بسم الله الرحمن الرحيم
كشكول
الإمام الذهبي من أهل السنة وهو من شيوخ التاج السبكي .
لكن السبكي - كعادته في الكلام فيمن مات من الأئمة - كان يغمز في شيخه الذهبي بعد وفاته بسبب اتباعه لأهل السنة وتمسكه بمذهبهم .
فقد نقل الإمام السخاوي في الإعلان بالتوبيخ قول السبكي في الذهبي وهو قوله : " وأما تاريخ شيخنا الذهبي غفر الله ولا ءآخَذَهُ ، فإنه على حُسنه وجمعه ، مشحونٌ بالتعصب المفرط فلقد أكثر الوقيعة في أهل الدين أعني الفقراء الذين هم صفوة الخلق ، واستطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعية والحنفية " .
وقوله أيضاً : " فأفرط على الأشاعرة ، ومدح وزاد في المجسمة ، هذا وهو الحافظ القدوة والإمام المبجل ، فماظنك بعوام المؤرخين " .
وقال أيضا : إنه لا يجوز الاعتماد على شيخه الذهبي في ذم أشعري ولا شكر حنبلي .
وقال أيضا عن الإمام الذهبي : " فإنه غلب عليه مذهب الإثبات ومنافرة التأويل والغفلة عن التنزيه حتى أثر ذلك في طبعه انحرافا شديدا على أهل التنزيه وميلا قويا إلى أهل الإثبات ، فإذا ترجم واحدا منهم يُطنب في وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن ويبالغ في وصفه ويتغافل عن غلطاته ويتأول له ما أمكن ، وإذا ذكر أجدا من الطرف الآخر كإمام الحرمين والغزالي ونحوهما لا يبالغ في وصفه ويُكثر من قول من طعن فيه ، ويعيد ذكره ويبديه ، ويعتقده دينا وهو لايشعر ، ويُعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها ، وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها ، وكذلك فعله في أهل عصرنا إذا لم يقلد على أحد منهم بتصريح يقول في ترجمته والله يعلم ، ونحو ذلك مما سببه المخالفة في العقائد " .
وقال أيضا في الذهبي : " والذي أدركنا عليه المشائخ النهي عن النظر في كلامه ، وعدم اعتبار قوله ، ولم يكن يستجرئ أن يُظهر كتبه التاريخية إلا لمن غلب على ظنه أنه لا ينقل عنه ما يُعاب عليه " .
هذا بعضٌ من طعن التاج السبكي في شيخه الإمام الحافظ العلم الذهبي .
وهنا لابد من بيان شيء من كلام السخاوي في بيان حقيقة السبكي فأقول :
لما ذكر السخاوي في كتابه الآنف الذكر " الإعلان بالتوبيخ " منتقدي التاريخ وذكر مراتبهم السته ، ذكر المرتبة الخامسة فقال : " ومنهم من نسب بعضهم إلى التقصير والتعصب ؛ حيث لم يستوعب القول فيمن هو منحرف عنهم ، بل يحذف كثيرا مما يره مني ثناء الناس عليهم ويستوفي الكلام فيمن عداهم غير مقتصر عليهم " .
ثم قال في نقد هذه المرتبة بعد عدة صفحات : " فالذي نسب الذهبي لذلك هو تلميذه التاج السبكي ، وهو على تقدير تسليمه إنما هو في أفراد مما وقع التاج في أقبح منه ؛ حيث قال فيما قرأته بخطه تجاه ترجمة سلامة الصياد المنبجي الزاهد ما نصه : " يا مسلم استحي من الله ، كم تجازف وكم تضع من أهل السنة الذين هم الأشعرية ، ومتى كانت الحنابلة ، وهل ارتفع للحنابلة قط رأس " .
ثم قال السخاوي معلقا على كلام السبكي : " وهذا من أعجب العجاب ، وأصحب للتعصب ، بل أبلغ في خطأ الخطاب ؛ ولذا كتب تحت خطه بعد مدة قاضي عصرنا وشيخ المذهب العز الكناني ما نصه : " وكذا والله ما ارتفع للمعطلة رأس " ثم وصف التاج بقوله : " هو رجلٌ قليل الأدب ، عديم الإنصاف ، جاهل بأهل السنة ورتبهم ، يدلك على ذلك كلامه " .
كتاب " الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ " للسخاوي من ص 66 - 93 باختصار .
والله الموفق .
المصدر: هل وصف السبكي الإمام الذهبي بالنصب؟
قال التاج السبكي في طبقات الشافعية الجزء الثاني :
( وأمثلة هذا تكثر وهذا شيخنا الذهبى رحمه الله من هذا القبيل له علم وديانة وعنده على أهل السنة تحمل مفرط فلا يجوز أن يعتمد عليه
ونقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدى العلائى رحمه الله ما نصه الشيخ الحافظ شمس الدين الذهبى لا أشك فى دينه وورعه وتحريه فيما يقوله الناسولكنه غلب عليه مذهب الإثبات ومنافرة التأويل والغفلة عن التنزيه حتى أثر ذلك في طبعه انحرافا شديدا عن أهل التنزيه وميلا قويا إلى أهل الإثبات فإذا ترجم واحدا منهم يطنب فى وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن ويبالغ فى وصفه ويتغافل عن غلطاته ويتأول له ما أمكن وإذا ذكر أحدا من الطرف الآخر كإمام الحرمين والغزالى ونحوهما لا يبالغ فى وصفه ويكثر من قول من طعن فيه ويعيد ذلك ويبديه ويعتقده دينا وهو لا يشعر ويعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها وكذلك فعله فى أهل عصرنا إذا لم يقدر على أحد منهم بتصريح يقول فى ترجمته والله يصلحه ونحو ذلك وسببه المخالفة في العقائد
انتهى
والحال فى حق شيخنا الذهبى أزيد مما وصف وهو شيخنا ومعلمنا غير أن الحق أحق أن يتبع وقد وصل من التعصب المفرط إلى حد يسخر منه ) اهـ !
و قال ايضافي طبقات الشافعية في ترجمة شيخه الذهبي في الجزء التاسع :
( وكان شيخنا والحق أحق ما قيل والصدق أولى ما آثره ذو السبيل شديد الميل إلى آراء الحنابلة كثير الإزراء بأهل السنة الذين إذا حظروا كان أبو الحسن الأشعري فيهم مقدم القافلة فلذلك لا ينصفهم في التراجم ولا يصفهم بخير إلا وقد رغم منه أنف الراغم)اهـ
فهل لو كان من اهل التفويض ينعته بهذه النعوت و يصفه بأنه يزري بأهل السنة - اي الاشاعرة بزعمه ! - بل و يخرجه من اهل السنة ؟؟؟؟
المصدر: هل الذهبي مفوض؟؟
كشكول
الإمام الذهبي من أهل السنة وهو من شيوخ التاج السبكي .
لكن السبكي - كعادته في الكلام فيمن مات من الأئمة - كان يغمز في شيخه الذهبي بعد وفاته بسبب اتباعه لأهل السنة وتمسكه بمذهبهم .
فقد نقل الإمام السخاوي في الإعلان بالتوبيخ قول السبكي في الذهبي وهو قوله : " وأما تاريخ شيخنا الذهبي غفر الله ولا ءآخَذَهُ ، فإنه على حُسنه وجمعه ، مشحونٌ بالتعصب المفرط فلقد أكثر الوقيعة في أهل الدين أعني الفقراء الذين هم صفوة الخلق ، واستطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعية والحنفية " .
وقوله أيضاً : " فأفرط على الأشاعرة ، ومدح وزاد في المجسمة ، هذا وهو الحافظ القدوة والإمام المبجل ، فماظنك بعوام المؤرخين " .
وقال أيضا : إنه لا يجوز الاعتماد على شيخه الذهبي في ذم أشعري ولا شكر حنبلي .
وقال أيضا عن الإمام الذهبي : " فإنه غلب عليه مذهب الإثبات ومنافرة التأويل والغفلة عن التنزيه حتى أثر ذلك في طبعه انحرافا شديدا على أهل التنزيه وميلا قويا إلى أهل الإثبات ، فإذا ترجم واحدا منهم يُطنب في وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن ويبالغ في وصفه ويتغافل عن غلطاته ويتأول له ما أمكن ، وإذا ذكر أجدا من الطرف الآخر كإمام الحرمين والغزالي ونحوهما لا يبالغ في وصفه ويُكثر من قول من طعن فيه ، ويعيد ذكره ويبديه ، ويعتقده دينا وهو لايشعر ، ويُعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها ، وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها ، وكذلك فعله في أهل عصرنا إذا لم يقلد على أحد منهم بتصريح يقول في ترجمته والله يعلم ، ونحو ذلك مما سببه المخالفة في العقائد " .
وقال أيضا في الذهبي : " والذي أدركنا عليه المشائخ النهي عن النظر في كلامه ، وعدم اعتبار قوله ، ولم يكن يستجرئ أن يُظهر كتبه التاريخية إلا لمن غلب على ظنه أنه لا ينقل عنه ما يُعاب عليه " .
هذا بعضٌ من طعن التاج السبكي في شيخه الإمام الحافظ العلم الذهبي .
وهنا لابد من بيان شيء من كلام السخاوي في بيان حقيقة السبكي فأقول :
لما ذكر السخاوي في كتابه الآنف الذكر " الإعلان بالتوبيخ " منتقدي التاريخ وذكر مراتبهم السته ، ذكر المرتبة الخامسة فقال : " ومنهم من نسب بعضهم إلى التقصير والتعصب ؛ حيث لم يستوعب القول فيمن هو منحرف عنهم ، بل يحذف كثيرا مما يره مني ثناء الناس عليهم ويستوفي الكلام فيمن عداهم غير مقتصر عليهم " .
ثم قال في نقد هذه المرتبة بعد عدة صفحات : " فالذي نسب الذهبي لذلك هو تلميذه التاج السبكي ، وهو على تقدير تسليمه إنما هو في أفراد مما وقع التاج في أقبح منه ؛ حيث قال فيما قرأته بخطه تجاه ترجمة سلامة الصياد المنبجي الزاهد ما نصه : " يا مسلم استحي من الله ، كم تجازف وكم تضع من أهل السنة الذين هم الأشعرية ، ومتى كانت الحنابلة ، وهل ارتفع للحنابلة قط رأس " .
ثم قال السخاوي معلقا على كلام السبكي : " وهذا من أعجب العجاب ، وأصحب للتعصب ، بل أبلغ في خطأ الخطاب ؛ ولذا كتب تحت خطه بعد مدة قاضي عصرنا وشيخ المذهب العز الكناني ما نصه : " وكذا والله ما ارتفع للمعطلة رأس " ثم وصف التاج بقوله : " هو رجلٌ قليل الأدب ، عديم الإنصاف ، جاهل بأهل السنة ورتبهم ، يدلك على ذلك كلامه " .
كتاب " الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ " للسخاوي من ص 66 - 93 باختصار .
والله الموفق .
المصدر: هل وصف السبكي الإمام الذهبي بالنصب؟
قال التاج السبكي في طبقات الشافعية الجزء الثاني :
( وأمثلة هذا تكثر وهذا شيخنا الذهبى رحمه الله من هذا القبيل له علم وديانة وعنده على أهل السنة تحمل مفرط فلا يجوز أن يعتمد عليه
ونقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدى العلائى رحمه الله ما نصه الشيخ الحافظ شمس الدين الذهبى لا أشك فى دينه وورعه وتحريه فيما يقوله الناسولكنه غلب عليه مذهب الإثبات ومنافرة التأويل والغفلة عن التنزيه حتى أثر ذلك في طبعه انحرافا شديدا عن أهل التنزيه وميلا قويا إلى أهل الإثبات فإذا ترجم واحدا منهم يطنب فى وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن ويبالغ فى وصفه ويتغافل عن غلطاته ويتأول له ما أمكن وإذا ذكر أحدا من الطرف الآخر كإمام الحرمين والغزالى ونحوهما لا يبالغ فى وصفه ويكثر من قول من طعن فيه ويعيد ذلك ويبديه ويعتقده دينا وهو لا يشعر ويعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها وكذلك فعله فى أهل عصرنا إذا لم يقدر على أحد منهم بتصريح يقول فى ترجمته والله يصلحه ونحو ذلك وسببه المخالفة في العقائد
انتهى
والحال فى حق شيخنا الذهبى أزيد مما وصف وهو شيخنا ومعلمنا غير أن الحق أحق أن يتبع وقد وصل من التعصب المفرط إلى حد يسخر منه ) اهـ !
و قال ايضافي طبقات الشافعية في ترجمة شيخه الذهبي في الجزء التاسع :
( وكان شيخنا والحق أحق ما قيل والصدق أولى ما آثره ذو السبيل شديد الميل إلى آراء الحنابلة كثير الإزراء بأهل السنة الذين إذا حظروا كان أبو الحسن الأشعري فيهم مقدم القافلة فلذلك لا ينصفهم في التراجم ولا يصفهم بخير إلا وقد رغم منه أنف الراغم)اهـ
فهل لو كان من اهل التفويض ينعته بهذه النعوت و يصفه بأنه يزري بأهل السنة - اي الاشاعرة بزعمه ! - بل و يخرجه من اهل السنة ؟؟؟؟
المصدر: هل الذهبي مفوض؟؟
0 comments:
إرسال تعليق