيرنا بوصف العقلانية.
قال صاحبه: كيف تكونون أكثر عقلانية من غيركم وفيهم من يقدم العقل على النص؟ أليس مثل هذا أجدرَ بوصف العقلانية منكم؟
قال العالم: بل هذا من قلة عقلهم!
قال صاحبه: كيف؟
قال العالم: أليسوا مسلمين دلّتهم عقولُهم على أن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن الكتاب الذي جاء به هو كلام الله؟
قال صاحبه: بلى!
قال العالم: فقد علموا - إذن - أن ما قاله الله في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - هو الحق الذي لا ريب فيه؟
قال صاحبه: أَجَلْ!
قال العالم: فما معنى أن تجعل العقلَ فوق كلام تعلم أنه الحق؟
قال صاحبه: فماذا تقولون أنتم معاشر السلفيين؟
قال العالم: نقول ما قال كثير من أئمتنا: إن ما دل عليه العقل الصريح لا بد أن يكون موافقاً لما جاء به النقل الصحيح، فإذا حدث خلاف بينهما في أمر معين؛ فلا بد أن يكون راجعاً إما إلى: خطأ في نقل النص، أو في فهمه، أو في أن ما نُسِب إلى العقل ليس في الحقيقة بعقل صريح.
قال له صاحبه: إن هؤلاء المسمين بالعقلانيين يقولون: إنكم لا يمكن أن تكونوا عقلانيين، وأنتم تبنون دينكم على التبعية لأناس لا مزية لهم إلا أنهم سلف عاشوا في الماضي؟
قال العالم السلفي: نحن أولاً لا نأخذ ديننا من الرجال سواء كانوا في الماضي أو في الحاضر. إن مصدر الدين عندنا هو كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، لا نقدم عليهما غيرهما، كما أمرنا الله - تعالى - بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الحجرات: ١].
قال صاحبه: فما صلتكم بأولئك السلف إذن؟
قال العالم السلفي: دعنا أولاً نحدد ماذا نعني بالسلف. السلف عندنا هم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم التابعون لهم، ثم تابعو أولئك التابعين. وصِلَتُنا بهم هي الاقتداء بهم في فهم الدين وتطبيقه لأسباب إذا تدبّرها الإنسان وجدها في غاية العقلانية.
قال صاحبه: ما هذه الأسباب؟
قال العالم: منها أولاً: أن الله - تعالى - قد أثنى على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثناء يدل على فقههم للدين وإخلاصهم في العمل به، من ذلك قوله - تعالى -: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْـمُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [الفتح: ٨١ - ٩١]
{وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: ٧].
وثانياً: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».
والخيرية تتضمن الفقه في الدين وحسن العمل به، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «من يُرِدِ اللهُ به خيراً يفقّهْهُ في الدين».
وثالثاً: أن هذه الأجيال الثلاثة هي الأجيال التي نزل القرآن بلغتها وتكلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بلسانها؛ فهي أجدر بأن تفقه كلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غيرها؛ ولأن الصحابة منهم عاصروا نزول الوحي، وشهدوا المناسبات التي تكلم فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فتعلموا منه مباشرة كما تعلم بعضهم من بعض.
ورابعاً: أن الله - تعالى - أمرنا بأن نقتدي بكل من شهِد له بأنه على الحق، كما قال - تعالى -: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ٠٩].
قال صاحبه: لكن هذا معناه أنكم تجمدون على فهم قديم للدين ولا تسمحون بفهم جديد له ولا اجتهاد فيه؟
قال العالم: أولاً: إنه لا يضير الفهم الصحيح أن يكون قديماً أو جديداً؛ فنحن ما نزال نحاول فهم الشعر الجاهلي كما فهمه من سبقنا، ولا يزال الغربيون يحاولون فهم فلسفات اليونان كما فُهمت في عصرها.
وثانياً: إن مما نتلقاه من السلف هو ما يمكن أن تسميه بالإدراك الأساس لمعاني النصوص، وهو إدراك ضروري لكل تفكّر في النصوص واجتهاد فيها.
قال صاحبه: ما ذا تعني؟
قال العالم: أعني أنك إذا لم تدرك المعنى الأساس للكلام؛ فكيف تتأمله أو تفكر فيه؟
قال صاحبه: إذن؛ فأنتم تُعمِلون العقل حتى في النصوص؟
قال العالم: أجل! لأن ربنا يأمرنا بأن نتدبر كتابه؛ وهل يكون تدبر إلا بإعمال العقل؟
قال صاحبه: ما الفرق إذن بينكم وبين من يسمَّوْن بالعقلانيين؟
قال العالم: نحن لا نسلِّم بأنهم هم العقلانيون، بل نرى في منهجهم تناقضاً يتنافى مع العقلانية كما ذكرت لك من قبل.
قال صاحبه: فما مجال العقل في الشرع في رأيكم؟
قال العالم: يعمل العقل في مجالات كثيرة بيّنها القرآن الكريم، فمنها إدراك المعنى الأساس، وهو إدراك عقلي يستوي فيه المؤمن والكافر الذي يتكلم اللغة التي نزل بها كتاب الله وتحدث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال - تعالى -: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: ٥٧] .
إن الإنسان لا يؤمن بكلام أو ينكره، ولا يرويه على حقيقته أو يحرفه؛ إلا بعد أن يعقله.
قال صاحبه: شيء آخر مهم يتهمونكم به ويعدونه أمراً مخالفاً للعقل؛ يقولون: إنه على الرغم من أنكم تقرؤون قول الله - تعالى -: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١]، إلا أنكم في الواقع تشبِّهون الله - تعالى - بمخلوقاته حين تصفونه باستواء حقيقي، ونزول حقيقي، أو تقولون: إن له عيناً حقيقية؟
قال العالم: فماذا يقولون هم؟ أيقولون إن الله - تعالى - يصف نفسه بأوصاف غير حقيقية؟
قال صاحبه: يقولون: إن هذه الصفات لا يتصف بها على حقيقتها إلا المخلوقات، ولذلك فلا بد من تأويلها حين يوصف بها الله، تعالى.
قال العالم: هذا أيضاً من قلة عقلهم وضيق عطنهم، وإلا فأين وجدت في العقل ما يدل على أن الصفات الحقيقية هي صفات المخلوقات؟ بل إن الذي يدل عليه العقل وتدل عليه المشاهدة؛ هو أن للصفات معاني تأخذ كيفيات مختلفة بحسب الموصوف بها؛ فالعين - مثلاً - لها معنى واحد، لكن عين الإنسان غير عين الحمامة، وعين الحمامة غير عين الجمل، وهكذا. فإذا صح هذا في المخلوقات التي بينها شبه، فلماذا لا يصح بالنسبة لله الذي ليس كمثله شيء؟
إننا نعرف معاني صفات مثل: العين، والاستواء، والنزول، والرحمة؛ لكننا لا نعرف الكيفيات التي يتخذها حين يتصف بها الخالق، سبحانه. وهذا هو معنى قول الإمام مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول.
ثم إنك إذا جعلتها قاعدة لك مطّردة؛ أن لا تصف الله - تعالى - بصفة يتصف بعض مخلوقاته بمعنى من معانيها؛ انتهى بك الأمر إلى إنكار وجود الخالق؛ لأنك لن تستطيع حينئذٍ أن تصفه - سبحانه - حتى بأنه موجود ما دمت تصف مخلوقاته بهذه الصفة، ولن ينفعك أن تقول (إنك تلجأ إلى التأويل) لأنك حين تؤول لا بد لك من استعمال صفة الصفات، كل ما هنالك أنك تستبدل بالصفة التي جاءت في كتاب الله صفة أخرى؛ فهل تؤوِّل هذه ثم تؤوِّل التي أوّلت بها.. وهكذا إلى ما لا نهاية

المصدر : منتدى أنا المسلمة
للفائدة : العقل والنقل

22 يناير، 2011

مقالات مختارة عن التصوف وعبادة القبور

بسم الله الرحمن الرحيم
مقالات مختارة عن التصوف وعبادة القبور
مقارنة بين عقل النملة وعقل الأشعبوري !
من أدلة بطلان العقيدة الاشعرية أنها سمحت بتغلغل الصوفية فيها فلا تكاد تجد أشعريا إلا وهو صوفيا قبوريا. فالنملة أعقل من القبوري الاشعري والدليل أنه : عندما أتى سليمان عليه السلام وجنوده على وادي النمل لم تستغث النملة العاقلة الموحدة بميت بل ذهبت محذرة قومها بينما ذهب الصوفية القبوريون مستغيثين بقبر أبي عمر عندما أتى جنود التتار على قرى المسلمين فكان مصيرهم الذبح ! قال تعالى: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً [الفرقان : 44] فالانعام لا تسأل الاموات والصوفية القبورية يسألون الاموات ! فالقبوريون أضل من الانعام !
الإمام الأشعري لم يكن قبوريا !!!

  1. الصوفية في سؤال وجواب
  2. الإرهاب الفكري الصوفي من أقوى أسلحة القبورية
  3. أعظم سلاح قبوري على الاطلاق: التقية الصوفية والتقية الرافضية
  4. النقض النقلي العقلي في جواز دعاء الأموات الصوفي بوجوب التواتر
  5. مجموعة من مشاركات أبي نسيبة في بوابة الرد على الصوفية
  6. كل شئ عن التصوف
  7. أشعبوري أو الشعبوري = الصوفي القبوري المتمشعر 
  8. هل يجوز التوسل بالشيخ الصوفي القبوري عبد الله بن بية قبل موته (تدعونه من كل مكان وفي كل زمان) 
  9. ما معنى حضرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
مع الصوتيات التي في واجهة المدونة

التجسيم عند ائمة فرقة الاحباش الصوفية الاشعرية القبورية

بسم الله
 التجسيم عند ائمة فرقة الاحباش الصوفية الاشعرية القبورية
للكاتب : ( أبو نسيبة )

أليس هذا تجسيما عند أحد أكبر ائمة الصوفية المتمشعرة ؟!
والطريقة الرفاعية أدناه هي طريقة فرقة الاحباش الجهمية القبورية !!

قال الشيخ سليم الهلالي :
1- جعل روح الرفاعي مركبة من خلاصة أرواح الأنبياء، بل ومن نور وجه الله -عز وجل-!!
زعم أبو الهدى الصيادي أن الرفاعي قال: «وحق العزيز-سبحانه وتعالى-؛ قبض العزيز -جل جلاله- من نور وجهه قبضة؛ فخلق منها سيدنا المصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم؛ فرشحت، فخلقني منها» المصدر: «قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر» (ص133). نقلا عن مقال بعنوان الطريقة الرفاعية بقلم » الشيخ سليم بن عيد الهلالي.

تعليق :
1- هل سيقولون النور هنا شئ معنوي مثل الهداية ؟! فالخلق كما في السياق لم يكن من المعاني ولا نعرف أن الخلق يكون من المعاني أصلا ! ولا المعاني يؤخذ منها (قبضة) !
وعلى فرض أنه هداية
2- ماذا عن إثبات صفة الوجه؟ هل سيزعمون أنها صفة معنوية ؟! وهل للصفة "المعنوية" نور !!!
3- وماذا عن القبضة !! أليست القبضة باليد !! (بالمناسبة لم أبحث في كتب اللغة)
4- وأليس النور ملازم للذات وبالتالي يحدها !
5- لم نتعرض لعقيدة الحقيقة المحمدية عند الصوفية هنا فهذا شئ آخر !
لكن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم عندهم من نور وإيمانهم بالحقيقة المحمدية فيه شاهد بل دليل على أن النور ليس معنويا بل نورا إلهيا غير مخلوق !
فالحقيقة المحمدية هي الانسان الكامل وهو أن "هذا الموجود الأول فاض عن الله تعالى كما يفيض نور الشمس عن الشمس، لم يخلقه بل صدر عنه، فهو نور من نور" انظر الإنسان الكامل، عبدالرحمن بدوي، الموسوعة الفلسفية 1/136، بنية العقل العربي، الجابري ص378 . نقلا عن المــولد النبـوي، ما وراءه؟! .. (2) / أبو سارة
وكون الانسان الكامل هو الموجود الأول يعني أن (النور غير مخلوق) !!
6- ولماذا أضيف النور الى وجهه الكريم عز وجل  إن كانت إضافة تشريف أو ملكية؟ فكل المضافات التشريفية والملكية مضافة الى الله تعالى لا إلى وجهه الكريم. مثلا : بيت الله ناقة الله ملك الله نبي الله أرض الله الخ.
ما رأيكم بورك فيكم

للنقاش :

21 يناير، 2011

عبد الله بن بية صوفي قبوري جهمي

بسم الله الرحمن الرحيم

قال في مقال نشره بعنوان:  التأصيل الشرعي للتصوف|| 

"أود أن أشكر معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور أحمد التوفيق, لدعوتكم لهذا المؤتمر الكبير الذي ينعقد تحت رعاية أمير المؤمنين نصره الله. "
الى أن قال :
"...  المأخذ الخامس: مسألة التوسل والتبرك وهي مسألة كتب فيها الكثير وكادت أن تصل إلى حد التكفير على الرغم من حديث الأعمى، وهو حديث كما يقول الحاكم صحيح على شرط الشيخين، وأقر الشيخ تقي الدين ابن تيمية بصحته، إلا أنه تأوله وهذا الحديث أصل ولم ينقل عن أحد من الأئمة إنكاره وصح عن الإمام أحمد نصا التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال المرداوي ولو لم يكن له أصل لكفاه أنه لا يوجد نص واحد بخلافه إلا عمومات لا تنهض دليلا. المأخذ السادس: مسألة الاستغاثة وهذ هي الطامة الكبرى والكارثة الجلى، فهي من نواقض الإسلام عندهم، حتى ولو كانت برسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد بنوا عليها قاعدة الاستغاثة بغيره تعالى في ما لايقدر عليه إلا الله جل وعلا فجعلوا الاستغاثة بالأصنام كالاستغاثة بسيد الأنام؛مرددين {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة- الآية} إلى غير ذلك من الآيات التي استشهد بها في غير محلها واستدل بها في غير مدلولها، متناسين حديث صحيح مسلم في ترحُّمه على عامر بن الأكوع، وقول عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: هلا أمتعتنا به يطلب منه أن يطيل عمره". وهنا لطيفة يغفل عنها كثير من الناس, وهي أن مستويات الإسناد مختلفة فالفعل قد ينسد إلى الله عز وجل باعتبار ويسند إلى غيره من المخلوقات باعتبار آخر. كما في قوله تعالى " الله يتوفى الأنفس" وقوله " قل يتوفكم ملك الموت" فأسند التوفي لله عز وجل تارة وأسنده لملك الموت تارة أخرى. ونظائر هذا في القرآن والسنة كثير. وحديث مالك الدار الذي فيه استغاثة رجل به عليه الصلاة والسلام بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى قائلا: استسق لأمتك. وذكر ذلك لعمر, وما أنكره ولم ينكره أحد من الصحابة. وهذا الحديث صححه الحافظ ابن حجر والحافظ ابن كثير. وأنكر بعضهم اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على شؤون الناس في دار الدنيا, مع ما يقتضيه قوله عليه الصلاة والسلام " حياتي خير لكم ومماتي خير لكم" وقد صححه العلماء بما فيهم ابن عبد الهادي مع مذهبه المعروف. وبالجملة فلو لم يوجد دليل لما كان ذلك دليلا على المنع بل قصارى ما يكون أنه دليل على رفع الحرج وأنه غير مطلوب. °°°°° وكل هذه القضايا تدخل فيما يسمى ببدعة الترك ولنا فيها بحث طويل في كتاب " مشاهد المقاصد"، ذكرنا فيه موقف الشاطبي ومن خالفه. "
 الى أن قال :
" وهنا أوجه دعوة للصوفية والفقهاء لتجديد هذا العلم بإيضاح فضائله، وتفصيل مسائله، ووضعه في صحيح إطاره وإظهار ما ألصق به " مما ليس داخلا في حقيقته،ولا موافقا لطريقته. وبذلك تحيى القلوب وتشرق الأرواح، وفي ذلك حياة الدين، لأنه إحياء لعلوم الدين كما سماه شيخ التصوف الرياضي أبو حامد ، وأن تعقد ندوات لتجديد التصوف. وهذا التجديد المنشود يبدأ بإزالة الجفوة بين الفقه والتصوف فهما صنوان و"شقيقان في الدلالة على أحكام الله تعالى وحقوقه" على حد عبارة سيدي أحمد زروق في القاعدة 20 من قواعد التصوف. فالتصوف حجة على الصوفي وليس الصوفي حجة على التصوف، وما ذلك بعزيز على همة أخينا أحمد التوفيق وفقه الله لخير الدارين وأفضل النجدين وجمع له بين الحسنيين. "

هذا هو حال الصوفية تدعمه انظمة الحكم والدول الغربية الصليبية

للفائدة :
هل يجوز التوسل بالشيخ الصوفي القبوري عبد الله بن بية قبل موته (تدعونه من كل مكان وفي كل زمان)
الصوفي عبد الله بن بية (بوابة الرد على الصوفية)

توضع لاحقا

هل يجوز التوسل بالشيخ الصوفي القبوري عبد الله بن بية قبل موته (تدعونه من كل مكان وفي كل زمان)





وبه نستعين وصلى الله على رسوله الأمين وعلى آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين وعلى من اتبعهم بإحسان ولم يدع ميتا الى يوم الدين ولا عدوان الا على الظالمين

سنطرح سؤالا للأحياء من الصوفية (أقصد الذين لا تزال قلوبهم حية لم تمت بعد بسبب بدعة الاستعانة بالاموات الشركية) إن شاء الله

وحتى نعرف سر ضحك ائمة الصوفية على مريديهم واستغفالهم بدعائهم الاموات لا الاحياء قبل أن يموتوا !!!

نقول أيها الصوفية لماذا تدعون الأموات وقد كانوا أحياء فلا تدعونهم قبل موتهم ؟؟!
مثلا البدوي الميت تسألونه الآن بغض النظر عن كونه زنديقا عند من يعرفه. فلو كان حيا لم يمت بعد هل كنتم سائليه ؟

وبالتالي دعونا نسقط القاعدة على الأحياء -كمثال- وهذا ليس فيه تهجم على الشخص لأن هذه عقيدته وهذه مسألة علمية نريد بها الوصول الى الحقيقة :
قبل أن يأتي (جيل الصوفية القادم) ليسأل الصوفي الشيخ (عبد الله بن بية ) عندما يموت ! .. نريدكم أن تدعوه الآن لنرى كيف سيفيدكم وبالتالي ستبرهنون على صدق عقيدتكم أم كذبها أمام الناس !!
بدل أن تسألوه ميتا وأنتم تعرفون أن الميت قد غاب ولا يستطيع أحد من أهل السنة والعقل أن يسأله ليعرف بطلان ترهاتكم - ونحن نعرف أن هذه العقيدة ترهات شركية لكن فقط لنضع من يؤمن بها فوق صفيح ساخن ؟؟؟!!!

بالمناسبة : أرجو أن يرسل محبوا الشيخ هذا الموضوع اليه لكي يفتينا حول جواز سؤال شخصه حيا وميتا !!!
ولماذا ترسلونه ألا يعرف هو الآن بهذا الموضوع ؟!! أم يحتاج الى الانترنت وبريد الكتروني على الجي ميل Gmail أم الى خدمة البريد السريع DHL مثلا ؟ أقصد هل هو حي يحتاج الى الانترنت وعندما يموت يعمل بدون انترنت (ابتسامة !)
فقط اقرأوه هنا وقولوا بصوت عالٍ من مكانكم هذا الآن : مدد يا شيخ بن بية ما رأيك فضيلتكم سيدنا في ما يقوله أبو نسيبة ؟

وصية : إن لم يجز هذا فاكتبوا شهادة اقرار للتاريخ تصل الى الجيل القادم أنه لا يجوز. فإن فعلتم فقد أبطلتم دعاء الاموات السابقين مثل الجيلاني و البدوي وغيرهم !

ملاحظات عند مناقشة الاشاعرة الجهمية والقبوريين

الاسئلة الشعبورية (مخطوط موضوع مستقبلي)
===4===
أيها الشعبوري  يا عبد سواع و البدوي !
ادعوا البدوي وعبد الله بن بية والجيلاني وسواع ويغوث ونسرا

===3===
نحاججكم بما حاجج به ابراهيم عليه السلام المشركين فأمرهم بأن
يسألوا أصنامهم التي يعبدون فقالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون

فنأمركم أن تسألوا أولياءكم الموتى أن ينطقوا ويخبرونا بأنهم يسمعوا دعاءكم
فهل ستقولون عن أمواتكم لقد علمتم أن هؤلاء لا ينطقون ؟!

===2===
=جبل أحد يحبنا
= ونحبه
= بشهادة نبوية متحققة وليس مثل شهادة أوليائكم
= خاطبه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تستدلون بتوبيخ  الرسول صلى الله عليه وسلم لقتلى بدر من المشركين في قليب بدر
= يسبح بحمد ربه ولكن لا نفقه تسبيحه مثله مثل الحجر والرعد الخ
فمخاطبته ممكنة على مذهبكم
فلماذا لا تسألون جبل أحد كما تسألون الاولياء ؟

===1===
هل طلب الاتيان بالشمس من المغرب من الولي الصوفي كفر أم كرامة ؟
وماذا عن القمر تغييره شقه ؟
وعن اطفاء نار جهنم كما يقول الصوفية عن كراماتهم ؟
عقيدة نبي الله ابراهيم امام الحنيفية ام عقيدة شرك نماريد الصوفية ؟
ملاحظات : هل الامر خاص بالنمرود ؟
ان كان لا فهل نطلب تغيير الشمس ؟ طيب القمر ؟
ما الضابط  عندكم؟
نحن ضابطنا ما لا يقدر عليه الا الله وليس التمسح بقدرة الله لانها ليست بيدك !!. قدرة الله بيده لا بيدك ولذا  يجب ان يكون كل شئ بسلطان وليس بتخيل الامكان.
كالنفوذ الى اقطار السماوات والارض تماما.

(اذا كان الاموات لا ينطقون حجة, فالاصنام لا ينطقون حجة ! = يلزم منه أن المشركين حاجوا ابراهيم عليه السلام وغلبوه  )

حجج الصوفية يستطيع فعلها المشركون تماما طالما أنهم يؤمنون بالله تعالى. وكانوا يستطيعون بهذا محاججة الرسول صلى الله عليه وسلم بأن أصنامهم تستطيع (كل ما يريدون منها) بقدرة الله تعالى !

 -----------------------------------------------
ما يلزم من دعاء الاموات (مثلا : بن بية قريبا !! )

1- يسمع من كل مكان : تفصيل .. من الارض والبحر وفي كل الارض والقمر والكواكب والنجوم !!!
2- يفهم جميع اللغات : عدد اللغات القديمة والحديثة والمستقبلية : ربما يترتب عليه علم الغيب
3- يسمع في اي زمان في الليل والنهار
4- لا يتعب : لا يمسه لغوب !!!
5- يعلم الناطق والخرس : يعلم ما في القلوب !
6- يسمع الواحد وما لا يحصيه الا الله : مليارات تريليونات في كل الاوقات والاماكن وجميع اللغات !
00- هذه اللوازم حقيقية !! حقيقة الولي انه يعبد كما قال المرسي ابو العباس وابن عطاء السكندري : وثقها !
الان مع ضرب وثائق اقوى في التأثير مع وضع رابط التقية لكي يكون القارئ حذرا منهم !!!
7*- يقولون انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ
8- منهم من يغير ما في اللوح
9- منهم من يجوب العالم السفلي والعلوي بدون طرق ابواب السماوات ولا سلطان مبين مبين مش سلطان نص نص !!
10- يتحكمون في ايمان العبد !!!
11- يتشكلون
12- اشياء كثيرة اذهب الى قسم الوثائق : ضع رابط منتدى صوفية حضرموت

=== أولياء الله الصالحين !!! ===
= كل مؤمن تقي فهو لله ولي.

20 يناير، 2011

الجمع الجميل لتصريحات أئمة الأشاعرة في (صعوبة) (استحالة) (عسر) (كلفة) فهم معتقد الأشاعرة و (تحييره للعقول)

بسم الله الرحمن الرحيم
الجمع الجميل لتصريحات أئمة الأشاعرة في (صعوبة) (استحالة) (عسر) (كلفة) فهم معتقد الأشاعرة و (تحييره للعقول)
للكاتب: أبو صهيب السلفي

الحمدلله الذي خلَق الخلْق على الحق، وشرح صدورهم وقلوبهم لفطرته "الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ" ثم بعث نبيه-صلوات الله وسلامه عليه- بـ "ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"، وأيَّده بالحجج الباهرات، فاستجاب له أهل الفطرة أفرادًا وأفواجًا، ثم لم يمر قرنٌ من الزمان حتى جاء مَنْ لم يرضَ بذلك النور، واستحب الضلالة على الهدى، فبدَّل وغيَّر ، ثم أراد أنْ يسحر عقول العالمين بزخارف شبهاته، وأن يسلك بهم عويص طرقاته، بدلًا عن صراط الله المستقيم، ودينه القويم، فانساق كثيرون وراء سراب علمهم، ولكنَّهم لم يلبثوا أنِ التقوا بفطرهم وبقايا أنوار عقولهم على ذلك الطريق الملتوي، فلم يجدوا بُدًّا مِن الاعتراف بعسر سبيلهم، وتشعبه، وانقباض فطرهم عنه، فكانت تلك شهادات مسطرة ممَن حمل راية تلك الجموع، ثُم من هؤلاء مَن تآلف مع فطرته قبل موته، ومنهم من غلبت عليه شقوته، والله يتولى عباده.
فأحببت أن أجمع ما وقفت عليه من كلمات أئمة الأشاعرة التي بيَّنوا فيها (صعوبة) (استحالة) (عسر) (كلفة) فهم معتقد الأشاعرة و(مناقضته للفطرة) و (تحييره للعقول).
وقد صنَّفت كلامهم على نقاط:
1- في عموم المسائل العقدية التي خالف فيها الأشاعرة أهل الحق.
2- مذهب الأشاعرة في أفعال العباد (كسب الأشعري-رحمه الله-).
3- مذهب الأشاعرة قي كلام الله -عز وجل-.
4- مذهب الأشاعرة في علو والله –تعالى- وكونه لا داخل العالم ولا خارجه.

والآن أترككم مع هذه النقول التي تزيد السني ثباتًا على الحق، وتظهر له فساد اعتقاد القوم وبعده عن الحق، وقد جردت كلامهم ولم أعقبه بالتعليق إلا ما ندرر لمسيس الحاجة، وإذا وقفت على نقول أخرى أو وقف القارئ فليضعها هنا مشكورًا والحمدلله رب العالمين.

في عموم المسائل العقدية التي خالف فيها الأشاعرة أهل الحق

1- قال الغزالي-رحمه الله- :
فإن قيل فلم لم يكشف الغطاء عن المراد بإطلاق لفظ الإله، ولم يقل-أي الرسول- إنَّه موجود ليس بجسم، ولا جوهر، ولا عرض، ولا هو داخل العالم، ولا خارجه، ولا متصل، ولا منفصل، ولا هو في مكان، ولا هو في جهة، بل الجهات كلها خالية عنه، فهذا هو الحق عند قوم، والإفصاح عنه كذلك كما أفصح عنه المتكلمون ممكن، ولم يكن في عبارته-صلى الله عليه وسلم- قصور، ولا في رغبته في كشفه الحق فتور، ولا في معرفته نقصا[1] قلنا:
من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بأنَّه إذا ذكره لَنَفَرَ الناسُ عن قبوله، ولبادروا بالإنكار، وقالوا: هذا عين المحال ووقعوا في التعطيل، ولا خير في المبالغة في تنزيهٍ يُنتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلين، وقد بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- داعيًا للحق، إلى سعادة الآخرة، رحمة للعالمين ، كيف [يـ]نطق بما فيه هلاك الأكثرين، بل أمر أنْ لا يُكلم الناس إلا على قدر عقولهم...وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جدًا بل لا يقبله واحد من الألف لاسيَّما الأمة الأمية العربية ا.هـ المراد نقله.[2]

2- قال العز بن عبدالسلام –رحمه الله-:
وقد كثرت مقالات الأشعري حتى جمعها ابن فورك في مجلدين، وكل ذلك مما لا يمكن تصويب للمجتهدين فيه، بل الحق مع واحد منهم، والباقون مخطئون خطأ معفوًا عنه، لمشقة الخروج منه والانفكاك عنه، ولاسيَّما قول معتقد الجهة، فإنَّ اعتقاد موجود ليس بمتحرك، ولا ساكن، ولا منفصل عن العالم، ولا متصل به، ولا داخل فيه ولا خارج عنه لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة، ولا يهتدي إليه أحدٌ إلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرَك، عَسرة الفهم، فلأجل هذه المشقة عفا الله عنها في حق العادي. ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لا يلزم أحدًا ممن أسلم على البحث عن ذلك، بل كان يُقرهم على ما يعلم أنَّه لا انفكاك لهم عنه، وما زال الخلفاء الراشدون، والعلماء المهتدون يُقرون على ذلك مع علمهم بأنَّ العامة لم يقفوا على الحق فيه ولم يهتدوا إليه، وأجروا عليهم أحكام الإسلام من جواز المناكحات، والتوارث، والصلاة عليهم إذا ماتوا، وتغسيلهم، وتكفينهم، وحملهم، ودفنهم في مقابر المسلمين، ولولا أنَّ الله قد سامحهم بذلك، وعفا عنه لعسر الانفصال منه، ولما أجريت عليهم أحكام المسلمين بإجماع المسلمين، ومن زعم أنَّ الإله يحل في شيء من أجساد الناس، أو غيرهم، فهو كافر، لأنَّ الشرع إنَّما عفا عن المجسمة لغلبة التجسم على الناس فإنهم لا يفهمون موجودا في غير جهة، بخلاف الحلول فإنَّه لا يعم الابتلاء به ولا يخطر على قلب عاقل ولا يعفى عنه، ولا عبرة بقول من أوجب النظر عند البلوغ على جميع المكلفين فإن معظم الناس مهملون لذلك غير واقفين عليه ولا مهتدين إليه، ومع ذلك لم يفسقهم أحدٌ من السلف الصالحين كالصحابة والتابعين، والأصح أنَّ النظر لا يجب على المكلفين إلا أنْ يكونوا شاكين فيما يجب اعتقاده، فيلزمهم البحث عنه، والنظر فيه إلى أنْ يعتقدوه أو يعرفوه، وكيف نكفر العامة الذين لا يعرفون أنَّ كلام الله معنى قديم قائم بنفسه متجه مع القضاء بكونه أمرا ونهيا ووعدا ووعيدا وخبرا واستخبارا ونداء ومسموعا مع أنَّه ليس بصوت، وإنَّ اعتقاد مثل هذا لصعب جدا على المعتقدين الذاهبين إلى أنه من القواطع، المكفرين لجاحديه. ا.هـ[3]

3- بعض فضلائهم:
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة-رحمه الله- في درء تعارض العقل والنقل:
ولقد حدثني بعض أصحابنا أنَّ بعض الفضلاء الذين فيهم نوعٌ من التهجم عاتبَه بعضُ أصحابه على إمساكه عن الانتصار لأقوال النفاة، لما ظهر قولُ الإثبات في بلدهم بعد أنْ كان خفيًا، واستجاب له الناس بعد أنْ كان الـمُتكلم به عندهم قد جاء شيئًا فريًا، فقال: هذا إذا سمعه الناس قَبلوه، وتلقوه بالقبول، وظهر لهم أنَّه الحق الذي جاء به الرسول، ونحن إذا أخذنا الشخص فربيناه، وغذيناه ثلاثين سنة، ثم أردنا أنْ نُنْزل قولنا في حلقه لم ينزل في حلقه إلا بِكَلَفة.ا.هـ

مذهب الأشاعرة في أفعال العباد (كسب الأشعري-رحمه الله-)

1- قال العلامة أبو سالم العياشي في "رحلته" خلال ترجمته لشيخه الإمام العارف ملا إبراهيم الكوراني[4] :
وقد بالغ شيخنا -قلت: أي صفي الدين القشاشي- في إيضاحها –أي مسألة الكسب- والاستشهاد في رسائله الثلاث، وكذلك تلميذه السابق ذكره بالغ في بيانها، وكشفها ،ومع ذلك لم تَخْل عن غموض، ولم تتضح كل الوضوح، ولا غرو إذ هي من معضلات المسائل التي حارت فيها أفكارُ المتقدمين، ولم تحصل على طائلٍ في تحقيق معناها آراءُ المتأخرين، فقصارى أمرهم فيها اعتقاد انفراد الرب- تعالى- بالخلق، والاختراع، واعتقاد أنَّ للعبد في أفعاله الاختيارية كسبًا به صح نسبة الأفعال إليه، وبه ثبت التكليف، وعليه ترتب الثواب والعقاب، وهذا معتقد جميع أهل السنة، وهو الحق الذي لا محيص عنه ولكنه إذا ضويقوا في تحقيق معنى هذا الاكتساب وتبيينه تباينت آراؤهم بين مائل إلى ما يقرب من الجبر ومائل إلى ما يقرب من القدر، وأهل السنة[5] لا يقولون بواحد منهما فقد قال السعد في شرح العقائد –أي النسفية- بعدما ذكر كلامًا في معنى الكسب ما نصه: "وهذا القدر من المعنى ضروري، إذ لم نقدر على أَزْيَد من ذلك في تلخيص العبارة المفصحة عن تحقيق كون فعل العبد بخلق الله تعالى وإيجاده، مع ما للعبد فيه من القدرة والاختيار"[6] فإذا علم أنَّ فحول أهل السنة قد عجزوا عن تحقيق معناه مع تظاهرهم وتظافر معتقداتهم على نفير الجبر والاستقلال.. ا.هــ[7]

ولذا قال الرازي: "وعند هذا التحقيق يظهر أن الكسب اسم بلا مسمى"[8]

مذهب الأشاعرة في كلام الله-عز وجل-

1- قال إمامهم الرازي-رحمه الله- مستدركًا على مذهب إمامهم عبدلله بن كلاب-وتابعه طائفة كبيرة من متقدمي الأشاعرة[9]- في كلام الله تعالى حيث قرر ابن كلاب:
"أنَّ كلام الله -تعالى- وإنْ كان قديمًا لكنه ما كان في الأزل أمرًا ولا نهيًا ولا خبرًا ثم صار فيما لا يزال كذلك فقال:
وهذا غاية في البعد لأنَّا لمَّا وجدنا في [النفس][10] طلبًا واقتضاءً، وبيَّنا الفرق بينه وبين الإرادة، أمكننا بعد ذلك أنْ نشير إلى ماهيَّة معقولة، وندعي ثبوتها لله تعالى.
فأمَّا الكلام الذي يغاير هذه الحروف والأصوات، ويغاير ماهية الأمر، والنهي، والخبر، فغير معلوم التصور، فكان القول بثبوته لله تعالى في الأزل محض الجهالة ا.هـ [11]


2- قال الآمدي-رحمه الله-:
والحق أنَّ ما أوردوه من الإشكال على القول باتحاد الكلام، وعود الاختلاف إلى التعليقات، والمتعلقات، فمشكل وعسى أن يكون عند غيري حله.
ولعسر جوابه فرَّ بعض أصحابنا إلى القول بأنَّ كلام الله- تعالى- القائم بذاته خمس صفات مختلفة، وهي: الأمر، والنهي، والخبر، والاستخبار، والنداء." ا.هـ[12]

3- قال الشهرستاني-رحمه الله- في سياق مناقشته لمذهب ابن سينا والفلاسفة في علم الله-تعالى-:
...صلاحية الكلام نحو: الأمر والنهي، ثم هل تشترك هذه الحقائق والخصائص في صفة واحدة أم في ذات واحدة؟، فتلك الطامة الكبرى على المتكلمين!، حتى فرَّ القاضي أبو بكر الباقلاني! -رضي الله عنه- منها إلى السمع، وقد استعاذ بمَعاذ والتجأ إلى مَلاذ والله الموفق. ا.هـ[13]



مذهب الأشاعرة في علو والله –تعالى- وكونه لا داخل العالم ولا خارجه

1- قال الغزالي –رحمه الله-:
وكذلك النظر إلى ذات الله تعالى يورث الحيرة والدهش واضطراب العقل فالصواب إذن أن لا يتعرض لمجاري الفكر في ذات الله سبحانه وصفاته فإن أكثر العقول لا تحتمله بل القدر اليسير الذي صرح به بعض العلماء وهو أن الله تعالى مقدس عن المكان ومنزه عن الأقطار والجهات وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا هو متصل بالعالم ولا هو منفصل عنه قد حير عقول أقوام حتى أنكروه إذ لم يطيقوا سماعه ومعرفته" ا.هـ[14]
2- العز بن عبدالسلام –رحمه الله-: (نص عليه في النقل الأول).

الهامش:
[1] وهذه الأصول الثلاثة هي التي دندن عليها شيخ الإسلام في الحموية وغيرها ليؤكد صحة وقوة مذهب من تمسك بظواهر النصوص الورادة في الكتاب والسنة، وقد أشار إليها الصابوني في عقيدة السلف.


[2] "إلجام العوام عن علم الكلام" ص41-41، لم يذكر اسم المطبعة وهي طبعة قديمة مجموع فيها أربع رسائل للغزالي -رحمه الله-.


[3] قواعد الأحكام.." 1|170-171.


[4] إتحاف السادة المتقين للزبيدي 2|168.


[5] يريد الأشاعرة وكذا في التي بعدها.


[6] إلى هنا ينتهي كلام التفتازاني –رحمه الله- وللأسف كثير ممن انتصب لمناقشة الأشاعرة في زماننا ظنَّ أنَّ الجملة الآتية من كلام التفتازاني فصار ينقل أنَّ التفتازاني ينقل عجز فحول علماء الأشاعرة عن تحرير معنى الكسب، ولو أتعب الباحث نفسه في الرجوع إلى شرح العقائد النسفية" للتفتازاني وهو مطبوع عدة طبعات لوجد النقل ينتهي إلى هذا الموضع.
وهناك قسم آخر من الباحثين! للأسف ينسب كل ما سبق من الكلام للزبيدي-رحمه الله- وإنما الزبيدي ناقل عن أبي سالم العياشي كما نص في أول الفصل، ولكن العجلة في النقل أو قل: عدم التأمل فيما يكتبون أدى إلى هذا والله المستعان.


[7] "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" للمرتضى الزبيدي 2|169 ط مؤسسة التأريخ العربي.


[8] "محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين.." ص199 ط. مكتبة الكليات الأزهرية.


[9] انظر "أبكار الأفكار في أصول الدين" للآمدي 1|354.


[10] هكذا في الحسينية وهي مُصحفة في ط. مكتبة الكليات الأزهرية ص 184


[11] "محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين" ص 133 ط المطبعة الحسينية المصرية (قديمة).
وقد نسب بعض الباحثين هذا النص لكتاب "المحصول" للرازي وهو خطأ.


[12] أبكار الأفكار في أصول الدين" للآمدي 1|400.


[13] من كتاب"نهاية الإقدام في علم الكلام" آخر القاعدة العاشرة في العلم الأزلي.


[14] "إحياء علوم الدين" 4 / 434

المصدر : منتديات الامام الآجري 

16 يناير، 2011

وقفات مع مؤلِّفَي كتاب "أهل السنَّة الأشاعرة" حول مقالهما "ثلاثة أمثلة قصار على تطفيف ميزان فيصل قزار"

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفات مع مؤلِّفَي كتاب "أهل السنَّة الأشاعرة" حول مقالهما "ثلاثة أمثلة قصار على تطفيف ميزان فيصل قزار"

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد،،
     فقد كان الهدف الرئيس من تأليف كتاب «الأشاعرة في ميزان أهل السنَّة» هو ردّ الباطل الذي روّج له الأخوان مؤلفا كتاب «أهل السنَّة الأشاعرة» بإدخال الأشاعرة في دائرة أهل السنَّة والجماعة، بل وجعلهم هم أهل السنَّة والجماعة على الحقيقة، ولم يكتفيا بذلك حتى جعلا كل من أثبت صفات الله تعالى التي نطق بها الكتاب وجاءت بها السنَّة الصحيحة وأجمع عليها السلف والأئمة على الحقيقة لا على المجاز مّشبّهاً ممثّلاً.
     وكان المؤمّل من المؤلِّفَيْن أن يتأملا بإنصاف ما جاء في كتاب الردّ من الحشد والجمع لكلام أئمة السلف في إثبات حقيقة الصفات وإبطال دعواهما وهو الهدف الثاني من تأليف كتاب الردّ، إلا أنهما وللأسف الشديد كابرا في ردّ النصوص المستفيضة عن السلف في إثبات حقائق الصفات لله تعالى مع نفي التمثيل عنها، وأصرّا على دعواهما العريضة التي لا تعدو كونها دعوى مجردة خلية عن الدليل والبرهان، وذلك أني وقفت على مقال لهما ينتقدان فيه كتاب «الأشاعرة في ميزان أهل السنَّة» وعنونا له بـ «ثلاثة أمثلة قصار على تطفيف ميزان فيصل قزار»، كما أنهما قد أجريا حواراً حول الكتاب كررا فيه تلكم الدعاوى العريضة، وعلى عادتهما أخلياه عن الأدلة والبراهين.
     ومن تأمل المقال والحوار يُدرك حجم العجز الذي وقعا فيه في إثبات دعواهما العريضة، وهذا ما سأوقف القارئ على بعضه في هذا المقال.
     وقد كنت أخرت هذه الوقفات حتى يُخرج المؤلّفان ما في جعبتهما، إذ أنهما وعدا ومنذ سنين بالردّ على كتاب "الأشاعرة في ميزان أهل السنّة" إلا أننا لم نر شيئاً حتى الآن، فلم أر بدّاً من إخراج هذه الوقفات في هذا الوقت.
     وقبل أن أشرع بنقد ما جاء في المقال والحوار، أحببت أن أشير إشارة سريعة إلى الفارق الكبير بين الكتابين؛ كتاب الردّ والكتاب المردود عليه الأصل، لأوقف القارئ على حقيقةٍ ما كان ينبغي أن تغيب عن أذهان المؤلِّفَيْن لو أنصفا، وهذه الإشارة تتعلق بالبناء الذي قام عليه الكتابان والأساس الذي استندا إليه، وهو ما جمعاه من الأدلة والبراهين في إثبات دعوى كل منهما، الرادّ والمردود عليه، إذ لا يخفى على أحد أن صحة الدعوى قائمة على الحجة والبرهان، وليس ثمة حجة وبرهان في باب أسماء الله تعالى وصفاته إلا الكتاب والسنَّة وما كان عليه سلف الأمة. فمن كانت نصوص الكتاب والسنَّة وأقوال السلف والأئمة تشهد له فهو المُحقّ.
     وعليه أقول: إن كتاب «الأشاعرة في ميزان أهل السنَّة» قد ذَكرُت فيه من الأدلة ما لا يمكن دفع دلالتها إلا مكابرةً أو جحوداً، وذلك لاستفاضتها كثرةً بحيث يمتنع تأويلها جملةً فضلاً عن آحادها التي هي ما بين نصوص في المسألة وظواهر.
     أما الآيات فلا تُحصى كثرةً، وأما الأحاديث فقد رويت فيه أكثر من ثمانين حديثاً صحيحاً احتجاجاً، فضلاً عما جاء منها في ثنايا كلام من نقلت نصوصهم من الأئمة.
     وأما آثار السلف فقد أفضت في روايتها:
     فرويت عن خمسة من الصحابة؛ عمر وابن عباس وابن مسعود وأبي ذر وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم.
     وعن أربعة عشر تابعياً: ربيعة بن عمرو، وعبيد بن عمير، وعلي بن الحسين زين العابدين، وعكرمة مولى ابن عباس، ومجاهد، وخالد بن معدان، وحكيم بن جابر، ومجاهد بن جبر، وابن أبي مليكة، وأبي العالية، والزهري، ومكحول، وسليمان التيمي.
     وعن ستة عشر إماماً من أتباع التابعين، منهم: الإمام مالك، والأوزاعي، والليث، والثوري، وأبو حنيفة، والحمادان، وأبو يوسف القاضي، وغيرهم.
     وعن ستة وعشرين من أئمة القرن الثالث، منهم: الشافعي، والإمام أحمد، وإسحاق، وأبو عبيد القاسم بن سلام، والبخاري، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، والترمذي وغيرهم.
     وعن ثلاثة وعشرين من أئمة القرن الرابع، منهم: الطبري، وابن خزيمة، وأبو بكر الخلال، ومحمد بن إسحاق السرّاج، وابن أبي زيد القيرواني، وابن بطة، وابن أبي زمنين، والخطابي، والآجري، وغيرهم.
وعن واحدٍ وعشرين إماماً من أئمة القرن الخامس، منهم: الصابوني، والحافظ أبو نعيم، واللالكائي، وابن عبد البر، وأبو عمرو الطلمنكي، وأبو حامد الإسفرائيني، والخطيب البغدادي، وشمس الأئمة السرخسي، وغيرهم.
     وعن تسعة من أئمة القرن السادس، منهم: عبد القادر الجيلاني، والبغوي، وأبو البيان الدمشقي وغيرهم.
     وعن سبعة عشر إماماً ممن كانت وفاتهم بعد القرن السادس، منهم: القرطبي، والذهبي، وابن كثير، والحافظ ابن رجب، وابن أبي العز الحنفي، وملا علي القاري، وغيرهم.
     وكل هؤلاء نقلت عنهم ما بين نصوصٍ في إثبات دعواي، وظواهر يمتنع مع تضافرها وكثرتها ليّها وتأويلها، إذ أن الظواهر إذا اجتمعت على مدلول واحد امتنع تأويلها.
     وكثير من هؤلاء قد نقلت عنه أكثر من نص، فاجتمع في الكتاب مئات النصوص عن الأئمة، كلها معزوّة إلى مصادرها الأصلية أو بواسطةِ مَنْ نَقَلها إن تعذّر ذلك.
     بينما إذا نظرنا إلى كتاب المؤلِّفَيْن «أهل السنَّة الأشاعرة» فإنهما لم يذكرا في الاحتجاج إلا حديثاً واحداً فقط، حديث «عبدي مرضت فلم تعدني»، ومع ذلك فقد تسلطا عليه بالتأويل والتحريف بما يخالف ظاهره، ويخالف اللغة العربية.
     وأما الصحابة والتابعون وأتباعهم فلم ينقلا عنهم حرفاً واحداً.
     كما لم ينقلا عن القرن الثالث إلا عن البخاري والترمذي فقط، نقلاً لا يدل لا من قريب ولا بعيد على صحة دعواهما، بل دلت نصوصهما التي ذكرتها في كتابي على نقيض دعواهما، وهذان هما أقدم من نقل عنه المؤلفان.
     وأما القرن الذي يليه فلم ينقلا إلا عن الطبري والطحاوي فقط، نقلاً لا يدل على دعواهما، بل إني أفضت في كتابي في النقل عن الطبري بما يدل على نقيض دعواهما، وأما أبو جعفر الطحاوي فعقيدته مشهورة متداولة.
     وعامة من نقلا عنهم هم من تأخرت وفاتهم عن القرن الخامس، وجلّهم من علماء القرون المتأخرة.
     والباب الوحيد الذي حاولا فيه النقل عن السلف هو باب إثبات التأويل، ولك أن تنظر إلى مروياتهما فيه:
     فقد نقلا عن ابن عباس رضي الله عنه ثمانية آثار؛ ثلاثة منها لا أصل لها، وأثران ضعيفان قد ثبت عنه خلافهما، وثلاثة آثار لا تدل على مطلوبهما بحال لا نصاً ولا ظاهراً.
     ونقلا عن كلٍّ من مجاهد والضحاك والشافعي أثراً واحداً لا يدل على مطلوبهما لا نصاً ولا ظاهراً، بل قد ثبت عنهم ما يدل على نقيض دعواهما.
     ونقلا عن الإمام مالك أثرين لا أصل لهما، بل قد استفاض عنه ما يدل على نقيضهما.
     ونقلا عن الإمام أحمد أثراً واحداً لا يدل على مطلوبهما، مع كثرة نصوصه الدالة على نقيض دعواهما.
     ونقلا عن البخاري أثرين؛ أحدهما لا أصل له، والآخر لا يدل على مطلوبهما لا نصاً ولا ظاهراً، والثابت عنه نقيض دعواهما.
     فهذا مجموع ما حشداه من الأدلة في إثبات دعواهما.
     وانظر إلى تلبيسهما عندما قالا في الحوار: (فقد نقلنا أقوال طائفة كبيرة من علماء المسلمين من المتقدمين والمتأخرين).
     أقول: أما المتأخرون من الأشاعرة فنعم، وأما المتقدّمون فهيهات؟.
     فوازن أخي القارئ بين الدعوتين، وقارن بإنصاف بين البناءين، واحكم واقض بين الخصمين حُكمَ رجلٍ يعلم أنه سيقف بين يدي الله تعالى يوم العرض الأكبر فيُسأل عن حكمه؟.
     فإن أبى المؤلفان إلا المكابرة فليوقفانا على كل نصٍ ذكرته في كتابي بعينه موجهين له على المعنى الذي ذهبا إليه ومُبطلين استدلالي به، وأما انتقاء نصٍّ أو نصّين من بين مئات النصوص وانتقاد الاستدلال بها فإنه لا يُبطل المدلول، إذ من المعلوم أن انتفاء الدليل المعين لا يقتضي انتفاء المدلول، فهب أن هذه النصوص المفردة المنتقاة لم تدل على المطلوب، تبقى باقي النصوص الكثيرة دالة عليه، حتى يُبطَل كلّ دليل بعينه.
     وهذا أوان الشروع في انتقاد ما جاء في المقال والحوار اللذين سبق الإشارة إليهما، وذلك عبر هذه الوقفات:
     الوقفة الأولى: استنكرا المؤلفان عليّ نقلي لكلام أبي الحسن الأشعري في تفسير قوله تعالى (وكلم الله موسى تكليما) [النساء:164]، وقوله: «والتكليم المشافهة»، وهو تفسير وائل بن داود من التابعين، ونقلي عن الجوهري قوله: «المشافهة المخاطبة من فيك إلى فيه». واستدلالي بذلك في إثبات حقيقة التكليم لله تعالى، وأنه بحرف وصوت مسموع.
     ولم يذكرا حجة شرعية على بطلان ما ذكرته واستدللت به سوى التهويلات والتشنيعات كعادتهما، مثل قولهما: (العبارات المستشنعة)، (مما يقشعر منه البدن)، (هذه المخازي) ونحو هذه الألفاظ.
     كما أنهما ألزامني بما ليس بلازم، فقالا: (فيلزم أن يكون لله تعالى فم كي تصح المشافهة والتكليم!!). وقد أضافا إلى ما ذكرته ما يشبهه مما لم أذكره في كتابي مستنكرين له، وهو ما رواه عبد الله بن أحمد في «السنَّة» عن محمد بن عيسى الطباع أنه قال: (سمعت ابن إدريس سُئل عن قوم يقولون: القرآن مخلوق، فاستشنع ذلك، وقال: سبحان الله شيء منه مخلوق، وأشار بيده إلى إلى فيه).
     والجواب عليهما من وجوه:
     الوجه الأول: أن تفسير السلف للتكليم بالمشافهة المراد به التكليم بلا واسطة، وهو الذي يقابله المكاتبة كما هو معلوم في كلام أهل اللغة والعلماء، حيث تراهم يُفرقون في تلقي العلم وغيره بين المشافهة والمكاتبة، فيقولون: «أخذه مشافهة» إذا تلقاه مباشرة بلا واسطة، أو «أخذه مكاتبة» إذا تلقاه بواسطة الكتابة ولم يسمعه مباشرة، وعلى هذا فتفسير الأئمة تكليم الله لموسى بأنه مشافهة، مرادهم به أن الله تعالى كلّم موسى بلا واسطة، فسمع موسى كلام الله تعالى، ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم:  «ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بين الله وبينه ترجمان» الحديث.
     قال ابن أبي زمنين في «أصول السنَّة»: (ومن قول أهل السنَّة: أن الله عز وجل يحاسب عباده يوم القيامة ويسألهم مشافهة منه إليهم) ا.هـ. [(ص117)]
أي: بلا واسطة.
     الثاني: إلزامي بإثبات الفم لله تعالى من إقراري لكلام الجوهري في تفسير المشافهة ليس بلازم إذا علمنا بأن المراد بالمشافهة هو التكليم بلا واسطة، ومثله ما جاء عن ابن إدريس من الإشارة إلى فمه فإنه أراد به إثبات كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق لأنه خرج منه، وليس منه شيء مخلوق، وليس المراد منه إثبات فمٍ لله تعالى، إذ أن الصفات لا تثبت إلا توقيفاً، وإنما المراد بذلك تحقيق الصفة التي هي في الإنسان من الفم ونحوه، كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى عينه وأذنه وهو يتلو قوله تعالى (إن الله كان سميعاً بصيراً) [النساء:58]. وكما هزَّ النبي صلى الله عليه وسلم يده وهو على المنبر وهو يذكر هزَّ الله تعالى للسماوات يوم القيامة إذا قبضهن في يده.
     وقد أجابا أنفسهما عن هذا لما  ذكرا حديث إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عينه وأذنه، حيث قالا في الحوار: (ومن يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد إثبات العين في الحديث يلزمه إثبات صفة الأذن، وهذا لم يقل به سني). وقالا أيضاً: (النبي صلى الله عليه وسلم أراد في الحديث إثبات صفة السمع والبصر لله تعالى، هذا ما نعتقده، ولم يُرد إثبات صفة العين –كما يدّعي الخصم- ولو كان المراد كذلك كما يدّعي للزم أن يُثبت لله تعالى أذناً كما أثبت عيناً، وهذا لا يقول به الخصم).
     فجوابهما هنا هو جوابنا عن لفظ المشافهة، وعن إشارة ابن إدريس إلى فمه.
     أما ادعاء أني أثبت العين لله تعالى من هذا الحديث على الخصوص فمحض افتراء، فهلا أشارا إلى الموضع الذي استدللت فيه بهذا الحديث على إثبات العين لله تعالى.
     نعم صفة العين ثابتة لله تعالى بالكتاب والسنَّة والإجماع، لكن لا يدل هذا الحديث على إثبات هذه الصفة بالخصوص، وإنما مراد النبي صلى الله عليه وسلم من الإشارة إلى العين والأذن -كما ذكرت في الكتاب- هو تحقيق صفة السمع والبصر التي هي في الإنسان من العين والأذن.

     الوقفة الثانية: طَعَن المؤلفان جزافاً وبلا بينة ولا برهان بكتب السنَّة، ككتاب «الرد على الجهمية» للإمام أحمد، وكتاب «السنَّة» لعبد الله بن الإمام أحمد، وكتاب «النقض» للدارمي، وحجتهما في ذلك أن (فيها أمور يقشعر منها البدن)، وفيها (مخازي) وفيها (عبارات مستشنعة)، (طافحة بأقوال يندى لها الجبين، وتقشعر منها الأبدان، فلا عبرة فيها ولا كرامة)، ولم يذكرا دليلاً علمياً سوى اقشعرار أبدانهما!، واستشناعهما!
     وما أشبه هذين بما رواه عبد الرزاق عن طاووس قال: سمعت رجلاً يُحدّث ابن عباس رضي الله عنه بحديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا –وهو حديث وَضْعِ الله تعالى قَدَمَه في النار فتقول: قط قط-، فقام رجل فانتفض، فقال ابن عباس: «ما فَرَقُ هؤلاء؟ يجدون رقّةً عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه». [رواه عبد الرزاق في مصنفه (11/423) وابن أبي شيبة (15/312)]
     واشمئزاز نفوسهما حقٌّ، لكن كما قال تعالى (وإذا ذُكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذُكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون) [الزمر:45]
     وعجبٌ أمرهما؛ تقشعر أبدانهما مما جاء في السنَّة وعلى ألسنة أئمة السنَّة من الصحابة والتابعين والأئمة، ولا تقشعر من كلام المتأخرين الحيارى في تلمّس حيل المجازات لصرف كلام الله تعالى عن حقيقته.
     وقد كفانا الشيخ دغش العجمي إثبات صحة نسبة كتاب «الرد على الجهمية» للإمام أحمد بالأدلة والبراهين في مقدمته للكتاب، والدكتور محمد بن سعيد القحطاني في إثبات صحة كتاب «السنَّة» لعبد الله في مقدمة تحقيقه له، فلتُراجع.

      الوقفة الثالثة: تعقب المؤلفان الشيخ مشهور بن حسن تقديمه لكتابي لكوني قد نقلت فيه عن أبي حنيفة من كتابه الفقه الأكبر، وهو الكتاب الذي ضعّف الشيخ مشهور نسبته لأبي حنيفة.
     والجواب أن يُقال لهذين: إنني لم أنقل عن أبي حنيفة من كتابه الفقه الأكبر أو الأوسط، أو الوصية إلا ما وافق الحق الثابت بالكتاب والسنَّة والإجماع، مع عدم الجزم بثبوت هذه الكتب عن أبي حنيفة لما في أسانيدها من المقال، وهذا على سبيل الاستشهاد والاعتضاد لا على سبيل الاعتماد، لكون أصول هذه المسائل قد ثبتت بالأدلة، وإنما تُذكر هذه الأقوال لكونها من الشواهد على الحق الثابت، كما يذكر العلماء المراسيل والمنقطعات والإسرائيليات في تأييد ما قد تحقق ثبوته، وأما أن تُتخذ هذه المراسيل والمنقطعات والإسرائيليات ومثلها ما نُقل عن الأئمة أصلاً يُبنى عليه فهذا هو المُستنكر، لأنها إنما تُذكر على سبيل الاعتضاد لا الاعتماد، فكيف إذا كانت هذه المراسيل والمنقطعات والأقوال المأثورات تخالف الحق الثابت بالأدلة، فإنها لا تُذكر حينئذٍ إلا على سبيل بيان ضعفها أو عدم ثبوتها.
     فعدم التمييز بين ما يصلح للاعتماد وما يصلح للاعتضاد يوقع في هذا التخبط.
     وهو الجواب أيضاً عما استنكراه عليّ أيضاً من نقلي عن أبي حنيفة تفسير الاستواء بالاستقرار اعتماداً على طبعة الكوثري المصحّفة، فطارا بهذا المثال فرحين به، فإني لم أنقله إلا على سبيل الاستشهاد والاعتضاد لا الاعتماد، إذ أن ثبوت الوصية عن أبي حنيفة فيه نظر كما لا يخفى على من اطلع على أسانيدها.
     وهو جوابي أيضاً عما نقلته عنه من كتابه «الفقه الأكبر» في مواضع. فلا إلزام لي بما جاء فيه مما يُخالف الحقّ، ويخالف المعروف عن أبي حنيفة وصاحبيه من العقيدة الموافقة لما جاء عن السلف، عدا إخراجه العمل عن مسمى الإيمان، فقول المؤلِّفَيْن في مقالهما: (على أن لنا أن نحتج بما جاء في الفقه الأكبر برواية حماد على أن كلام الله ليس بحرف ولا صوت، ولا حدّ له)، ينم عن جهل بقواعد الاستدلال، فإن هذا الكلام مخالف للكتاب والسنَّة والإجماع، فلا يحل نقله ولا الاحتجاج به، إذ أن غير الثابت لا يُمكن أن يُجعل أصلاً يُعتمد عليه، فكيف إذا كان باطلاً في نفسه مخالفاً للكتاب والسنَّة والإجماع!.       
     وما جاء عن أبي حنيفة في الفقه الأكبر والأوسط والوصية لا يخلو من أمرين:
     الأول: أن لا يكون ثابتاً عنه لضعف أسانيد هذه الرسائل، ومخالفة بعض ما فيها للثابت عنه.
     الثاني: أن يكون ثابتاً عنه.
     وعلى كلا الحالين فلا استدراك عليّ في النقل منها؛
     إذ أنها إن لم تكن ثابتة عنه رحمه الله، فإني لم أنقل منها اعتماداً وإنما نقلت منها اعتضاداً، وباب الاعتضاد أوسع من باب الاعتماد كما سبق.
     وإن كانت ثابتة عنه، فإني لم أنقل منها إلا ما وافق الحق، وتركت ما خالفه، كما ينقل العلماء عن بعض أهل البدع ما وافقوا فيه الحق، ويتركون ما خالفه.
     على أني أجزم أن بعض ما فيها مدسوس عليه رحمه الله.

     الوقفة الرابعة: استنكر المؤلفان عليّ ذكري لحديث جابر رضي الله عنه في وصف موسى عليه السلام وتقريبه لكلام ربنا تعالى بأشد ما يكون من الصواعق، واكتفائي بعد تخريج الحديث من مصادره بقولي: (وفيه الفضل بن يزيد الرقاشي، قال عنه ابن كثير: ضعيف بمرة).
     فقالا: (فليتأمل المنصف منهج هذا الرجل البعيد عن الأمانة العلمية، انظر كيف عزا الخبر إلى تسعة مصادر بُغية التأكيد على حجيته، ولكي لا يُقال: تعمّد تجاهل حال الراوي الذي عليه مدار سقوط الخبر، قال: «قال عنه ابن كثير: ضعيف بمرة» هكذا !!. واكتفى هنا بقول ابن كثير، والسبب أنه يهمه ثبوت الخبر، لكي يُثبت الدعوى المسبقة في الذهن، وهي وصف الله تعالى بما جاء في هذا الخبر الواهي، بيد أنه في الجانب الآخر هناك، كردّه لرواية حبيب عن مالك فأنت تراه يبالغ في نقل الأقوال في جرحه ...). ثم أخذا يسردان كلام الحفاظ في تضعيف الراوي.
     وهذا الكلام غريب عجيب إذ أن الحكم على الراوي وتلخيص حاله بأنه «ضعيف بمرة» مغنٍ عن الاستطراد في ذكر كلام المجرّحين كما فعلا هما في المقال، لأن وصف الراوي بأنه «ضعيفٌ بمرة» يعني الضعف الشديد بحيث لا يُعتبر به ولا بحديثه، فهي ترداف قول النقاد في الراوي «متروك»، و«ضعيف جداً»، و«تالف»، و«واهٍ» ونحو ذلك من عبارات الجرح الشديد.
     وأعجب منه ظنهما أن غرضي من الاكتفاء بهذه العبارة هو تقوية الحديث، فقالا: (هذا بعض ما قيل في الرجل، ولكن الكاتب لم يتعرض لذكر أي شيء من هذا ولو من بعيد، واقتصر على قول ابن كثير، لأن المقام مقام استشهاد بالنص المطلوب وهو بحاجة إليه!!).
     لكن العذر لهما أن بضاعتهما في الحديث مزجاة، وأنّى للأشاعرة الخُلَّص العناية بالحديث رواية ودراية، والبحث والتنقيب في أحوال الطرق والروايات والرواة، إذ أنّ مُستند العقيدة في أسماء الله وصفاته عندهم هو العقل لا النقل، وإنما يُذكر النقل شاهداً للعقل لا أصلاً، وهذا ما أكداه حيث أخليا كتابهما عن الأدلة النقلية والآثار السلفية، وما نقلاه منها اكتفيا بالعزو فيه إلى غير مصادره الأصلية، وبلا تحقق من ثبوته ولا تمحيص، كما أوضحته في الفصل المتعلق بالجواب عما احتجا به في إثبات ورود التأويل عن السلف.

     الوقفة الخامسة: استنكر المؤلفان عليّ استشهادي برواية حديث الصواعق آنف الذكر وقبول الإمام أحمد له على إثبات الصوت لله تعالى، فقالا: (ولنا أن نسأل: هل يحق للإمام أحمد أن يُثبت حكماً فقهياً –فضلاً عن أن يكون صفة لله تعالى- لا دليل عليه؟. وعند التحقيق في كلامه هذا نخرج بقاعدة لو سمعها الإمام أحمد ذاته لمات خوفاً من الله تعالى وهي: أن صفات الله تعالى تثبت بقول الله تعالى، أو بقول رسوله صلى الله عليه وسلم، أو بقول أحمد !!).
     سبحان الله، ما هذا التغافل والتجنّي، فإن من يقرأ كلامهما هذا يظن أن دليلي على إثبات الصوت لله تعالى هو قول أحمد فقط، كيف وقد سقت الأدلة من الكتاب والسنَّة وأقوال الصحابة والتابعين والأئمة في إثبات الصوت لله تعالى،  وما قول أحمد إلا عود من حزمة.
     ثم إن هذا الكلام متناقض أيضاً، كيف يُثبتان هذا الورع العظيم عن الإمام أحمد، ثم يظنان أنه مع ذلك قد يتكلم في إثبات صفة لله تعالى غير ثابتة، ولم يأت بها دليل! فحقيقة ما وصفا به الإمام أحمد هو تقويةٌ لما ذكرته وتأييدٌ له، فيكون لي لا عليّ.
     والإمام أحمد يُلقّب بإمام أهل السنَّة بلا منازعة، ولا يزال أهل السنَّة في وقته وبعد وقته ينتسبون إليه، ويرجعون إلى أقواله لمّا صارا علماً على السنَّة والاتباع، ومن هؤلاء أبو الحسن الأشعري في مقدمة كتابه الإبانة حيث قال: (قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله ربنا عز و جل وبسنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وما روي عن السادة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته – قائلون، ولما خالف قوله مخالفون، لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق، ودفع به الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وجليل معظم، وكبير مفهم) ا.ه [الإبانة (ص21)]
     وقال الطبري: (وأما القول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضى، ولا تابعي قضى، إلا عمن في قوله الغناء والشفاء رحمة الله عليه ورضوانه، وفي اتباعه الرشد والهدى، ومن يقوم قوله لدينا مقام قول الأئمة الأولى، أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل) ا.ه [صريح السنَّة (ص25)]
     وعجيب أمر هذين، كيف لا يُثبتان عقيدة نص عليها الإمام أحمد إمام أهل السنَّة ودلت عليها نصوص الكتاب والسنَّة وآثار السلف، وفي الوقت نفسه يُثبتان عقيدة بكلام الجويني والإيجي والغزالي والآمدي ونحوهم من المتأخرين الحيارى، قد دلت نصوص الكتاب والسنَّة والإجماع على بطلانها. فلا للكتاب والسنَّة اتبعا ولا بالصحابة والأئمة اقتديا، ولا لإمامهما الذي ينتسبان إليه اقتفيا، إذ أن نصوص أبي الحسن الأشعري صريحة في إبطال عقائدهما.

     الوقفة السادسة: استنكر المؤلفان عليَّ ردّي لما رواه حبيب كاتب الإمام مالك عنه مما يخالف المحفوظ عنه وعن أئمة السلف، ونقلي لكلام أئمة الجرح والتعديل في تكذيبه، حتى قال أبو داود: «كان من أكذب الناس»، وفي الوقت نفسه أروي بعض أقوال أبي حنيفة من طريق نوح الجامع وهو مُتّهم بالكذب أيضاً، وعدّا هذا تناقضاً. فقالا: (فهو في الوقت الذي ينتفخ فيه بالتظاهر بالعلم والإحاطة بالرجال فينبري ينقل لنا في حبيب كاتب مالك ومحمد بن علي الجبلي وجامع بن سوادة أقوال أئمة الجرح والتعديل فيهم، يغفل عن رجال أثبت عن طريقهم أقوالاً للسلف وعلماء الأمة، مثل نوح الجامع وأبي طالب العشاري وابن كادش).
     وأقول: لما لم يكونا من أهل الفنّ، ولا تمييز عندهما بين الرواة وبين المرويات، ولا خبرة لهما بالشواهد والمتابعات، وما ثبت أصله وما لم يثبت، وما احتفت به القرائن وما لم تحتف، أخذا يتهكمان بمثل هذا الكلام.
     ففرق كبير بين رواية حبيب عن مالك، وبين رواية نوح الجامع عن أبي حنيفة، فإن ما نقلته عن أبي حنيفة من رواية نوح الجامع إنما كان في إبطال أقوال أهل الكلام وبيان بطلان طريقتهم، ولم يكن في إثبات ما يخالف الكتاب والسنَّة، أو يخالف الثابت عن أبي حنيفة، فقال نوح الجامع: (قلت لأبي حنيفة: ما تقول فيما أحدث الناس من الكلام في الأعراض والأجسام؟ فقال: مقالات الفلاسفة، عليك بالأثر وطريقة السلف، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة)، فهل في هذا النقل ما يقدح في العقيدة أو يخالف الثابت عن السلف والأئمة. فأين هذا الأثر مما رواه حبيب عن الإمام مالك من أنه تأوَّل نزول الله تعالى بتنزّل أمره؟
     ثم يُقال لهذين: أين نوح الجامع من حبيب كاتب مالك؟، شتان بين الرجلين في روايتهما ومرويهما، فالفروق بينهما كبيرة، أذكر بعضها على عجالة:
     1- نوح الجامع فقيه واسع الاطلاع ولذا سُمي بالجامع كما ذكر ذلك العباس بن مصعب المروزي، وله اختصاص بأبي حنيفة، ولذلك يروي جمع من الحفاظ أقوال أبي حنيفة من روايته، فقد نقل عنه البيهقي عن أبي حنيفة في «الأسماء والصفات» وفي «الاعتقاد»، كما نقل عنه الذهبي أيضاً في كتابه «العرش» في موضعين، وغيرهما. بينما حبيبٌ لا يُعرف بفقه ولا بعلم.
     2- نوح الجامع إنما نُقم عليه بعض حديثه، بينما مُدح في ذبه عن السنَّة وشدته على الجهمية. قال الإمام أحمد: (كان أبو عصمة شديداً على الجهمية والردِّ عليهم، ومنه تعلم نعيم بن حماد الردّ على الجهمية). [العلل ومعرفة الرجال (3/437)]، وليس لحبيب شيء من هذا.
     3- لم يُؤثر عن نوح كذبٌ على أبي حنيفة، بينما كان حبيب يكذب على الإمام مالك ويُدخل في حديثه، كما ذكر ذلك النقاد. [انظر ترجمته في التهذيب]
     4- نوح الجامع مُدح في سعة اطلاعه، بينما لم يُمدح حبيب قط.
     5- ما نقله نوح عن أبي حنيفة لا يتعلق بمسألة من مسائل الصفات، بينما الذي نقله حبيب عن مالك يتعلّق بصلب العقيدة ويخالف الكتاب والسنَّة ويخالف الثابت عن الإمام مالك.
     6- نوح الجامع اتُّهم بالكذب في الحديث دون أقوال الرجال، وفي فضائل سور القرآن بالخصوص، وليس اتهامه بالكذب محل اتفاق، فإن عامة علماء الجرح والتعديل ضعفوه من غير اتهام له بالكذب، منهم: ابن المبارك والإمام أحمد والبخاري وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، بينما اتهام حبيب بالكذب أشبه ما يكون بالاتفاق سواءٌ في الحديث أو عن الإمام مالك.
     وإن أردت أن تعرف الفرق بين الرجلين فوازن بين حكم ابن عدي عليهما، وهو المعروف بسبره لأحاديث الرواة:
     قال ابن عدي عن نوح الجامع بعدما روى له عدة أحاديث: (ولأبى عصمة غير ما ذكرت، وعامته لا يتابع عليه، ...، وهو مع ضعفه يُكتب حديثه) ا.ه [الكامل (7/43)]
     بينما قال عن حبيب: (أحاديثه كلها موضوعة، عن مالك وغيره، - ثم ذكر له عدة أحاديث، ثم قال: و هذه الأحاديث مع غيرها مما روى حبيب عن هشام بن سعد كلها موضوعة، و عامة حديث حبيب موضوع المتن مقلوب الإسناد، ولا يحتشم حبيب في وضع الحديث على الثقات، وأمره بيّن في الكذب، وإنما ذكرت طرفاً منه ليُستدل به على ما سواه) ا.ه. [المرجع السابق (2/414)]

     الوقفة السابعة: قال المؤلفان في نفي المسيس عن الله تعالى: (من اعتقد بأن الله يجوز أن يَمس أو يُمس فقد جهل ربه، وجعل الله تعالى جسماً يجوز عليه ما يجوز على الأجسام).
     فلننظر مَنْ هؤلاء الموصوفون بالجهل بالله في كلام المؤلِّفَيْن ممن أثبتوا المسيس لله تعالى؟.
     فمن التابعين: عبيد بن عمير، وحكيم بن جابر، وخالد بن معدان، وعكرمة مولى ابن عباس، كل هؤلاء جاهلون بربهم حيث وصفوا الله تعالى بالمسيس.
     بل يكون كل من روى عنهم هذه الروايات من غير نكير جاهلاً بربه، فيكون ابن أبي شيبة، وهناد بن السري، والدارمي، وابن سعد، وعبد الله بن أحمد، والخلال، والآجري، واللالكائي، والذهبي، وغيرهم كثير، كلهم جهلة بربهم لأنهم رووا روايات المسيس عن التابعين مقرين لها.
     بل يكون أئمة الأشاعرة أنفسهم جاهلين بربهم لأن كثيراً منهم أثبت المسيس لله تعالى.
     قال الرازي في «نهاية العقول»: (قوله: هذا الدليل يقتضي صحة تعلق إدراك اللمس بالله، قلنا: إن أصحابنا التزموا ذلك، ولا طريق إلا ذلك) ا.ه. [نهاية العقول ورقة 173أ، وقد نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في تلبيس الجهمية (8/37)]
     وقال في موضع آخر: (ثم لئن سلمنا أن هذا الكلام يدل على كون الباري تعالى سميعاً بصيراً، لكنه يقتضي اتصافه تعالى بإدراك الشم والذوق واللمس، وللأصحاب فيه اضطراب، وقياس قولهم يوجب القول بإثباته على ما هو مذهب القاضي –أي الباقلاني- وإمام الحرمين) ا.ه. [ المرجع السابق / ورقة 157أ، ونقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في تلبيس الجهمية (8/37)]
     وقال أيضاً: (الفصل الخامس عشر: في أنه تعالى هل هو موصوفٌ بإدراك الشم والذوق واللمس؟ أثبت القاضي والإمام هذه الإدراكات الثلاثة لله تعالى) ا.ه. [المرجع السابق/ ورقة 166ب، ونقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في تلبيس الجهمية (8/37)]
     فلا ندري من هو الجاهل بربه، أهو المُثبت لما دلت عليه نصوص الكتاب والسنَّة وأقوال السلف والأئمة، أم الحيارى المقدّمون لعقولهم على الوحيين وما جاء عن السلف.
     قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فلا جرم جاءت الأحاديث الصحيحة بثبوت المماسة، كما دل على ذلك القرآن، وقاله أئمة السلف، وهو نظير الرؤية) ا.ه. [بيان تلبيس الجهمية (4/343)]

     الوقفة الثامنة: لما أُورِد على المؤلِّفَيْن ما ذكرته من أنهما عجزا أن ينقلا حرفاً واحداً عن السلف في أنّ المراد بالصفات أو بعضها المجاز لا الحقيقة، أجابا جواباً ظهر به عجزهما وجهلهما ومكابرتهما للبدهيات والمسلمات، حيث قالا: (ومطالبتنا بمثل هذا النقل عنهم تحكّم وتعسّفٌ وحيدة عن الحق، وكما أنه لم يُنقل عنهم رضي الله عنهم أنها مجاز، لم يُنقل عنهم أنها حقيقة، وإلا فليأت صاحب الكتاب بنقلٍ عن الصحابة أو التابعين أو تابعيهم بما يفيد على حقيقتها وظاهرها اللغوي).
     فاعجب أيها القارئ من هذه المكابرة بعد الإقرار بالعجز، وبيان ذلك من وجوه:
     الأول: إن مدَّعي الحقيقة باقٍ على الأصل -وهو أن الأصل في الكلام الحقيقة- فلا يحتاج إلى دليل ونص، وأما من يدَّعي خلاف الأصل فهو الذي يُطالب بالدليل والبينة، وهذا من المسلمات والبدهيات، ومع ذلك فقد كابرا فيه.
     لكن انظر أيها القارئ كيف عكسا الأمر فجعلا المجاز هو الأصل، والحقيقة خلاف الأصل فقالا: (إن من يَسيرُ على الأصل لا يُطالب بالدليل، من جار عن القصد وترك الأصل طولب بالدليل، والأصل في كلام العرب وأسلوب التخاطب والتفاهم العربي أن منه حقيقة ومجازاً، والمجاز فيه كثير، والقرآن والسنَّة داخلان ضمن الكلام العربي، فهما زاخران بالمجاز والتشبيهات).
     وحكاية هذا الكلام كاف في إبطاله.
     إذ صار الأصل في أسماء الله وصفاته عندهما هو المجاز لأنهما لا يثبتان من صفات الله تعالى على الحقيقة إلا سبع صفات فقط، فأصبحت الحقيقة عندهما خلاف الأصل؟!!
     هذا من أبطل الباطل في كلام الناس وصفاتهم، فكيف بصفات الله تعالى الذي لم تُحط به  العقول ولا تُدركه الأوهام والظنون.
     ولو جاز لكل أحد أن يحمل أيّ كلام على ما شاء من حقيقة أو مجاز من غير قرينة لما ثبت شيء من العبارات، ولتعذّرت أساليب التفاهم والتخاطب.
     قال ابن عبد البر: (ومن حقِّ الكلام أن يُحمل على حقيقته حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز، إذ لا سبيل إلى اتباع ما أُنزل إلينا من ربنا إلا على ذلك، وإنما يُوجّه كلام الله عز وجل إلى الأشهر والأظهر من وجوهه ما لم يمنع من ذلك ما يجب له التسليم، ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مُدّعٍ ما ثبت شيء من العبارات، وجلَّ الله عز وجل عن أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب في معهود مخاطباتها مما يصح معناه عند السامعين، والاستواء معلوم في اللغة ومفهوم وهو العلو والارتفاع على الشيء والاستقرار والتمكن فيه) ا.ه. [لتمهيد (7/131)]
     وقال إمامهما أبو الحسن الأشعري: (حكم كلام الله تعالى أن يكون على ظاهره وحقيقته ولا يخرج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا بحجة) ا.ه. [الإبانة للأشعري (ص140)]
     الثاني: أني قد نقلت نصوصاً كثيرة جداً عن السلف في التنصيص على أن الأصل في الصفات الحمل على الحقيقة والظاهر، وتحريم حملها على المجاز.
     فلا أدري هل قرءا كتاب الردّ أم لا؟ إذ هما بين أمرين: إما أنهما لم يقرءا كتاب الردّ وهذه مصيبة، إذ كيف ينكران ما جاء في كتاب لم يقرءاه ويطلعا عليه. وإما أنهما قرءاه فيكونان قد وقعا في الكذب والبهتان، إذ أني نقلت عن جمع من الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن بعدهم من الأئمة قرناً بعد قرن في إثبات أن الصفات على الحقيقة نصاً أو ظاهراً، وذكرت من نقل الإجماع على ذلك كابن عبد البر وغيره.
     قال ابن عبد البر: (أهل السنَّة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنَّة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز) ا.ه.
     وقال الكلاباذي: (أجمعوا على أن لله صفات على الحقيقة هو موصوف بها: من العلم، والقدرة، والقوة، والعز، والحلم، والحكمة، والكبرياء، والجبروت، والقدم، والحياة، والإرادة، والمشيئة، والكلام. .... وأن له سمعاً وبصراً، ووجهاً، ويداً على الحقيقة ..) ا.ه.
     وجاء في الاعتقاد القادري الذي اجتمع عليه العلماء في عهد الخليفة القادر بالله وأُخذت توقيعات العلماء عليه: (لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه، وكل صفة وصف بها نفسه، أو وصفه بها نبيه، فهي صفة حقيقية لا صفة مجاز) ا.ه.
     وقال الخطابي: (فان مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها) ا.ه. ومثله ما جاء عن الخطيب البغدادي.
    هذه بعض النصوص المبثوثة في ثنايا الكتاب في حكاية الإجماع على أن صفات الله تعالى محمولة على الحقيقة لا على المجاز، وأما آحاد النصوص فتجدها في مواضعها من الكتاب.

      الوقفة التاسعة: أورد المؤلفان في مقالهما أمثلة على إثبات المجاز في القرآن فيما يتعلق بالمخلوق مستدلين بها على جواز المجاز في صفات الله تعالى.
     وهذا لعمر الله ضربٌ من التشبيه، وهو الأمر الذي يفزعان منه حتى بلغ بهما إلى التعطيل، فإن مقتضى كلامهما أن كل ما جاز في صفات المخلوق المرئي الذي تُدرك حقيقة صفاته من المجازات، جاز في حق الله تعالى الذي ليس كمثله شيء، ولا تحيط به الظنون والأوهام!!
     ومع هذا فإن ما استدلا به من الآيات هي حقائق لا مجازات، وإليك بيانها:
     - قالا: (كقوله تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) [الإسراء:24] وقوله تعالى (واشتعل الرأس شيبا) [مريم:4]، فهذه ونحوها ليست على حقيقتها، فليس ثمة جناح ولا اشتعال حقيقيان).
     والحقيقة أن هذا الكلام ناشئ من الجهل باللغة العربية، فإن الجناح المذكور في الآية هو الجانب، لأن الجنوح هو الميل، ومنه سُمّي جناح الطائر جناحاً لأنه مائل إلى شقه، لا أن الأصل في الجناح هو جناح الطائر كما زعما.
     قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: ((جَنَحَ) الجيم والنون والحاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على المَيْلِ والعُدْوان. ويقال جنح إلى كذا، أي مالَ إليه. وسمِّي الجَناحانِ جَناحَيْنِ لميلهما في الشِّقَّين) ا.ه. [1/431]
     ومثله الاشتعال، فإن الأصل فيه هو الانتشار والتفرّق في الشيء، ومنه سُمّي انتشار النار اشتعالاً، ولا تعرف العرب قط اشتعال الرأس إلا انتشار الشيب.
     قال ابن فارس: ((شَعَل) الشين والعين واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على انتشارٍ وتفرُّق في الشيء الواحد من جوانبه. يقال أشعلْتُ النّار في الحطب، واشتعلت النّارُ. واشتعل الشّيب. قال الله تباركَ وتعالى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأسُ شَيْباً}) ا.ه. [3/147]
     - واستدلا بقوله تعالى (فأتى الله بنيانهم من القواعد) [النحل:26].
     فظنا أن ظاهر الآية يُراد به إتيان الله بنفسه ثم ادعيا فيه المجاز، وليس الأمر كذلك، فإن الإتيان هنا هو الهلاك وإتيان العذاب من الله، كما يُقال (أُتِي فلان) إذا هلك، ومثله قوله تعالى (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) [الحشر:2].
     قال الزبيدي في تاج العروس: (وأُتِيَ على يد فلان: إذا هَلَك له مال .... وقوله تعالى: {فأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهم مِن القَواعِدِ}، أَي قلع بنيانهم من قواعده وأساسه فهدمه عليهم حتى أَهلكهم. وقال السَّمين نقلاً عن ابن الأَنباري في تفسير هذه الآية: فأتى اللَّهُ مَكْرَهُم مِن أَجْله، أَي عاد ضرر المكر عليهم، وهل هذا مجازٌ أَو حقيقةٌ؛ والمراد به نمرود، أَو صَرْحه خلافٌ، قال: ويُعبَّرُ بالإتيان عن الهلاك، كقوله تعالى: {فأَتاهُمُ اللَّهُ من حيثُ لم يَحْتَسِبُوا} . ويقالُ : أَتى فلان من مَأْمَنِه : أَي جاءَهُ الهلاك مِن جهَةِ أَمْنه) ا.ه. [مادة أتى]
     ففرقٌ بين قوله تعالى (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) [البقرة:210]، وقوله (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك) [الأنعام:158]. وبين قوله تعالى (فأتى الله بنيانهم من القواعد) [النحل:26]، وقوله (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) [الحشر:2].
     ففي الآيتين الأوليين ذَكَر الله إتيانه مطلقاً غير مقيّد، بينما في الآيتين الأخيرتين قيّد إتيانه؛ ففي الأولى (من القواعد) وفي الثانية (من حيث لم يحتسبوا).
     ثم يُقال أيضاً: هب أن هذه الآية يدل ظاهرها على إتيان الله تعالى، فقد دلت القرائن على أن المراد بها غير الظاهر، وهو الاتفاق من الموافق والمخالف على أن الله تعالى لا يأتي قبل يوم القيامة.
      قال الدارمي: (فلما لم يشك المسلمون أن الله لا ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة لشيء من أمور الدنيا علموا يقيناً أن ما يأتي الناس من العقوبات إنما هو أمره وعذابه، فقوله:(فأتى الله بنيانهم من القواعد) يعنى مكره من قِبَل قواعد بنيانهم، (فخر عليهم السقف من فوقهم)، فتفسير هذا الإتيان خرور السقف من فوقهم،  وقوله: (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) مَكَر بهم فقذف في قلوبهم الرعب، (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين) وهم بنو قريظة،  فتفسير الإتيان مقرون بهما خرور السقف والرعب، وتفسير إتيان الله يوم القيامة منصوص في الكتاب مفسر) ا.ه. [الرد على المريسي (1/341)]

      الوقفة العاشرة: لقد طعن المؤلفان وللأسف في بعض الأئمة المشهود لهم بالعلم والفضل، والسبب أنهم أنكروا على الأشاعرة وبدّعوهم، فقالا: (لعل هذا القائل يريدنا أن نستدل بكلام البربهاري والسجزي والهروي صاحب ذم الكلام وابن تيمية وابن القيم!!).
     وهذا كلام ساقط، فإن هؤلاء المذكورين من أئمة العلم وأساطينه، والطعن فيهم جزافاً أمرٌ خطير.
     فمن ذا الذي طعن في عقائد هؤلاء وحطّ من قدرهم ممن لم يُنقم عليه بعقيدة مخالفة كالأشاعرة؟
     فهلا أشارا إلى إمام غير مطعون في عقيدته، ومتفق على إمامته في أبواب العقائد على الخصوص طعن في البربهاري أو السجزي أو أبي إسماعيل الهروي الأنصاري، فهذه كتب ابن عبد البر والذهبي وابن كثير وغيرهم من الأئمة المشهود لهم، ما طَعنَ أحدٌ منهم في عقائد هؤلاء، وإنما يطعن فيهم من خالف عقيدة السلف في أسماء الله وصفاته وانتحل البدع والمحدثات.
     وإذا كان هؤلاء مطعوناً فيهم منقوماً عليهم لكونهم أثبتوا حقائق الصفات لله تعالى، فالسلف كلهم على هذه العقيدة التي عجز المؤلفان أن ينقلا حرفاً واحداً يدل على خلافها، في مقابل مئات النصوص الدالة على ضد ما ذكرا.
     وإما إذا كان الطعن فيهم بسبب حطّهم على الأشاعرة، فقد أفضت في نقل نصوص الأئمة في تبديع الكلابية والأشاعرة في الباب الخامس من هذا الكتاب، منهم: الإمام أحمد، وأبو حاتم الرازي، وأبو العباس بن سريج الشافعي، وابن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السرّاج، وابن عبد البر وغيرهم كثير من الأئمة المتقدمين والمتأخرين من أئمة المذاهب. وجمعٌ لا يُحصون كثرة  من طبقة الإمام أحمد ذكرهم أبو القاسم الأصبهاني بأسمائهم.
     فهل نُسقط هؤلاء أيضاً ونُلحقهم بمن سمّيا ؟!!
      الوقفة الحادية عشرة: لقد أكّد المؤلفان ما بيّنته في كتابي من اتفاق الأشاعرة والمعتزلة على أن القرآن الذي بين أيدينا مخلوق، فقد صرّحا بذلك حيث قالا: (وإذا كان المراد به –أي القرآن- ما يُعبّر به ويدلّ على المعنى القائم بذات الله تعالى، كالحرف والصوت والرسوم والرقوم والجلد والمداد، فهذا لا خلاف في كونه مخلوقاً. على أنه لا يجوز إطلاق القول: بأن القرآن مخلوق. أولاً: لبشاعة اللفظ الدالة على الجرأة على الله تعالى. وثانياً: لخشية الإيهام والالتباس الذي قد يقع في ذهن من لم يُحط خُبراً بحقيقة المسألة).
     وقولهما هذا هو عين قول المعتزلة في القرآن الموجود بين أيدينا؛ المكتوب في المصاحف والمحفوظ في الصدور، والمقروء في المساجد والمحاريب.
     وهذا القول في حقيقته تكذيب لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ومخالف لما أجمع عليه السلف من أن القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله تعالى حروفه ومعانيه.
     والآيات الدالة على بطلان قولهما كثيرة جداً، فمنها قوله تعالى: (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) [الأنعام:19]، (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله) [يونس:73]، (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) [الإسراء:9] في آيات كثيرة أشار الله تعالى إلى القرآن باسم الإشارة.
     و(هذا) اسم إشارة إلى القرآن الموجود بين أيدي الصحابة المحفوظ في صدروهم المسموع بآذانهم، لا إشارة إلى ما في نفس الله تعالى مما لا يُسمع وليس بحرف ولا صوت.
     وقد تحدى الله المشركين بعجزهم عن الإتيان بمثله لأنه كلام الله الذي ليس كمثله شيء. فقال تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) [الإسراء:88]. والإشارة هنا إلى القرآن الموجود بين أيدينا.
     ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُمس القرآن إلا على طهارة لأنه كلام الله فقال «لا يمس القرآن إلا طاهر». كما نهى أن يُسافر به إلى أرض العدو خشية أن تناله أيدي الكفار، كل ذلك لكونه كلام الله تعالى ليس عبارة عنه ولا حكاية.
     وقد أجمع السلف على أن القرآن الذي بين أيدينا كلام الله غير مخلوق، وعلى إكفار من قال بخلقه، وليس مرادهم بالقرآن كما يزعم المؤلِّفان ما في نفس الله تعالى قطعاً.
     قال الطبري في بيان عقيدة السلف في القرآن: (إنه كلام الله غير مخلوق، كيف كُتب، وحيث تُلي، وفي أي موضع قُرئ، في السماء وُجد، وفي الأرض حيث حُفظ، في اللوح المحفوظ كان مكتوباً، وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسوماً، في حجر نُقش، أو في ورق خُط، أو في القلب حُفظ، وبلسان لُفظ، فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآناً في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه أو قاله بلسانه دائناً به فهو بالله كافر حلال الدم بريء من الله، والله منه بريء بقول الله عز وجل (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) [البروج:23]، وقوله الحق عز وجل: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) [التوبة:6] فأخبر جل ثناؤه أنه في اللوح المحفوظ مكتوب، وأنه من لسان محمد مسموع وهو قرآن واحد؛ من محمد مسموع، وفي اللوح المحفوظ مكتوب، وكذلك هو في الصدور محفوظ، وبألسن الشيوخ والشباب متلو) ا.ه. [صريح السنة ص17]
     ومن لم يُفرّق بين كلام الله تعالى المكتوب في المصاحف، وبين الحبر والمداد والورق فهو أضل من حمار أهله!.
     ثم إن هذا القول متناقض، فكيف يزعمان أن كلام الله تعالى هو ما قام بنفسه، وهو معنىً لا يُسمع، وليس بحرف ولا صوت، ثم مع هذا يُسميانه قرآناً، وهل القرآن إلا مصدرٌ من قرأ يقرأ قراءةً وقرآناً نحو كُفران ورُجحان، فالقرآن مصدرٌ كالقراءة، ولا يكون قرآناً إلا مقروءاً، ولا يكون مقروءاً إلا مكتوباً مركباً من الحروف.
     والقراءة في أصلها الجمع والضم للحروف، وهو أصل كلمة "قرأ".
     قال الراغب الأصفهاني: (والقراءة ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل، ...، ويدل على ذلك أنه لا يُقال للحرف الواحد إذا تفوه به قراءة). [مفردات القرآن ص402]
     وعلى هذا فلا يصح أن يوصف المعنى بالقراءة، وإنما يُقال "فهمت المعنى"، ولا يُقال "قرأت المعنى".
     وهذا ظاهرٌ في بيان تناقض الأشاعرة، وإنما الذي قادهم إلى ذلك إرادة الجمع بين معتقدهم في كلام الله وأنه ليس بحرف ولا صوت، وبين ما جاء من إطباق السلف في أن القرآن كلام الله غير مخلوق، فولّدوا هذا القول المتناقض فسمّوا كلام الله قرآناً مع زعمهم بأنه معنىً، ليس بحرفٍ ولا صوت، ولا يُسمع، ولا يُقرأ، ولا يُكتب، وإنما يُعبّر عنه.
     هذه بعض الوقفات السريعة على بعض ما جاء في مقال المؤلِّفَيْن والحوار الذي أجرياه من غير استيعاب لأخطائهما.
     وستخرج قريباً الطبعة الثانية من كتاب «الأشاعرة في ميزان أهل السنّة» والتي تميزت عن سابقتها بتصويب الأخطاء المطبعية وغيرها، كما تم إعادة صياغة بعض العبارات لتكون أدلّ على المراد، ولم يتم إضافة شيء يُذكر سوى نقولاتٍ يسيرة عن بعض السلف، وزيادة بعض أوجه الردّ على بعض شبهات المؤلِّفَيْن.
     والله نسأل أن يُريَنا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويُريَنا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبساً علينا فَنَضِل.

المصدر: الموقع الرسمي للشيخ

أرشيف المدونة الإلكترونية