بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم:-
أما بعد ,
قال الله جل و علا "فأما الزبد فيذهب جفاءا و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" و قال الله جل وعلا "
وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ" و قال جل وعلا "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و لكم الويل مما تصفون"
فتوبوا الى ربكم ايها الاشاعرة و الماتريدية قبل ان تموتوا على هذا الحال
و كتب
أبو عمر الأثري
2 ذو القعدة 1431 هجري
سلسلة فضائح المتكلمين الأشاعرة و الماتريدية (1) الرازي ليس عنده دليل صحيح على نفي الوهية الشمس و القمر!!!!
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم:-
أما بعد ,
قال الله جل و علا "فأما الزبد فيذهب جفاءا و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" و قال الله جل وعلا "
وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ" و قال جل وعلا "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و لكم الويل مما تصفون"
أما بعد ,
فمما ابتليت به امة الإسلام بعد القرون الثلاثة المفضلة من الصحابة و التابعين و تابعيهم بدع و ضلالات نتجت عن الإعراض عن الكتاب و السنة و الاشتغال بعلم الكلام والفلسفة و أخذ العقائد منهما و سوء الظن بالكتاب و السنة و اعتقاد أن ظاهرهما يوجب الوقوع في التشبيه و الكفر !! و كأن قائل هذه المقالة الردية و معتقد هذه العقيدة الغوية لم يقرأ قوله تعالى " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " و قوله تعالى " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم " و قوله جل وعلا " الله نزل أحسن الحديث " وقوله جل وعلا "وهذا ذكر مبارك أنزلناه فاتبعوه و اتقوا " .......بل وصل الأمر بقائلهم إن يصرح بكل وقاحة وبكل جهل و صلافة : إن الأخذ بظواهر الكتاب و السنة من أصول الكفر " !!! قال تعالى " كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا" ..........
و بسبب الإعراض عن الكتاب و السنة انقسمت الأمة فرقا يبدع بعضها بعضا و يكفر بعضها بعضا فظهرت مقالات أهل البدع من الجهمية و المعتزلة و الرافضة و الخوارج و المرجئة و الأشاعرة و الماتريدية و الصوفية القبورية ...الخ, و صاروا يكفرون خيار هذه الأمة و يتبرؤون من العقيدة التي كانوا عليها , فكفر الأشاعرة و الماتريدية مثبت العلو و والله إن هذا لتكفير صريح للأنبياء و الصحابة و التابعين و خيرة الأمة .....فهل كانت الأمة الاسلامية على عقيدة كفرية حتى جاء هؤلاء و أنقذوها ؟؟ فقد اعترف أبو الحسن الأشعري في الابانة بان موسى عليه السلام اخبر فرعون أن ربه في السموات فاستهزأ فرعون بعقيدة العلو ...و اعترف كل المحدثين الذين يرضاهم الاشاعرة بصحة قول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله فقالت في السماء ....ثم قالوا ان مثبت العلو الذاتي يكفر !!
فكفروا الأنبياء و الصحابة و خيرة علماء الأمة سلفا و خلفا .........
و ليس غرضي الإطالة في هذه المقدمة ...و إنما المقصود بيان فساد عقائد المتكلمين لأدخل الى موضوعي وهو ان عقيدة بنيت على الفلسفة و الكلام والإعراض عن الكتاب و السنة و سوء الظن بخير القرون لا بد ان تكون عقيدة فاسدة متناقضة مليئة بالطوام ........و لكن لا شك أن كل باطل فان أهله يزينونه بزخرف من القول كي يلبسوا على الجهال و يغروهم به ,و هذا كان من أسباب انتشار عقائد المتكلمين الفاسدة و لذلك حذر السلف و العلماء من علم الكلام المذموم ..
فدخل المتكلمون إلى عقول الجهال من باب التنزيه و قالوا إن إثبات الصفات يستلزم التشبيه و استخدموا الألفاظ المجملة التي لم يرد نفيها ولا إثباتها في كتاب و لا سنة و لا قول صحابي كلفظ الجسم و المكان و الحيز و الجهة فخدعوا خلقا من الجهال كما قال الإمام أحمد " يخدعون جهال الناس بالمتشابه من الكلام" ......فصدقهم خلق من الجهلة و المقلدين و ظنوا مذهبهم هو الحق و ظنوا ان مذهبهم التنزيه و مذهب الصحابة و التابعين و تابعيهم و خيرة علماء الأمة الذين هم أكمل الناس علما و تقوى هو التشبيه .........و لم يعلموا حقيقة مذهب هؤلاء المتكلمين أذناب فلاسفة اليونان الحائرين الجهلة بعلم الحديث , لكن أبى الله إلا أن يفضح من اعرض عن كتابه و سنة نبيه و ظن أن عقل الفلاسفة و المتكلمين يهدي للحق ,, فها هي فضائحهم و تناقضاتهم في كتبهم تبرز حقيقة مذهبهم و انه التعطيل المحض ووصف الله بالعدم وان عقيدتهم تنصر عقيدة الشيوعيين و الملاحدة و الباطنية من حيث لا يشعرون ...
و لأن أكثر شباب الأشاعرة و الماتريدية المساكين لا يعرفون حقيقة مذهبهم و لا يعرفون الطوام التي في كتب علمائهم ,لانهم لا يقرأونها - اذ لا همة لهم على البحث و القراءة فأوقاتهم ضائعة في الحضرات الصوفية- و اذا قراوها فقد لا يفهموها ...........و لا يعرف اكثر الاشاعرة المساكين من عقيدتهم الا ما لقنهم اياه شيوخهم من اننا نحن الاشاعرة منزهة !!, نحن جمهور الامة !! نحن اهل السنة و الجماعة !! الوهابية مجسمة !! الوهابية مشبهة !! الله ليس بجسم !! الله ليس في مكان !! و يرددون هذه العبارات بدون فهم و لا بحث و لا نظر و لا تحقيق و لا علم......... ..فقد تربوا في الحضرات الصوفية ان المريد يجب ان يهز راسه و لا يعترض على قول الشيخ !!......و لا يعلمون ان علماء الامة في القرون الثلاثة الاولى كانوا على العقيدة السلفية وان اكثر علماء الامة من المالكية و الشافعية و المحدثين في القرنين الرابع و الخامس الهجري- قبل ابن تيمية- (مع بداية انتشار المذهب الاشعري) كانوا يلعنون الاشاعرة على المنابر بل وصل الامر بكثير منهم ان كفروهم و لذا فقد كان الاشاعرة ينشرون بدعهم بالخفاء و لا يتجاسرون على اظهار مقالاتهم و يتمسحون بالحنابلة و يظهرون انهم على عقيدة احمد بن حنبل ليقبلوا عند الناس .........و اذ كان الاشاعرة و الماتريدية هم بهذا الحال و لا يعرفون الطوام التي في كتب علمائهم فقد تكلفت عناء النظر في كتب المتكلمين الاشاعرة و الماتريدية و إبراز ما فيها من فضائح ..........و سأبدأ بعرضها على شكل سلسلة إن شاء الله لتعريف الاشاعرة و الماتريدية بحقيقة دينهم و مذهبهم و إبراز المخفي من عقائدهم الفاسدة التي حشيت بها كتب الحشوية من أئمة الكلام المذموم الذي لا فائدة منه .....
والله يعلم أني لا أكتب ما أكتب طلبا للنزال و لا حبا في الجدال و لكن ابراءا للذمة و نصحا للأمة "ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة "
و نبدأ بسلسة الفضائح و الطوام و أولها هذه الفضيحة الكارثة :-
1- الفخر الرازي فيلسوف الأشاعرة الأكبر ليس عنده دليل قطعي أو دليل صحيح على نفي ألوهية الشمس و القمر !!!
قال الفخر الرازي في الأربعين (1/151) " الحجة الثامنة : أنه لو لم تكن الجسمية و التناهي في المقدار مانعا من الالهية ,لتعذر القدح في الهية الشمس و القمر, لأنه لا سبيل لنا الى القدح في الهية كل واحد منهما الا لكونه جسما مركبا من الأجزاء متناهيا في القدر ,فإذا جوزنا كون الآله تعالى جسما متناهيا انسد هذا الطريق,فلا يمكننا القدح في الهية الشمس و القمر , و لما كان ذلك باطلا علمنا أن القول بأن الاله تعالى جسم : قول باطل "
و أقول الله أكبر !! أهذا كلام يصدر من مسلم قرأ القرآن !! و أين الأدلة في القرآن على أن الجسم هو من لا يستحق الألوهية ؟؟ و هل ذكر ربنا هذا الدليل أم ذكر الأدلة الصريحة الأخرى مثل كون الآلهة الباطلة التي اتخذها المشركون لا تسمع ولا تبصر و لا تتكلم و لا تفعل ؟ و مثل كونها لا تجيب المضطر إذا دعاها و لا تخلق و لا ترزق و لا تحيي ولا تميت و ليست هي التي خلقت الأرض و فجرت خلالها انهارا و جعلت لها رواسي .......الخ .
ثم أليس نفي الألوهية عما سوى الله هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها و الذي لأجله أرسلت الرسل و أنزلت الكتب ؟؟ فهل يعقل أن يكون الله لم يقم إلا دليلا خفيا على نفي الوهية ما سواه ؟؟ وهل يقول هذا مسلم يوحد الله ؟؟
و سأناقش هذا الدليل الذي ذكره الرازي و الذي قال بأنه الدليل الوحيد على نفي ألوهية الشمس و القمر حسب ما قرره علماء الأشاعرة و الماتريدية أنفسهم و في ضوء القرآن و السنة لنرى هل هو دليل صحيح عندهم او دليل قطعي ظاهر أم أن الأمر بخلاف ذلك ؟؟ فأقول مستعينا بالله :-
1- ليس في القرآن و السنة آية أو حديث بنص "إن الله ليس بجسم"
2- استدل ابراهيم عليه الصلاة و السلام على نفي الوهية الشمس و القمر بأفولها و مغيبها و الله جل وعلا لا يأفل و لا يغيب بل هو سبحانه الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و العليم الخبير المدبر لأحوال خلقه...... ولم يستدل ابراهيم على نفي الالوهية بقيام الفعل بها او بكونها اجساما كما زعم المتكلمون و الا لكان اثبت عدم استحقاقها للألوهية بمجرد ظهورها و بزوغها ورؤيتها تتحرك و تدور حول الأرض و لما انتظر حتى تراها تأفل و تغيب .........و هذا واضح ظاهر من سياق الآيات
3- لفظ الجسم لفظ مجمل يحتمل عدة معان حسب ما ذكر المتكلمون الاشاعرة أنفسهم و سأذكر ثلاثة من أشهرهم وهم :
1- أبو الحسن الأشعري
فقد ذكر ابو الحسن الأشعري في المقالات (2/ 235) اثني عشر مقالة من مقالات المتكلمين في تفسير معنى الجسم و ذكر ان منهم من عنى به القائم بنفسه أو الموجود .....و القيام بالنفس و الوجود من صفات الله عند الأشاعرة
2- الفخر الرازي
ذكر تعريفات الجوهر في المطالب العالية (3/116) و بعد أن ذكر من تعاريف الجوهر انه القائم بنفسه ...وهذه من صفاتالله عند الاشاعرة.....و منها انه الغني بذاته...قال :- "و الباري أولى من يسمى جوهرا بهذا الاعتبار "!!!
3- أبو جعفر السمناني
قال أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني الحنفي , من كبار علماء الأشاعرةذكر له الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء (17|651) هذه المقولة :
"من سمى الله جسما من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته , فقد أصاب المعنى وأخطأ في التسمية فقط ".
4- لفظ الجسم في اللغة لا يوافق استعمالات المتكلمين و بالتالي فلا مساعد من اللغة على استخدام المتكلمين له فهو في اللغة يطلق على الجسد و كذا الجسمان و الجثمان (مختار الصحاح 1/56) و الجسد هو المكون من جثة و أعضاء وبالتالي فلا يسمى الهواء و لا الماء و لا الريح و لا النور و لا الروح و لا الأجسام النورانية كالملائكة – هذه لا تسمى حسب التعريف اللغوي أجساما ........بينما هي عند المتكلمين أجسام أو جواهر تقوم بها الأعراض .
5- نفي لفظ الجسم عن الله ليس مقدمة بديهية ضرورية باتفاق العقلاء و الدليل من كلام العز بن عبد السلام و الغزالي
قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام ( 1/202) وكل ذلك مما لا يمكن تصويب للمجتهدين فيه بل الحق مع واحد منهم , والباقون مخطئون خطأ معفوا عنه لمشقة الخروج منه والانفكاك عنه , ولا سيما قول معتقد الجهة فإن اعتقاد موجود ليس بمتحرك ولا ساكن ولا منفصل عن العالم ولا متصل به , ولا داخل فيه ولا خارج عنه لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة , ولا يهتدي إليه أحد إلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرك عسرة الفهم فلأجل هذه المشقةعفا الله عنها في حق العامي ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لايلزم أحدا ممن أسلم على البحث عن ذلك بل كان يقرهم على ما يعلم أنه لاانفكاك لهم عنه , وما زال الخلفاء الراشدون والعلماء المهتدون يقرون علىذلك مع علمهم بأن العامة لم يقفوا على الحق فيه ولم يهتدوا إليه , وأجرواعليهم أحكام الإسلام من جواز المناكحات والتوارث والصلاة عليهم إذا ماتواوتغسيلهم وتكفينهم وحملهم ودفنهم في مقابر المسلمين , ولولا أن الله قدسامحهم بذلك وعفا عنه لعسر الانفصال منه ولما أجريت عليهم أحكام المسلمينبإجماع المسلمين , ومن زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهمفهو كافرلأن الشرع إنما عفا عن المجسمة لغلبة التجسم على الناس فإنهملا يفهمون موجودا في غير جهة بخلاف الحلول فإنه لا يعم الابتلاء به ولايخطر على قلب عاقل ولا يعفى عنه
قال الغزالي في الإحياء (4 / 434) : " أن الله تعالى مقدس عن المكان ومنزهعن الاقطار والجهات وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا هو متصل به ولا هومنفصل عنه ،قد حير عقول أقوام حتى أنكروه إذ لم يطيقوا سماعه ومعرفته "
و قال ايضا : ( إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه - اي : لا هو داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل - من المبالغة في التنزيه شديد جداً بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمة الأمية)) إلجام العوام عن علم الكلام ص56-57
و بهذا تبين أن الدليل الذي استدل به الرازي على نفي الوهية الشمس والقمر هو دليل :-
1- لم يأت به القرآن و لا السنة
2- و يخالف طريقة الكتاب و السنة
3- و هو دليل يخالف طريقة الأنبياء
4- وهو دليل محتمل قائم على لفظ محتمل
5- وهو ليس مقدمة بديهية ضرورية معروفة لجميع العقلاء بإقرار أئمة الاشاعرة المستخدمين لهذا الدليل
واحد هذه الأوصاف لهذا الدليل تكفي لجعله دليلا باطلا لا يجوز الاستدلال به فكيف بها و قد اجتمعت ؟؟
و بالتالي فالأشاعرة إما أن يقروا أن دخولهم في لفظ الجسم أوقعهم في هذه المزالق و الطامات و إما ان يصروا على تأييد كلام الرازي و يعترفوا بأنه ليس عندهم دليل قطعي على نفي ألوهية الشمس و القمر...........
و بالتالي فلا ينكروا على من يعبد الشمس و القمر و ليعلنوا تأييدهم لدين الصابئة المشركين !!!
و لعل الأشاعرة و الماتريدية قريبا سيسجدون للشمس و القمر !!! اذ ليس عندهم دليل على نفي الوهيتهما !!
أخزا الله المتكلمين و المبتدعة على هذه العقائد الفاسدة !!
و أما نحن أهل السنة متبعوا السنة و القرآن فعندنا بحمد الله عشرات الأدلة على نفي ألوهية الشمس و القمر و كلها من القرآن و السنة و هي أدلة عقلية و نقلية ............ذلكم أن القرآن جاء بالأدلة العقلية و النقلية و ليس اخبارات مجردة كما يظن متكلموا الاشاعرة و الماتريدية الجهلة بالقرآن و الحديث و الذين اعماهم علم الكلام عن فهم معاني القرآن و تدبره :-
فمما ابتليت به امة الإسلام بعد القرون الثلاثة المفضلة من الصحابة و التابعين و تابعيهم بدع و ضلالات نتجت عن الإعراض عن الكتاب و السنة و الاشتغال بعلم الكلام والفلسفة و أخذ العقائد منهما و سوء الظن بالكتاب و السنة و اعتقاد أن ظاهرهما يوجب الوقوع في التشبيه و الكفر !! و كأن قائل هذه المقالة الردية و معتقد هذه العقيدة الغوية لم يقرأ قوله تعالى " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " و قوله تعالى " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم " و قوله جل وعلا " الله نزل أحسن الحديث " وقوله جل وعلا "وهذا ذكر مبارك أنزلناه فاتبعوه و اتقوا " .......بل وصل الأمر بقائلهم إن يصرح بكل وقاحة وبكل جهل و صلافة : إن الأخذ بظواهر الكتاب و السنة من أصول الكفر " !!! قال تعالى " كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا" ..........
و بسبب الإعراض عن الكتاب و السنة انقسمت الأمة فرقا يبدع بعضها بعضا و يكفر بعضها بعضا فظهرت مقالات أهل البدع من الجهمية و المعتزلة و الرافضة و الخوارج و المرجئة و الأشاعرة و الماتريدية و الصوفية القبورية ...الخ, و صاروا يكفرون خيار هذه الأمة و يتبرؤون من العقيدة التي كانوا عليها , فكفر الأشاعرة و الماتريدية مثبت العلو و والله إن هذا لتكفير صريح للأنبياء و الصحابة و التابعين و خيرة الأمة .....فهل كانت الأمة الاسلامية على عقيدة كفرية حتى جاء هؤلاء و أنقذوها ؟؟ فقد اعترف أبو الحسن الأشعري في الابانة بان موسى عليه السلام اخبر فرعون أن ربه في السموات فاستهزأ فرعون بعقيدة العلو ...و اعترف كل المحدثين الذين يرضاهم الاشاعرة بصحة قول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله فقالت في السماء ....ثم قالوا ان مثبت العلو الذاتي يكفر !!
فكفروا الأنبياء و الصحابة و خيرة علماء الأمة سلفا و خلفا .........
و ليس غرضي الإطالة في هذه المقدمة ...و إنما المقصود بيان فساد عقائد المتكلمين لأدخل الى موضوعي وهو ان عقيدة بنيت على الفلسفة و الكلام والإعراض عن الكتاب و السنة و سوء الظن بخير القرون لا بد ان تكون عقيدة فاسدة متناقضة مليئة بالطوام ........و لكن لا شك أن كل باطل فان أهله يزينونه بزخرف من القول كي يلبسوا على الجهال و يغروهم به ,و هذا كان من أسباب انتشار عقائد المتكلمين الفاسدة و لذلك حذر السلف و العلماء من علم الكلام المذموم ..
فدخل المتكلمون إلى عقول الجهال من باب التنزيه و قالوا إن إثبات الصفات يستلزم التشبيه و استخدموا الألفاظ المجملة التي لم يرد نفيها ولا إثباتها في كتاب و لا سنة و لا قول صحابي كلفظ الجسم و المكان و الحيز و الجهة فخدعوا خلقا من الجهال كما قال الإمام أحمد " يخدعون جهال الناس بالمتشابه من الكلام" ......فصدقهم خلق من الجهلة و المقلدين و ظنوا مذهبهم هو الحق و ظنوا ان مذهبهم التنزيه و مذهب الصحابة و التابعين و تابعيهم و خيرة علماء الأمة الذين هم أكمل الناس علما و تقوى هو التشبيه .........و لم يعلموا حقيقة مذهب هؤلاء المتكلمين أذناب فلاسفة اليونان الحائرين الجهلة بعلم الحديث , لكن أبى الله إلا أن يفضح من اعرض عن كتابه و سنة نبيه و ظن أن عقل الفلاسفة و المتكلمين يهدي للحق ,, فها هي فضائحهم و تناقضاتهم في كتبهم تبرز حقيقة مذهبهم و انه التعطيل المحض ووصف الله بالعدم وان عقيدتهم تنصر عقيدة الشيوعيين و الملاحدة و الباطنية من حيث لا يشعرون ...
و لأن أكثر شباب الأشاعرة و الماتريدية المساكين لا يعرفون حقيقة مذهبهم و لا يعرفون الطوام التي في كتب علمائهم ,لانهم لا يقرأونها - اذ لا همة لهم على البحث و القراءة فأوقاتهم ضائعة في الحضرات الصوفية- و اذا قراوها فقد لا يفهموها ...........و لا يعرف اكثر الاشاعرة المساكين من عقيدتهم الا ما لقنهم اياه شيوخهم من اننا نحن الاشاعرة منزهة !!, نحن جمهور الامة !! نحن اهل السنة و الجماعة !! الوهابية مجسمة !! الوهابية مشبهة !! الله ليس بجسم !! الله ليس في مكان !! و يرددون هذه العبارات بدون فهم و لا بحث و لا نظر و لا تحقيق و لا علم......... ..فقد تربوا في الحضرات الصوفية ان المريد يجب ان يهز راسه و لا يعترض على قول الشيخ !!......و لا يعلمون ان علماء الامة في القرون الثلاثة الاولى كانوا على العقيدة السلفية وان اكثر علماء الامة من المالكية و الشافعية و المحدثين في القرنين الرابع و الخامس الهجري- قبل ابن تيمية- (مع بداية انتشار المذهب الاشعري) كانوا يلعنون الاشاعرة على المنابر بل وصل الامر بكثير منهم ان كفروهم و لذا فقد كان الاشاعرة ينشرون بدعهم بالخفاء و لا يتجاسرون على اظهار مقالاتهم و يتمسحون بالحنابلة و يظهرون انهم على عقيدة احمد بن حنبل ليقبلوا عند الناس .........و اذ كان الاشاعرة و الماتريدية هم بهذا الحال و لا يعرفون الطوام التي في كتب علمائهم فقد تكلفت عناء النظر في كتب المتكلمين الاشاعرة و الماتريدية و إبراز ما فيها من فضائح ..........و سأبدأ بعرضها على شكل سلسلة إن شاء الله لتعريف الاشاعرة و الماتريدية بحقيقة دينهم و مذهبهم و إبراز المخفي من عقائدهم الفاسدة التي حشيت بها كتب الحشوية من أئمة الكلام المذموم الذي لا فائدة منه .....
والله يعلم أني لا أكتب ما أكتب طلبا للنزال و لا حبا في الجدال و لكن ابراءا للذمة و نصحا للأمة "ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة "
و نبدأ بسلسة الفضائح و الطوام و أولها هذه الفضيحة الكارثة :-
1- الفخر الرازي فيلسوف الأشاعرة الأكبر ليس عنده دليل قطعي أو دليل صحيح على نفي ألوهية الشمس و القمر !!!
قال الفخر الرازي في الأربعين (1/151) " الحجة الثامنة : أنه لو لم تكن الجسمية و التناهي في المقدار مانعا من الالهية ,لتعذر القدح في الهية الشمس و القمر, لأنه لا سبيل لنا الى القدح في الهية كل واحد منهما الا لكونه جسما مركبا من الأجزاء متناهيا في القدر ,فإذا جوزنا كون الآله تعالى جسما متناهيا انسد هذا الطريق,فلا يمكننا القدح في الهية الشمس و القمر , و لما كان ذلك باطلا علمنا أن القول بأن الاله تعالى جسم : قول باطل "
و أقول الله أكبر !! أهذا كلام يصدر من مسلم قرأ القرآن !! و أين الأدلة في القرآن على أن الجسم هو من لا يستحق الألوهية ؟؟ و هل ذكر ربنا هذا الدليل أم ذكر الأدلة الصريحة الأخرى مثل كون الآلهة الباطلة التي اتخذها المشركون لا تسمع ولا تبصر و لا تتكلم و لا تفعل ؟ و مثل كونها لا تجيب المضطر إذا دعاها و لا تخلق و لا ترزق و لا تحيي ولا تميت و ليست هي التي خلقت الأرض و فجرت خلالها انهارا و جعلت لها رواسي .......الخ .
ثم أليس نفي الألوهية عما سوى الله هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها و الذي لأجله أرسلت الرسل و أنزلت الكتب ؟؟ فهل يعقل أن يكون الله لم يقم إلا دليلا خفيا على نفي الوهية ما سواه ؟؟ وهل يقول هذا مسلم يوحد الله ؟؟
و سأناقش هذا الدليل الذي ذكره الرازي و الذي قال بأنه الدليل الوحيد على نفي ألوهية الشمس و القمر حسب ما قرره علماء الأشاعرة و الماتريدية أنفسهم و في ضوء القرآن و السنة لنرى هل هو دليل صحيح عندهم او دليل قطعي ظاهر أم أن الأمر بخلاف ذلك ؟؟ فأقول مستعينا بالله :-
1- ليس في القرآن و السنة آية أو حديث بنص "إن الله ليس بجسم"
2- استدل ابراهيم عليه الصلاة و السلام على نفي الوهية الشمس و القمر بأفولها و مغيبها و الله جل وعلا لا يأفل و لا يغيب بل هو سبحانه الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و العليم الخبير المدبر لأحوال خلقه...... ولم يستدل ابراهيم على نفي الالوهية بقيام الفعل بها او بكونها اجساما كما زعم المتكلمون و الا لكان اثبت عدم استحقاقها للألوهية بمجرد ظهورها و بزوغها ورؤيتها تتحرك و تدور حول الأرض و لما انتظر حتى تراها تأفل و تغيب .........و هذا واضح ظاهر من سياق الآيات
3- لفظ الجسم لفظ مجمل يحتمل عدة معان حسب ما ذكر المتكلمون الاشاعرة أنفسهم و سأذكر ثلاثة من أشهرهم وهم :
1- أبو الحسن الأشعري
فقد ذكر ابو الحسن الأشعري في المقالات (2/ 235) اثني عشر مقالة من مقالات المتكلمين في تفسير معنى الجسم و ذكر ان منهم من عنى به القائم بنفسه أو الموجود .....و القيام بالنفس و الوجود من صفات الله عند الأشاعرة
2- الفخر الرازي
ذكر تعريفات الجوهر في المطالب العالية (3/116) و بعد أن ذكر من تعاريف الجوهر انه القائم بنفسه ...وهذه من صفاتالله عند الاشاعرة.....و منها انه الغني بذاته...قال :- "و الباري أولى من يسمى جوهرا بهذا الاعتبار "!!!
3- أبو جعفر السمناني
قال أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني الحنفي , من كبار علماء الأشاعرةذكر له الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء (17|651) هذه المقولة :
"من سمى الله جسما من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته , فقد أصاب المعنى وأخطأ في التسمية فقط ".
4- لفظ الجسم في اللغة لا يوافق استعمالات المتكلمين و بالتالي فلا مساعد من اللغة على استخدام المتكلمين له فهو في اللغة يطلق على الجسد و كذا الجسمان و الجثمان (مختار الصحاح 1/56) و الجسد هو المكون من جثة و أعضاء وبالتالي فلا يسمى الهواء و لا الماء و لا الريح و لا النور و لا الروح و لا الأجسام النورانية كالملائكة – هذه لا تسمى حسب التعريف اللغوي أجساما ........بينما هي عند المتكلمين أجسام أو جواهر تقوم بها الأعراض .
5- نفي لفظ الجسم عن الله ليس مقدمة بديهية ضرورية باتفاق العقلاء و الدليل من كلام العز بن عبد السلام و الغزالي
قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام ( 1/202) وكل ذلك مما لا يمكن تصويب للمجتهدين فيه بل الحق مع واحد منهم , والباقون مخطئون خطأ معفوا عنه لمشقة الخروج منه والانفكاك عنه , ولا سيما قول معتقد الجهة فإن اعتقاد موجود ليس بمتحرك ولا ساكن ولا منفصل عن العالم ولا متصل به , ولا داخل فيه ولا خارج عنه لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة , ولا يهتدي إليه أحد إلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرك عسرة الفهم فلأجل هذه المشقةعفا الله عنها في حق العامي ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لايلزم أحدا ممن أسلم على البحث عن ذلك بل كان يقرهم على ما يعلم أنه لاانفكاك لهم عنه , وما زال الخلفاء الراشدون والعلماء المهتدون يقرون علىذلك مع علمهم بأن العامة لم يقفوا على الحق فيه ولم يهتدوا إليه , وأجرواعليهم أحكام الإسلام من جواز المناكحات والتوارث والصلاة عليهم إذا ماتواوتغسيلهم وتكفينهم وحملهم ودفنهم في مقابر المسلمين , ولولا أن الله قدسامحهم بذلك وعفا عنه لعسر الانفصال منه ولما أجريت عليهم أحكام المسلمينبإجماع المسلمين , ومن زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهمفهو كافرلأن الشرع إنما عفا عن المجسمة لغلبة التجسم على الناس فإنهملا يفهمون موجودا في غير جهة بخلاف الحلول فإنه لا يعم الابتلاء به ولايخطر على قلب عاقل ولا يعفى عنه
قال الغزالي في الإحياء (4 / 434) : " أن الله تعالى مقدس عن المكان ومنزهعن الاقطار والجهات وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا هو متصل به ولا هومنفصل عنه ،قد حير عقول أقوام حتى أنكروه إذ لم يطيقوا سماعه ومعرفته "
و قال ايضا : ( إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه - اي : لا هو داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل - من المبالغة في التنزيه شديد جداً بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمة الأمية)) إلجام العوام عن علم الكلام ص56-57
و بهذا تبين أن الدليل الذي استدل به الرازي على نفي الوهية الشمس والقمر هو دليل :-
1- لم يأت به القرآن و لا السنة
2- و يخالف طريقة الكتاب و السنة
3- و هو دليل يخالف طريقة الأنبياء
4- وهو دليل محتمل قائم على لفظ محتمل
5- وهو ليس مقدمة بديهية ضرورية معروفة لجميع العقلاء بإقرار أئمة الاشاعرة المستخدمين لهذا الدليل
واحد هذه الأوصاف لهذا الدليل تكفي لجعله دليلا باطلا لا يجوز الاستدلال به فكيف بها و قد اجتمعت ؟؟
و بالتالي فالأشاعرة إما أن يقروا أن دخولهم في لفظ الجسم أوقعهم في هذه المزالق و الطامات و إما ان يصروا على تأييد كلام الرازي و يعترفوا بأنه ليس عندهم دليل قطعي على نفي ألوهية الشمس و القمر...........
و بالتالي فلا ينكروا على من يعبد الشمس و القمر و ليعلنوا تأييدهم لدين الصابئة المشركين !!!
و لعل الأشاعرة و الماتريدية قريبا سيسجدون للشمس و القمر !!! اذ ليس عندهم دليل على نفي الوهيتهما !!
أخزا الله المتكلمين و المبتدعة على هذه العقائد الفاسدة !!
و أما نحن أهل السنة متبعوا السنة و القرآن فعندنا بحمد الله عشرات الأدلة على نفي ألوهية الشمس و القمر و كلها من القرآن و السنة و هي أدلة عقلية و نقلية ............ذلكم أن القرآن جاء بالأدلة العقلية و النقلية و ليس اخبارات مجردة كما يظن متكلموا الاشاعرة و الماتريدية الجهلة بالقرآن و الحديث و الذين اعماهم علم الكلام عن فهم معاني القرآن و تدبره :-
أذكر من هذه الأدلة على سبيل المثال :-
1- انه قد علم باتفاق العقلاء من العامة و من اهل الفلك و اهل المنطق و الحساب من المسلمين و الكفار أن الشمس و القمر لا تسمع و لا تبصر ولا تتكلم ,و قد نفى الله الألوهية عمن لا يسمع و لا يبصر و لا يتكلم فقال تعالى عن نبيه ابراهيم " إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا" و قال تعالى عن عجل بني اسرائيل " أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ"
2- انه قد علم باتفاق العقلاء من العامة و من اهل الفلك و المنطق من المسلمين و الكفار ان الشمس و القمر لا يستطيع احدهما التاثير على الجزء الذي يغيب عنه من الارض و ذلك عند غياب الشمس و القمر و هذا عجز و الاله الحق الذي يستحق العبودية لا يعجزه شيء قال تعالى " ومَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا"
3- أنه قد علم باتفاق العقلاء أن الشمس و القمر ليست هي من خلق السموات و الأرض و حتى الصابئة قوم ابراهيم كانوا يقرون انها لم تخلق بل كانوا يقرون بوجود الصانع لكنهم أشركوها مع الله في العبادة ......و من المعلوم بالحس و الشرع و العقل أن الخلق يحدث على الأرض و تتجدد الحوادث حتى في فترة كسوف الشمس و القمر و من لا يخلق لا يستحق الألوهية قال تعالى : " أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ" و قال تعالى "أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ"
4- و انها لا تخلق و لا ترزق و لا تحيي و لا تميت و الاله الحق هو الذي يفعل ذلك قال تعالى : قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ" و قال تعالى " لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ"
5- انها تأفل و تغيب و الله جل و علا لا يغيب و لا يعزب عن علمه و تدبيره مثقال ذرة قال تعالى " يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ" و قال تعالى "
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ "
6- انها لا تدبر الأمر , و من الادلة الحسية على ذلك ان الكون تدار أموره في مغيب الشمس و القمر و قال تعالى " وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ"
7- انها لا تجيب المضطر اذا دعاها ولا تكشف السوء قال تعالى " أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ"
8- انه من المعلوم عند العقلاء و اهل الفلك ان الشمس و القمر ليسا هما اعلا المخلوقات و الله هو العلي الاعلى وهو فوق كل شيء و العلو الذاتي من صفات الاله الحق المعلومة بالعقل و الفطرة بالضرورة كما قال تعالى " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى" " وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" " يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"
9- ان الرسل الذين ارسلهم الله و الذين قامت الادلة الحسية و العقلية بالاضافة للفطرة السليمة على صدقهم قد دعوا الى عبادة الله وحده و نهوا عن عبادة الشمس و القمر و ما سواهما قال تعالى " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ"
10- ان الشمس و القمر ليسا اعظم المخلوقات فقد قامت الأدلة الحسية و العقلية و السمعية على ان هناك مخلوقات اعظم من الشمس و القمر كالعرش و الكرسي و الجنة و النار و الخالق اعظم من مخلوقاته بل لا يقاس بمخلوقاته سبحانه فهو أعظم من كل شيء قال تعالى " وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" و قال تعالى " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"
11- ان الادلة التي يستدل بها مثبتوا الوهية الشمس هي نفس التي يستدل بها مثبتوا الوهية القمر و هما اثنان و قد ثبت بدليل التمانع ان الخالق واحد و ليس اثنان , و الخالق هو من يستحق الالوهية فهذا غيض من فيض .......من عشرات الأدلة العقلية و النقلية التي ذكرها الله في القرآن و التي تنفي الوهية الشمس و القمر ............و التي تبين علم اهل القرآن و السنة و فساد منهج المتكلمين
فلو انك سألت عجوزا جاهلة او طفلا مسلما في المرحلة الابتدائية ما الدليل على نفي الوهية الشمس و القمر فأنا متاكد ان جوابهم باحدى ادلة القرآن سيكون اصح من جواب الرازي الفاسد ...........
فانظروا يا عقلاء الى اين اوصل علم الكلام الذي فتن به الاشاعرة و الماتريدية أهله ؟؟!! و بأي وحل أغرقهم !! و العياذ بالله .............فهذا الفخر الرازي قد افنى عمره في هذا العلم و الف الكتب و الف التفسير و انتهى في النهاية الى انه ليس عنده دليل صحيح على نفي الوهية الشمس و القمر!!!!
فاللهم رحماك فتوبوا الى ربكم ايها الاشاعرة و الماتريدية قبل ان تموتوا على هذا الحال
فوالله اني أخشى عليكم أيها الأشاعرة و الماتريدية قريبا ان تسجدوا للشمس و القمر !!! اذ ليس عندكم دليل صحيح او دليل قطعي على نفي الوهيتهما !!
و كتب
أبو عمر الأثري
2 ذو القعدة 1431 هجري
0 comments:
إرسال تعليق