بسم الله الرحمن الرحيم
للكاتب : فيصل
من باب (من فمك أدينك) ذكر النبهاني في كتابه (شواهد الحق) أنه وقف على رسالة أرسلها تقي الدين السبكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشيره فيها عن موضوع ابن تيميه!!! ولن أناقش هنا خرافة إرسال الرسالة فقد كفانا العلامة الألوسي مناقشتها ووفاها حقها في كتابه الماتع النافع غاية الأماني من سبعة أوجه ج1/439-451 طبعة الرشد ولكن الغرض هاهنا هو التوقف عند بعض عبارات السبكي !!
قال النبهاني : ورأيت للإمام السبكي عبارة موجودة الآن بخط يده في المكتبة الخالدية في القدس وقد أرسلت فاستكتبتها وهذه صورتها بحروفها.....[وأنقل بعضاً مما قاله السبكي فيما أرسله للرسول صلى الله عليه وسلم!!]:
((...إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..إني نشات على دين الإسلام سالماً من الشبه والبدع والأهوية والأغراض والميل إلى جانب من الجوانب ، لا أعرف غير أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، ثم اشتغلت بالقرآن ثم بالفقه على مذهب الشافعي لا أعرف غير ذلك ولم أسمع ولم يدخل في قلبي شيء غير ذلك لا من العقائد ولا من غيرها!! ثم اشتغلت بنحو وأصول وفرائض ثم بعلم الحديث ذا تصويب فيه إليك ثم نظرت في شيء من العلوم العقلية واشتغلت بعلم الكلام على طريقة الأشعري لأنها المشهورة في بلادنا التي رأيت عليها أهلي وقومي!!! وبقيت أراها طريقة وسطى بين الحشو والإعتزال ، ولا زلت على تلك حتى جاوزت عشرين سنة من عمري وأنا بالديار المصرية ، فشاع عندنا خبر ابن تيميه وما يتفق له بدمشق وكان بها إذ ذاك علماء يقاومونه وفي مصر القاهرة علماء وأكابر ، فأحضروا واتفق له ما اتفق بسبب العقائد ثم كتبت كلامه في التوسل والاستغاثة وتكلم معه من هو أكبر مني ورأيته واجتمعت به كثيراً ، ثم عاد إلى الشام ، ثم بلغنا كلامه في الطلاق وأن من علق الطلاق على قصد اليمين ثم حنث لا يقع عليه طلاق ، ورددت عليه في ذلك ، ثم بلغنا كلامه في السفر إلى زيارتك ومنعه إياه ورددت عليه في ذلك ، ثم توفي وله أصحاب كثيرون يشيعون رأيه وينشرون تصانيفه، ...[إلى أن قال:]
..مسكت عن الكلام في العقائد من الجانبين، لأني في نفسي أن عقولنا تضعف عن إدراك سبحات الحق جل جلاله ، وأرى البقاء على الفطرة السليمة ، والاكتفاء بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وأن لا ينبه العوام لشيء آخر ، ومن كان عالماً ينظر بما ييسر له ، والمعصوم من عصم الله لكن الطلاق والزيارة أنا شديد الإنكار لقول ابن تيميه فيهما ظاهراً وباطناً والعقائد لا يعجبني ما اعتمده فيها من تحريك قلوب العوام فيها
قال النبهاني: انتهت عبارة الإمام السبكي بحروفها وهي مكتوبة بخطة بلا نقط...)) عن غاية الأماني في الرد على النبهاني ج2/437-439 وينظر الرد المفصل على كلامه هناك.
ونستفيد من هذ النص المنسوب للسبكي -مع العلم أن هذا في آخر سنوات حياته بعد بلوغه 68 سنة حيث توفي في سنة 756 هـ وأرسل هذا الخطاب في أو بعد سنة 751 هـ-الآتي:
1-إمساكه عن الكلام في العقائد من الجانبين جانب ابن تيميه وجانب خصومه ويرى البقاء على الفطرة السليمة والاكتفاء بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
2-لا ينبه العوام لشيء آخر ، ومن كان عالماً ينظر بما ييسر له.
يكرر موضوع البقاء على الفطرة ولا يعجبه تحريك قلوب العوام مع العلم ان ما يقرره النفاة المعطلة أنه ليس ثمة إله فوق السموات يدعى وترفع له الأيدي هو الذي يضاد الفطرة فمعتقدهم هذا (( لو ذكره-الرسول صلى الله عليه وسلم- لنفر الناس عن قبوله ولبادروا بالإنكار وقالوا هذا عين المحال ووقعوا في التعطيل ولا خير في المبالغة في تنزيه ينتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلين وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم داعياً للخلق إلى سعادة الآخرة رحمة للعالمين ، كيف ينطق بما فيه هلاك الأكثرين...وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جداً بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمة الأمية)) إلجام العوام عن علم الكلام ص56-57 فما يقررونه من نفي العلو وأن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته وأنه لا يرضى ولا يغضب حقيقة هو الذي ينافر قلوب العوام ويحركها وأهل السنة ما قرروا إلا ماجاء في القرآن والسنة وهو الذي يوافق الفطرة السليمة.
3- بقي شديد الإنكار ظاهراً وباطناً لما قرره شيخ الإسلام في مسألتي الطلاق والزيارة أما العقائد فلا يعجبه ما اعتمده فيها لأنه يحرك قلوب العوام!
المصدر : منتدى المسلم
تعليق :
1- يعني الرجل أمسى بدون عقيدة !!! ويعني أيضا أنه ترك العقيدة الاشعرية !! ولذا لا تصح نسبته للعقيدة الاشعرية في الصفات !2- أحس أن الرجل فيه صدق رغم خرافة الرسالة. واعترافه هذا مهم جدا (واشتغلت بعلم الكلام على طريقة الأشعري لأنها المشهورة في بلادنا التي رأيت عليها أهلي وقومي!!!). فنشأة المرء تؤثر عليه وتفسد فطرته.
0 comments:
إرسال تعليق