هل تريد أن يُبارَك لك في علمك ؟ وتنصر ( السُنة وأهلها؟ ) من بركة العلم عزو كل قول إلى قائله

22 سبتمبر، 2010

رؤيا نبوية ترشد أشعري حائر الى عقيدة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله

بسم الله

الحافظ أبي الفضل بن ناصر السلامي الشافعي البغدادي (ت 550ه) ، حكى عن نفسه إنه تأثر بالأشاعرة في مسألة كلام الله تعالى ، و أصبح يقول بمقالتهم ، دون أن يحصل له اطمئنان ، فظل مضطربا حائرا مدة طويلة ، يدعو الله أن يهديه إلى الحق ، و في ذلك يقول عن نفسه : (( كنتُ أسمع الفقهاء في النظامية يقولون : القرآن معنى قائم بالذات، و الحروف و الأصوات عبارات و دلالات عن الكلام القديم القائم بالذات ، فحصل في قلبي شيء من ذلك ، حتى صرتُ أقول بقولهم موافقة )) ، ثم قال : (( و كنتُ إذا صليتُ أدعو الله أن يُوفقني لأحب المذاهب و الاعتقادات إليه ، و بقيتُ على ذلك مدة طويلة أقول : اللهم وفقني لأحب المذاهب إليك ،و أقربها عندك )) ، ثم ذكر إنه رأى في المنام رسول الله –عليه الصلاة و السلام- فحثّه على اتباع مذهب أبي منصور الخياط البغدادي الحنبلي(ت499ه) ،و في الصباح اتصل به و أخبره بالأمر ، فقال له أبو منصور : (( يا بني مذهب الشافعي حسن ، فتكون على مذهب الشافعي في الفروع ،و على مذهب أحمد و أصحاب الحديث في الأصول ، )) ، فقال ابن ناصر: (( يا سيدي ما أريد أن أكون لونين )) ، ثم أشهده على نفسه إنه على مذهب أحمد بن حنبل أصولا و فروعا[1] .

و يُروى إنه –أي ابن ناصر- لما انتقل إلى المذهب الحنبلي أعاد صلاته التي صلاها منذ احتلامه إلى أن تحنّبل ، و غسل جميع ما في منزله من أوانٍ و أفرشة و ثياب ، حتى جدران بيته غسلها ، بسبب ما كان يعتقده من مذهب الأشعري[2] . و إن صح عنه هذا الخبر ، فيعني إنه كان يرى في الأشعرية نجاسة معنوية و مادية يجب التطهّر منها ، و فعله هذا مبالغة لا مسوّغ لها شرعا و لا عقلا .

---------------------------

[1] ابن رجب: الذيل على طبقات الحنابلة ، ج 1 ص: 121-122 .
[2] الصفدي: الوافي بالوفيات ، ج 5 ص: 105-106 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق