بسم الله الرحمن الرحيم
* الإمام الحافظ المفسر ابن كثير سلفي
الاشاعرة و الكذب على الائمة
* عنوان الكتاب: عقيدة الحافظ ابن كثير بين التفويض والتأويل
* المؤلف: عبد الآخر الغنيمي
* الناشر: دار الإخلاء 1994
الطبعة الأولى - 94 صفحة
* التحميل المباشر (1 ميجا ) : رابط الكتاب PDF
و قد ذكره الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن حسن رحمه الله في كتابه جمع الجيوش عند ذكره لبعض الأئمة و العلماء و الأعيان ممن جانبوا الأشاعرة
"ثم إن ملك التتر أرسل الشيخ براق الذي قدم الشام فيما تقدم إلى أهل كيلان يبلغهم عنه رسالة فقتلوه وأراحوا الناس منه، وبلادهم من أحصن البلاد وأطيبها لا تستطاع، وهم أهل سنة وأكثرهم حنابلة لا يستطيع مبتدع أن يسكن بين أظهرهم."
البداية والنهاية، الجزء الرابع عشر، أحداث سنة سبع وسبعمائة
مشاركة للاخ : عبدالله سعيد عبدالله عبداللطيف العثمان
وفيه أن أهل التأويل مبتدعة .. والاشاعرة أهل تأويل والمفوضة منهم يرون بجواز تأويل إخوانهم أهل التأويل من الاشاعرة أنفسهم. فمفوضة الاشاعرة (أهل تأويل إجمالي) كما هو معروف. فكل الاشاعرة مأولة في النهاية = نفاة صفات بتعبير آخر !!!
الخلاصة : الاشاعرة مبتدعة. والحمد لله رب العالمين.
* الإمام الحافظ المفسر ابن كثير سلفي
الاشاعرة و الكذب على الائمة
* عنوان الكتاب: عقيدة الحافظ ابن كثير بين التفويض والتأويل
* المؤلف: عبد الآخر الغنيمي
* الناشر: دار الإخلاء 1994
الطبعة الأولى - 94 صفحة
* التحميل المباشر (1 ميجا ) : رابط الكتاب PDF
الحافظ ابن كثير يصف طقوس الصوفية القبورية بالشرك
قال الحافظ ابن كثير :" وإلى الآن قد بالغ العامة في اعتقادهم فيها، وفي غيرها كثيراً جداً، ولاسيما عوام مصر، فإنهم يطلقون فيها عبارات بشعة، مجازفة، تؤدي إلى الكفر والشرك ،وربما نسبها بعضهم إلى زين العابدين، وليست من سلالته، ومن زعم أنها تفك من الخشب،أو أنها تنفع أوتضر بعد مشيئة الله فهو مشرك - رحمها الله وأكرمها- " البداية 10/274
وليس هو فقط بل حتى الامام الذهبي رحمهما الله
قال الإمام الذهبي : ولم يبلغنا كبير شيء من أخبارها ، ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة ، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية. السير 10/106 .
الاشاعرة يكذبون على الائمة
بسم الله
و الاشاعرة يحاولون نسبة العلماء إليهم , و لهم في هذا أمور معروفة بل حتى جرى نسبة بعض السلفيين الى عقيدتهم و هو حي !!!
قال الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن حسن عبد الهادي الشهير بابن المبرد - ت 909 هـ و هو من هو في شدته على الاشاعرة و الرد عليهم و التبرؤ من عقيدتهم - في كتابه كشف الغطا عن محض الخطأ:
(( وكنت مرة عند رجل من أكابر الحنفية، فدخل رجل آخر من الحنفية، فمدحني، وقال: الشيخ رجل مليح أشعري الاعتقاد. فقال له ذلك الرجل: لأي شيء قلت أشعري العقيدة ؟ فقال: لأن الاعتقاد الصحيح ينسب إلى الأشعري.
فالله الله !! فوالله قد كذب علي، وأنا بريء من قوله، لا أكون عليه إلا أن يزول عقلي، أو يذهب ديني !!! ))
عن ثمار المقاصد ص25 والتمهيد ص30 كلاهما لابن عبد الهادي. ( عن مشاركة للأخ فيصل )
* الدليل على أن ابن كثير لم يكن أشعريّا
بسم الله
و الاشاعرة يحاولون نسبة العلماء إليهم , و لهم في هذا أمور معروفة بل حتى جرى نسبة بعض السلفيين الى عقيدتهم و هو حي !!!
قال الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن حسن عبد الهادي الشهير بابن المبرد - ت 909 هـ و هو من هو في شدته على الاشاعرة و الرد عليهم و التبرؤ من عقيدتهم - في كتابه كشف الغطا عن محض الخطأ:
(( وكنت مرة عند رجل من أكابر الحنفية، فدخل رجل آخر من الحنفية، فمدحني، وقال: الشيخ رجل مليح أشعري الاعتقاد. فقال له ذلك الرجل: لأي شيء قلت أشعري العقيدة ؟ فقال: لأن الاعتقاد الصحيح ينسب إلى الأشعري.
فالله الله !! فوالله قد كذب علي، وأنا بريء من قوله، لا أكون عليه إلا أن يزول عقلي، أو يذهب ديني !!! ))
عن ثمار المقاصد ص25 والتمهيد ص30 كلاهما لابن عبد الهادي. ( عن مشاركة للأخ فيصل )
* الدليل على أن ابن كثير لم يكن أشعريّا
بسم الله الرحمن الرحيم
أم عبد الله :السلام عليكم
الدليل في أقوال ابن كثير رحمه الله في كتابيه "طبقات الشافعيين" و"البداية والنهاية" :
1. قال رحمه الله في "طبقات الشافعيين" في ترجمة أبي الحسن الأشعري:
(قلتُ: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، ثلاثة أحوال، أولها: حال الاعتزال، التي رجع عنها لا محالة، والحال الثاني : إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي : الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، وتأويل الخبرية كالوجه، واليدين، والقدم، والساق، ونحو ذلك، والحال الثالثة : إثبات ذلك كله من غير تكييف، ولا تشبيه، جريا على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخرا، وشرحه القاضي الباقلاني، ونقلها أبو القاسم ابن عساكر، وهي التي مال إليها الباقلاني، وإمام الحرمين، وغيرهما من أئمة الأصحاب المتقدمين، في أواخر أقوالهم، والله أعلم.)
أ - قوله: (الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه) يعني بـ"كله": الصفات التي ذكرها في الحال الثانية؛ العقلية والخبرية.
فإن قال قائل: قصد ابن كثير بذلك تفويض المعنى، أي أنهم فوضوا معاني تلك الصفات.
الجواب: إذا كان قصده تفويض المعنى فسيلزم من ذلك أنه يقول بتفويض معنى الصفات العقلية أيضا، حيث أنه قال "إثبات ذلك كله ..." فلم يستثني شيئا، فيشمل العقلية أيضا، ولم يفرق بينهما في طريقة الإثبات. فإما أن تقولوا بأن مقصوده هو إثبتها كلها على ظاهرها، أو إثباتها كلها إثبات لفظ فقط، مع تفويض معناها.
ومما يؤكد ما قلته في مقصود بـ"كله"، قوله في موضع آخر في "طبقات الشافعيين":
((قلتُ: أما طريقة الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري في الصفات بعد أن رجع عن الاعتزال، بل وبعد أن قدم بغداد، وأخذ عن أصحاب الحديث كزكريا الساجي وغيره، فإنها من أصح الطرق وللمذهب، فإنه يثبت الصفات العقلية والخبرية، ولا ينكر منها شيئًا، ولا يكيف منها شيئًا، وهذه طريقة السلف والأئمة من أهل السنة والجماعة، حشرنا الله في زمرتهم وأماتنا على اتباعهم ومحبتهم، إنه سميع الدعاء جواد كريم.))
فقال بأن الأشعري أثبت الصفات العقلية والخبرية، وقد ذكر في الموضع الذي قبله بأن الخبرية تشمل صفة الوجه واليدين .. إلخ.
ولاحظ أن ابن كثير رحمه الله ذكر مع الصفات الخبرية: "القدم" و"الساق" ، وهي من الصفات التي لا يثبتها الأشاعرة لا قديما ولا حديثا، بخلاف الوجه واليدين والعينين، فإن الأشاعرة المتقدمين يثبتونها على ظاهرها كما قال الجويني في "الإرشاد"، أما القدم والساق فيأولونها.
قال الجويني رحمه الله في "الإرشاد" (ص155 و157-158) :
(ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين، والعينين، والوجه، صفات ثابتة للرب تعالى، والسبيل إلى إثباتها السمع دون قضية العقل، والذي يصح عندنا: حمل اليدين على القدرة، وحمل اليمين على
البصر، وحمل الوجه على الوجود. ومن أثبت هذه الصفات السمعية وصار إلى أنها زائدة على ما دلت عليه دلالات العقول ... ومن سلك من أصحابنا سبيل إثبات هذه الصفات بظواهر هذه الآيات، ألزمه سوق كلامه أن يجعل الاستواء والمجيء والنزول والجنب من الصفات تمسكا بالظاهر، فإن ساغ تأويلها فما يتفق عليه، لم يبعد أيضا طريق التأويل فيما ذكرناه.)
ب - قوله: (وهي طريقته في الإبانة ... وهي التي مال إليها الباقلاني وإمام الحرمين ... في أواخر أقوالهم...)؛ قوله" (في أواخر أقوالهم) دليل على أنه قصد غير عقيدة الأشاعرة اليوم،
حيث أن الجويني رحمه الله كان في حياته على عقيدة أشاعرة اليوم، والعقيدة التي ذُكرت عنه في آخر حياته ليست هي عقيدة الأشاعرة، ولو كان ابن كثير رحمه الله يقصد بها عقيدة الأشاعرة لما قيدها بـ"آخر حياتهم".
وهذا يوضح مقصود ابن كثير رحمه الله من قوله بأنه "أشعري" فيما رُوي عنه - إن صح عنه-:
"ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير: "أنت تكرهني لأنني أشعري"، فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في
قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية."
يقصد بذلك أنه على اعتقاد الأشعري في المرحلة الأخيرة من حياته عندما رجع إلى عقيدة السلف الصالح، والتي ذكرها في طبقات الشافعيين في الحالة الثالثة للأشعري.
2. مما يؤكد أن ابن كثير رحمه الله مُخالف لعقيدة الأشاعرة إثباته لصفة الخُلّة على الحقيقة، قال رحمه الله في "البداية والنهاية" (1/390) :
( {اجتباه} أي اختاره الله لنفسه واصطفاه لرسالته واتخذه خليلا وجمع له بين خيري الدنيا والآخرة وقال تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا} [النساء: 125]. يرغب تعالى في اتباع إبراهيم عليه السلام لانه كان على الدين القويم والصراط المستقيم. وقد قام بجميع ما أمره به ربه، ومدحه تعالى بذلك فقال: (وابراهيم الذي وفى) [ النجم - 27 ]
ولهذا اتخذه الله خليلا والخلة هي: غاية المحبة كما قال بعضهم.
قد تخللت مسلك الروح مني * وبذا سمي الخليل خليلا
وهكذا نال هذه المنزلة خاتم الانبياء وسيد الرسل محمد صلوات الله وسلامه عليه كما ثبت في الصحيحين وغيرهما).
فالأشاعرة لا يثبتون خلة حقيقية لله عز وجل، ويقولون بأن خلة الله للعبد: نصره إياه، أو غير ذلك من التأويلات.
3. وكلامه الآتي أيضا دليل على أنه ليس بأشعري:
قال في "البداية والنهاية" (10 / 298) :
ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا
عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو
كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [ الانبياء: 2 ] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا
للملائكة اسجدوا لآدم) [ الاعراف: 11 ] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد.)
وما في كتاب "خلق أفعال العباد" في صفة الكلام لله عز وجل مُخالف لعقيدة الأشاعرة.
الدليل في أقوال ابن كثير رحمه الله في كتابيه "طبقات الشافعيين" و"البداية والنهاية" :
1. قال رحمه الله في "طبقات الشافعيين" في ترجمة أبي الحسن الأشعري:
(قلتُ: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، ثلاثة أحوال، أولها: حال الاعتزال، التي رجع عنها لا محالة، والحال الثاني : إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي : الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، وتأويل الخبرية كالوجه، واليدين، والقدم، والساق، ونحو ذلك، والحال الثالثة : إثبات ذلك كله من غير تكييف، ولا تشبيه، جريا على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخرا، وشرحه القاضي الباقلاني، ونقلها أبو القاسم ابن عساكر، وهي التي مال إليها الباقلاني، وإمام الحرمين، وغيرهما من أئمة الأصحاب المتقدمين، في أواخر أقوالهم، والله أعلم.)
أ - قوله: (الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه) يعني بـ"كله": الصفات التي ذكرها في الحال الثانية؛ العقلية والخبرية.
فإن قال قائل: قصد ابن كثير بذلك تفويض المعنى، أي أنهم فوضوا معاني تلك الصفات.
الجواب: إذا كان قصده تفويض المعنى فسيلزم من ذلك أنه يقول بتفويض معنى الصفات العقلية أيضا، حيث أنه قال "إثبات ذلك كله ..." فلم يستثني شيئا، فيشمل العقلية أيضا، ولم يفرق بينهما في طريقة الإثبات. فإما أن تقولوا بأن مقصوده هو إثبتها كلها على ظاهرها، أو إثباتها كلها إثبات لفظ فقط، مع تفويض معناها.
ومما يؤكد ما قلته في مقصود بـ"كله"، قوله في موضع آخر في "طبقات الشافعيين":
((قلتُ: أما طريقة الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري في الصفات بعد أن رجع عن الاعتزال، بل وبعد أن قدم بغداد، وأخذ عن أصحاب الحديث كزكريا الساجي وغيره، فإنها من أصح الطرق وللمذهب، فإنه يثبت الصفات العقلية والخبرية، ولا ينكر منها شيئًا، ولا يكيف منها شيئًا، وهذه طريقة السلف والأئمة من أهل السنة والجماعة، حشرنا الله في زمرتهم وأماتنا على اتباعهم ومحبتهم، إنه سميع الدعاء جواد كريم.))
فقال بأن الأشعري أثبت الصفات العقلية والخبرية، وقد ذكر في الموضع الذي قبله بأن الخبرية تشمل صفة الوجه واليدين .. إلخ.
ولاحظ أن ابن كثير رحمه الله ذكر مع الصفات الخبرية: "القدم" و"الساق" ، وهي من الصفات التي لا يثبتها الأشاعرة لا قديما ولا حديثا، بخلاف الوجه واليدين والعينين، فإن الأشاعرة المتقدمين يثبتونها على ظاهرها كما قال الجويني في "الإرشاد"، أما القدم والساق فيأولونها.
قال الجويني رحمه الله في "الإرشاد" (ص155 و157-158) :
(ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين، والعينين، والوجه، صفات ثابتة للرب تعالى، والسبيل إلى إثباتها السمع دون قضية العقل، والذي يصح عندنا: حمل اليدين على القدرة، وحمل اليمين على
البصر، وحمل الوجه على الوجود. ومن أثبت هذه الصفات السمعية وصار إلى أنها زائدة على ما دلت عليه دلالات العقول ... ومن سلك من أصحابنا سبيل إثبات هذه الصفات بظواهر هذه الآيات، ألزمه سوق كلامه أن يجعل الاستواء والمجيء والنزول والجنب من الصفات تمسكا بالظاهر، فإن ساغ تأويلها فما يتفق عليه، لم يبعد أيضا طريق التأويل فيما ذكرناه.)
ب - قوله: (وهي طريقته في الإبانة ... وهي التي مال إليها الباقلاني وإمام الحرمين ... في أواخر أقوالهم...)؛ قوله" (في أواخر أقوالهم) دليل على أنه قصد غير عقيدة الأشاعرة اليوم،
حيث أن الجويني رحمه الله كان في حياته على عقيدة أشاعرة اليوم، والعقيدة التي ذُكرت عنه في آخر حياته ليست هي عقيدة الأشاعرة، ولو كان ابن كثير رحمه الله يقصد بها عقيدة الأشاعرة لما قيدها بـ"آخر حياتهم".
وهذا يوضح مقصود ابن كثير رحمه الله من قوله بأنه "أشعري" فيما رُوي عنه - إن صح عنه-:
"ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير: "أنت تكرهني لأنني أشعري"، فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في
قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية."
يقصد بذلك أنه على اعتقاد الأشعري في المرحلة الأخيرة من حياته عندما رجع إلى عقيدة السلف الصالح، والتي ذكرها في طبقات الشافعيين في الحالة الثالثة للأشعري.
2. مما يؤكد أن ابن كثير رحمه الله مُخالف لعقيدة الأشاعرة إثباته لصفة الخُلّة على الحقيقة، قال رحمه الله في "البداية والنهاية" (1/390) :
( {اجتباه} أي اختاره الله لنفسه واصطفاه لرسالته واتخذه خليلا وجمع له بين خيري الدنيا والآخرة وقال تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا} [النساء: 125]. يرغب تعالى في اتباع إبراهيم عليه السلام لانه كان على الدين القويم والصراط المستقيم. وقد قام بجميع ما أمره به ربه، ومدحه تعالى بذلك فقال: (وابراهيم الذي وفى) [ النجم - 27 ]
ولهذا اتخذه الله خليلا والخلة هي: غاية المحبة كما قال بعضهم.
قد تخللت مسلك الروح مني * وبذا سمي الخليل خليلا
وهكذا نال هذه المنزلة خاتم الانبياء وسيد الرسل محمد صلوات الله وسلامه عليه كما ثبت في الصحيحين وغيرهما).
فالأشاعرة لا يثبتون خلة حقيقية لله عز وجل، ويقولون بأن خلة الله للعبد: نصره إياه، أو غير ذلك من التأويلات.
3. وكلامه الآتي أيضا دليل على أنه ليس بأشعري:
قال في "البداية والنهاية" (10 / 298) :
ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا
عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو
كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [ الانبياء: 2 ] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا
للملائكة اسجدوا لآدم) [ الاعراف: 11 ] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد.)
وما في كتاب "خلق أفعال العباد" في صفة الكلام لله عز وجل مُخالف لعقيدة الأشاعرة.
أبو نسيبة:
الباقلاني - وهو إمام أشعري - كان ينتسب إلى إمام أهل السنة الإمام أحمد رحمه الله فهل كان حنبليا أثريا !
وهذه مشاركة من الاخ العاصمي من الجزائر :
يقول الدكتور خالد بن علال الكبير (( ... وثانيا إنه كانت هناك تأثيرات فكرية متبادلة ، بين بعض متكلمي الحنابلة و متكلمي الأشاعرة ، في مجال أصول الدين ، و كانت لأسرة التميميين الحنبلية ، أقوال متقاربة مع أقوال أبي بكر الباقلاني ، ، الذي كان يكتب في بعض جواباته اسمه هكذا : محمد بن الطيب الحنبلي ، و قد يكتبه هكذا : محمد بن الطيب الأشعري . و كان الحنبليان البغداديان أبو بكر غلام الخلال ،و أبو الحسن التميمي يعدان أبا الحسن الأشعري من متكلمة أهل السنة الموافقين لمذهب السلف في الجملة .
و ثالثا إن الأشاعرة الأوائل احتموا و تستروا بانتسابهم للحنابلة ، و إظهار موافقتهم لمذهبهم –أي لمذهب الحنابلة-، و في هذا الشأن يقول شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي (ت476ه) : (( إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة )) ؛ و كان الباقلاني يكتب في بعض جواباته : محمد بن الطيب الحنبلي،و عندما رُفع أمره إلى الخليفة القادر بالله ، و ضاق عليه الحال ، تستر بالانتساب إلى الإمام أحمد بن حنبل،و أظهر موافقته له ،و كان –أي الباقلاني- أحيإا ينتسب إلى الأئمة الثلاثة : مالك و الشافعي و احمد )) انتهى النقل عن كتاب الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث - خلال القرنين:5-6 الهجريين- مظاهرها ، آثارها ، أسبابها ، و الحلول المقترحة لها
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3797
فمعروف سطوة الاشاعرة والقبوريين في عصر ابن تيمية وابن كثير
ومن شواهد التاريخ :وشاية وعداء الصوفية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فقد قال القاضي مخلوف الصوفي القبوري والاشعري :(ما رأيت كريماً واسع الصدر مثل ابن تيمية فقد أثرنا الدولة ضده، ولكنه عفا عنا بعد المقدرة، حتى دافع عن أنفسنا وقام بحمايتنا، حرضنا عليه فلم نقدر عليه ، وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا )
وحكى ابن كثير في البداية :
"وكان للشيخ تقي الدين من الفقهاء جماعة يحسدونه لتقدمه عند الدولة وانفراده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطاعة الناس له ومحبتهم له وكثرة أتباعه وقيامه في الحق وعلمه وعمله ثم وقع بدمشق خبط كثير وتشويش بسبب غيبة نائب السلطنة وطلب القاضي جماعة من أصحاب الشيخ وعزر بعضهم ثم اتفق ان الشيخ جمال الدين المزي الحافظ قرأ فصلا بالرد على الجهمية من كتاب أفعال العباد للبخاري تحت قبة النسر بعد قراءة ميعاد البخاري بسبب الاستسقاء فغضب بعض الفقهاء الحاضرين وشكاه إلى القاضي الشافعي ابن صصرى وكان عدو الشيخ فسجن المزي فبلغ الشيخ تقي الدين فتألم لذلك وذهب إلى السجن فأخرجه منه بنفسه وراح إلى القصر فوجد القاضي هنالك فتقاولا بسبب الشيخ جمال الدين المزي فحلف ابن صصرى لا بد أن يعيده إلى السجن وإلا عزل نفسه فأمر النائب باعادته تطييبا لقلب القاضي فحبسه عنده في القوصية أياما ثم أطلقه ولما قدم نائب السلطنة ذكر له الشيخ تقي الدين ما جرى في حقه وحق اصحابه في غيبته فتألم النائب لذلك ونادى في البلد أن لا يتكلم احد في العقائد ومن عاد إلى تلك حل ماله ودمه ورتبت داره وحانوته فسكنت الامور" ا.هــ منقولا
وفي محن ابن تيمية و المزي عبرة لابن كثير رحمهم الله تعالى !!!
أفيجوز للباقلاني - وهو خلاف الواقع * - ولا يجوز لابن كثير مع حكاية ابن كثير لتوبة الاشعري في الطور الثالث !!
* قال الامام الحافظ أبو نصر السجزي في رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت:
((وفي ضمن هذا إخفاء المذهب عن قوم وإظهاره لآخرين وهذا شبيه بالزندقة وبهذا الفعل منهم دخل كثير من العوام والمبتدئين في مذهبهم لأنهم يظهرون له الموافقة في الأول ويكذبون بما ينسب إليهم حتى يصطادوه فإذا وقع جروه قليلاً قليلاً حتى ينسلخ من السنة .
وكان أبو بكر الباقلاني من أكثرهم استعمالاً لهذه الطريقة وقد وشح كتبه بمدح أصحاب الحديث واستدل على الأقاويل بالأحاديث في الظاهر وأكثر الثناء على أحمد بن حنبل رحمة الله عليه وأشار في رسائل له إلى أنه كان يعرف الكلام وأنه لا خلاف بين أحمد والأشعري وهذا من رقة الدين وقلة الحياء . )) ا.هـ
وهذه مشاركة من الاخ العاصمي من الجزائر :
يقول الدكتور خالد بن علال الكبير (( ... وثانيا إنه كانت هناك تأثيرات فكرية متبادلة ، بين بعض متكلمي الحنابلة و متكلمي الأشاعرة ، في مجال أصول الدين ، و كانت لأسرة التميميين الحنبلية ، أقوال متقاربة مع أقوال أبي بكر الباقلاني ، ، الذي كان يكتب في بعض جواباته اسمه هكذا : محمد بن الطيب الحنبلي ، و قد يكتبه هكذا : محمد بن الطيب الأشعري . و كان الحنبليان البغداديان أبو بكر غلام الخلال ،و أبو الحسن التميمي يعدان أبا الحسن الأشعري من متكلمة أهل السنة الموافقين لمذهب السلف في الجملة .
و ثالثا إن الأشاعرة الأوائل احتموا و تستروا بانتسابهم للحنابلة ، و إظهار موافقتهم لمذهبهم –أي لمذهب الحنابلة-، و في هذا الشأن يقول شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي (ت476ه) : (( إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة )) ؛ و كان الباقلاني يكتب في بعض جواباته : محمد بن الطيب الحنبلي،و عندما رُفع أمره إلى الخليفة القادر بالله ، و ضاق عليه الحال ، تستر بالانتساب إلى الإمام أحمد بن حنبل،و أظهر موافقته له ،و كان –أي الباقلاني- أحيإا ينتسب إلى الأئمة الثلاثة : مالك و الشافعي و احمد )) انتهى النقل عن كتاب الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث - خلال القرنين:5-6 الهجريين- مظاهرها ، آثارها ، أسبابها ، و الحلول المقترحة لها
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3797
فمعروف سطوة الاشاعرة والقبوريين في عصر ابن تيمية وابن كثير
ومن شواهد التاريخ :وشاية وعداء الصوفية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فقد قال القاضي مخلوف الصوفي القبوري والاشعري :(ما رأيت كريماً واسع الصدر مثل ابن تيمية فقد أثرنا الدولة ضده، ولكنه عفا عنا بعد المقدرة، حتى دافع عن أنفسنا وقام بحمايتنا، حرضنا عليه فلم نقدر عليه ، وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا )
وحكى ابن كثير في البداية :
"وكان للشيخ تقي الدين من الفقهاء جماعة يحسدونه لتقدمه عند الدولة وانفراده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطاعة الناس له ومحبتهم له وكثرة أتباعه وقيامه في الحق وعلمه وعمله ثم وقع بدمشق خبط كثير وتشويش بسبب غيبة نائب السلطنة وطلب القاضي جماعة من أصحاب الشيخ وعزر بعضهم ثم اتفق ان الشيخ جمال الدين المزي الحافظ قرأ فصلا بالرد على الجهمية من كتاب أفعال العباد للبخاري تحت قبة النسر بعد قراءة ميعاد البخاري بسبب الاستسقاء فغضب بعض الفقهاء الحاضرين وشكاه إلى القاضي الشافعي ابن صصرى وكان عدو الشيخ فسجن المزي فبلغ الشيخ تقي الدين فتألم لذلك وذهب إلى السجن فأخرجه منه بنفسه وراح إلى القصر فوجد القاضي هنالك فتقاولا بسبب الشيخ جمال الدين المزي فحلف ابن صصرى لا بد أن يعيده إلى السجن وإلا عزل نفسه فأمر النائب باعادته تطييبا لقلب القاضي فحبسه عنده في القوصية أياما ثم أطلقه ولما قدم نائب السلطنة ذكر له الشيخ تقي الدين ما جرى في حقه وحق اصحابه في غيبته فتألم النائب لذلك ونادى في البلد أن لا يتكلم احد في العقائد ومن عاد إلى تلك حل ماله ودمه ورتبت داره وحانوته فسكنت الامور" ا.هــ منقولا
وفي محن ابن تيمية و المزي عبرة لابن كثير رحمهم الله تعالى !!!
أفيجوز للباقلاني - وهو خلاف الواقع * - ولا يجوز لابن كثير مع حكاية ابن كثير لتوبة الاشعري في الطور الثالث !!
* قال الامام الحافظ أبو نصر السجزي في رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت:
((وفي ضمن هذا إخفاء المذهب عن قوم وإظهاره لآخرين وهذا شبيه بالزندقة وبهذا الفعل منهم دخل كثير من العوام والمبتدئين في مذهبهم لأنهم يظهرون له الموافقة في الأول ويكذبون بما ينسب إليهم حتى يصطادوه فإذا وقع جروه قليلاً قليلاً حتى ينسلخ من السنة .
وكان أبو بكر الباقلاني من أكثرهم استعمالاً لهذه الطريقة وقد وشح كتبه بمدح أصحاب الحديث واستدل على الأقاويل بالأحاديث في الظاهر وأكثر الثناء على أحمد بن حنبل رحمة الله عليه وأشار في رسائل له إلى أنه كان يعرف الكلام وأنه لا خلاف بين أحمد والأشعري وهذا من رقة الدين وقلة الحياء . )) ا.هـ
أبو نسيبة:
هذا رد وجدته للاخ موسى الكاظم يرد فيه على بعض القبوريين المتمشعرة أنقل بحرفه الشاهد منه:
(( ما نقله الحافظ ابن حجر عن ابن كثير ، فهو قال (ومن نوادره).....فهل تعتبر أنت النوادر حقيقة؟؟
ثم لو تعاملنا على هذه النوادر بمقاييس أهل الأثر ، لتهاوت ولأصبحت عديمة القيمة ، لأن ابن حجر لم يذكر من الذي حكى له هذه النوادر ، ، فمن حكاها له؟؟ لم يذكر ابن حجر
إذن فالخبر منقطع ، !
ولا يصح الإعتداد به كما هو معلوم
وإذا افترضنا جدلا أنها صحيحة
فكلمة (نوادر) توحي بالفكاهة والمزاح ، فكثيرا ما يحكي لنا بعض النوادر كانت مملؤة بالمزاح وليست الحقيقة ، مثل الجاحظ عندما شحن كتابه (البخلاء ) بالنوادر وغيرها
ودليل ذلك قول نجل ابن القيم : (لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك)
وأنا أقول: ما علاقة شعر الجسد بمذهب الأشاعرة ؟؟؟ إلا أن يكون الأمر مجرد مزاحا لا أكثر ولا أقل!!
ثانيا :
سوف أنقل لك من كتب ابن كثير الدليل على سلفيته مما لا يدع مجالا للشك:
يقول ابن كثير في رسالته العقائد : (( فإذا نطق الكتاب العزيز و وردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك : وجب اعتقاد حقيقته ، من غير تشبيه بشي من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين ، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله من غير إضافة ولا زيادة عليه ، ولا تكييف له ، ولا تشبيه ، ولا تحريف ، ولا تبديل ، ولا تغيير ، ولا إزالة لفظه عما تعرفه العرب وتصرفه عليه، والإمساك عما سوى ذلك)اهــ
ثالثا (والأهم) :
ثم تأمل موقفه من ما حصل بين ابن تيمية والأشعرية في عصره - -تعرف مع أي جماعة هو، أنظر قوله :
((وبحثوا في "الحموية" وناقشوه في أماكن منها ، فأجاب عنها بما أسكتهم بعد كلام كثير)) أسكت من؟ أسكت الأشعرية.!!
ويقول عن مناظرة شيخ الإسلام لهم في الواسطية: ((وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين "الواسطية" ..وحضر الشيخ صفي الدين الهندي ، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاماً كثيرا ، لكن ساقيته لاطمت بحرا!!))
وقال أيضا ((وكتبوا في حقه-أي الآملي- محاضر بأشياء قادحة في الدين فرسم بصرفه عنهم وعومل بنظير ما كان يعامل به الناس ، ومن جملة ذلك: قيامه على شيخالإسلام ابن تيميه ، وافتراؤه عليه الكذب مع جهله وقله ورعه ، فعجل الله له هذا الجزاء على يد أصحابه وأصدقائه جزاءً وفاقا))
من الذي إفترى ، ومن الذي افتري عليه ؟؟ لا تعليق!
طيب ،، ما موقف ابن كثير من كتب أهل السنة (كتب التجسيم والحشو) كما تقولون عنها:
يقول ابن كثير في ترجمة ابن أبي عاصم حين قال: ((أبو بكر بن أبي عاصم صاحب السنة والمصنفات وهو: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن النبيل، له مصنفات في الحديث كثيرة، منها كتاب السنة في أحاديث الصفاتعلىطريق السلف))
علما بأن كتاب السنة لأبن أبي عاصم هذا فيه (باب) ((باب ذكر الكلام والصوت)
وقال في1/352وأخبار النزول دالة على أنه في السماء دون الأرض))
يقول ابن كثير معلقا على قول الذهبي ( وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية سمعناه وكتاب في الرد على بشر المريسي سمعناه ، قلت-القائل ابن كثير-: ووقع لي سماعهما أيضاً ولله الحمدوالمنة)) فتأمل لو وقع لأشعري سماعهما هل سيقول ما قاله ابن كثير أم سيقع مصعوقاً من طحن الدارمي لمذهبه ؟؟ )) ا.هــ
(( ما نقله الحافظ ابن حجر عن ابن كثير ، فهو قال (ومن نوادره).....فهل تعتبر أنت النوادر حقيقة؟؟
ثم لو تعاملنا على هذه النوادر بمقاييس أهل الأثر ، لتهاوت ولأصبحت عديمة القيمة ، لأن ابن حجر لم يذكر من الذي حكى له هذه النوادر ، ، فمن حكاها له؟؟ لم يذكر ابن حجر
إذن فالخبر منقطع ، !
ولا يصح الإعتداد به كما هو معلوم
وإذا افترضنا جدلا أنها صحيحة
فكلمة (نوادر) توحي بالفكاهة والمزاح ، فكثيرا ما يحكي لنا بعض النوادر كانت مملؤة بالمزاح وليست الحقيقة ، مثل الجاحظ عندما شحن كتابه (البخلاء ) بالنوادر وغيرها
ودليل ذلك قول نجل ابن القيم : (لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك)
وأنا أقول: ما علاقة شعر الجسد بمذهب الأشاعرة ؟؟؟ إلا أن يكون الأمر مجرد مزاحا لا أكثر ولا أقل!!
ثانيا :
سوف أنقل لك من كتب ابن كثير الدليل على سلفيته مما لا يدع مجالا للشك:
يقول ابن كثير في رسالته العقائد : (( فإذا نطق الكتاب العزيز و وردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك : وجب اعتقاد حقيقته ، من غير تشبيه بشي من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين ، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله من غير إضافة ولا زيادة عليه ، ولا تكييف له ، ولا تشبيه ، ولا تحريف ، ولا تبديل ، ولا تغيير ، ولا إزالة لفظه عما تعرفه العرب وتصرفه عليه، والإمساك عما سوى ذلك)اهــ
ثالثا (والأهم) :
ثم تأمل موقفه من ما حصل بين ابن تيمية والأشعرية في عصره - -تعرف مع أي جماعة هو، أنظر قوله :
((وبحثوا في "الحموية" وناقشوه في أماكن منها ، فأجاب عنها بما أسكتهم بعد كلام كثير)) أسكت من؟ أسكت الأشعرية.!!
ويقول عن مناظرة شيخ الإسلام لهم في الواسطية: ((وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين "الواسطية" ..وحضر الشيخ صفي الدين الهندي ، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاماً كثيرا ، لكن ساقيته لاطمت بحرا!!))
وقال أيضا ((وكتبوا في حقه-أي الآملي- محاضر بأشياء قادحة في الدين فرسم بصرفه عنهم وعومل بنظير ما كان يعامل به الناس ، ومن جملة ذلك: قيامه على شيخالإسلام ابن تيميه ، وافتراؤه عليه الكذب مع جهله وقله ورعه ، فعجل الله له هذا الجزاء على يد أصحابه وأصدقائه جزاءً وفاقا))
من الذي إفترى ، ومن الذي افتري عليه ؟؟ لا تعليق!
طيب ،، ما موقف ابن كثير من كتب أهل السنة (كتب التجسيم والحشو) كما تقولون عنها:
يقول ابن كثير في ترجمة ابن أبي عاصم حين قال: ((أبو بكر بن أبي عاصم صاحب السنة والمصنفات وهو: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن النبيل، له مصنفات في الحديث كثيرة، منها كتاب السنة في أحاديث الصفاتعلىطريق السلف))
علما بأن كتاب السنة لأبن أبي عاصم هذا فيه (باب) ((باب ذكر الكلام والصوت)
وقال في1/352وأخبار النزول دالة على أنه في السماء دون الأرض))
يقول ابن كثير معلقا على قول الذهبي ( وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية سمعناه وكتاب في الرد على بشر المريسي سمعناه ، قلت-القائل ابن كثير-: ووقع لي سماعهما أيضاً ولله الحمدوالمنة)) فتأمل لو وقع لأشعري سماعهما هل سيقول ما قاله ابن كثير أم سيقع مصعوقاً من طحن الدارمي لمذهبه ؟؟ )) ا.هــ
فيصل
والجواب أن يقال:
أولاً: يقال اثبت العرش ثم انقش وهذا الكلام لا يثبت فقول ابن حجر ((من نوادره ))إلخ بلاغ غير متصل فلا يثبت عنه-مستفاد من أخي ابن وهب في الرد رقم6-
ثانياً: هب أننا سلمنا بصحة العبارة فهي لا تنفعهم، فالخصوم -بل عامة العقلاء- على التسليم بأنه لو قال شخص -على سبيل المثال-أنا "سني" ورددها مراراً وكتبها في كتبه ونشرها بين الناس وهو مع ذلك يكفر الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم ويقول بنفي الصفات كلها وينفي الرؤية والعلو ونحو هذا ، لم يفده هذا الزعم شيئا ، لماذا؟ لأن مذهب أهل السنة له قواعد وأصول معروفة ومسائل مشهورة فليس الأمر مجرد لفظة تقال ! ولو قالها مبتدع لفظاً ونقضها قولاً وعملا لم يفده هذا الزعم الكاذب شيئا!
الآن إن فهمنا هذا فللنظر في مسألتنا ولنجب على هذه الأسئلة بإنصاف:
هل قرر ابن كثير رحمه الله قط في كتبه ما يقرره الأشاعرة في عقائدهم المطولة والمختصرة من أن الله ليس فوق العرش ولا تحته ولا فوق السموات ولا داخل العالم ولا خارجه لا متصل ولا منفصل ، لا يقرب منه شيء ولا ترفع إليه الأيدي ولا تتوجه له القلوب بالعلو كما فطرها الله عز وجل ، وأن القرآن العربي مخلوق -عند التعليم فقط!- ولا يكلم ولا يتكلم ولا نادى ولا ينادي بل ولا يقوم به فعل البتة بل ما يضاف إليه جل وعلا من ذلك فإنما يعود معناه إلى أمر مخلوق منفصل عنه !! ، وأن صفاته سبعة أو ثمانية والبقية تتأول أو تفوض نصوصها !! ، وأن الله قد يفعل لا لحكمة ، وأنه يجوز أن يفعل كل مقدور لا ينزهونه عن شيء منه ، فلو قدر رجلان "أحدهما مؤمن عالم عادل وصالح مصلح ، والآخر مشرك كافر وجاهل ظالم وكاذب مفسد ، ثم قدر أن ذلك المؤمن عوقب في الدنيا والآخرة ، فأذل في الدنيا وقهر وأهلك ثم جعل في الآخرة في قعر جهنم خالداً مخلداً أبد الآبدين معذباً في النار وذلك الكافر الظالم أكرم في الدنيا والآخرة وجعل في الفردوس الأعلى أبد الآبدين!!!" كان هذا غاية العدل والرحمة عندهم!! ، وأن ذات العبد محل لفعل الله فحسب فليس العبد هو الفاعل حقيقة ولا لقدرته تأثير في فعله بل هو مجرد محل !! ، وان الإيمان مجرد تصديق القلب ومعرفته!! الخ الخ وهذا كله من اعتقاداتهم المعروفة التي عليها جمهورهم والتي هي أمور مشهورة في المذهب فليست هي هفوة من أحدهم كهفوة الجويني في علم الله !! أو هفوة الغزالي في قدرة الله !! أو هفوة الرازي في إرادة الله !!ونحو هذا ، ، والقاصمة بدعة الرازي أن الأدلة اللفظية--الكتاب والسنة-- لا تفيد اليقين إلا بشروط يستحيل تحققها!!! والتي تابعها عليه الكثير منهم ، الخ الخ من هذه العقائد المخالفة صريح الكتاب والسنة وتنبذها الفطر السليمة بالمرة .
فهل قال ابن كثير قط بهذه الأباطيل؟؟؟
وهل رأيته يوماً في تفسيره أو غيره من المصنفات قد احتج بالجوهر والعرض والجسم والإمكان والعلة والخلاء إلخ خرابيط المتكلمين التي يسمونها قواطع عقلية وهي هلاوس بدعية لا أكثر ولا أقل؟
وهل قرأت له يوماً أن العقل يقدم على النقل عند التعارض وأن ظواهر نصوص الصفات ضلال وكفر تنفيها القواطع العقلية-يقصدون الهلاوس-؟
هل رأيته في مصنفاته أعرض عن توحيد الألوهية والعبادة وأنفق الصفحات في نقل الإشكالات الكثيرة والإيرادات الطويلة في إثبات وجود خالق واحد للعالم والذي يعلمه عامة الناس بضرورة الفطرة ؟؟
وقد ذكر في كتبه كثيراً من كتب السنة والعقيدة السلفية ، فهل قال أنها كتب وثنية وتجسيم؟ أم أثنى عليها وعلى عقيدة مصنفيها؟
وقد وقع في عصره أعظم المنازعات بين أهل السنة والأشعرية فما كان موقفه آنذاك؟ ومع من كان مع الأشعرية أم أهل السنة.؟
هذه الأسئلة إن أجبنا عليها بإنصاف عرفنا أن دعوى أشعرية ابن كثير دعوى باطلة وغير صحيحة ألبته.
فهذا الحافظ الأثري من أبعد الناس عن كلامياتهم وخبطهم وخرابيطهم وله حرص كبير على تقرير توحيد الألوهية وفي تفسيره لا يكاد يترك فرصة إلا ويذكر بتوحيد الألوهية فتراه يقول في تفسير فوله تعالى:
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} .
((يقول تعالى مقررا أنه لا إله إلا هو؛ لأن المشركين -الذين يعبدون معه غيره -معترفون أنه المستقل بخلق السموات والأرض والشمس والقمر، وتسخير الليل والنهار، وأنه الخالق الرازق لعباده، ومقدر آجالهم..، فذكر أنه المستبدُّ بخلق الأشياء المتفرد بتدبيرها، فإذا كان الأمر كذلك فلم يُعبد غيره؟ ولم يتوكل على غيره؟ فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته، وكثيرًا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية. وقد كان المشركون يعترفون بذلك، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك".))
وقال في تفسير قوله: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }:
((هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية، فقال تعالى: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } أي: أوجدوا من غير موجد؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟ أي: لا هذا ولا هذا، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا.))إلخ وقال في موضع آخر: ((يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانيته وربوبيته على وحدانية الإلهية)).
ويقول: ((يقرر تعالى وحدانيته، واستقلاله بالخلق والتصرف والملك، ليرشد إلى أنه الذي لا إله إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له؛ ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره، المعترفين له بالربوبية، وأنه لا شريك له فيها، ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية، فعبدوا غيره معه، مع اعترافهم أن الذين عبدوهم لا يخلقون شيئًا، ولا يملكون شيئًا، ولا يستبدّون بشيء، بل اعتقدوا أنهم يقربونهم إليه زلفى: { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } [الزمر: 3]))
وليس الأمر مقتصراً على تفسيره بل تجده حتى في تأريخه يذكر هذا الأمر العظيم الذي هو أصل الأصول وغاية المأمول قال في البداية والنهاية-عن طريق الشاملة- : ((وتقدم في الحديث: " نحن معشر الانبياء أولاد علات ديننا واحد وأمهاتنا شتى " والمعنى أن شرائعهم وإن اختلفت في الفروع، ونسخ بعضها بعضا حتى انتهى الجميع إلى ما شرع الله لمحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين إلا أن كل نبي بعثه الله فإنما دينه الاسلام، وهو التوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) [ الانبياء: 25 ] وقال تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) [ الزخرف: 45 ] وقال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة) الآية [ النحل: 36 ]...والمقصود أن الشرائع وإن تنوعت في أوقاتها إلا أن الجميع آمرة بعبادة الله وحده، لا شريك له وهو دين الاسلام الذي شرعه الله لجميع الانبياء، ..فدين الاسلام هو عبادة الله وحده لا شريك له، وهو الإخلاص له وحده دون ما سواه))إلخ
وكيف لا يكون كذلك وهو رحمه الله صاحب تلخيص كتاب الاستغاثة لشيخه ابن تيميه ينظر مقدمة الاستغاثة ص85-90 ، فالحاصل أنك لا تجد في تفسيره أو غيره أنه قد احتج بالجوهر والعرض والجسم والإمكان والعلة والخلاء إلخ خرابيط المتكلمين ولا قال بأن العقل يقدم على النقل عند التعارض وأن ظواهر نصوص الصفات ضلال وكفر ولا أنفق الصفحات في نقل الإشكالات الكثيرة والإيرادات الطويلة في إثبات وجود خالق واحد للعالم وأهمل الألوهية بل على النقيض كما نقلنا ، ولم نجده قد قال بأباطيلهم المشهورة التي ذكرناها آنفاً كقولهم لا داخل ولا خارج والكلام نفسي والقرآن العربي مخلوق إلخ.
أما موقفه من كتب السنة والسلف فتبين سلفيته بوضوح :وتأمل-على سبيل المثال- قوله في ترجمة ابن أبي عاصم حين قال: ((أبو بكر بن أبي عاصم صاحب السنة والمصنفات وهو: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن النبيل، له مصنفات في الحديث كثيرة، منها كتاب السنة في أحاديث الصفات على طريق السلف))
كتاب السنة هذا الذي هو عند الأشاعرة كتاب حشو وتجسيم ووثنية والذي أثبت فيه هذا الإمام السلفي العلو والصفات بما يصنفه الأشعري المبتدع في خانة"التجسيم!"
وقال فيه على سبيل المثال ((باب ما ذكر أن الله تعالى في سمائه دون أرضه)) ج1/342 وقال في1/352: ((وأخبار النزول دالة على أنه في السماء دون الأرض))
وقال ج1/358 : ((باب ذكر الكلام والصوت والشخص وغير ذلك))
وتأمل حمده لله رب العالمين على أن وقع له سماع مصنفي الإمام حافظ المشرق عدو الجهمية والمعطلة المريسية عثمان بن سعيد الدارمي –النقض والرد-كما ذكر ذلك في ترجمته في طبقات الشافعية حين ذكر قول شيخه الذهبي: ((وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية سمعناه وكتاب في الرد على بشر المريسي سمعناه ، قلت-القائل ابن كثير-: ووقع لي سماعهما أيضاً ولله الحمد والمنة)) فتأمل لو وقع لأشعري سماعهما هل سيقول ما قاله ابن كثير أم سيقع مصعوقاً من طحن الدارمي لمذهبه ؟؟
وتأمل قوله في بدء ترجمة الإمام أنه ((محدث هراة أحد الحفاظ والأعلام ..)) ونقل الكثير في الثناء عليه وعلى موقفه من المبتدعة هذا مع وقوفه على الكتابين وما فيهما مما يسمونه المعطلة تجسيم وحلول حوادث إلخ.
وهو -كشيخه الذهبي- كثيراً ما ينتهز الفرصة في تراجمه للأئمة فيُذكر بعقيدة المترجم له السلفية أو ينقل كلامه أو يبين توبة الأشعري أو حيرته ينظر ذلك على سبيل المثال في ترجمة شيخ الإسلام الصابوني الشافعي طبقاته ج1/352 وترجمة شيخ الشافعية في العراق محمد بن أحمد الترمذي ج 1/176وترجمة مجدد القرن الثالث أحد عظماء الشافعية الإمام ابن سريج ج1/185 ، وترجمة الحافظ ابن العطار الهمذاني -في البداية والنهاية- صاحب "فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد" -وفيها إثبات العلو وذم الكلام- وقال عنه أنه (صحيح الاعتقاد) وينظر ترجمة الكرجي الحافظ حيث قال: ((وله مصنفات كثيرة منها الفصول في أعتقاد الائمة الفحول، يذكر فيه مذاهب السلف في باب الاعتقاد، ويحكي فيه أشياء غريبة حسنة)) وغير هؤلاء كثير ، وفي الجهة الأخرى ينظر ترجمة الجويني ج2/49-50 والرازي ج2/258-260 والغزالي في ج2/99 من الطبقات وقال فيها: ((ولما كان الغزالي رحمه الله قد أوغل في علم الكلام –وفي نسخة علوم كثيرة-وصنف في كثير منها واشتهرت ، فصار من نظر في شيء منها يعتقد أنه كان يقول بذلك ، وإنما قاله –والله أعلم- أثراً لا معتقداً ، وقد رجع عن ذلك كله في آخر عمره إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والاشتغال بصحيح البخاري..وقد كثر القيل والقال في مصنفاته والاستدراك عليها..ثم نقل من رد عليه))إلخ
وقوله أنه كان يصنف ولا يعتقد بما يصنفه قول بعيد وفيه نظر شديد ولكن رجوعه الذي ذكره بعد هذا هو الذي نعتقده في أمر الغزالي رحمه الله ولا يرتضيه الخصم.
وكذا ينقل ذم السلف لعلم الكلام ولا يتأوله كما فعل هذا من فعله من الأشعرية قال في ترجمة الشافعي من البداية والنهاية-من خلال الشاملة-:
((قال-يعني الشافعي-: لو علم الناس ما في الكلام من الاهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد.
وقال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويطاف بهم في القبائل وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.
وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا.
وقال: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، جزاهم الله خيرا، حفظوا لنا الاصل، فلهم علينا الفضل.
ومن شعره في هذا المعنى قوله: كل العلوم سوى القرآن مشغلة * إلا الحديث وإلا الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال: حدثنا * وما سوى ذاك وسواس الشياطين وكان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر.
وقد روى عن الربيع وغير واحد من رؤوس أصحابه ما يدل على أنه كان يمر بآيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف، على طريق السلف.))
وتأمل هذا الكلام الأخير جيداً خصوصاً قوله (( ولا تحريف)) ولم يقل ((ولا تأويل)) تعرف مقدار متابعته لما قرره شيخه شيخ الإسلام ابن تيميه في هذا ،فقوله ((ولا تعطيل ولاتحريف)) يعني ما قرره شيخه أنها لا تفوض ولا تحرف عن معانيه اللائقة بالله تعالى.
وله كلام جيد في بيان إفلاس الجهمية المؤولة ، قال من البداية والنهاية-عبر الشاملة-:
والجهمية تستدل على الاستواء على العرش بأنه الاستيلاء ببيت الاخطل: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وليس فيه دليل، فإن هذا استدلال باطل من وجوه كثيرة، وقد كان الاخطل نصرانيا
ثم قال في موضع آخر:
((وكان الاخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وأبعد مثواه، وهو الذي أنشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء على العرش بمعني الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه، تعالى الله عن قول الجهمية علوا كبيرا.
فإنه إنما يقال استوى على الشئ إذ كان ذلك الشئ عاصيا عليه قبل استيلائه عليه، كاستيلاء بشر على العراق، واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه، وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفسا واحدا، حتى يقال استولى عليه، أو معنى الاستواء الاستيلاء، ولا تجد أضعف من حجج الجهمية، حتى أداهم الافلاس من الحجج إلى بيت هذا النصراني المقبوح وليس فيه حجة والله أعلم.))
وكثير من الأشعرية –كالجويني ومن وافقه وهم عامة المتأخرين- هم من يحتج بهذا البيت لتقرير التأويل ، فتأمل وصف المحتج بهذا البيت-مطلقاً فهو لم يقيد- بالجهمية مع معرفته بأن عامة أشعرية عصره على هذا.
ثم تأمل موقفه من ما حصل بين أهل السنة والأشعرية في عصره -أعني بين ابن تيميه وخصومه-تعرف مع أي جماعة هو، أنظر قوله :
((وبحثوا في "الحموية" وناقشوه في أماكن منها ، فأجاب عنها بما أسكتهم بعد كلام كثير)) أسكت من؟ أسكت الأشعرية.
ويقول عن مناظرة شيخ الإسلام لهم في الواسطية: ((وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين "الواسطية" ..وحضر الشيخ صفي الدين الهندي ، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاماً كثيرا ، لكن ساقيته لاطمت بحرا!!)) والبحر هو البحر السني السلفي
وقوله: ((وفي ليلة عيد الفطر أحضر الامير سيف الدين سلار نائب مصر القضاة الثلاثة وجماعة من الفقهاء فالقضاة الشافعي والمالكي والحنفي، والفقهاء الباجي والجزري والنمراوي، وتكلموا في إخراج الشيخ تقي الدين بن تيمية من الحبس، فاشترط بعض الحاضرين عليه شروطا بذلك، منها أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة وأرسلوا إليه ليحضر ليتكلموا معه في ذلك، فامتنع من الحضور وصمم، وتكررت الرسل إليه ست مرات، فصمم على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم ولم يعدهم شيئا، فطال عليهم المجلس فتفرقوا وانصرفوا غير مأجورين.))
وقوله: ((ثم اجتمعوا يوم الاحد بمرسوم السلطان جميع النهار، ولم يحضر أحد من القضاة بل اجتمع من الفقهاء خلق كثير، أكثر من كل يوم، منهم الفقيه نجم الدين بن رفع وعلاء الدين التاجي، وفخر الدين ابن بنت أبي سعد، وعز الدين النمراوي، وشمس الدين بن عدنان وجماعة من الفقهاء وطلبوا القضاة فاعتذروا بأعذار، بعضهم بالمرض، وبعضهم بغيره، لمعرفتهم بما ابن تيمية منطوي عليه من العلوم والأدلة، وأن أحدا من الحاضرين لا يطيقه، فقبل عذرهم نائب السلطنة ولم يكلفهم الحضور بعد أن رسم السلطان بحضورهم أو بفصل المجلس على خير، وبات الشيخ عند نائب السلطنة وجاء الامير حسام الدين مهنا يريد أن يستصحب الشيخ تقي الدين معه إلى دمشق، فأشار سلار بإقامة الشيخ بمصر عنده ليرى الناس فضله وعلمه، وينتفع الناس به ويشتغلوا عليه.))
((..وكتبوا في حقه-أي الآملي- محاضر بأشياء قادحة في الدين فرسم بصرفه عنهم وعومل بنظير ما كان يعامل به الناس ، ومن جملة ذلك: قيامه على شيخ الإسلام ابن تيميه ، وافتراؤه عليه الكذب مع جهله وقله ورعه ، فعجل الله له هذا الجزاء على يد أصحابه وأصدقائه جزاءً وفاقا))
فتبين من هذا كله-وقد تركت الكثير- بطلان دعوى أنه أشعري وأنه من أشعريتهم براء !! فإما أن تكون العبارة لا تصح أو تكون على وجه المزاح كما ذكر أحد الأخوة ، وإما أن يقال:
في الوجه الثالث: أنه قد تبين أنه ليس على مذهب الأشعرية الذي استقر عليه القوم فيجوز أن يكون قد نسب نفسه للأشعرية على اعتبار ما ورد في الإبانة وقد ذكر شيخه شيخ الإسلام أن من قال بما في الإبانة ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهو من أهل السنة (1) ، وابن كثير قد نقل في طبقاته أن الأشعري مر بثلاثة أحوال معتزلي ثم كلابي ثم سلفي وقال: ((الحال الثانية إثبات الصفات العقلية السبعة ..وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك والحال الثالثة إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف ، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً)) وهذه الإبانة هي التي ينقل منها شيوخه ابن تيميه والذهبي والتي يقول القوم أنها مدسوسة عليه وأن بها حشو وتجسيم واضح!!
الوجه الرابع: أن القوم أنفسهم اعترفوا بنفي نسبته للأشعرية ووصفوا معتقده بالفساد وأنه على طريقة واحدة هو وابن تيميه، فكيف يكونوا -هو وهم- جميعاً أشاعرة !!؟ ولو كان ابن كثير معهم لما قالوا هذا فيه فالحمد لله الذي أنطقهم بالحق ، ، وفي مقدمة "الإشارة في علم الكلام" للرازي تحقيق بعض أتباع سعيد فودة وبإشرافه هو وبتقديم علي جمعه مفتي مصر الأشعري فيه ص 32: ((ابن كثير والذهبي كانا على طريقة ابن تيميه في العقائد وإن كان ابن كثير أقل من الذهبي والذهبي أقل من شيخه ، إلا أنهم يجمعهم طريقة واحدة في العقائد)) ، وأذكر أنني قرأت للكوثري-وسأبحث عن لفظه وموضعه إن شاء الله- أن ابن تيميه أفسد معتقد ابن كثير فابن كثير فاسد المعتقد عنده.
====
هذا ما يحضرني في جواب هذه الشبهة ، أما أن المبتدعة يزعمون أن الذهبي وابن تيمية ! إلخ على مذهبهم بسبب كلمة مبتورة هناك او هناك ، فيقال: ينبغي أن تعلم أخي أن معرفة منهج أحد الأئمة في العقيدة يتطلب النظر في منهجه -من عامة كتبه- في مصدر التلقي وموقفه من تعارض العقل والنقل وخبر الآحاد في العقيدة على سبيل المثال، وموقفه من توحيد العبادة وكذا الأسماء والصفات خصوصاً المسائل الكبار كالعلو وكلام الله و الصفات الخبرية وكذلك عقيدته في الإيمان وعقيدة في القدر وأفعال العباد وغير ذلك ، فليس الأمر مجرد كلمة تقتص عن سياقها وحسب! ، ثم أهل السنة لا معصوم عندهم غير الأنبياء والرسل عليهم السلام ، ولو غلط إمام سني في مسألة علمية أو عملية فلا يتابعوه عليها ولا يسوغوا الوقوع في الخطأ لمجرد أن ذاك الإمام قد زل فيها فالعبرة عندهم بالدليل ، وهم كذلك لا يبدعوه لأجلها ، ، فالأمر كما يعبر أحد المشايخ بأن مذهب أهل السنة كالنهر الجاري والعلماء كالشجر المنتصب فيه ولو انكسر من أحدها غصن –وهي الزلة- فلا يتوقف النهر عن الجريان بل يبقى جار كما هو والغصن ما يلبث أن يتنحى.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق.
أولاً: يقال اثبت العرش ثم انقش وهذا الكلام لا يثبت فقول ابن حجر ((من نوادره ))إلخ بلاغ غير متصل فلا يثبت عنه-مستفاد من أخي ابن وهب في الرد رقم6-
ثانياً: هب أننا سلمنا بصحة العبارة فهي لا تنفعهم، فالخصوم -بل عامة العقلاء- على التسليم بأنه لو قال شخص -على سبيل المثال-أنا "سني" ورددها مراراً وكتبها في كتبه ونشرها بين الناس وهو مع ذلك يكفر الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم ويقول بنفي الصفات كلها وينفي الرؤية والعلو ونحو هذا ، لم يفده هذا الزعم شيئا ، لماذا؟ لأن مذهب أهل السنة له قواعد وأصول معروفة ومسائل مشهورة فليس الأمر مجرد لفظة تقال ! ولو قالها مبتدع لفظاً ونقضها قولاً وعملا لم يفده هذا الزعم الكاذب شيئا!
الآن إن فهمنا هذا فللنظر في مسألتنا ولنجب على هذه الأسئلة بإنصاف:
هل قرر ابن كثير رحمه الله قط في كتبه ما يقرره الأشاعرة في عقائدهم المطولة والمختصرة من أن الله ليس فوق العرش ولا تحته ولا فوق السموات ولا داخل العالم ولا خارجه لا متصل ولا منفصل ، لا يقرب منه شيء ولا ترفع إليه الأيدي ولا تتوجه له القلوب بالعلو كما فطرها الله عز وجل ، وأن القرآن العربي مخلوق -عند التعليم فقط!- ولا يكلم ولا يتكلم ولا نادى ولا ينادي بل ولا يقوم به فعل البتة بل ما يضاف إليه جل وعلا من ذلك فإنما يعود معناه إلى أمر مخلوق منفصل عنه !! ، وأن صفاته سبعة أو ثمانية والبقية تتأول أو تفوض نصوصها !! ، وأن الله قد يفعل لا لحكمة ، وأنه يجوز أن يفعل كل مقدور لا ينزهونه عن شيء منه ، فلو قدر رجلان "أحدهما مؤمن عالم عادل وصالح مصلح ، والآخر مشرك كافر وجاهل ظالم وكاذب مفسد ، ثم قدر أن ذلك المؤمن عوقب في الدنيا والآخرة ، فأذل في الدنيا وقهر وأهلك ثم جعل في الآخرة في قعر جهنم خالداً مخلداً أبد الآبدين معذباً في النار وذلك الكافر الظالم أكرم في الدنيا والآخرة وجعل في الفردوس الأعلى أبد الآبدين!!!" كان هذا غاية العدل والرحمة عندهم!! ، وأن ذات العبد محل لفعل الله فحسب فليس العبد هو الفاعل حقيقة ولا لقدرته تأثير في فعله بل هو مجرد محل !! ، وان الإيمان مجرد تصديق القلب ومعرفته!! الخ الخ وهذا كله من اعتقاداتهم المعروفة التي عليها جمهورهم والتي هي أمور مشهورة في المذهب فليست هي هفوة من أحدهم كهفوة الجويني في علم الله !! أو هفوة الغزالي في قدرة الله !! أو هفوة الرازي في إرادة الله !!ونحو هذا ، ، والقاصمة بدعة الرازي أن الأدلة اللفظية--الكتاب والسنة-- لا تفيد اليقين إلا بشروط يستحيل تحققها!!! والتي تابعها عليه الكثير منهم ، الخ الخ من هذه العقائد المخالفة صريح الكتاب والسنة وتنبذها الفطر السليمة بالمرة .
فهل قال ابن كثير قط بهذه الأباطيل؟؟؟
وهل رأيته يوماً في تفسيره أو غيره من المصنفات قد احتج بالجوهر والعرض والجسم والإمكان والعلة والخلاء إلخ خرابيط المتكلمين التي يسمونها قواطع عقلية وهي هلاوس بدعية لا أكثر ولا أقل؟
وهل قرأت له يوماً أن العقل يقدم على النقل عند التعارض وأن ظواهر نصوص الصفات ضلال وكفر تنفيها القواطع العقلية-يقصدون الهلاوس-؟
هل رأيته في مصنفاته أعرض عن توحيد الألوهية والعبادة وأنفق الصفحات في نقل الإشكالات الكثيرة والإيرادات الطويلة في إثبات وجود خالق واحد للعالم والذي يعلمه عامة الناس بضرورة الفطرة ؟؟
وقد ذكر في كتبه كثيراً من كتب السنة والعقيدة السلفية ، فهل قال أنها كتب وثنية وتجسيم؟ أم أثنى عليها وعلى عقيدة مصنفيها؟
وقد وقع في عصره أعظم المنازعات بين أهل السنة والأشعرية فما كان موقفه آنذاك؟ ومع من كان مع الأشعرية أم أهل السنة.؟
هذه الأسئلة إن أجبنا عليها بإنصاف عرفنا أن دعوى أشعرية ابن كثير دعوى باطلة وغير صحيحة ألبته.
فهذا الحافظ الأثري من أبعد الناس عن كلامياتهم وخبطهم وخرابيطهم وله حرص كبير على تقرير توحيد الألوهية وفي تفسيره لا يكاد يترك فرصة إلا ويذكر بتوحيد الألوهية فتراه يقول في تفسير فوله تعالى:
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} .
((يقول تعالى مقررا أنه لا إله إلا هو؛ لأن المشركين -الذين يعبدون معه غيره -معترفون أنه المستقل بخلق السموات والأرض والشمس والقمر، وتسخير الليل والنهار، وأنه الخالق الرازق لعباده، ومقدر آجالهم..، فذكر أنه المستبدُّ بخلق الأشياء المتفرد بتدبيرها، فإذا كان الأمر كذلك فلم يُعبد غيره؟ ولم يتوكل على غيره؟ فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته، وكثيرًا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية. وقد كان المشركون يعترفون بذلك، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك".))
وقال في تفسير قوله: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }:
((هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية، فقال تعالى: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } أي: أوجدوا من غير موجد؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟ أي: لا هذا ولا هذا، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا.))إلخ وقال في موضع آخر: ((يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانيته وربوبيته على وحدانية الإلهية)).
ويقول: ((يقرر تعالى وحدانيته، واستقلاله بالخلق والتصرف والملك، ليرشد إلى أنه الذي لا إله إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له؛ ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره، المعترفين له بالربوبية، وأنه لا شريك له فيها، ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية، فعبدوا غيره معه، مع اعترافهم أن الذين عبدوهم لا يخلقون شيئًا، ولا يملكون شيئًا، ولا يستبدّون بشيء، بل اعتقدوا أنهم يقربونهم إليه زلفى: { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } [الزمر: 3]))
وليس الأمر مقتصراً على تفسيره بل تجده حتى في تأريخه يذكر هذا الأمر العظيم الذي هو أصل الأصول وغاية المأمول قال في البداية والنهاية-عن طريق الشاملة- : ((وتقدم في الحديث: " نحن معشر الانبياء أولاد علات ديننا واحد وأمهاتنا شتى " والمعنى أن شرائعهم وإن اختلفت في الفروع، ونسخ بعضها بعضا حتى انتهى الجميع إلى ما شرع الله لمحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين إلا أن كل نبي بعثه الله فإنما دينه الاسلام، وهو التوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) [ الانبياء: 25 ] وقال تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) [ الزخرف: 45 ] وقال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة) الآية [ النحل: 36 ]...والمقصود أن الشرائع وإن تنوعت في أوقاتها إلا أن الجميع آمرة بعبادة الله وحده، لا شريك له وهو دين الاسلام الذي شرعه الله لجميع الانبياء، ..فدين الاسلام هو عبادة الله وحده لا شريك له، وهو الإخلاص له وحده دون ما سواه))إلخ
وكيف لا يكون كذلك وهو رحمه الله صاحب تلخيص كتاب الاستغاثة لشيخه ابن تيميه ينظر مقدمة الاستغاثة ص85-90 ، فالحاصل أنك لا تجد في تفسيره أو غيره أنه قد احتج بالجوهر والعرض والجسم والإمكان والعلة والخلاء إلخ خرابيط المتكلمين ولا قال بأن العقل يقدم على النقل عند التعارض وأن ظواهر نصوص الصفات ضلال وكفر ولا أنفق الصفحات في نقل الإشكالات الكثيرة والإيرادات الطويلة في إثبات وجود خالق واحد للعالم وأهمل الألوهية بل على النقيض كما نقلنا ، ولم نجده قد قال بأباطيلهم المشهورة التي ذكرناها آنفاً كقولهم لا داخل ولا خارج والكلام نفسي والقرآن العربي مخلوق إلخ.
أما موقفه من كتب السنة والسلف فتبين سلفيته بوضوح :وتأمل-على سبيل المثال- قوله في ترجمة ابن أبي عاصم حين قال: ((أبو بكر بن أبي عاصم صاحب السنة والمصنفات وهو: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن النبيل، له مصنفات في الحديث كثيرة، منها كتاب السنة في أحاديث الصفات على طريق السلف))
كتاب السنة هذا الذي هو عند الأشاعرة كتاب حشو وتجسيم ووثنية والذي أثبت فيه هذا الإمام السلفي العلو والصفات بما يصنفه الأشعري المبتدع في خانة"التجسيم!"
وقال فيه على سبيل المثال ((باب ما ذكر أن الله تعالى في سمائه دون أرضه)) ج1/342 وقال في1/352: ((وأخبار النزول دالة على أنه في السماء دون الأرض))
وقال ج1/358 : ((باب ذكر الكلام والصوت والشخص وغير ذلك))
وتأمل حمده لله رب العالمين على أن وقع له سماع مصنفي الإمام حافظ المشرق عدو الجهمية والمعطلة المريسية عثمان بن سعيد الدارمي –النقض والرد-كما ذكر ذلك في ترجمته في طبقات الشافعية حين ذكر قول شيخه الذهبي: ((وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية سمعناه وكتاب في الرد على بشر المريسي سمعناه ، قلت-القائل ابن كثير-: ووقع لي سماعهما أيضاً ولله الحمد والمنة)) فتأمل لو وقع لأشعري سماعهما هل سيقول ما قاله ابن كثير أم سيقع مصعوقاً من طحن الدارمي لمذهبه ؟؟
وتأمل قوله في بدء ترجمة الإمام أنه ((محدث هراة أحد الحفاظ والأعلام ..)) ونقل الكثير في الثناء عليه وعلى موقفه من المبتدعة هذا مع وقوفه على الكتابين وما فيهما مما يسمونه المعطلة تجسيم وحلول حوادث إلخ.
وهو -كشيخه الذهبي- كثيراً ما ينتهز الفرصة في تراجمه للأئمة فيُذكر بعقيدة المترجم له السلفية أو ينقل كلامه أو يبين توبة الأشعري أو حيرته ينظر ذلك على سبيل المثال في ترجمة شيخ الإسلام الصابوني الشافعي طبقاته ج1/352 وترجمة شيخ الشافعية في العراق محمد بن أحمد الترمذي ج 1/176وترجمة مجدد القرن الثالث أحد عظماء الشافعية الإمام ابن سريج ج1/185 ، وترجمة الحافظ ابن العطار الهمذاني -في البداية والنهاية- صاحب "فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد" -وفيها إثبات العلو وذم الكلام- وقال عنه أنه (صحيح الاعتقاد) وينظر ترجمة الكرجي الحافظ حيث قال: ((وله مصنفات كثيرة منها الفصول في أعتقاد الائمة الفحول، يذكر فيه مذاهب السلف في باب الاعتقاد، ويحكي فيه أشياء غريبة حسنة)) وغير هؤلاء كثير ، وفي الجهة الأخرى ينظر ترجمة الجويني ج2/49-50 والرازي ج2/258-260 والغزالي في ج2/99 من الطبقات وقال فيها: ((ولما كان الغزالي رحمه الله قد أوغل في علم الكلام –وفي نسخة علوم كثيرة-وصنف في كثير منها واشتهرت ، فصار من نظر في شيء منها يعتقد أنه كان يقول بذلك ، وإنما قاله –والله أعلم- أثراً لا معتقداً ، وقد رجع عن ذلك كله في آخر عمره إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والاشتغال بصحيح البخاري..وقد كثر القيل والقال في مصنفاته والاستدراك عليها..ثم نقل من رد عليه))إلخ
وقوله أنه كان يصنف ولا يعتقد بما يصنفه قول بعيد وفيه نظر شديد ولكن رجوعه الذي ذكره بعد هذا هو الذي نعتقده في أمر الغزالي رحمه الله ولا يرتضيه الخصم.
وكذا ينقل ذم السلف لعلم الكلام ولا يتأوله كما فعل هذا من فعله من الأشعرية قال في ترجمة الشافعي من البداية والنهاية-من خلال الشاملة-:
((قال-يعني الشافعي-: لو علم الناس ما في الكلام من الاهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد.
وقال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويطاف بهم في القبائل وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.
وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا.
وقال: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، جزاهم الله خيرا، حفظوا لنا الاصل، فلهم علينا الفضل.
ومن شعره في هذا المعنى قوله: كل العلوم سوى القرآن مشغلة * إلا الحديث وإلا الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال: حدثنا * وما سوى ذاك وسواس الشياطين وكان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر.
وقد روى عن الربيع وغير واحد من رؤوس أصحابه ما يدل على أنه كان يمر بآيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف، على طريق السلف.))
وتأمل هذا الكلام الأخير جيداً خصوصاً قوله (( ولا تحريف)) ولم يقل ((ولا تأويل)) تعرف مقدار متابعته لما قرره شيخه شيخ الإسلام ابن تيميه في هذا ،فقوله ((ولا تعطيل ولاتحريف)) يعني ما قرره شيخه أنها لا تفوض ولا تحرف عن معانيه اللائقة بالله تعالى.
وله كلام جيد في بيان إفلاس الجهمية المؤولة ، قال من البداية والنهاية-عبر الشاملة-:
والجهمية تستدل على الاستواء على العرش بأنه الاستيلاء ببيت الاخطل: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وليس فيه دليل، فإن هذا استدلال باطل من وجوه كثيرة، وقد كان الاخطل نصرانيا
ثم قال في موضع آخر:
((وكان الاخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وأبعد مثواه، وهو الذي أنشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء على العرش بمعني الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه، تعالى الله عن قول الجهمية علوا كبيرا.
فإنه إنما يقال استوى على الشئ إذ كان ذلك الشئ عاصيا عليه قبل استيلائه عليه، كاستيلاء بشر على العراق، واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه، وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفسا واحدا، حتى يقال استولى عليه، أو معنى الاستواء الاستيلاء، ولا تجد أضعف من حجج الجهمية، حتى أداهم الافلاس من الحجج إلى بيت هذا النصراني المقبوح وليس فيه حجة والله أعلم.))
وكثير من الأشعرية –كالجويني ومن وافقه وهم عامة المتأخرين- هم من يحتج بهذا البيت لتقرير التأويل ، فتأمل وصف المحتج بهذا البيت-مطلقاً فهو لم يقيد- بالجهمية مع معرفته بأن عامة أشعرية عصره على هذا.
ثم تأمل موقفه من ما حصل بين أهل السنة والأشعرية في عصره -أعني بين ابن تيميه وخصومه-تعرف مع أي جماعة هو، أنظر قوله :
((وبحثوا في "الحموية" وناقشوه في أماكن منها ، فأجاب عنها بما أسكتهم بعد كلام كثير)) أسكت من؟ أسكت الأشعرية.
ويقول عن مناظرة شيخ الإسلام لهم في الواسطية: ((وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين "الواسطية" ..وحضر الشيخ صفي الدين الهندي ، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاماً كثيرا ، لكن ساقيته لاطمت بحرا!!)) والبحر هو البحر السني السلفي
وقوله: ((وفي ليلة عيد الفطر أحضر الامير سيف الدين سلار نائب مصر القضاة الثلاثة وجماعة من الفقهاء فالقضاة الشافعي والمالكي والحنفي، والفقهاء الباجي والجزري والنمراوي، وتكلموا في إخراج الشيخ تقي الدين بن تيمية من الحبس، فاشترط بعض الحاضرين عليه شروطا بذلك، منها أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة وأرسلوا إليه ليحضر ليتكلموا معه في ذلك، فامتنع من الحضور وصمم، وتكررت الرسل إليه ست مرات، فصمم على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم ولم يعدهم شيئا، فطال عليهم المجلس فتفرقوا وانصرفوا غير مأجورين.))
وقوله: ((ثم اجتمعوا يوم الاحد بمرسوم السلطان جميع النهار، ولم يحضر أحد من القضاة بل اجتمع من الفقهاء خلق كثير، أكثر من كل يوم، منهم الفقيه نجم الدين بن رفع وعلاء الدين التاجي، وفخر الدين ابن بنت أبي سعد، وعز الدين النمراوي، وشمس الدين بن عدنان وجماعة من الفقهاء وطلبوا القضاة فاعتذروا بأعذار، بعضهم بالمرض، وبعضهم بغيره، لمعرفتهم بما ابن تيمية منطوي عليه من العلوم والأدلة، وأن أحدا من الحاضرين لا يطيقه، فقبل عذرهم نائب السلطنة ولم يكلفهم الحضور بعد أن رسم السلطان بحضورهم أو بفصل المجلس على خير، وبات الشيخ عند نائب السلطنة وجاء الامير حسام الدين مهنا يريد أن يستصحب الشيخ تقي الدين معه إلى دمشق، فأشار سلار بإقامة الشيخ بمصر عنده ليرى الناس فضله وعلمه، وينتفع الناس به ويشتغلوا عليه.))
((..وكتبوا في حقه-أي الآملي- محاضر بأشياء قادحة في الدين فرسم بصرفه عنهم وعومل بنظير ما كان يعامل به الناس ، ومن جملة ذلك: قيامه على شيخ الإسلام ابن تيميه ، وافتراؤه عليه الكذب مع جهله وقله ورعه ، فعجل الله له هذا الجزاء على يد أصحابه وأصدقائه جزاءً وفاقا))
فتبين من هذا كله-وقد تركت الكثير- بطلان دعوى أنه أشعري وأنه من أشعريتهم براء !! فإما أن تكون العبارة لا تصح أو تكون على وجه المزاح كما ذكر أحد الأخوة ، وإما أن يقال:
في الوجه الثالث: أنه قد تبين أنه ليس على مذهب الأشعرية الذي استقر عليه القوم فيجوز أن يكون قد نسب نفسه للأشعرية على اعتبار ما ورد في الإبانة وقد ذكر شيخه شيخ الإسلام أن من قال بما في الإبانة ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهو من أهل السنة (1) ، وابن كثير قد نقل في طبقاته أن الأشعري مر بثلاثة أحوال معتزلي ثم كلابي ثم سلفي وقال: ((الحال الثانية إثبات الصفات العقلية السبعة ..وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك والحال الثالثة إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف ، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً)) وهذه الإبانة هي التي ينقل منها شيوخه ابن تيميه والذهبي والتي يقول القوم أنها مدسوسة عليه وأن بها حشو وتجسيم واضح!!
الوجه الرابع: أن القوم أنفسهم اعترفوا بنفي نسبته للأشعرية ووصفوا معتقده بالفساد وأنه على طريقة واحدة هو وابن تيميه، فكيف يكونوا -هو وهم- جميعاً أشاعرة !!؟ ولو كان ابن كثير معهم لما قالوا هذا فيه فالحمد لله الذي أنطقهم بالحق ، ، وفي مقدمة "الإشارة في علم الكلام" للرازي تحقيق بعض أتباع سعيد فودة وبإشرافه هو وبتقديم علي جمعه مفتي مصر الأشعري فيه ص 32: ((ابن كثير والذهبي كانا على طريقة ابن تيميه في العقائد وإن كان ابن كثير أقل من الذهبي والذهبي أقل من شيخه ، إلا أنهم يجمعهم طريقة واحدة في العقائد)) ، وأذكر أنني قرأت للكوثري-وسأبحث عن لفظه وموضعه إن شاء الله- أن ابن تيميه أفسد معتقد ابن كثير فابن كثير فاسد المعتقد عنده.
====
هذا ما يحضرني في جواب هذه الشبهة ، أما أن المبتدعة يزعمون أن الذهبي وابن تيمية ! إلخ على مذهبهم بسبب كلمة مبتورة هناك او هناك ، فيقال: ينبغي أن تعلم أخي أن معرفة منهج أحد الأئمة في العقيدة يتطلب النظر في منهجه -من عامة كتبه- في مصدر التلقي وموقفه من تعارض العقل والنقل وخبر الآحاد في العقيدة على سبيل المثال، وموقفه من توحيد العبادة وكذا الأسماء والصفات خصوصاً المسائل الكبار كالعلو وكلام الله و الصفات الخبرية وكذلك عقيدته في الإيمان وعقيدة في القدر وأفعال العباد وغير ذلك ، فليس الأمر مجرد كلمة تقتص عن سياقها وحسب! ، ثم أهل السنة لا معصوم عندهم غير الأنبياء والرسل عليهم السلام ، ولو غلط إمام سني في مسألة علمية أو عملية فلا يتابعوه عليها ولا يسوغوا الوقوع في الخطأ لمجرد أن ذاك الإمام قد زل فيها فالعبرة عندهم بالدليل ، وهم كذلك لا يبدعوه لأجلها ، ، فالأمر كما يعبر أحد المشايخ بأن مذهب أهل السنة كالنهر الجاري والعلماء كالشجر المنتصب فيه ولو انكسر من أحدها غصن –وهي الزلة- فلا يتوقف النهر عن الجريان بل يبقى جار كما هو والغصن ما يلبث أن يتنحى.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق.
المقدادي:
فائدة نفيسة:
قال الإمام الأثري الكبير الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية الجزء 10 ص 298 في حوادث سنة 218 هـ :
" ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها ، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [ الانبياء: 2 ] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) [ الاعراف: 11 ] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد. "
قال الإمام الأثري الكبير الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية الجزء 10 ص 298 في حوادث سنة 218 هـ :
" ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها ، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [ الانبياء: 2 ] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) [ الاعراف: 11 ] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد. "
المقدادي:
و قد ذكره الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن حسن رحمه الله في كتابه جمع الجيوش عند ذكره لبعض الأئمة و العلماء و الأعيان ممن جانبوا الأشاعرة
فائدة :
قال ولي الدين أبو زرعة العراقي في الذيل على العبر في خبر من غبر عند كلامه عن الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" و كانت له خصوصية بالشيخ تقي الدين ابن تيمية و مناضلة عنه و اتباع له في كثير من ارائه و كان يفتي برأيه في مسألة الطلاق و امتحن بسبب ذلك و أوذي " ص 360
و العراقي تلميذه , حضر عليه مع والده كما أخبر .
قال ولي الدين أبو زرعة العراقي في الذيل على العبر في خبر من غبر عند كلامه عن الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" و كانت له خصوصية بالشيخ تقي الدين ابن تيمية و مناضلة عنه و اتباع له في كثير من ارائه و كان يفتي برأيه في مسألة الطلاق و امتحن بسبب ذلك و أوذي " ص 360
و العراقي تلميذه , حضر عليه مع والده كما أخبر .
أبو نسيبة :
"ثم إن ملك التتر أرسل الشيخ براق الذي قدم الشام فيما تقدم إلى أهل كيلان يبلغهم عنه رسالة فقتلوه وأراحوا الناس منه، وبلادهم من أحصن البلاد وأطيبها لا تستطاع، وهم أهل سنة وأكثرهم حنابلة لا يستطيع مبتدع أن يسكن بين أظهرهم."
البداية والنهاية، الجزء الرابع عشر، أحداث سنة سبع وسبعمائة
مشاركة للاخ : عبدالله سعيد عبدالله عبداللطيف العثمان
وفيه أن أهل التأويل مبتدعة .. والاشاعرة أهل تأويل والمفوضة منهم يرون بجواز تأويل إخوانهم أهل التأويل من الاشاعرة أنفسهم. فمفوضة الاشاعرة (أهل تأويل إجمالي) كما هو معروف. فكل الاشاعرة مأولة في النهاية = نفاة صفات بتعبير آخر !!!
الخلاصة : الاشاعرة مبتدعة. والحمد لله رب العالمين.
أبو نسيبة:
وجدت انتصارا - مصادفة بفضل الله تعالى - في موسوعة ويكيبيديا لسلفية ابن كثير أعجبني ومما جاء فيه :
"أما ما رواه الحافظ ابن حجر فهي كما قال نادرة وقعت بينهما، ولم تكن في مقام البيان والإقرار. ولا مانع من كون هذه الكلمة على فرض صحتها أنها خرجت منه على سبيل الفكاهة فهذا الحافظ ابن حجر يقول عنه في الدرر الكامنة : (وأخذ عن ابن تيمية ففتن بحبه، وامتحن بسببه. وكان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة. سارت تصانيفة في البلاد في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته).
فنجد الحافظ ابن حجر يقول أنه (حسن المفاكهة). والمقصود بقوله "لأنني أشعري" هو ما وضحه إبراهيم بن ابن القيم حين قال له "لو كان من رأسك إلى قدمك شعر"، أي كثرة الشعر. وهذا من باب المعاريض، وهو جائز في المفاكهة والتندر بلا ريب. فرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأله الرجل في غزوة بدر من أين أنت قال أنا من (ماء). وهذا ما يسمى تعريض."
يتبع ... إن شاء الله تعالى
"أما ما رواه الحافظ ابن حجر فهي كما قال نادرة وقعت بينهما، ولم تكن في مقام البيان والإقرار. ولا مانع من كون هذه الكلمة على فرض صحتها أنها خرجت منه على سبيل الفكاهة فهذا الحافظ ابن حجر يقول عنه في الدرر الكامنة : (وأخذ عن ابن تيمية ففتن بحبه، وامتحن بسببه. وكان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة. سارت تصانيفة في البلاد في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته).
فنجد الحافظ ابن حجر يقول أنه (حسن المفاكهة). والمقصود بقوله "لأنني أشعري" هو ما وضحه إبراهيم بن ابن القيم حين قال له "لو كان من رأسك إلى قدمك شعر"، أي كثرة الشعر. وهذا من باب المعاريض، وهو جائز في المفاكهة والتندر بلا ريب. فرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأله الرجل في غزوة بدر من أين أنت قال أنا من (ماء). وهذا ما يسمى تعريض."
يتبع ... إن شاء الله تعالى
أبو نسيبة :
و مما يقوي رأي السلفية هو ما قاله ابن كثير بنفسه عن رجوع الأشعري عن ما قاله في العقيدة. [1]. فلو كان ابن كثير أشعرياً فهو إذاً على العقيدة التي يعتقد أن الأشعري إستقر عليها آخر عمره.
كما يقوي ذلك شدة تأثره بـابن تيمية وتبجيله له وانتصاره له حتى توفي ودفن بجواره. [2]
وخلاصة الأمر أن أبن كثير قد صرح بعامة كتبه ولاخلاف في ذلك عند أهل العلم أنه على مذهب السلف في المعتقد, لابل أنه خالف أصول الأشاعرة وردهم في كثير من المواضع, وكان مساندا لشيخه الأمام أبن تيمية وبالذات في مسائل الأعتقاد, فالذهاب إلى أنه أشعري لحادثة قبوله الوظيفة، فهو يعلم أنه لايلزم صاحب الوقف هذا الشرط في الوقف، بل أن أبن كثير نشر عقيدة السلف وخالف الأشاعرة في دروسة, وعامة تلامذته من السلفية,
وأن مرد الكلام كله أن صاحب الكلام أعني السبكي, كان عدوا لدودا لشيخ الإسلام أبن تيمية وهو أحد أهم الأسباب في سجن أبن تيمية, وكان ذو نفوذ وقوة عند حاكم البلاد, فسطر في كتابه ما أراد كونه أشعريا, وكان الكل من طلاب شيخ الإسلام كأبن كثير وأبن القيم وغيرهم, يدركون أن مواجهة السبكي تعني سجن القلعة, وحدث هذا بالفعل للأمام أبن القيم فقد سجن هو الأخر, ولكن أبن كثير أتقى وأبتعد عن مواجهة السبكي. فلايصح الأستدلال بأدلة الغريم والقرائن وهذا معلوم عند أهل الأصول والعلم.
كما يقوي ذلك شدة تأثره بـابن تيمية وتبجيله له وانتصاره له حتى توفي ودفن بجواره. [2]
وخلاصة الأمر أن أبن كثير قد صرح بعامة كتبه ولاخلاف في ذلك عند أهل العلم أنه على مذهب السلف في المعتقد, لابل أنه خالف أصول الأشاعرة وردهم في كثير من المواضع, وكان مساندا لشيخه الأمام أبن تيمية وبالذات في مسائل الأعتقاد, فالذهاب إلى أنه أشعري لحادثة قبوله الوظيفة، فهو يعلم أنه لايلزم صاحب الوقف هذا الشرط في الوقف، بل أن أبن كثير نشر عقيدة السلف وخالف الأشاعرة في دروسة, وعامة تلامذته من السلفية,
وأن مرد الكلام كله أن صاحب الكلام أعني السبكي, كان عدوا لدودا لشيخ الإسلام أبن تيمية وهو أحد أهم الأسباب في سجن أبن تيمية, وكان ذو نفوذ وقوة عند حاكم البلاد, فسطر في كتابه ما أراد كونه أشعريا, وكان الكل من طلاب شيخ الإسلام كأبن كثير وأبن القيم وغيرهم, يدركون أن مواجهة السبكي تعني سجن القلعة, وحدث هذا بالفعل للأمام أبن القيم فقد سجن هو الأخر, ولكن أبن كثير أتقى وأبتعد عن مواجهة السبكي. فلايصح الأستدلال بأدلة الغريم والقرائن وهذا معلوم عند أهل الأصول والعلم.
- ^ في كتاب "اتحاف السادة المتقين" 2:4 نقل المرتضى الزبيدي عن ابن كثير: قال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبي الحسن الشعري ثلاثة أحوال: أولها : حال الاعتزال التي رجع عنها لا محالة. الحال الثاني : إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام وتأويل الخبرية كالوجه والقدم والساق ونحو ذلك. الحال الثالث : إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريًا على منوال السلف وهي طريقته في "الإبانة"التي صنفها آخراً.
- ^ يقول الحافظ ابن كثير عن شيخه ابن تيمية رحمهما الله : (سنة 712 :... ثم انتقل ليلتئذ إلى القصر وصلى الجمعة بالجامع بالمقصورة وخلع على الخطيب، وجلس في دار العدل يوم الإثنين، وقدم وزيره أمين الملك يوم الثلاثاء عشري الشهر، وقدم صحبة السلطان الشَّيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية إلى دمشق يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة وكانت غيبته عنها سبع سنين، ومع أخواه وجماعة من أصحابه، وخرج خلق كثير لتلقيه وسروا بقدومه وعافيته ورؤيته، واستبشروا به حتى خرج خلق من النساء أيضاً لرؤيته...) [ البداية والنهاية 14 / 69 ].. يقول الحافظ ابن كثير : (.. فانظر الآن هذا التحريف على شيخ الإسلام، فإن جوابه على هذه المسألة ليس في منع زيارة قبور الأنبياء والصالحين، وإنما فيه ذكر قولين في شدّ الرحل والسفر إلى مجرد زيارة القبور... ثم قال مدافعاً عنه:.. والشيخ لم يمنع الزيارة الخالية عن شد رحل، بل يستحبها ويندب إليها، وكتبه ومناسكه تشهد بذلك، ولم يتعرض إلى هذه الزيارة في هذا الوجه في الفتيا، ولا قال إنها معصية، ولا حكى الإجماع على المنع منها، ولا هو جاهل قول الرسول صلى الله عليه وسلم "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة" والله سبحانه لا يخفى عليه شيء ولا يخفى عليه خافية، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون) [ 14 / 128 - 129 ]. فكيف يكون ابن كثير أشعرياً وهو يقول عن ابن تيمية الكلام والدفاع السابق ؟ فإن هذا من أمحل المحال..! ولو أردنا استقصاء كلمات الحافظ ابن كثير عن ابن تيمية (شيخنا) أو (الإمام) أو (العالم) أو (العلامة) أو (شيخ الإسلام) لطال بنا المقام.. ! والحر تكفيه الإشارة.. ! قال ابن كثير في الشيخ صفي الدين الهندي عند مناظرته لابن تيمية في اول المجالس الثلاثة:ولكن ساقيته لاطمت بحرا.(البداية والنهاية احداث سنة 705 جزء 14 صفحة 31) وهو القائل في الصوفي علي البكري : وكان من من ينكر على شيخ الإسلام...إلى ان قال... وما مثاله الا مثال ساقية ضعيفة كدرة لاطمت بحرا عظيما صافيا, أو رملة ارادت زوال الجبل. وقد اضحك العقلاء عليه. (البداية والنهاية.احداث سنة724 جزء 14 صفحة 97). وكذلك عندما ترجم للقاضي ابن الزملكاني الشافعي بعد ان اكثر من مدحه والثناء عليه وعندما أصبح الامر يتعلق بشيخه شيخ الإسلام قال في ابن الزملكاني: فقبضه هادم اللذات وحال بينه وبين سائر الشهوات والارادات والاعمال بالنيات. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر اليه وكان من نيته الخبيثة إذا رجع إلى الشام متوليا ان يؤذي شيخ الإسلام ابن تيمية. فدعا عليه؛ فلم يبلغ امله ومراده. (البداية والنهاية(صفحة 112 جزء 14 احداث سنة 727) والكلام في ذلك كثير ويطول. أوذي الامام ابن كثير بسبب تعلقه بشيخه ابن تيمية وعقيدته، وهذا مسطور في كتب التاريخ، فقد امتحن وسجن بسبب ذلك، وهذا دليل ان يقتفي أثر شيخه ابن تيمية، ولم يحد عنه. وظل على هذا التعظيم له حتى توفي ودفن بجواره رحمهما الله.
المصدر : ترجمة ابن كثير في موسوعة ويكيبيديا العربية بتاريخ هذه المشاركة (لأن محتويات الموسوعة تتغير)
تعليق :
( وكان الكل من طلاب شيخ الإسلام كأبن كثير وأبن القيم وغيرهم, يدركون أن مواجهة السبكي تعني سجن القلعة, وحدث هذا بالفعل للأمام أبن القيم فقد سجن هو الأخر, ولكن أبن كثير أتقى وأبتعد عن مواجهة السبكي. فلايصح الأستدلال بأدلة الغريم والقرائن وهذا معلوم عند أهل الأصول والعلم.)
( وكان الكل من طلاب شيخ الإسلام كأبن كثير وأبن القيم وغيرهم, يدركون أن مواجهة السبكي تعني سجن القلعة, وحدث هذا بالفعل للأمام أبن القيم فقد سجن هو الأخر, ولكن أبن كثير أتقى وأبتعد عن مواجهة السبكي. فلايصح الأستدلال بأدلة الغريم والقرائن وهذا معلوم عند أهل الأصول والعلم.)
وهذا ما ذكرناه في المشاركات السابقة أعلاه والحمد لله رب العالمين. بل يوجد تصريح من السبكي الابن بأن الامام الذهبي كان يخشى سطوة (إرهاب) الاشاعرة عندما تكلم عنه في أحد كتبه. فقد قال في طبقاته : "ثم رأيت شيخنا الذهبيَّ حكى كلام ابن السَّمعانيّ الذي حكيتُه ثم قال : قلت : أولها :
محاسنُ جسمي بُدِّلَت بالمعايبِ === وشَيَّب فودي شوبُ وصل الحبائبِ
ومنها :
عقـائدهـم أنَّ الإلهَ بذاتِـه === على عرشه مع عِلمِهِ بـالغـوائبِ
ومنه :
ففي كَرَجٍ واللهِ من خَوف أهلها === يذوبُ بها البِدعيُّ بأشرِّ ذائبِ
يمـوت ولا يقوى لإظهار بدعةٍ === مخافةَ حزِّ الرأسِ من كل جانبِ
انتهى ما حكاه الذهبيّ .
محاسنُ جسمي بُدِّلَت بالمعايبِ === وشَيَّب فودي شوبُ وصل الحبائبِ
ومنها :
عقـائدهـم أنَّ الإلهَ بذاتِـه === على عرشه مع عِلمِهِ بـالغـوائبِ
ومنه :
ففي كَرَجٍ واللهِ من خَوف أهلها === يذوبُ بها البِدعيُّ بأشرِّ ذائبِ
يمـوت ولا يقوى لإظهار بدعةٍ === مخافةَ حزِّ الرأسِ من كل جانبِ
انتهى ما حكاه الذهبيّ .
وكان يتمنى فيما أعرفه منه أن يحكي الأبيات الأخر ، ذات الطَّامَّات الكُبَر ، التي سأذكرها لك ، ولكن يخشى صولةَ الشافعيّة ، وسيف السنة المحمديَّة . " ا. هـ وقصده بالشافعية أشاعرة عصره لا من كان على عقيدة الامام الشافعي السلفي رحمه الله.
للفائدة:
التكفير والارهاب عند الاشاعرة
التكفير والارهاب عند الاشاعرة
0 comments:
إرسال تعليق