أخبار الثورة السورية المباركة - اخوانكم في ليبيا معكم يا رجال ويا حرائر سوريا



فلم - كشف اللثام عن المنافق المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام
فلم - كشف اللثام عن المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام



دعم الثورة الجزائرية ضد النظام الجزائري الدموي العميل لاسرائيل

Asharis .. The Other Face

أشاعرة يدنسون ويدوسون على المصاحف ويكتبون الاسماء الحسنى بالغائط ! استماع ۞ الامام الاشعري وشيخه وتلاميذه مجسمة ۞ شيخ أشعري كذاب رماه الله تعالى بالخبث في العضو فمات !! ماذا فعل ؟ ۞ دفاع القرطبي عن ابن عبدالبر من اعتداء جهلة الأشعرية ودليل تجسيم الامام الاشعري !!! ۞ د. عبد الرحمن دمشقية: الامام الاشعري يثبت الحد!
السواد الاعظم... ... أم الكذب الأعظم؟
أشاعرة اليوم (الشعبوريون) أشر قولا من اليهود والنصارى !
روى أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري (صاحب صحيح البخاري) في كتابه خلق أفعال العباد ج1ص30 باب ذكر أهل العلم للمعطلة وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "

فرقة الأحباش .. الوجه الآخر

الاحباش المرتزقة .. الوجه الآخر
وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب
ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون : آل عمران - 75

الصوفية .. الوجه الآخر - وكذبة الصوفية الحقة

واجهة التصوف إدّعاء الإحسان .. والوجه الآخر عبادة الأموات !
موقع الصوفية - صوفية حضرموت - الحوار مع الصوفية - شرار الخلق - التصوف العالم المجهول
۞ الاحسان الصوفي ۞ روى الشعراني : إذا صحبت فاصحب الصوفية فإن للقبيح عندهم وجوهاً من المعاذير وليس للحُسن عندهم كبير موقع يعظمونك به ۞ يقول الصوفي المغربي أبو لبابة حسين عن الصوفية : "فهم لا يترددون بالاستشهاد حتى بالموضوع من الحديث إذا كان ذلك يخدم قضيتهم" ا.هـ موقف متصوفة افريقيا وزهادها من الاحتلال العبيدي
Sufism .. The Other Face
The Outward is claiming Ihsan .. The inward is Graveworship (deadworship) !
Cleanse the houses of Allah .. from the corpses of Sufis

أسرار كتاب الغزالي إحياء علوم الدين - للشيخ نظام اليعقوبي استماع
رحلتي مع جماعة التبليغ - للصوفي السابق الشيخ :عباس الشرقاوي Angry face
ست محاضرات خطيرة! في كشف أسلحة الصوفية السرية في استغفال المسلمين علمائهم وعامتهم (اضغط على السهمين المتعاكسين للانتقال بين المحاضرات)
دينُ الصوفيةِ أصبحَ خَرِقاً - الدكتور الصوفي :فرحان المحيسن الصالح يطلقها مدوية !
خطبة مؤثرة جدا ! من يرد النجاة فليصدق ويستمع الى الخطبة

22 أغسطس، 2010

بحث عن فرقة الأحباش

بسم الله الرحمن الرحيم

فرقة الأحباش

المبحث الأول

اسمه، ونسبته:

هو أبو عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد بن يوسف بن عبدالله بن جامع الهرري([1]).

ولد في مدينة (هرر) حوالي سنة 1339هـ - 1920م .



البيئة التي تربى فيها الأحباش:

الإنسان ابن بيئته، ويتأثر بمجتمعه، ولقد نشأ الحبشي في بيئة صوفية طرقية، حيث كانت الطرق الصوفية منتشرة في وقته، ومن أبرزها الطريقة القادية التي تقلدها الحبشي فترة من الزمن حتى آل أمر الطريقة القادرية إليه كما حكى ذلك تلميذه ( محمد الولي)([2]). ثم انتقل الحبشي إلى الطريقة ( التيجانية ) تاركاً الطريقة ( القارية) وراء ظهره، وبعد مدة رجع عن الطريقة التيجانية إلى القادرية؛ وذلك بسبب تكفيره لأصحاب الطريقة التيجانية.

ومن الخرافات التي كان يمارسها الحبشي عندما كان تيجانياً أن الحبشي كان يصلى ومعه سبعة سجاجيد: أربعة للخلفاء الراشدين، وواحدة للرسول – صلى الله عليه وسلم –، وواحدة للتيجاني، وواحدة لنفسه.

ويصلي على كل واحدة منها!([3]).



الواقع السياسي والاجتماعي الذي نشأ فيه:

ولد الحبشي في مدينة ( هرر ) الواقعة تحت سلطان الأحباش النصارى، والين كانوا يحكمون مايسمى بإثيوبيا اليوم.

وتاريخ الصراع بين المسلمين والنصارى في بلاد الحبشة يطول سرده إلا أن النتيجة من ذلك الصراع انتصار النصارى الأحباش على المسلمين بمعونة من الدور الغربية النصرانية التي أمدتهم بما يحتاجونه في معاركهم ضد المسلمين، وبعد ذلك الانتصار أقام النصارى الملاحم ضد المسلمين فعذبوهم وهتكوا حرمتها وفعلوا بهم كما فُعل في الأندلس بما يسمى ( محاكم التفتيش) فتفننوا في تعذيبهم، وهدموا أعظم مسجد في ( هرر) وأقاموا مكانه كنيسة ( مِدهاني أليم)، وأصبحت (هرر) التي كانت تمثل العمق الإسلامي ليس في أثيوبيا فقط ولكن في عموم القرن الأفريقي مستعمرة نصرانية للأحباش.

واستمر الحال في ( هرر ) على هذا الوضع المأساوي حتى تولى الطاغية ( تغري مكنن ) الحكم على أثيوبيا، وقد أطلق على نفسه لقب ( هيلي سيلاس)([4])، فازداد الحال سوءاً أكثر فأكثر. وقد كان عمر عبدالله الحبشي حين تسلم الحكم هيلي سيلاسي عشر سنوات تقريباً، وذلك لأن ولادة الحبشي كانت في سنة 1920م، وتولى هيلي سيلاسي الحكم عام 1930م فالمدة بينهما عشر سنين.

وقد ذكرت ما سبق من أحداث تاريخية لكي تعرف البيئة التي نشأ فيها الحبشي من جهة، وليُربط بين هذا الواقع المر الذي كان يعيشه الهرريون وغيرهم من المسلمين تحت حكام (هرر) الذين ولاهم ( هيلي سيلاسي ) وبين الدور الذي لعبه الحبشي في القضاء على ((الجميعة الوطنية الإسلامية)) بهرر، والتي قامت لتصحيح أوضاع المسلمين وانتشالهم مما هم فيه من جهل وظلم وعدوان.



دور الحبشي في الفتنة بهرر:

نتيجة للوضع السابق ذكره، أصبح المسلمون في ضعف على كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية وغيرها، ولذلك فكر الغيورون والحريصون من الهرريين على عقيدتهم وثقافتهم أن يؤسسوا جمعية وطنية تعمل على نشر الدين الإسلامي الصحيح، وإزالة الخرافات والبدع، وعلى إزالة الفوارق الاجتماعية والقضاء على النزعات القبلية.

فتأسست (( الجمعية الوطنية الإسلامية بهرر))، وحصلت على ترخيص رسمي من حاكم هرر. وقد قامت هذه الجمعية بنشاط ظاهر حيث أنشأت مدارس لتعليم الطلاب اللغة العربية، والعلوم الإسلامية، والعلوم الأخرى، كما كان لها نشاط اجتماعي بارز حيث كانوا يرسلون الوفود إلى ( أديس أبابا) عاصمة الحبشة ( أثيوبيا) للمطالبة بحقوق الهرريين، وتخفيف الظلم من ضرائب وغيرها...

إلا أن هذه الجمعية بنشاطها الظاهر لم ترق لعبدالله الحبشي الذي سعى بكل ما أوتي من قوة لإيقاف نشاطها بل لإغلاقها.

يقول الدكتور سعد الشهراني: ( كنت قد زرت الشيخ يوسف عبدالرحمن الهرري رئيس الجمعية الوطنية الإسلامية لأسأله عن واقع الحبشي في (هرر)، وقال: كان دأبه إثارة الفتن والقلاقل، وكنا نطلق عليه لقب (( شيخ الفتن والقلاقل))، ولم يكن له عمل ولا كسب بل شأنه التزلف والارتزاق بالدين والعلم والتمسح بأعتاب التجار وإصدار الفتاوى لهم حسب أهوائهم)([5]).

فقد قام عبدالله الحبشي باستعداء السلطة على هذه الجمعية بدعوى أنها تدرس المنهج الوهابي، وأن اتباعها كان لهم كتابات ضد الحكومة الأثيوبية، وأن هذه الجمعية سيكون لها أتباع وستؤدي بالتالي إلى إقامة فتنة في هرر.

وهكذا حاول الحبشي بكل ما أوتي من مكر وحيلة لإيقاف هذه الجمعية.



الحبشي بين التأليف والتلفيق:

يزعم أتباع الحبشي أن له مؤلفات تشهد على سعة علمه وحفظه وتمكنه في العلوم!. وهذا القول فيه مبالغة، بل إن الواقع يكذب ذلك فمعظم كتب الحبشي مختصرات لكتب غيره، وما ألفه فملأه بالنقولات من المخطوطات وغيرها، وليس فيها أي ابتكار وتجديد سوى النقل بدون أمانة علمية – كما سوف أبين بعد قليل – على ما يوافق هواه محرفاً لمعناه.

ويظهر للحبشي في مؤلفاته عدة سمات:

1.  عدم الأمانة في النقل؛ حيث ينسب الأشياء التي لغيره إلى نفسه.

2.  بتر النصوص وتحويلها عن معناها إلى ما يوافق هواه.

3.  إسقاط بعض العبارات في اختصاره لكتب غيره لأنها تخالف رأيه.



الأدلة على ما تقدم:

أ/ كتاب « بغية الطالب المعرفة العلم الديني الواجب » طبع الكتاب طبعته الأولى عام 1407هـ، دون الإشارة إلى من هو صاحب الكتاب الأساسي الذي اختصر الحبشي منه كتابه، فالذي يقرأ الكتاب الأساسي الذي اختصر الحبشي منه كتابه، فالذي يقرأ الكتاب يرى أنه من تأليف الحبشي وليس فيه إشارة إلى صاحب الأصل. بينما في الطبعة الثالثة عام 1416هـ - أي بعد تسع سنوات تقريباً – كأن الحبشي تنبه لهذا الخطأ الفادح فأشار إلى صاحب الأصل، فقال: « الأصل لبعض الفقهاء الحضرميين وهو عبدالله بن حسن بن طاهر»([6]).

وبهذا ظهر إخلاله بالأمانة العلمية من جهة إغفال صاحب الأصل وعدم ذكره في الطبعة الأولى إلا بعد تسع سنوات؟!.

ثم نجده أيضاً عندما اختصر هذا المتن تلاعب بأفكار المؤلف فأثبت ما يريد وحذف ما لايريد!، ولا شك أن هذا ليس من الأمانة العلمية بل الأمانة في الاختصار أن تنقل جميع أفكار المؤلف الأساسية ثم تعلق على ما تريد منها إما بالموافقة أو المخالفة مع ذكر الدليل، أما أن تحذف ما تيرد وتثبت ما تريد فهذا ليس اختصار بل هو تلاعبٌ وعدم أمانة.

والدليل على ذلك: في كتابه « الكافل بعلم الدين الضروري»، وهو اختصار لكتاب «سلم التوفيق لعبدالله بن حسن الحضرمي» قام بحذف عدة مسائل لا توافق منهجه حيث حذف مسألة: الاستخفاف بالعلماء، ومسألة خروج المرأة متعطرة أو متزينة ولو مستورة وبإذن زوجها([7]).

ومعلوم موقف الحبشي من العلماء وعدم أدبه معهم، وحيث كفر شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من الأئمة – كما سوف نذكر ذلك إن شاء الله –.

وموقف الأحباش من المرأة وتزينها وخروجها ... مما يدل دلالة واضحة على أن هذا الرجل لا يسيره الحق وطلبه بل يسيره الهوى نعوذ بالله من الهوى.

ب/ وفي كتابه « التعقيب الحثيث على من طعن فيما صح من الحديث»، يظهر لك مدى قلة علمه وسوء أدبه مع المخالف حتى وإن كان عالماً، فقد قام الإمام الألباني – رحمه الله – بالدر بأسلوب أدبي على الحبشي لكي يبين له بأن كتابه هذا الذي ألفه في بيان فضل السبحة يعتمد على أدلة ضعيفة وأقام – رحمه الله – كعادته رده على قواعد المحدثين وناقش الحبشي بأسلوب مهذب حيث كان يقول له : « فضيلة الشيخ» ، «حضرة الشيخ»، أما الحبشي فقد أطلق قلمه في سب الشيخ حتى بلغ به الأمر أن يحكم على هذا الإمام بالكفر وسوء الخاتمة!! حيث قال:« فيما خجلته يومئذ ويا فضيحتاه، هذا إن مات مسلماً وإلا عوقب والعياذ بالله بسوء الخاتمة»([8])، فانظر إلى سوء أدبه مع المخالف، ثم تكفيره المسلمين على مخالفتهم له في مسألة فرعية.

والكلام في هذا يطول ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.

(المبحث الثاني)



نشأة الفرقة وتأسيسها:

اشتهر الأحباش في لبنان وخارجها بهذه التسمية، ولم يرتضِ الأحباش هذه التسمية في البداية، وكانوا يفضلون تسميتهم بـ « أتباع الجمعية » أو « المشاريعيون »، ولكن بعد شيوع هذه التسمية في الصحافة والإعلام قبلوها ولم تعد تشكل إزعاجاً لهم.

لقد تنقل الحبشي وارتحل حتى استقر في ( بيروت) مشتغلاً بالتدريس، مركزاً على علم الكلام والتصوف وبعض المسائل الفقهية، فالتف حوله بعض المغرر بهم ولازموه من أمثال: نزار حلبي، وكنعان دبوسي وغيرهما حتى بلغ أتباعه في عام 1975م ( 150) طالباً.

أراد الحبشي أن يكون له تواجد أكثر فعالية على الصعيد الاجتماعي والسياسي فقام بمحاولة إحياء جمعية يطلق عليها اسم ( جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية) فاتصل بالمسؤولين في هذه الجمعية محاولة منه لكسبهم وضمهم تحت لوائه فحصل له ذلك.

وحينما قرعت طبول الحرب في لبنان، وحدثت الحرب الأهلية اللبنانية في الفترة ما بين (1975 – 1982 م ) استغل الأحباش هذه الفترة لتغلغل في الطبقات الاجتماعية لبث دعوتهم، والتفريق بين المسلمين كما صنع ذلك الحبشي في موطنه السابق الحبشة.



من يدعم هذه الفرقة؟.

المتأمل في حال هذه الفرقة الناشئة يتعجب من تدفق الأموال عليها ورضوخ الحكومة لها وعدم المساس بقيادتها مما يحذو بالباحث إلى محاولة الوصول إلى معرفة جواب من يدعم هذه الفرقة؟.

لكن عندما ننظر إلى حال هذه الفرقة وموقفها حيال المعتدي الإسرائيلي عندما اجتاح لبنان ووصل إلى بيروت من إصدار الفتاوى بحرمة إطلاق السلاح على الجندي الإسرائيلي، ثم معاناة الشعب اللبناني من اليهود إلا ( برج أبي حيدر ببيروت) وهو معقل الأحباش الأساسي حيث لم يتعرض للقصف والدمار في حين دمرت معظم أحياء بيروت ودكت، فعلى ماذا يدل هذا؟!!.

وفي عهد رئيس الحكومة اللبناني ( رشيد كرامي) طلب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد منه أن يمنع الحبشي من دخول لبنان؛ لما يقوم به من دور مشبوه وخطير على أهل السنة وبالفعل استجاب له رئيس الحكومة ومنع الحبشي من الدخول. ولكن لم يمضِ على ذلك سوى أسابيع قليلة حتى أمرت السفارة البريطانية ببيروت رئيس الجمهورية آنذاك (أمين الجميل) وكذا رئيس الحكومة بضرورة دخول الحبشي إلى لبنان فرضخت الحكومة للأمر.

وكان جزاء المفتي أن يقتل على أيدي الأحباش، بعد أن كفروه عدة مرات وشنوا عليه حرباً شعواء، فما يفسر ذلك؟!!.

والمتأمل أيضاً لانتشار مؤسسات الأحباش ومدارسها ومنتدياتها وإقامة الاحتفالات الضخمة التي تعجز الحكومة اللبنانية في تلك الفترة عن فعل مثلها ليس ذلك إلى أن يتساءل كيف استطاع هؤلاء الأفراد الذين لا يعرف عنهم تجارة أن يقيموا مثل هذه المشاريع في حين تقف الحكومة عاجزة عن صنع مثل ذلك.

بل نجد أن نشاطهم لا يقف له حد حيث وصل دعمهم إلى أوربا وأمريكا وأستراليا وغيرها فمن أين ذلك ؟!!.



أبرز قيادات هذه الفرقة:

تقدم الكلام على مؤسس هذه الفرقة، ولعلنا في هذه الأسطر نقف على أبرز قيادات هذه الفرقة.

1. نزار رشيد الحلبي (رئيس جمعية المشاريع الخيرية):

ولد في بيروت عام 1372هـ –  1952م في أسرة بيروتية، تعرف على الحبشي منذ صغره، فتربى على يديه وتخلق بأخلاقه ودرس عليه ثم سافر إلى الأزهر وتخرج من كلية الشريعة والقانون سنة (1975م)، وعاد إلى بيروت إماً وخطيباً في مسجد ( برج أبي حيدر)، وتولى رئاسة الجمعية عام (1983م)، واستمر على ذلك حتى قتل عام (1995م). لقد كان بمثابة المحرك لهذه الفرقة، وكان لسانه سليطاً على العلماء والدعاة بالتكفير والسب والشتم كما كان يفعل شيخه حيث كفر ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب وكل من ينتسب إلى الحركة السلفية.

وكان الحبشي يظهر مكانته حيث يقول: « الشيخ نزار واحد كألف»([9]).

ويقول: « كثير من النعم لا يعرف قدرها إلا بعد فقدها، والشيخ نزار من نعم الله»([10]).

كان لنزار علاقات قوية بجميع الطوائف في لبنان إلا الدعاة الإسلاميين الذين يصمهم دائماً بالتطرف والإرهاب.

2. حسام قراقيره:

لقد تربى أيضاً منذ صغره على يد عبدالله الحبشي، ودرس عليه بعض المتون ثم ذهب إلى سوريا ونال شهادة في العلوم الشرعية، وفي عام 1983م تولى رئاسة مكتب شئون الدعوة في الجمعية، وفي عام 1989م عين مديراً عاماً للجمعية بالإضافة إلى كونه نائباً للرئيس.

ولم تكن شخصيته مثل نزار الحلبي إلا أنه كان على نفس الخط.



3. د/ عدنان طرابلسي:

ولد في بيروت عام 1954م، تعلم على يد الحبشي، ووصل إلى البرلمان نائباً عام 1992م، وهو حالياً نائب رئيس جمعية المشاريع، ورئيس الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب، وهو على خطى شيخه في موقفه ضد العاملين للإسلام في لبنان بالتكفير والوصف بالإرهاب والتطرف، ومن ذلك قوله: « الجماعة الإسلامية تاريخها أسود...»([11]).



4. طه تاجي:

وهو رئيس جمعية الأحباش في الشمال ( طرابلس) كان مرشحاً من قبل الجمعية كنائب في البرلمان عن الشمال، ونال أكثر من سبعة عشر ألف صوت من أصوات النصارى! في منطقة : ( زغرتا، وبشرِّي، والكورة)، في حين لم ينل غيره من المرشحين المسلمين صوتاً واحداً في هذه المناطق، في حين علقت صوره في مناطق الأحباش وغيرهم من مناطق الطوائف الكافرة، وفي نفس الوقت لم يسمح بتعليق صورة غيره من المرشحين السنيين. فعلا ما يدل ذلك؟!!.



5. أسامة السيد:

شاعر الأحباش وخطيبهم، ورئيس فرعهم في منطقة ( البقاع) ويعد من أقبحهم لساناً وأجرأهم كذباً على علماء الأمة ودعاتها.

ماسبق ذكرهم هم أبرز رجال هذه الفرقة.

(المبحث الثالث)

نشاط الأحباش



نشاطهم السياسي:

منذ ترأس الأحباش عام 1982م جمعية المشاريع لم يكن من أهدافهم المعلنة أي نشاط يذكر، وبالفعل لم يكن لهم ظهور سياسي على الصعيد اللبناني، وانصرفوا إلى بناء المؤسسات والمناشط بأنواعها المختلفة، لكن عندما رأى الأحباش ( الجماعات الإسلامية) قامت بالدخول إلى الانتخابات النيابية قاموا بدورهم في عام 1992م بالمشاركة في الانتخابات بمرشحين: في الشمال ( طه تاجي)، وفي بيروت (د/ عدنان طرابلسي) فنال الطرابلسي (11819) صوتاً؛ إثر تحالفه مع بعض الأحزاب السياسية الأخرى، فكانت هذه الانتخابات عنوان التشكل السياسي للأحباش، إلا أن الأحباش لم يكن لهم برنامج سياسي واضح كما هو عند الأحزاب الأخرى وانحصر دورهم السياسي على الدعم والتحالف مع السلطان الحاكمة والأجهزة الأمنية وخدمتها، وأما موقفهم من الصلح مع إسرائيل فإنه يرون أنه لا مانع من ذلك. ولم تكن لهم مساهمة في المطالبة بتحكيم شرع الله تعالى بل كانت مواقفهم على الضد من ذلك كما سوف نذكر – إن شاء الله –.



النشاط التعليمي:

اتخذ هذا النشاط ثلاث اتجاهات:

1.  الاتجاه الأول:

التعليم الديني الشرعي لتخريج مشايخ الجمعية، فتم إرسال بعضهم إلى الأزهر وإلى دول عدة لتعلم العلم الشرعي، وقد ساهمت هذه الفئة إلى إبراز دور الأحباش في مواجهة دار الإفتاء، إلى درجة سعى ( نزار حلبي) لتولي منصب مفتي الجمهورية.

2.  الاتجاه الثاني:

التعليم المدني: فقد تم منذ الاستيلاء على الجمعية إنشاء المدارس التعليمية لكافة المراحل الدراسية، فمن مراحل الروضة إلى الثانوية منتشرة في كافة المحافظات اللبنانية، بل تعتبر نموذجاً من جهة البناء والتجهيز باهظة التكاليف.

وأما المناهج فالمواد الدينية تدرس عقيدة وفقه الحبشي بما فيه من انحراف وتخبط ومصادمة للعقل والنقل، مما أدى إلى وجود جيل كرس ولاءه لعقيدة الحبشي والأحباش.

وقد حاول الأحباش إنشاء جامعة لهم واستخرجوا التصريح لذلك، إلا أنهم لم يقوموا بإنشائها؟!.

3.  الاتجاه الثالث:

إعداد وتحقيق الكتب الدينية، وفيها ما يدعوا إلى بعض معتقداتهم، وبعض هذه الكتب مناهج دراسية مقررة في مدارسهم والبعض الآخر أعد لتوزيعه ونشره بين الناس.



النشاط الإداري:

يهتم الأحباش بالجانب التنظيمي الداخلي فيما يتعلق بإدارة شؤون الجمعية وأنشطتها حيث قاموا بإنشاء فروع لهم في كافة المحافظات اللبنانية وفي خارج لبنان ربطت جميعها بالمركز الرئيسي في لبنان.



النشاط الإعلامي:

نظراً لأهمية الإعلام وقوة تأثيره في المجتمعات فقد اعتنى الأحباش بالعمل الإعلامي منذ وقت مبكر وتمثل نشاطهم في عدة نقاط:

1.   إنشاء مجلة ( منار الهدى) وهي مجلة شهرية تتابع أخبارهم ومناشطهم وعقائدهم.

2.   إنشاء دار ( المشاريع للطباعة والنشر والتوزيع) تتولى طباعة كتبهم ونشرها في لبنان وخارجها.

3.   إنشاء إذاعة أسموها (إذاعة صوت الإيمان) تبث في لبنان وخارجها خاصة في أوربا وأمريكا.

4.   إنشاء موقع ضخم ومتطور على الإنترنت وبعدة لغات عالمية ينشرون فيه بدعهم وخرافاتهم وردودهم على منتقديهم.

المبحث الرابع

«آراء الأحباش الاعتقادية»



لقد سلك الأحباش في تقريرهم للعقيدة مسلك أهل الكلام حيث قاموا بتعطيل بعض الصفات وتأويل البعض الآخر، وأما في توحيد الألوهية فنجد أنهم يسلكون مسلك القبوريون من المتصوفة ومن شابههم.

لذلك سأقوم بعرض مجمل لأهم معتقداتهم مع الرد عليهم – إن شاء الله تعالى – .

نلاحظ أن الأحباش استنفذوا طاقتهم في إثبات وجود الله تعالى وتقرير ربوبيته علماً بأن هذا التوحيد تقر الفطر السليمة بثبوته، إلا أنهم صنعوا ذلك محاكاة لصنعي المتكلمين الذين أثر عنهم هذا الفعل.



أ/ أول واجب عند الحبشي:

يرى الحبشي أن أول واجب على المكلف هو معرفة الله تعالى حيث قال: « موضوع هذا العلم – علم التوحيد – النظر في الخلق لمعرفة الخالق»([12]).

فنجد أن الحبشي ومن تبعه قد أطنبوا في التدليل على هذا الاعتقاد بالعقل وأقوال المتكلمين.



الرد على ذلك:

أقول: يعتقد أهل السنة والجماعة أن أول واجب على المكلف هو توحيد الله تعالى وعبادته، وهذا ثابتٌ بالكتاب والسنة، وأما معرفة الله تعالى فهي فطرية كما قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30).

وكما قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه... الحديث)([13]).

لكن الحبشي يرى أن إسلام الشخص لا يقبل حتى يسأل هل تأملت الكون فقادك هذا التأمل للإسلام؟ فإن قال نعم قبلوا إسلامه وإن قال لا أمره أن يتأمل حتى يصل إلى يقين بوجود الله تعالى ثم يسلم !!.

أقول: هل كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يمتحن من أراد الإسلام ويقول له هل نظرت إلى الكون ثم أيقنت بوجود الله تعالى، أم كان يقبل إسلامه مباشرة كما صنع مع الوفود الذين كانوا يأتون زمراً وأفواجاً فيقبل إسلامهم دون سؤالهم عن سابق معرفتهم لله تعالى.

فإما أن يكون الرسول – صلى الله عليه وسلم – على الحق أو تكونوا على سنة أهدى مما كان عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – .



ب/ معنى العبادة عند الأحباش:

زعم الحبشي أن العبادة هي: (( نهاية والخضوع لله))، وزعم أن هذا معنى العبادة عند أهل اللغة، ورتب على هذا الفهم جواز دعاء غير الله تعالى وسؤال غيره والتوسل وطلب ما لايقدر عليه إلا الله تعالى بشرط عدم التذلل إلا لله تعالى. يقول الحبشي في كتابه (( الدليل القويم)): ( العبادة نهاية التذلل، فلا يجوز أن يتذلل العبد هذا التذلل لغير الله؛ فمن صرف ذلك لغير الله فقد عبد غير الله، وليس عبادةً لغير الله مجرد النداء لحي أو ميت، ولا مجرد التعظيم، ولا مجرد الاستغاثة بغير الله، ولا مجرد قصد قبر ولي للتبرك، ولا مجرد طلب ما لم تجر به العادة بين الناس، ولا مجرد صيغة الاستعاذة بغير الله تعالى، أي ليس ذلك شركاً)([14]).



الرد على ذلك:

زعم الحبشي أن العبادة في اللغة لا تأتي إلا بمعنى الخضوع فقط دعوى عارية عن الصحة؛ وهذا ناتج عن عدم أمانته في النقل وسبب ذلك لأنه لو نقل معنى العبادة في اللغة نقلاً صحيحاً لبطل قوله في صرف الدعاء والتوسل لغير الله تعالى، فانظر أخي الحبيب كيف يصنع الهوى بصاحبه.

قول أهل اللغة في العبادة:

1.  قال الزجاج: « ومعنى العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع»([15]).

2.  وقال الفيروز آبادي: « العبادة: الطاعة»([16]).

3.  قال أبو بكر الرازي: « العبادة: الطاعة»([17]).

ومعنى كلام أهل اللغة: أن أيَّ فعلٍ فيه طاعة يكون عبادة وبالتالي لا يجوز صرف العبادة لغير الله تعالى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: « العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. مثل: الصلاة ففعلها عبادة، وهو التعبد ونفس الصلاة عبادة، وهو المتعبد به»([18]).

وعلى قول الحبشي يكون الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد أخطأ عندما قاتل مشركي العرب واستحل دماءهم وأموالهم لأنهم يعرفون الله تعالى ويخضعون له قال تعالى:(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (لقمان:25).



ج/ مجمل اعتقاد الحبشي في الصفات:

لقد أطال الحبشي في البحث في صفات الله تعالى، فلا يكاد يخلو كتاب من كتبه من البحث في هذا الموضوع، بل وأفرد لها كتاباً مستقلاً أسماه: « شرح الصفات الثلاث عشرة الواجبة لله تعالى».

وقرر أن المذهب الحق في باب الصفات هو مذهب الأشاعرة والماتريدية، وأنهم يمثلان حسب زعمه « مذهب أهل السنة والجماعة».

يقول الحبشي : ( جرت عادة العلماء المؤلفين في العقيدة من المتأخرين على قولهم: إن الواجب العيني المفروض على كل مكلف – أي البالغ العاقل – أن يعرف من صفات الله تعالى ثلاث عشرة صفة: الوجود والقدم، والمخالفة للحوادث، والوحدانية، والقيام بنفسه، والبقاء، والقدرة، والإرادة، والحياة، والعلم، والكلام، والسمع، والبصر. وأنه يستحيل على الله ما ينافي هذه الصفات....)([19]).



الرد على ذلك:

نلاحظ أن الحبشي قد وافق متأخري الأشاعرة الذين يقولون بثلاث عشرة صفة لله تعالى في حين متقدمي الأشاعرة لم يثبتوا إلا سبع صفات ومعول هؤلاء جميعاً في إثباتهم لهذه الصفات العقل.

فاعتماد فرق المتكلمين على العقل في إثبات أمر غيبي خطأ؛ وذلك لأن صفات الله تعالى لا تعرفها إلا عن طريق الشرع فلماذا يعدل هؤلاء عن الشرع إلى العقل؟ وكيف يعتمد على العقل الذي ليس له ضابط فعقول الناس متفاوتة، فعلى أي عقلٍ نستقر في إثبات الأسماء والصفات.

لذلك نجد تخبط الأشاعرة فإمامهم أبو الحسن الأشعري مرة يكون على مذهب المعتزلة ومرة على مذهب الكلابية حتى استقر به الأمر على مذهب أهل السنة والجماعة، وكذلك كان هذا التخبط عند اتباعه والمنتسبين إليه فبعضهم لا يثبت إلا سبع صفات فقط ويكفر من أثبت غيرها، والبعض الآخر يزيد عليها بعض الصفات الخبرية مثل: اليدين والعينين والوجه صفات ثابتة للرب تعالى، والسبيل إلى إثباتها دون قضية العقل...)([20]).

والبعض يوصلها إلى ثلاث عشرة صفة وكلٌ يزعم أن العقل هو الذي دل على هذه الصفات فقط ويكفر من يخالفه.

أما أهل السنة والجماعة فهم على نورٍ وبرهان فمن أولهم إلى آخرهم لم يختلفوا على هذه المسألة فهم ( يثبتون ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله – صلى الله عليه وسلم – من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل)، فلو فتشت في عقائد المتقدمين والمتأخرين منهم لوجدتها واحدة وذلك بسبب اتفاقهم على ضابط محدد لايتغير ولا يتبدل وهو ( الشرع).

د/ عقيدة الأحباش في الإيمان:

لقد وافق الأحباش المرجئة في تعريف الإيمان، فهم يرون أن الإيمان مجرد التصديق بالقلب والنطق باللسان أما الأعمال فلا تدخل في الإيمان أي أن الذي لا يصلي ولا يصوم وغيرها من أركان الإسلام ويفعل الموبقات لا يكفر ما دام أنه مصدق بالله تعالى في قلبه ناطق بالشهادة في لسانه وأنه لا بد أن يدخل الجنة ولا تمسه النار!!!.

يقول الحبشي في تعريف الإيمان: ( الإيمان لغة التصديق، وشرعاً تصديق مخصوص بما جاء به النبي – صلى الله عليه وسلم –، فمن آمن بما جاء به النبي – صلى الله عليه وسلم – وصدق ذلك بالنطق بالشهادتين بلسانه فهو مسلم مؤمن إن مات على ذلك لابد أن يدخل الجنة..)([21]).

وقال أيضاً: ( من آمل بالله ورسوله ثم لم يعمل شيئاً من الفرائض ليس بكافر)([22]).



الرد على ذلك:

حاصل قول الحبشي في الإيمان إخراج الأعمال عن مسمى الإيمان فليست الصلاة والحج وغيرهما من الأعمال الواجبة من الإيمان في نظر الحبشي، وأنا سأذكر بعض النصوص التي تدل على أن الأعمال من الإيمان:

1. قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ )(البقرة: من الآية143) فبإجماع أهل التفسير أن الإيمان هنا المراد به الصلاة؛ وذلك لأن الله تعالى لما أمر الرسول أن يتحول بالقبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام تساءل المسلمون عن تلك الصلوات التي كانوا يؤدونها إلى بيت المقدس ما مصيرها؟ فبين الله تعالى أنه لايضيع أجر تلك الصلوات.

2. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: «الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة أدناه إماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول لا إله إلا الله»([23]). ففي هذا الحديث عد الرسول – صلى الله عليه وسلم – إماطة الأذى من الإيمان. فلا أدري أكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – أعلم بشرع الله أم الحبشي!!.

فكيف يكون مجرد التصديق بالقلب والقول باللسان منجي من عذاب الله يوم القيامة حتى وإن فعل الكبائر!! نعوذ بالله من الضلال.

3. عن أبي هريرة قال: «خرجنا مع رسول الله إلى خيبر ففتح الله علينا فلم نغنم ذهباً ولا ورقاً غنمنا المتاع والطعام والثياب، ثم انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله عبدٌ له وهبه له رجل من جذام يسمى رفاعة بن يزيد من بني الضبيب، فما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله يحل رحله فرُمي بسهم فكان فيه حتفه. فقلنا: هنيئاً له الشهادة يا رسول الله !!.

فقال: كلا والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه ناراً أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم.

قال: ففزع الناس.

فجاء رجل بشراك أو شراكين فقال يا رسول الله أصبت هذا يوم خيبر. فقال رسول الله: شراك من نار أو شراكان من نار» متفق عليه.

فانظر إلى هذا الرجل صدَّق بقلبه بالرسول ونطق بلسانه وخرج مجاهداً ثم استشهد في سبيل الله إلا أنه أصابه العذاب لأخذه شملة لم تقسم من الغنائم، فكيف يقول عبدالله الحبشي أنك لو فعلت ما فعلت من المعاصي فما دام أنك مصدق بالرسول وناطق بالشهادة فإنك ستدخل الجنة دون أن يمسك عذاب!! إذاً لا تصلي ولا تعمل الصالحات وافعل ما بدا لك فالموعد الجنة!!.



هـ/ موقف الحبشي من التكفير:

يكفر الحبشي بإطلاق، ولا يشترط لهذا التكفير تحقيق شروطه وانتفاء موانعه، لذلك فقد كفر كل من خالفه في اعتقاده ولا عجب فهذا هو عادة أهل الأهواء والفرقة.



الرد على ذلك:

إن القول الحق في مسألة التكفير أن هناك فرق بين أمرين:

1.  التكفير الوصفي: وهو تكفير الفعل دون الفاعل مثل: أن تقول: كل من سجد لصنم فهو كافر.

2. التكفير العيني: وهو أن تقول: فلان بن فلان كافر. فأما الأول فحق بإجماع أهل السنة، وأما الثاني فلا يجوز أن تكفره مباشرة حتى تقوم في حقه شروط التكفير وتنتفي الموانع. لماذا؟ لأنه ربما فعل مكفراً لكنه عن جهل مثل: المسلم الجديد إذا دخل في الإسلام وتبرك بقبرٍ معتقداً أن هذا الفعل جائز فنقول أن فعل هذا الرجل كفر أما هو فلا يكفر لجهله فإذا علم وأقيمت عليه الحجة فأصر فهو كافر بعينه. إذاً لا نكفره ابتداءً حتى تقام عليه الحجة.

شروط التكفير:

1.  أن يكون عالم بالحكم.

2.  أن يكون مكلفاً.

3.  أن يكون مختاراً.

4.  أن يكون متأولاً.

أما تكفير الناس مباشرة دون تحرٍ وتثبت فهذا ضلال وأفتيات على الله عز وجل.

عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينوطون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط.

فقلنا: يارسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط.

فقال رسول الله : « الله أكبر إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوإسرائيل لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة...) رواه الترمذي وصححه.

فالرسول – صلى الله عليه وسلم – لم  يكفر هذا الصحابي مع أن قوله كفر؛ وذلك لأنه حديث عهد بكفر فلجهله بالحكم لم يكفره، ومن نعمه الله على هذا الصحابي أن الحبشي لم يكن موجوداً وإلا كفره وأخرجه عن الملة!.

و/ الحاكمية عند الحبشي:

على الرغم من تشدد الأحباش وغلوهم في التكفير، ومجازفتهم في تكفير علماء المسلمين فضلاً عن عوامهم بغير حق، نجدهم على النقيض في التعامل مع من يرفضون تحكيم شرع الله من العلمانيين الذين يرفضون الدين ويحكمون القوانين الوضعية فالأحباش لا يجوزون تكفيرهم بل أعطوهم الشرعية وفوق ذلك وقفوا حصناً منيعاً في الدفاع عنهم، فوصموا من يطالب بتحكيم شرع الله ونبذ القوانين بأنهم خوارج.

يقول الحبشي: « فمن لم يحكم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب شيئاً من المحرمات، لكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله فهذا مسلم مؤمن..»([24]).

وقد ألف الأحباش كتاب: « النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي)، شنوا فيه هجمة شرسة على المطالبين بتحكيم شرع الله، ولم يكفرا من حكم بغير ما أنزل الله تعالى، بل وصفوا من كفرهم بأنهم خوارج.



الرد على ذلك:

إن الحكم من إرسال الرسل تعبيد الناس إليه سبحانه وتعالى، فالله تبارك وتعالى لا يرضى أن يصلى أو يدعى أو يذبح أو يسجد لغيره وهو كذلك لا يرضى أن يحكم بغير حكمه.

إلا أن الحبشي فرق بين الأمور الواجبة لله تعالى فجعل التحاكم لغير الله تعالى كبيرة وليس بكفر، ومعلوم عند أهل التفسير أن الله تبارك وتعالى وصف بني إسرائيل بالكفر لأنهم عطلوا حد الرجم في شرفائهم وأقاموه على ضعفائهم فوصفهم سبحانه وتعالى بالكفر؛ لامتناعهم عن تطبيق شرعه في مسألة معينة، فكيف بمن عطل حكم الله تعالى بالكلية وأنشأ محاكماً تحكم بغير شرع الله، وأقام مشرعين يشرعون الأحكام بدلاً عن حكم الله تعالى، ثم حمل الناس على التحاكم لها أليس هذا كفر ومشاركة لله تعالى في شيء من خصائصه؟!.

لكن كيف نجمع بين قوله تعالى في كتابه العزيز عندما وصف من لم يحكم بشرعه تارة بالكفر وتارة بالظلم وتارة بالفسق.

أقول: قسم العلماء التحاكم إلى غير شرع الله تعالى إلى أقسام:

1.  من حكم بغير ما أنزل الله تعالى معتقداً أن القانون الوضعي أفضل فهو كافر.

2.  من حكم بغير ما أنزل الله تعالى معتقداً أن القانون الوضعي مساوٍ لحكم الله فهو كافر.

3. من حكم بغير ما أنزل الله تعالى معتقداً أن القانون أقل من شرع الله إلا أنه حكمه وأقام له المحاكم وحمل الناس على ذلك فهو كافر.

4. من حكم بشرع الله تعالى في جميع الأمور إلا إنه في حالة واحدة عرضية حكم الهوى كأن يكون قريبة زنى وهو محصن ثم لم يقم عليه الحد معتقداً أنه مخطيء ومخالفٌ للشرع فهذا فاسق ظالم. والفرق بين هذه الحالة وفعل بني إسرائيل أن بني إسرائيل جعلوه مستمراً الشريف دائماً لا يقام عليه الحد والوضيع يقام عليه الحد، أما في هذه الحالة فإنه يقم الحد على الشريف والوضيع لكن لما كان هذا الجاني قريباً له صرف الحكم للقرابة أو الصداقة وهكذا.

5.  من حكم بشرع الله تعالى دائماً فهذا هو الحاكم العادل.



ز/ موقف الأحباش من الصحابة:

يمتنع الحبشي من القول بعدالة جميع الصحابة، وخصصوا وصف العدالة بطبقة عليا منهم، أما ماعداهم فلا يدخلوا في هذه العدالة، لذلك قام الحبشي بتحريف الأحاديث الصحيحة الدالة على الثناء عليهم جميعاً والنهي عن سبهم.

ومراد الحبشي من هذا التفصيل بين الصحابة أن يجعل ذلك دهليزاً لسب بعض الصحابة والنيل منهم كعادة أصحاب الفرق الضالة.

فمعاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – نال منه الحبشي وزعم أنه: طالب للدنيا وطامع في الملك وأنه ممن مات ميتة جاهلية فسبته وشتمه.

قال الحبشي: « ... صح أيضاً: " من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"([25]) فالجزء الثاني من الحديث ينطبق على كل من قاتل علياً ولم يتب من ذلك»([26]).

وقال في موضع آخر: ( معاوية كان أنانياً )([27]).



الرد على ذلك:

ويمكن لنا أن نقيم الرد على شقين:

1. بيان فضل جميع الصحابة:

لقد وردت أحاديث عديدة في بيان فضل الصحابة، منها على سبيل المثال:

أ/ قول الرسول – صلى الله عليه وسلم –: « الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً من بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم»([28]).

ب/ وقول الرسول – صلى الله عليه وسلم –: « لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً مابلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه)([29]).

فالرسول – صلى الله عليه وسلم – بين فضل جميع الصحابة ولم يفرق بينهم ولو أراد التفريق لقال: لا تسبوا المهاجرين أو الأنصار وهكذا فلما عمم عليه الصلاة والسلام دل على شمول جميع الصحابة، وحصر الحبشي النهي عن سب الصحابة في السابقين الأولين تحكم بغير دليل.

فأبابكر رضي الله عنه حيث أغلظ القول على سلمان وبلال قال له الرسول – صلى الله عليه وسلم –: « يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم: لقد أغضبت ربك»([30]).

هل هذا يدل على أن بلال وسلمان أفضل من أبي بكر أو أن أبابكر ليس من الصحابة؟!!.

قال ابن عبدالبر: « ونحن وإن كان الصحابة رضي الله عنهم قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول فواجب الوقوف على أسمائهم»([31]).

وقال إمام الحرمين الجويني: « ولعل السبب فيه – أي في عدالة الصحابة – أنهم نقلة الشريعة»([32]).

وقال الحافظ ابن كثير: « والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليه في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعاله...»([33]).

ل/ بيان موقف معاوية رضي الله عنه:

معاوية رضي الله عنه صاحب رسول الله، وكاتب وحيه، وخال المؤمنين، وولاه عمر رضي الله عنه أمرة بلاد الشام وعمر أعلم بحال الرجال، فقام بالجهاد وسد الثغور.

ولم يكن معاوية يزاحم علياً على السلطة، فقد قال ابن كثير: «وقد ورد من غير وجه أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟.

فقال: والله أني لا أعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً، وأنا ابن عمه، وأنا أطالب بدمه، وأمره لي؟ فقولوا له فليسلِّم إليَّ قتلة عثمان وأنا أسلم له أمره.

فأتوا علياً، فكلموه في ذلك، فلم يدفع إليهم أحداً، فعند ذلك صمم أهل الشام على القتال مع معاوية)([34]).

فهذا الأثر يدل على أن معاوية – رضي الله عنه – كان متأولاً في قتاله مع علي – رضي الله عنه –، وكما قال أهل السنة في الفتنة التي وقعت بين الصحابة فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر اجتهاده.



ح/ البدعة عند الأحباش:

يرى الأحباش أن البدعة تنقسم إلى قسمين حسنة وسيئة؛ لذلك جعل الأحباش أن ما يحدثه الحبشي من أمور في العبادة وغيرها هي من قبيل البدعة الحسنة التي يؤجر عليها فاعلها.



الرد على ذلك:

أن القول بأن البدع منها ما هو حسن ومنها ماهو سيء مناقض للأدلة الشرعية الواردة في بيان كمال الدين، وأن البدع كلها سيئة وليس فيها ما هو حسن، فالنصوص الواردة ذامة للبدع جميعاً وليس فيها تخصيص.

قال الإمام مالك:« من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – خان الرسالة، لأن الله تعالى يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: من الآية3)، فما لم يكن يومئذ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً)([35]).



([1]) نسبته إلى هرر وهي مدينة كانت تابعة للصوماب وبعد الحرب على الصومال واحتلالها أصبتحت ( هرر) تتبع أثيوبيا – الحبشة – وذلكة سنة 1304هـ - 1887م. ويزعم الحبشي أنه ينتسب إلى قريش ولم يذكر على ذلك دليل، بل يؤكد الشيخ عبدالرحمن موسى، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بأثيوبيا بأنه يعرف أفراد عائلة الحبشي وليسوا معروفين نسبة إلى ( قريش)  أو ( عبدري) كما زعم الحبشي، وإنما هذه النسبة لقريش قد اختلفها الحبشي بعد أن سافر خارج هرر إلى البلاد العربية.

([2]) انظر: كتاب ( صوماليا) ص ( 205)، ودراسات في الأدب الصومالي ص(24)، والسياسات الثقافية في الصومال الكبير ص ( 41 – 48 ) .

([3]) فرقة الأحباش، د/ سعد الشهراني، (1/44).

([4]) ويعني هذا اللقب: قوة الثالوث المقدس، أو قوة الآلهة الثالثة.

([5]) انظر: فرقة الأحباش (1/51)

([6]) بغية الطالب ( ص5)

([7]) للتوسع انظر: فرقة الأحباش (1/64 – 79 )

([8]) نصرة التعقب الحثيث على من طعن فيما صح من الحديث (ص89)، وانظر منها ص (38 -74 )

([9]) انظر: مجلة منار الهدى ( عدد36، ص 44) وهي مجلة يصدرها الأحباش.

([10]) الغلاف الداخلي للعدد (36).

([11]) المسيرة، العدد بتاريخ 7/12/1992هـ.

([12]) الدليل القويم (ص25)

([13]) أخرجه البخاري برقم (1359)

([14]) انظر: الدليل القويم على الصراط المستقيم (173)

([15]) معاني القرآن (1/48)، وتهذيب اللغة (2/234).

([16]) القاموس المحيط، مادة ( عبر).

([17])مختار الصحاح (ص172).

([18]) العبودية (ص31 – 32).

([19]) الصراط المستقيم (ص30).

([20]) الإرشاد ( ص 155).

([21]) إظهار العقيدة السنية (ص 227).

([22]) النهج السليم (ص31).

([23]) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه.

([24]) الدليل القويم ( ص 9 – 10 )

([25]) السنن الكبرى للبيهقي (8/174).

([26]) صريح البيان (ص244).

([27]) الدر المفيد (ص183).

([28]) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب المناقب، وابن حبان في صحيحه، باب فضل الصحابة والتابعين.

([29]) أخرجه البخاري ( 3/1343) برقم (3470)، ومسلم (4/1967) برقم (2540).

([30]) صحيح مسلم برقم (2502).

([31]) الاستيعاب على حاشية الإجابة (1/8).

([32]) فتح المغيث شرح ألفية الحديث (3/112).

([33]) الباعث الحثيث ( ص 181 – 182 ) .

([34]) البداية والنهاية (11/425).

([35]) الاعتصام للشاطبي (1/64)
 
حمل البحث بصيغة وورد : بحث عن فرقة الأحباش


 

0 comments:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية