بسم الله
أين للذات أم للمكان - أم لكليهما ؟
تفسير بالنظر
تفسير بالنظر
كثيرا ما يستدل الجهمية القبورية على نفي علو الله تعالى وتحريف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن السؤال بأين للمكان وبالتالي يستحيل السؤال عن الله بأين. وغرضي تناول القضية من زاوية معينة وهي ماهية السؤال بأين فقط.
وعلامات التنصيص "" ستكون لوصف المكان بمعنى المحيط لذات المخلوق أو بمعنى موقع الذات بدون تعيين.
ولنتأمل قليلا في استعمال هذا اللفظ : (أين). هل فعلا القصد من السؤال عندما تسأل عن زيد هو طلب (ذات) زيد أم طلب (مكان) زيد ؟
1- الأصل هو ذات زيد لأنك تريد زيد نفسه لغرض من زيد لا لذات مكانه (موقعه). وموقعه شئ لازم له لأنه مخلوق في "مكان". وفي بعض الحالات القليلة تقصد معرفة موقع زيد(*) لغرض ما غير متعلق بذات زيد. يعني في الواقع تطلب ذاتا أو شيئا آخر ليس هو زيد. فأين في الواقع هي للسؤال عن الذات و"المكان المخلوق" شئ لازم له لكنه عرضي.
وأحيانا يكون السؤال عن موقع ما (مكان) كمدينة مثلا فتسأل عن المدينة للذهاب اليها. فالسؤال هنا بمثابة طلب "ذات المدينة". يعني تريد المدينة (المكان) كما احيانا تريد زيد.
2- فكون ذات المخلوق يلزمها "مكان" هو كلزوم الموت لذات المخلوق الحي.
فإذا كانت ذات الخالق لا يلزمها الموت فبالمثل لا يلزمها "المكان". وننتهي بأن أين ليست مختصة بـ "المكان" وإنما في الأصل الذات أي ذات كانت.
(*) يمكن التقريب لذلك بمثال ويمكنك التفكير في أفضل منه:
إذا سألت عن زيد لأنك تعرف أنه يذهب الى الحدائق الجميلة أو الى أماكن الصيد المهمة أو الى الاسواق الاقتصادية الخ فانت لست قاصدا ذات زيد. أنت تريد ذلك المكان لفائدة تريد تحصيلها.
هذا والله اعلم .. وأرجو التركيز على الفكرة أكثر من صياغة العبارات فقد كتبت ما كتبت وانا بحاجة الى الراحة والنوم والطعام ! فأرجو الافادة منكم وجزاكم الله خيرا
===============
للنقاش البناء : أين للذات أم للمكان - أم لكليهما ؟
0 comments:
إرسال تعليق