أخبار الثورة السورية المباركة - اخوانكم في ليبيا معكم يا رجال ويا حرائر سوريا



فلم - كشف اللثام عن المنافق المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام
فلم - كشف اللثام عن المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام



دعم الثورة الجزائرية ضد النظام الجزائري الدموي العميل لاسرائيل

Asharis .. The Other Face

أشاعرة يدنسون ويدوسون على المصاحف ويكتبون الاسماء الحسنى بالغائط ! استماع ۞ الامام الاشعري وشيخه وتلاميذه مجسمة ۞ شيخ أشعري كذاب رماه الله تعالى بالخبث في العضو فمات !! ماذا فعل ؟ ۞ دفاع القرطبي عن ابن عبدالبر من اعتداء جهلة الأشعرية ودليل تجسيم الامام الاشعري !!! ۞ د. عبد الرحمن دمشقية: الامام الاشعري يثبت الحد!
السواد الاعظم... ... أم الكذب الأعظم؟
أشاعرة اليوم (الشعبوريون) أشر قولا من اليهود والنصارى !
روى أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري (صاحب صحيح البخاري) في كتابه خلق أفعال العباد ج1ص30 باب ذكر أهل العلم للمعطلة وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "

فرقة الأحباش .. الوجه الآخر

الاحباش المرتزقة .. الوجه الآخر
وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب
ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون : آل عمران - 75

الصوفية .. الوجه الآخر - وكذبة الصوفية الحقة

واجهة التصوف إدّعاء الإحسان .. والوجه الآخر عبادة الأموات !
موقع الصوفية - صوفية حضرموت - الحوار مع الصوفية - شرار الخلق - التصوف العالم المجهول
۞ الاحسان الصوفي ۞ روى الشعراني : إذا صحبت فاصحب الصوفية فإن للقبيح عندهم وجوهاً من المعاذير وليس للحُسن عندهم كبير موقع يعظمونك به ۞ يقول الصوفي المغربي أبو لبابة حسين عن الصوفية : "فهم لا يترددون بالاستشهاد حتى بالموضوع من الحديث إذا كان ذلك يخدم قضيتهم" ا.هـ موقف متصوفة افريقيا وزهادها من الاحتلال العبيدي
Sufism .. The Other Face
The Outward is claiming Ihsan .. The inward is Graveworship (deadworship) !
Cleanse the houses of Allah .. from the corpses of Sufis

أسرار كتاب الغزالي إحياء علوم الدين - للشيخ نظام اليعقوبي استماع
رحلتي مع جماعة التبليغ - للصوفي السابق الشيخ :عباس الشرقاوي Angry face
ست محاضرات خطيرة! في كشف أسلحة الصوفية السرية في استغفال المسلمين علمائهم وعامتهم (اضغط على السهمين المتعاكسين للانتقال بين المحاضرات)
دينُ الصوفيةِ أصبحَ خَرِقاً - الدكتور الصوفي :فرحان المحيسن الصالح يطلقها مدوية !
خطبة مؤثرة جدا ! من يرد النجاة فليصدق ويستمع الى الخطبة

05 يناير، 2011

العقل تعريفه، منزلته، مجالاته، ومداركه (1-2)

بسم الله الرحمن الرحيم
العقل تعريفه، منزلته، مجالاته، ومداركه (1-2)
د. عبد القادر بن محمد بن عطا صوفي

الحمد لله الذي أوجدنا من العدم، وجعل أمتنا خير الأمم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ندب أصحاب العقول إلى إعمال عقولهم، وحثهم على التفكر في مخلوقاته التي تحيط بهم.
والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل من عقل وفهم، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم. وبعد:
فإن ديننا الإسلامي لم يحجر على العقول، أو يهملها، بل رفع من شأنها، وأعلى من قدرها، وجعلها مناط التكليف، وفرق بين الذين يعقلون، والذين لا يعقلون.
والعقل له منزلة في الإسلام لا تنكر، ومجالاته فيه كثيرة، وجديرة بأن تذكر.
وقبل الحديث عن منزلته، والخوض في مجالاته ومداركه، لا بد من وقفة أبين بها المراد به في اللغة والاصطلاح.
وهذا يستلزم تقسيم البحث إلى ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: تعريف العقل لغة واصطلاحا:
أولا: العقل في اللغة:
العقل في اللغة يطلق على المنع والحبس. يقال: اعتقل الرجل، إذا حبس.
ومرض فلان، فاعتقل لسانه، إذا امتنع عن الكلام، فلم يقدر عليه[2] .
ومنه قول ذي الرمة :
ومعتقل اللسان بغير خبل .... يميد كأنه رجل أميم[3]
ويقال: أعطني عقولا أشربه، إذا طلب دواء يمسك بطنه[4] .
ويقال كذلك: عقلت البعير أعقله عقلا، إذا منعته من الحركة، وذلك بأن تثني وظيفه مع ذراعه، فتشدهما جميعا في وسط الذراع[5] .
ومن هذا الباب قوله - صلى الله عليه وسلم - لصاحب الناقة: «أعقلها وتوكل»[6].
وذلك الحبل الذي تعقل به الناقة يقال له العقال، والجمع عقل[7].
ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - عن القرآن الكريم: «لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها»[8].
وإنما يعقل البعير لحبسه، ومنعه من الهرب، والشرود.
واعتقلت الشاة، إذا وضعت رجلها بين فخذيك أو ساقيك لتحلبها[9] ؛ فأنت بفعلك هذا تمنعها من الحركة.
وعقل الوعل، إذا امتنع في الجبل العالي، يعقل عقولا. والمكان الممتنع فيه يسمى "المعقل"[10] . وبه سمي الوعل عاقلا.
يقول النابغة الذبياني :
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي ... على وعل في ذي المطارة عاقل[11]
وتسمى الدية عقلا ومعقلة؛ فيقال: القوم على معاقلهم الأولى؛ أي على ما كانوا يتعاقلون في الجاهلية، كذا يتعاقلون في الإسلام[12].
وقد جاء في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – "كتب بين المهاجرين من قريش، والأنصار، أنهم على رباعتهم[13] ؛ يتعاقلون معاقلهم الأولى[14].
وعقلت عن فلان؛ أي غرمت عنه جنايته إذا لزمته دية، فأديتها عنه[15] . وعاقلة الرجل: عصبته؛ وهم القرابة من قبل الأب الذين يعطون دية من قتله خطأ[16].
ويشهد لهذا المعنى، ما جاء في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: «أن امرأتين قتلت إحداهما الأخرى، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دية المقتولة على عاقلة القاتلة»[17] .
وإنما أطلقوا على الدية، وأدائها عقلا؛ لأن الإبل كانت تعقل - تحبس - بفناء ولي المقتول[18] .
والعقيلة هي كريمة الحي، وسميت بذلك لحبسها نفسها في بيتها[19].
يقول امرؤ القيس :
عقيلة أتراب لها لا دميمة ... ولا ذات خلق إن تأملت جأنب[20]
أي ليست دميمة، ولا قصيرة.
وخلاصة القول: أن العقل في اللغة يطلق على المنع والحبس.
ووجه تسمية العقل بهذا الاسم: كونه يمنع صاحبه عن التورط في المهالك، ويحبسه عن ذميم القول والفعل[21].
والفهم والبيان يسمى عقلا أيضا؛ لأنه عن العقل كان، فيقول الرجل للرجل: أعقلت ما رأيت، أو سمعت؟ فيقول: نعم، يعني: أني قد فهمت، وتبينت. والعرب إنما سمت الفهم عقلا؛ لأن ما فهمته فقد قيدته بعقلك، وضبطته[22].
وهذا التعريف اللغوي للعقل يوضح مراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله "عقلناها"، في قوله: «إن الله قد بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم؛ قرأناها، ووعيناها، وعقلناها»[23] [24]
و "عقلناها": أي فهمناها، وضبطناها، وأمسكناها.
فما سمي العقل عقلا إلا لأنه يمسك ما علمه، ويضبطه، ويفهمه؛ فيقال: عقل الشيء، إذا فهمه، فهو عقول.
وعقل الشيء، إذا علمه، أو علم صفاته؛ من حسن وقبح، وكمال ونقصان، فأمسكها، وأمكن أن يميز بين القبيح والحسن، والخير والشر[25].
فالعاقل خلاف الجاهل؛ يحبس نفسه، ويمنعها عما يوبقها، ويردها عن هواها، ويمسك ما يعلمه، ويميز بين ما ينفعه وما يضره، في عاجله وآجله.
ثانيا: تعريف العقل اصطلاحا :
تنوعت التعريفات المقولة في العقل، واختلفت، وأغلبها عليه ملاحظات[26].
والتعريف الذي اخترته تفصيلي، يشتمل على أربعة معان قيلت في العقل، لا ينفك واحد منها عن الآخر، متى فقد واحد منها قيل لصاحبه: ليس له عقل:
المعنى الأول: الغريزة التي في الإنسان، والتي يمتاز بها عن سائر الحيوان؛ فبها يعلم، وبها يعقل، وبها يميز، وبها يقصد المنافع دون المضار.
يقول أبو حامد الغزالي (ت 505 هـ) عن هذا المعنى، إنه: (الوصف الذي يفارق الإنسان به سائر البهائم، وهو الذي استعد به لقبول العلوم النظرية، وتدبير الصناعات الخفية الفكرية)[27].
ويقول الماوردي (ت 450 هـ): (فالغريزي هو العقل الحقيقي، وله حد يتعلق به التكليف، لا يجاوزه إلى زيادة، ولا يقصر عنه إلى نقصان، وبه يمتاز الإنسان عن سائر الحيوان)[28] .
ويقول الحارث بن أسد المحاسبي (ت 243 هـ): (فأما هو في المعنى والحقيقة لا غيره، فهو غريزة وضعها الله سبحانه في أكثر خلقه، لم يطلع عليها العباد بعضهم من بعض، ولا اطلعوا عليها من أنفسهم برؤية، ولا بحس، ولا ذوق، ولا طعم. وإنما عرفهم الله سبحانه وتعالى إياه بالعقل منهم؛ فبذلك العقل عرفوه، وشهدوا عليه بالعقل الذي عرفوه به من أنفسهم، بمعرفة ما ينفعهم، ومعرفة ما يضرهم)[29].
فبإمكان العباد أن يطلعوا بعقولهم على هذه الغريزة؛ أهي موجودة عند فلان، أو ليست كذلك، بالنظر إلى أفعال جوارحه؛ فـ (إذا رأوا من أفعاله ما يدلهم على أنه قد عرف ما ينفعه في دنياه وما يضره، وإذا رأوه طالبا عاملا فيما ينفعه من دنياه، مجانبا لما يضره من دنياه، سموا من كان كذلك: عاقلا، وشهدوا له أن له عقلا، وأنه لا مجنون، ولا تياه، ولا أحمق)[30].
ويمكن الاستئناس في بيان بعض هذه الصفات - التي تمكن ملاحظتها في العاقل - بقول ابن القرية (ت 84 هـ): (الرجال ثلاثة: عاقل، وأحمق، وفاجر: فالعاقل إن كلم أجاب، وإن نطق أصاب، وإن سمع وعى. والأحمق إن تكلم عجل، وإن تحدث وهل[31] ، وإن حمل على القبيح فعل..)[32].
وكلام ابن تيمية عن الفرق بين المجنون والعاقل يشبه هذا الكلام، ومنه قوله: (فالمجنون الذي لا يميز بين الدراهم والفلوس، ولا بين أيام الأسبوع، ولا يفقه ما يقال له من الكلام ليس بعاقل. أما من فهم الكلام، وميز بين ما ينفعه وما يضره، فهو عاقل)[33].
يقول أحد الشعراء معددا بعض الصفات التي يستدل بها على عقل العاقل:
يعرف عقل المرء في أربع ... مشيته أولهـا, والحرك
ودور عينـيه, وألفـاظه ...بعد عليهن يدور الفلك
وربمـا أخلفن إلا الـتي ... آخرها منهن سمين لك[34]
فهذه بعض صفات من وهبه الله المعنى الأول من معاني العقل - وهو الغريزة -: فهم الخطاب، ورد الجواب، وصلاح المشية، واتزان الحركات، واستقرار العينين، ونحو ذلك. وهذه الغريزة، التي هي إحدى معاني العقل، شرط في المعقولات والمعلومات، وهي مناط التكليف؛ فإذا عدمت في الإنسان، سقطت عنه التكاليف الشرعية.
وفي ذلك يقول الحارث المحاسبي (ت 243 هـ): (فالعقل غريزة، جعلها الله في الممتحنين من عباده؛ أقام به على البالغين للحلم الحجة، وأنه خاطبهم من جهة عقولهم، ووعد، وتوعد، وأمر، ونهى، وحض، وندب)[35].
وهذا العقل المشروط في التكليف لا بد أن يكون علوما يميز بها الإنسان بين ما ينفعه وما يضره.
وعن هذا المعنى نفسه، يقول ابن تيمية (ت 728هـ): (العقل شرط في معرفة العلوم، وكمال وصلاح الأعمال، وبه يكمل العلم والعمل، ولكنه ليس مستقلا بذلك، لكنه غريزة في النفس، وقوه فيها، بمنزلة قوة البصر التي في العين)[36].
ويلاحظ تشبيهه العقل بالبصر.
وقد سبقه إلى هذا التشبيه البليغ قوم، قالوا عن العقل: (هو نور وضعه الله طبعا وغريزة، يبصر به، ويعبر به. نور في القلب، كالنور في العين، وهو البصر..)[37].
لكن هذا البصر إن اتصل به نور الشمس، أو ضوء النار، صار أشد قوة وإبصارا، وإن انفرد بنفسه، ضعف.
كذلك صاحب العقل إن وصله بنور الإيمان والقرآن، اهتدى وسعد. وإذا لم يتصل بهما عجز عن إدراك الأمور التي لا يكمن أن يستقل بإدراكها.
وهذا معنى قول ابن تيمية (ت 728هـ) عن العقل، إنه: (بمنزلة قوة البصر التي في العين؛ فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن، كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار. وإن انفرد بنفسه، لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها)[38].
وهذا التشبيه الرائع من ابن تيمية - وممن سبقه - ينطبق على أولئك الذين اعتصموا بالكتاب والسنة، وعلى مخالفيهم الذين اتكلوا على عقولهم، معرضين عن الاهتداء بنور الوحي، فعموا عن الحق، وضلوا عنه، وآل أمرهم إلى التخبط والحيرة.
ويصدق علمهم قول الله عز و جل عن بنى أدم عليه السلام: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}[39].
المعنى الثاني: العلوم التي تلازم الإنسان العاقل؛ فتقع في نفسه ابتداء، ولا تنفك عن ذاته؛ كالعلم بالممكنات، والواجبات، والممتنعات.
وهذا معنى من معاني العقل؛ إذ ثمة علوم (تخرج إلى الوجود في ذات الطفل المميز، بجواز الجائزات، واستحالة المستحيلات؛ كالعلم بأن الاثنين أكثر من الواحد، وأن الشخص الواحد لا يكون في مكانين في وقت واحد)[40]، وأن (الشيء لا يخلو من وجود أو عدم، وأن الموجود لا يخلو من حدوث أو قدم، وأن من المحال اجتماع الضدين)[41]. وهذه العلوم " تشمل جميع العقلاء"[42] .
المعنى الثالث: العلوم المستفادة من التجارب، والمكتسبة بواسطة العقل، والتي يضبطها الإنسان، ويمسكها[43].
وهذا العقل يعد نتيجة للعقل الغريزي، وهو (نهاية المعرفة، وصحة السياسة، وإصابة الفكرة. وليس لهذا حد؛ لأنه ينمو إن استعمل، وينقص إن أهمل"[44].
وعنه يقول الغزالي (ت 505هـ): (الثالث: علوم تستفاد من التجارب بمجاري الأحوال؛ فإن من حنكته التجارب، وهذبته المذاهب، يقال إنه عاقل في العادة، ومن لا يتصف بهذه الصفة، يقال إنه غبي، غمر، جاهل. فهذا نوع آخر من العلوم يسمى عقلا)[45].
ونماء هذا النوع يكون بأحد أمرين، هما:
1 -كثرة الاستعمال؛ كالذي يحصل لذوي الأسنان من الحنكة، وصحة الرؤية، بكثرة التجارب، وممارسة الأمور.
2 -وفرط الذكاء، وحسن الفطنة[46].
ولقد كانت العرب تقول: " العقل: التجارب "[47] ، وقد سئل بعضهم عن العقل، فقال: لب أعنته بتجريب[48].
وهذه التجارب ليس لها غاية، والعقل منها في ازدياد، كما قال أحدهم:
ألم تر أن العقل زين لأهله ... وأن كمال العقل طول التجارب[49]
فكلما كثرت تجارب الإنسان، زاد عقله، بسبب ازدياد علومه.
ومكان ضبط هذه العلوم هو القلب؛ إذ هو وعاء العلم.
وإلى هذا العقل أشار معاوية - رضي الله عنه- بقوله: (العقل عقلان، عقل تجارب، وعقل نخيزة. فإذا اجتمعا في رجل، فذاك الذي لا يقام له. وإذا تفردا، كانت النخيزة أولاهما)[50].
وهو يشبه قول من قال: (العقل ضربان: عقل الطبيعة، وعقل التجربة. وكلاهما يحتاج إليه، ويؤدي إلى المنفعة)[51].
فعقل النخيزة - المذكور في قول معاوية - رضي الله عنه - هو الغريزة التي في الإنسان، والتي يمتاز بها عن سائر الحيوان. وعقل التجارب هو العلوم المكتسبة بواسطتها.
ومما تنبغي ملاحظته: (أن العقل المكتسب لا ينفك عن العقل الغريزي؛ لأنه نتيجة منه. وقد ينفك العقل الغريزي عن العقل المكتسب، فيكون صاحبه مسلوب الفضائل، موفور الرذائل؛ كالأنوك[52] الذي لا تجد له فضيلة، والأحمق الذي قلما يخلو من رذيلة)[53].
المعنى الرابع: الأعمال التي يستوجبها العلم؛ من إيمان بالله، وتصديق بكتبه، ورسله، والتزام بأمره ونهيه؛ كحبس النفس على الطاعات، وإمساكها عن المعاصي.
وهذا معنى رابع من معاني العقل، وعنه يقول ابن تيمية (ت 728 هـ): (.. لفظ العقل يطلق على العمل بالعلم)[54].
فالعمل من لوازم العقل؛ لأن صاحب العقل إذا لم يعمل بعلمه، قيل: إنه لا عقل له[55] ؛ فإن العقل مستلزم لعلوم ضرورية يقينية، وأعظمها في الفطرة: الإقرار بالخالق "[56].
فحال من لم يعمل بعلمه، أنه صاحب عقل يمسك علوما ضرورية فطرية، يعرف بها ربه عز وجل، ولكن هواه صده عن اتباع موجب العقل، فصار لا عقل له بهذا الاعتبار.
وقد اتصف هذا بمعاني العقل الثلاثة المتقدمة؛ فمعه غريزة العقل التي فرق الله بها بين العقلاء والمجانين، ومعه علوم ضرورية فطرية، ولديه علوم مكتسبة؛ فقد جاءته الرسل بالبينات، ولكنه لم يحظ بشرف الاتصاف بهذا المعنى الرابع؛ وهو العمل بعلمه، لذلك يقال عنه: إنه غير عاقل عن الله عز وجل.
وقد وصف الله - عز وجل- في كتابه رجالا بالعقل، وأخبر في الوقت، نفسه أنهم لم يستفيدوا منها؛ فقال: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}[57].
فهؤلاء قد عقلوا البيان الذي لزمتهم من أجله الحجة، لكنهم لم يعملوا بما عقلوا؟ فحالهم أن لهم عقولا يعرفون بها الحق، ولكن هواهم صدهم عن اتباع موجب العقل، فلا عقل لهم بهذا الاعتبار[58].
وقد وصفهم سبحانه وتعالى في موضع آخر بالعقل الذي يميزون به، ويعقلون به أمور الدنيا كلها في الجليل والدقيق، لكنهم للآخرة لا يعقلون، فقال عز وجل: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[59].
فهم "بالدنيا أهل بصر وسمع وعقل. فلم يعن أنهم صم خرس مجانين، وإنما عذبهم لأنهم يعقلون. ولو تدبروا ما يرون ويسمعون من الدلائل عليه؛ من آيات الكتاب، وآثار الصنعة، واتصال التدبير، الذي يدل على أنه واحد لا شريك له"[60] ؛ أي لدلهم ذلك على أنه المعبود بحق وحده.
فالعاقل - كما قال سفيان بن عيينة (ت 198هـ) -: "ليس الذي يعرف الخير من الشر، ولكن العاقل الذي يعرف الخير فيتبعه، ويعرف الشر فيجتنبه"[61].
لذلك لما وصف رجل - ممتنع عن الدخول في الإسلام - بالعقل أمام أحد العلماء، قال: (مه، إنما العاقل من وحد الله، وعمل بطاعته)[62].
والله تعالى قد حكى عنهم قولهم - وهم في النار -: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[63].
"وقد كانت لهم عقول وأسماع، لزمتهم بها الحجة لله عز وجل، وإنما عنى عز وجل أنها لم تعقل عن الله فهما لما قال؛ من عظيم قدره، وقدر عذابه، فندمت، وتأذت بالويل والندم، لا لأنها لم تكن تسمع ولا تعقل، ولا كانوا مجانين، ولكن يعقلون أمر الدنيا، ولا يعقلون عن الله ما أخبر عنه، وتوعد ووعد"[64].
وليس عدم العقل في عدم الإيمان فحسب، بل عدم العقل في ارتكاب المعاصي، وتضييع الفرائض؛ فمن ضيع الفرائض، وارتكب المحرمات، لم يعقل عظيم قدر الله في جلاله وهيبته، وعظيم قدر ثوابه وعقابه في القيام بفرائضه، وارتكاب معاصيه؛ فالعاقل من يغلب إيمانه هواه، وحلمه جهله. لذلك قال عامر بن عبد قيس (ت 55 هـ): (إذا عقلك عقلك عما لا ينبغي، فأنت عاقل)[65].
وسئل أعرابي: (أي منافع العقل أعظم؟ قال: اجتناب الذنوب)[66].
فالعمل ثمرة العقل وفائدته، ولا عقل لمن لم يعمل بموجب ما دله إليه عقله.
إذا تبينت هذا، فاعلم أن العقل يطلق على كل هذه المعاني الأربعة مجتمعة: الغريزة، والعلوم الضرورية، والعلوم المكتسبة، والعمل بالعلم.
ويشهد لهذا قول ابن تيمية (ت 728هـ) عن العقل: (هو علم، أو عمل بالعلم، وغريزة تقتضي ذلك)[67].
فالعقل لا يسمى به مجرد العلم الذي لم يعمل به صاحبه، ولا العمل بلا علم؛ بل إنما يسمى به العلم الذي يعمل به، والعمل بالعلم، ولهذا قال أهل النار: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[68]، وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[69].
المسألة الثانية: منزلة العقل في الإسلام :
لقد امتن الله عز وجل على الإنسان بأن منحه نعمة العقل الذي يميزه عن سائر الحيوانات؛ فقال: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}[70] ؛ فبالسمع تسمعون، وبالأبصار تبصرون، وبالأفئدة تعقلون، ولكن قليلا ما تشكرون[71].
فالأفئدة هي محل العقول، كما قال سبحانه وتعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[72]؛ فجعل العقل في القلب، ثم أخبر أنه يتغطى على هذا العقل الذي في الصدور.
يقول الإمام الشوكاني (ت 1250 هـ): (وأسند التعقل إلى القلوب لأنها محل العقل، كما أن الآذان محل السمع)[73]. ويستأنس لهذا بقول الفاروق عمر رضي الله عنه عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: (ابن عباس فتى الكهول، له لسان سئول، وقلب عقول)[74].
وإضافة العرب الشيء إلى الشيء إما لكونه هو هو، أو مكانه. وليس القلب عقلا بإجماع. لم يبق إلا أنه محل العقل، بإضافة الشيء إلى محله. ومن خلق العقل أعلم بمحله: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[75]. فالعقل محله القلب، وهو نعمة، وهبة من الله، أعطاه عباده بلا عوض.
وهذه النعمة هي التي ترفع صاحبها إلى مستوى التكاليف الشرعية الإلهية، وتؤهله لإدراكها وفهمها؛ فالعقل مناط التكليف. يقول أبو الوفاء ابن عقيل (ت 513 هـ) موضحا معنى التكليف:
(وهو المطالبة بالفعل أو الاجتناب له، وذلك لازم في الفرائض العامة؛ نحو التوحيد، والنبوة، والصلاة، وما جرى مجرى ذلك، لكل عاقل، بالغ...)[76]، فالتكليف للعاقل.
ويقول الآمدي (ت 631 هـ): (اتفق العقلاء على أن شرط المكلف أن يكون عاقلا، فاهما للتكليف؛ لأن التكليف خطاب، وخطاب من لا عقل له ولا فهم محال؛ كالجماد، والبهيمة)[77]. ويقول الطوفي (ت 716 هـ): (من شروط المكلف: العقل، وفهم الخطاب؛ أي: يكون عاقلا، يفهم الخطاب، ولا بد منهما جميعا)[78].
فالمكلف لا بد أن يكون عاقلا يفهم الخطاب. ومن هنا لم يكلف المجنون؛ لأن مقتضى التكليف: الطاعة والامتثال، ولا تمكن إلا بقصد الامتثال. وشرط القصد: العلم بالمقصود، والفهم للتكليف؛ إذ من لا يفهم، كيف يقال له: افهم، ومن لا يسمع، لا يقال له: تكلم. وإن سمع ولم يفهم كالبهيمة، فهو كمن لا يسمع...)[79]. فالعقل هو الذي يرفع الإنسان إلى مستوى التكاليف الإلهية.
وليس ثمة عقيدة تقوم على احترام العقل الإنساني، وتكريمه، والاعتزاز به والاعتماد عليه في فهم النصوص، كالعقيدة الإسلامية.
بل إن العقيدة الإسلامية تدعو العقل إلى تشغيل طاقاته وتستثيره ليؤدي دوره الذي خلقه الله من أجله وتنبهه ليتدبر ويتفكر وينظر ويتأمل مدللة بذلك على أن الدعوة إلى الإيمان قامت على الإقناع العقلي.
ويبدوا هذا واضحاً في آيات كثيرة من كتاب الله الكريم تكررت عشرات المرات في السياق القرآني، مدح الله عز وجل من خلالها مسمى العقل ورفع من شأنه[80] من خلال توجيهه إلى النظر والتفكر والتدبر والتأمل؛ مثل قوله سبحانه وتعالى {كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[81] ، وقوله عز وجل: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[82] ، وقوله جل جلاله:
{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[83] . وقوله عز وجل: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[84] وقوله سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}[85] ، وقوله عز وجل: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ }[86] وقوله سبحانه وتعالى: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[87] وغير ذلك من الآيات إلى لا يمكن حصرها في مكان واحد.
وقد اعتنى الإسلام بالعقل؛ فأمر جل جلاله بالمحافظة عليه، ونهى عن كل ما يضر به، أو يعطل عمله.
فحرم سبحانه وتعالى المسكرات والمخدرات لما لها من أثر سيئ على عمل الإنسان؛ فالخمر سميت خمرا بسبب تخمرها العقل؛ أي ستره وتغطيته. يقال: خمر إناءك، إذا طلب منك أن تغطيه[88].
من أجل ذا حرمها المولى جل جلاله في قوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[89] {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}[90].
فالخمر في حال سترها للعقل تجعل متعاطيها أشبه بالسفيه الذي لا يحسن التصرف، أو المجنون الذي لا يشعر بما يرتكب من جرائم تخل بالدين والشرف.
وأشد من الخمر في الفتك بالعقل: المخدرات، التي تزيل العقل، وتفسد القلب، وتجعل متعاطيها يعيش في غيبوبة دائمة، هاربا من واقعه.
من أجل ذا حرمها الإسلام - كما حرم الخمر - لجامع السكر في الاثنين؛ فرسولنا صلى الله عليه وسلم «نهى عن كل مسكر ومفتر»[91]. وأخبر أن «ما أسكر كثيره، فقليله حرام»[92] ، وأن «كل مسكر خمر، وكل خمر حرام»[93] . وقد قاس ابن تيمية (ت 728 هـ) حكم قليل "الحشيش" على قليل"المسكر"، بجامع مخامرة كل منهما للعقل، فقال: (وأما قليل الحشيشة المسكرة، فحرام عند جماهير العلماء، كسائر القليل من المسكرات)[94].
والمخدرات كلها مسكرة، والوعيد المترتب على تعاطي الخمر، هو الوعيد المترتب على تعاطي أنواع المخدرات المختلفة، بجامع اشتراك الكل في إزالة العقل، ولعموم نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن كل مسكر ومفتر.
فكل ما جاء في وعيد شارب الخمر، يأتي في مستعمل شيء من هذه المذكورات؛ (لاشتراكهما في إزالة العقل المقصود للشارع بقاؤه؛ لأنه الآلة للفهم عن الله تعالى، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - والمتميز به الإنسان عن الحيوان، والوسيلة إلى إيثار الكمالات عن النقائص. فكان في تعاطي ما يزيله وعيد الخمر)[95].
ولا ريب أن النهي عن هذه الأشياء المضرة بالعقل، من أقوى الأدلة على عناية الإسلام به، ومحافظته عليه.
وعلينا أن لا ننسى أن العقل واحد من الضروريات الخمس التي عني الإسلام - كسائر الشرائع - بحفظها.
فالشريعة الإسلامية تدور أحكامها حول حماية خمسه أمور، هي أمهات لكل الأحكام الفرعية، ويسمونها الضروريات الخمس، وهى: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض، حفظ المال.
وتتجلى حماية الإسلام للعقل في[96]:
1 -تربيته على حسن المعرفة، والمنطق العلمي، والفكر الاستدلالي، والمنهج التجريبي.
2 -النهي عن كل ما يضر به، أو يعطل وظيفته؛ كالنهي عن المنكرات والمفترات، كما مر.
3 -الأمر بتغذيته بالعلوم النافعة، واستعماله في الخير.
4 -النهي عن الاعتداء عليه بأي نوع من أنوع الاعتداء؛، كالضرب ونحوه.
ولقد جعل الإسلام الدية كاملة في حق من ضرب آخر، فأذهب عقله.
يقول عبد الله ابن الإِمام أحمد بن حنبل -رحمهما الله -: (سمعت أبي يقول: في العقل دية؛ يعني إذا ضرب، فذهب عقله)[97].
وهذا لا خلاف فيه بين علماء المسلمين[98] ؛ لأن العقل (أكبر المعاني وأعظم الحواس نفعا؛ فإن به يتميز من البهيمة، ويعرف به حقائق المعلومات، ويهتدي إلى مصالحه، ويتقي ما يضره، ويدخل به في التكليف. وهو شرط في ثبوت الولايات، وصحة التصرفات، وأداء العبادات، فكان بإيجاب الدية أحق من بقية الحواس)[99].
فأي تكريم أعظم من هذا التكريم ! !
الجزء الثاني ... يتبع

* هذا البحث هو أحد البحوث المنشورة في مجلة البحوث الإسلامية العدد (79).
[1]
أستاذ الفرق والعقيدة والوافدات الفكرية المساعد بكلية المعلمين بأبها.

[2] ''الحربي، 1405هـ، 3 \ 1232، قوله ''' جعل دية المقتولة على عاقلة القاتلة "

[3] الزمخشري، 1409 هـ، مادة "عقل"

[4] الفيروزآبادي، القاموس المحيط، 1407 هـ، مادة العقل.

[5] الجوهري، 1402 هـ، مادة "عقل"

[6] أخرجه الترمذي في جامعه، ك القيامة، باب رقم 60، من حديث أنس رضي الله عنه، وقال: "هذا حديث غريب من حديث أنس، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقد صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1408 هـ، 2 \ 309 ح 2044).

[7] الجوهري، مصدر سابق، مادة "عقل".

[8] أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. (البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده. ومسلم، صلاة المسافرين، باب فضائل القرآن).

[9] الزمخشري، مصدر سابق، مادة "عقل"

[10] الحربي، مصدر سابق.

[11] النابغة: ديوانه، 1405 هـ، ص 129

[12] الجوهري، مصدر سابق، مادة "عقل".

[13] أي أمرهم الذي كانوا عليه. (الفيروزآبادي، مصدر سابق، ص 928، 929).

[14] أخرجه أحمد في المسند 1 \ 27من حديث ابن عباس، و2 \ 204 من ابن عمرو رضي الله عنه.

[15] الجوهري، مصدر سابق، مادة "عقل".

[16] الفيروزآبادي، القاموس المحيط، مصدر سابق، مادة العقل

[17] ''أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الديات، باب دية الجنين. وصححه الألباني في '''' صحيح سنن أبي داود ''''، 1409هـ، 3 \ 865، ح 3826. ''

[18] الجوهري، مصدر سابق، مادة عقل.

[19] الحربي، مصدر سابق، قوله "اعقلها وتوكل"

[20] امرؤ القيس: ديوانه، 1404 هـ، ص 30.

[21] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، 1366 هـ، مادة "ع ق ل".

[22] المحاسبي، 1406هـ، ص 24

[23] صحيح مسلم الحدود (1691) ، سنن أبي داود الحدود (4418) ، سنن ابن ماجه الحدود (2553) ، موطأ مالك الحدود (1560) ، سنن الدارمي الحدود (2322).

[24] صحيح مسلم، كتاب الحدود، باب رجم الثيب في الزنى.

[25] الفيروزآبادي، القاموس المحيط، مصدر سابق، مادة العقل.

[26] ابن حسن، 1412 هـ، 1 \ 157، 158.

[27] الغزالي، 1406 هـ، ص 58.

[28] الماوردي، 1407 هـ، ص 6.

[29] المحاسبي، مصدر سابق، ص 17.

[30] المحاسبي، مصدر سابق، ص 18.

[31] ضعف، وجبن، وفزع. (أنيس ورفاقه، 1972م، ص 1060).

[32] ابن أبي الدنيا، 1409 هـ، ص 47.

[33] ابن تيمية، مجموع الفتاوى، 1404، 9 \ 287

[34] ابن عبد ربه، 1404 هـ، 2 \ 106.

[35] المحاسبي، مصدر سابق، ص 19.

[36] ابن تيمية، مجموع الفتاوى، مصدر سابق، 3 \ 338.

[37] المحاسبي، مصدر سابق، ص 19.

[38] ابن تيمية، مجموع الفتاوى؛ مصدر سابق، 3 \ 339.

[39] سورة طه (

[40] الغزالي، مصدر سابق، ص 59.

[41] الماوردي، مصدر سابق، ص 7.

[42] ابن حسن، مرجع سابق، 1 \ 159.

[43] الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، 1403هـ، 4 \ 85.

[44] الماوردي، مصدر سابق، ص 7.

[45] الماوردي، مصدر سابق، ص 7، 8.

[46] الغزالي، مصدر سابق، ص: 60

[47] ابن أبي الدنيا، مصدر سابق، ص 52.

[48] المصدر نفسه، ص 50.

[49] ابن عبد ربه، مصدر سابق، 2 \ 109.

[50] ابن أبي الدنيا، مصدر سابق، ص 50.

[51] ابن عبد ربه، مصدر سابق 2 \ 108.

[52] الأحمق. (الزمخشري، مصدر سابق، ص 658).

[53] الماوردي، مصدر سابق، ص 14، 15.

[54]ابن تيمية، بغية المرتاد، 1408 هـ، ص 250، 251.

[55]ابن تيمية، مجموع الفتاوى، مصدر سابق، 16 \ 336.

[56]المصدر نفسه.

[57]سورة الأحقاف الآية 26

[58]ابن تيمية، مجموع الفتاوى، مصدر سابق، 16 \ 337.

[59]سورة الأعراف الآية 179

[60]المحاسبي، مصدر سابق، ص 31.

[61]ابن أبي الدنيا، مصدر سابق، ص 59.

[62]الأصفهاني، 1408 هـ، ص 96.

[63]سورة الملك الآية 10

[64]المحاسبي، مصدر سابق، ص 31.

[65]الماوردي، مصدر سابق، ص 9.

[66]ابن عبد ربه، مصدر سابق، 2 \ 111.

[67]ابن تيمية، درء تعارض العقل والنقل، 1402 هـ، 10 \ 302.

[68]سورة الملك الآية 10

[69]سورة الحج الآية 46

[70]سورة الملك الآية 23

[71]ابن جرير الطبري، 1412 هـ 12 \ 172.

[72]سورة الحج الآية 46

[73]الشوكاني، 1383 هـ، 3 \ 459.

[74]ابن عبد البر، 1398 هـ، 2 \ 352.

[75]سورة الملك الآية 14

[76]ابن عقيل، مصدر سابق، 1 \ 68.

[77]الآمدي، 1388هـ، 1 \ 150.

[78]الطوفي، 1419هـ، 1 \ 180.

[79]ابن قدامة المقدسي، روضة الناظر، 1404 هـ، 1 \ 137.

[80]ابن تيمية، النبوات، 1405هـ، ص 93.

[81]سورة البقرة الآية 73

[82]سورة يوسف الآية 2

[83]سورة النور الآية 61

[84]سورة يونس الآية 24

[85]سورة الأنعام الآية 98

[86]سورة ص الآية 29

[87]سورة النساء الآية 82

[88]الرازي، 1973 م، ص 189.

[89]سورة المائدة الآية 90

[90]سورة المائدة الآية 91

[91]سنن أبي داود، كتاب الأشربة، باب في النهي عن المسكر. وأحمد في المسند 4 \ 273.

[92]سنن أبي داود، كتاب الأشربة، باب في النهي عن المسكر. وسنن ابن ماجه، كتاب الأشربة، باب ما أسكر كثيره فقليله حرام. وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، مرجع سابق، 2 \ 702، ح 3128، وصحيح سنن ابن ماجه، 1408 هـ، 2 \ 245، ح 3393.

[93]صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن. وكتاب الأدب، باب ما لا يستحيا من الحق، وكتاب الأحكام، باب أمر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع. وصحيح مسلم، كتاب الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر.

[94]ابن تيمية، مجموع الفتاوى، مصدر سابق، 34 \ 254.

[95]الهيتمي، (د. ت)، 1 \ 212.

[96]النحلاوي، 1399 هـ، ص 67.

[97]الإمام أحمد، المسائل برواية عبد الله، 1408هـ، ص 417.

[98] ''نص على ذلك الإمام ابن قدامة المقدسي في كتابه ''''المغني''''، 1410 هـ، 12 \ 151. ''

[99]ابن قدامة، المغني، مصدر سابق، 12 \ 152

0 comments:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية