بسم الله الرحمــن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم وبراك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد
فهذا الزام قوي من العلامة عبد القادر بدران للاشاعرة بطريقة جدلية كلامية في تأويلهم لصفات الكلام و اليد و الاستواء
قال رحمه الله :
"ولي في هذا مسلك آخر وهو أن الأعيان إما جواهر وإما أعراض والكلام لا شك في أنه عرض يحتاج إلى محل يقوم به وهو الجوهر وهو يقتضي أن وجود الجوهر سابق على وجود العرض فإذا قلنا بالكلام النفسي لزم أن يكون ذلك العرض قائما بالجوهر وهو النفس ولزم منه إثبات النفس لله تعالى وحدوث الكلام ضرورة أن العرض حادث لا محالة.
وحينئذ فإما أن نبقي الكلام على ظاهره وندعي حدوث كلامه تعالى وثبوت النفسية له تعالى وهو خلاف المطلوب تنزيهه تعالى عن سمات الحوادث ويلزم منه أن الكلام صفة لله تعالى قائمة بذاته وهو حادث والمركب من الحادث والقديم حادث وينتج الدليل أنه تعالى حادث وهو خلاف المدعى لأنه إقامة الدليل على قدم الصفات والذات معا.
وإما أن نجنح إلى التأويل فنقول كلام نفسي يليق بذاته فيقال له حينئذ قل من أول الأمر وكلم الله موسى تكليما بكلام يليق بذاته تعالى واقتصر على هذا ودع عنك ذلك التطويل الذي ليس هو من شأن البلغاء والعقلاء.
ومثل هذا يقال في تأويل اليد بالقدرة والاستواء بالاستيلاء فإن القدرة صفة مشتركة بين الخالق والمخلوق فإذا قلت بها لزمك أن تقول قدرة تليق بذاته تعالى فاطرح هذا وقل يد تليق بذاته تعالى وأيضا فالقدرة عرض تحتاج إلى أن تقوم بالجوهر ويلزم في ذلك ما لزم في صفة الكلام من الحدوث لله تعالى.
وأما الاستيلاء فإن مادته تقتضي سبق مستول سابق وأن الثاني قهر الأول واستولى على ما كان مستوليا عليه فليت شعري من كان المستولي أولا على العرش حتى إن الله تعالى قهره واستولى عليه.
ألا يرى أن قولهم استوى بشر على العراق ينادي على أن العراق لم يكن بيد بشر بل كان في يد غيره ثم إن بشرا غلب ذلك المستولي وضم العراق إليه أفيليق بشأن عاقل أن يصف ربه بتلك الصفات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وحيث تبين أن الحق الصراح هو مذهب السلف وأن هذا المذهب ظهر على لسان الأئمة وأخصهم بذلك الإمام أحمد بن حنبل وجب علينا أن ننقل لطلاب اليقين كلامه بنصه ليهتدوا به إلى الصراط المستقيم"
المصدر: الزام قوي من العلامة عبد القادر بدران للاشاعرة بطريقة جدلية كلامية في تأويلهم لصفات الكلام و اليد و الاستواء
1 comments:
لبس الله بجوهر ولا عرض فإين الإلزام
القول في بعض الصفات كالقول فى الكل ...صحيح إذا ثبت أن التي تحكم عليها بأنها صفات هى فى نفس الأمر كذالك لكنها اضافات لله عزوجل كما قال أهل العلم ومنهم ابن الجوزى..وإلا لزمك القول بصفة النسيان والتردد ومعية الذات وغير ذلك ..وهذا مقتضى حملكم الكلام على ظاهره ومطابقته لحقيقة المعانى اللغوية بلا تأويل كما تقولون
إرسال تعليق