بسم الله الرحمن الرحيم
حمل الكتاب من هنا
ربما يود القارئ النظر في هذا الرابط الجامع : (( كل شئ عن ابن الجوزي رحمه الله ))
المقدمة
إنّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إلاّ الله ، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله . أما بعد :
فما ابتليت به الأمة الإسلامية من القرون الأولى علم الكلام ، والاعتماد على العقل في ردّ نصوص الشرع ، فاشتدّ إنكار السلف عليهم ، ولكن مع تقدّم السنين انتسب إلى المتكلّمين كثيرٌ من أهل العلم والفضل ممن يشار إليهم ، بل إنهم جُعلوا قدوةً في صحة ما يقولونه من عقائد جعلوا فيها أنّ السلف لا يعرفون شيئًا في العقائد ، خاصة الأسماء والصفات !
ولما كان ابن الجوزي العالم الفاضل من الحنابلة ممّن تأثّر بهؤلاء آثرتُ أن أقدّم شيئًا من اعتقاده .
أسباب اختيار الموضوع :
1ـ أنّ ابن الجوزي من علماء الحنابلة الكبار ، وقد اشتهر عن الحنابلة نصرتهم للعقيدة ، ولكن لما خرج ابن الجوزي عن طريقهم احتجّ بعض المتكلمين على الحنابلة بما يقول ابن الجوزي .
2ـ بيان تأثر ابن الجوزي بالمتكلّمين في مسائل الأسماء والصفات .
3ـ كثير من الأحاديث التي يؤولها ابن الجوزي هي موجودة في الصحيحين ! ويكثر إثبات معناها من السلف ، ومع ذلك نجد أنّ ابن الجوزي يؤولها أو يفوّضها وينسبه للسلف .
وقد جعلت البحث على الخطة التالية :
خطة البحث
الباب الأول
التعريف بالإمام ابن الجوزي
× الفصل الأول : سيرته
المبحث الأول : اسمه ونسبه
المبحث الثاني : علمه ومؤلفاته
المبحث الثالث : ثناء العلماء عليه
× الفصل الثاني :
المبحث الأول : عقيدته في الأسماء والصفات
المطلب الأول : اضطرابه في عقيدة الأسماء والصفات
المطلب الثاني : سبب اضطرابه
المبحث الثاني : نسبة التأويل إلى الإمام أحمد
× الفصل الأول : التعريف بالكتاب
المبحث الأول : التعريف بالكتاب ومنهج مؤلفه
المبحث الثاني : طبعات الكتاب
× الفصل الثاني : معاني التأويل
× الفصل الثالث : أمثلة لتأويلاته
الباب الأول
التعريف بالإمام ابن الجوزي
الفصل الأول : سيرته
المبحث الأول : اسمه ونسبه
هو الإمام العالم أبو الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمّد الجوزي ، يوصل بعض المؤرخين نسبه إلى أبي بكر الصديق t .
مولده : لم يصل المؤرخون إلى معرفة ذلك ، بل هو نفسه لم يعرف ذلك ، ولكن يذكر أنه ولد قريبًا من (510) . ولد في بغداد مدينة العلماء .
وفاته : توفي رحمه الله في يوم الجمعة الثاني عشر من شهر رمضان المبارك سنة 597هـ ، وله من العمر سبع وثمانون سنة ، وحضر جنازته جمع كبير جدًّا ، حتى قيل : إن بعض الناس أفطروا من شدة الحر والتعب والزحام([1]) .
المبحث الثاني : علمه ومؤلفاته
يعتبر ابن الجوزي من كبار العلماء المكثرين في العلوم ، والمتفننين في شتى أنواع العلوم ، وذلك بسعة علم ووفرة اطلاع ، ولا أدل على ذلك من وفرة الكتب العلمية التي تركها في شتى العلوم([2]) ؛ في القرآن ، والتفسير ، والفقه ، والوعظ ، والزهد ، والعقيدة ، والحديث - والذي يعتبر إمامًا فيه ، وكثيرًا ما يرجع إليه فيه - ، والطب ، والشعر ، واللغة ، والتاريخ ، والجغرافيا ، والقصص .
فكما ذكرنا أن ابن الجوزي كان من المكثرين جدًّا من التأليف ، بل ذكر أحد الباحثين أنّ مجموع ما نسب إلى ابن الجوزي من مؤلفات وصل قرابة خمسمائة وأربعة وسبعين ، وهذه بين مخطوط ومطبوع وأكثره مفقود .
وأما كتب ابن الجوزي المطبوعة قرابة ستة وستين كتابًا ، وهذا مقدار ليس بالقليل ، وأما المخطوطة فقرابة المائة وستة وستين([3]) .
المبحث الثالث : ثناء العلماء عليه
قال عنه الإمام الذهبي : " وكان من أحسن الناس كلامًا ، وأتمهم نظامًا ، وأعذبهم لسانًا ، وأجودهم بيانًا "([4]) .
" كان رأسًا في التذكير بلا مدافعة ، يقول النظم الرائق ، والنثر الفائق بديها ، ويسهب ويعجب ، يطرب ويطنب ، لم يأت قبله ولا بعده مثله … وكان بحرًا في التفسير ، علامة في السير والتاريخ ، موصوفًا بعلم الحديث ومعرفة فنونه ، فقيهًا عليمًا بالإجماع والاختلاف ، جيّد المشاركة في
الطبّ … "([5]) .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية مع أنه استدرك وتعقب ابن الجوزي في مواضع من كتبه ، إلاّ أنه كان يجله ودائمًا ما كان يأخذ عنه ، ووصفه " بالشيخ العالم "([6]) .
الفصل الثاني
المبحث الأول : عقيدته في الأسماء والصفات
المطلب الأول : اضطرابه في العقيدة
من المعلوم أنّ ابن الجوزي لم يستقرّ على عقيدة معينة ، ولم يعلم له العلماء عقيدةً معينة ، بل له كتب في إثبات صفات الله تعالى ، ككتاب "مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية" ، ففي هذا الكتاب يعلن ابن الجوزي إثباته للصفات ، خاصة الخبرية والتي ينفيها المتأخرون من المتكلمين ، فقال :
" اعلم أنّ الحقّ موصوف باليدين والوجه والعين على الوجه الذي يليق به … " . ثم أخذ يستدل على هذه الصفات من الكتاب والسنة ، ويناقش المعتزلة على تأويلهم صفة اليد ، ولكن العجيب أنّ ابن الجوزي تجده في كتاب آخر - مثل كتابنا هذا ( أي "دفع شبه التشبيه" ) - يؤوّل ما سبق أن قرره واستدل عليه من الكتاب والسنة ، ويأتي بنفس تأويلات من ردّ عليهم .
ثم تجده في مواضع من كتب أخرى - ككتاب تلبيس إبليس - يقرر التفويض ، وأنه هو الواجب ويقول : " وإنما الصواب قراءة الآيات والأحاديث من غير تفسير ولا كلام فيها "([7]) . وهذه هي المشكلة في ابن الجوزي ، بل إنه قد تعلق بأقواله في نفي الصفات بعض المتكلمين ، وأن مذهب الإمام أحمد فيها هو التأويل ، والدليل على ذلك أنّ من أكابر علماء مذهبه هو ابن الجوزي ويعتبر من المؤولة([8]) .
قال ابن تيمية : " فإن قيل : قلت إن أكثر أئمة النفاة من المعتزلة والجهمية كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول e وأقوال السلف في تفسير القرآن وأصول الدين ، وما بلغوه عن الرسول e ، ففي النفاة كثير ممن له المعرفة بذلك … وهذه حال أبي حاتم البستي … وأبي الفرج ابن الجوزي … "([9]) .
فابن تيمية يقرر هذه الحال لابن الجوزي ، مع أنه جمع علم الحديث وأقوال السلف إلاّ أنه قد قرر بعض أقوال المتكلمين ، ويقول ابن تيمية في موطن آخر يقرر فيه موافقة ابن الجوزي لآراء المعتزلة والجهمية ، يقول رحمه الله في كلامه عن المضافات لله تعالى : " حتى ابن عقيل وابن الجوزي وأمثالهما إذا مالوا إلى قول المعتزلة سلكوا هذا المسلك وقالوا : هذه آيات الإضافات لا آيات الصفات … "([10]) . وبين ابن تيمية الأمر حيث يقول :
" فيوجد في كلام كثير من المنتسبين إلى أحمد ، كأبي الوفاء ابن عقيل وأبي الفرج ابن الجوزي … ما هو أبعد من قول أحمد والأئمة من قول الأشعري … "([11]) .
فإنه يتبيّن لنا مما سبق أنّ ابن الجوزي كان بعيدًا عن مذهب إمامه في الاعتقاد في
الصفات ، فإن كان هو رحمه الله يعتقد أن طريقته هي التنـزيه مع أنه " لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات ، بل له في الإثبات - نظمًا ونثرًا - ما أثبت له كثيرًا من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف - أي دفع شبه التشبيه - ، فهو في هذا الباب مثل كثير يثبتون تارة وينفون تارة "([12]) .
المطلب الثاني : سبب اضطرابه في العقيدة
مما سبق تبين لنا اضطراب ابن الجوزي في العقيدة ، وأنه لم يستقرّ على مذهب منذ نشأته ، ولهذا اشتهر عنه هذا الأمر ، وأنّ لكل صاحب هوى يجد هواه في كلام ابن الجوزي من أهل التأويل والتفويض([13]) .
ولهذا قال عنه العلامة ابن رجب الحنبلي : " نقم جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين من ميله إلى التأويل في بعض كلامه ، واشتد نكيرهم عليه في ذلك . ولا ريب أنّ كلامه في ذلك مضطرب مختلف ، وهو وإن كان مطلعًا على الأحاديث والآثار في هذا الباب فلم يكن خبيرًا بحل شبه المتكلمين ، وبيان فسادها … وكان معظمًا لابن عقيل ، وكان ابن عقيل بارعًا في علم الكلام ، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار ، فلهذا يضطرب في هذا الباب … وأبو الفرج تابع له "([14]) .
وابن الجوزي وأمثاله ممن ينتسب إلى السلف " ليس لهم خبرة بالعقليات ، بل هم يأخذون بما قاله النفاة من الحكم والدليل ، ويعتقدونها براهين قطعية ، وليس لهم قوة على الاستقلال بها ، بل هم في الحقيقة مقلدون فيها ، وقد اعتقد([15]) أقوال أولئك ، فجميع ما يسمعونه من القرآن والحديث وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك ، بل إما أن يظنوه موافقًا لهم وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه "([16]) .
المبحث الثاني : نسبة التأويل إلى أحمد
بعض أهل العلم ينسب إلى الإمام أحمد رحمه الله أنه تأوّل بعض الصفات ، وبعض المغرضين على مذهب السلف فرح بهذه الرواية وأنّ أحمد أوّل المجيء يوم القيامة بمجيء الثواب([17]) .
والجواب عنها باختصار :
1ـ أنها من رواية حنبل ، وهو مع ثقته له مفاريد يغرب فيها .
2ـ أنها مخالفة للمشهور المتواتر عن الإمام أحمد من وجوب الإقرار بجميع الصفات وردّ التأويل وإبطاله .
3ـ أنّ حنبلاً نفسه قد نقل عن الإمام أحمد روايات في إثباته لهذه الصفات الفعلية الاختيارية ، كالمجيء والنـزول .
4ـ أنّ ابن الإمام أحمد عبدالله روى عن أبيه بسنده عن قتادة إثبات مجيء الله يوم القيامة ولم يؤولها .
5ـ أنه على فرض ثبوت هذه الرواية عن أحمد فإنما قاله أحمد في معرض المناظرة مع خصومه ، كما هو مدلول الرواية نفسها .
6ـ أن يقال : إن ذلك وقع من أحمد ثم رجع عنه ؛ لأن أكثر النقول عنه مصرِّحة بعدم التأويل .
وهذه هي أهم الأجوبة في هذه المسألة ، اختصرتها لضيق المقام عن البسط([18]) .
وقال ابن القيم : " وهاهنا قاعدة يجب التنبيه عليها ، وهي أنه إذا ثبت عن مالك وأحمد وغيرهما تأويل شيء في موارد النـزاع لم يكن فيه أكثر من أنه وقع بينهم نزاع في معنى الآية أو الحديث ، وهو نظير اختلافهم في تفسير آيات وأحاديث ، مثل تنازع ابن عباس وعائشة في قوله تعالى : ] ولقد رآه نزلة أخرى .. [ [ النجم : 13] … "([19]) .
الباب الثاني
التأويلات في دفع شبه التشبيه
المبحث الأول :
الفصل الأول : التعريف بالكتاب
ابن الجوزي رحمة الله عليه ألّف في العقيدة هذا الكتاب ، والذي ملأه بالتأويلات على طريقة الجهمية نفاة الصفات ، بدأه بمقدمة بيّن فيها سبب تأليفه الكتاب وأنه ردّ على ثلاثة من الحنابلة ،
وهم : عبدالله بن حامد ، والقاضي أبو يعلى ، وابن الزاغوني ، وأنهم ألفوا كتب شانوا بها المذهب([20]) - على ما يقول !! - ، وابن الجوزي في هذا الكتاب شنّ حملته على هؤلاء الثلاثة بحقّ أحيانًا وبغير حقّ أحيانًا أخرى ..
فأنكر عليهم إنكارًا شنيعًا ، وقدم بمقدمة بنصحهم وسبب تكلم النبي e بأحاديث
موهمة ، وكلامه غريب في ذلك ، ثم ذكر ابن الجوزي الآيات الموهمة للتشبيه - كما يفهمها ابن الجوزي - ، ثم ذكر الأحاديث في ذلك ، وبدأ ينوّع في تعطيل معانيها أحيانًا كثيرة على طريقة الجهم وأتباعه ، أو تفويضها والزعم أنه مذهب السلف .
المبحث الثاني : طبعات الكتاب
طبع كتاب ابن الجوزي ثلاث طبعات :
الأولى : بتحقيق الكوثري - جهمي العصر - حشاها سبًّا وكذبًا على السلف ، طبع المكتبة التوقيفية بالقاهرة .
الثانية : نسخة دار الجنان ، وهي نسخة مليئة بالأخطاء كما يقول السقاف([21]) .
الثالثة : وهي المعتمدة في هذا البحث لحسن السقاف حامل لواء السبّ والشتم وجميع العبارات المتعصبة لمذهب الجهمية وتحقير أئمة السلف .
الفصل الثاني : معاني التأويل
من أكبر الطواغيت التي سلّطت على نصوص الكتاب والسنة ، والذي أكثر من استعماله العلامة ابن الجوزي في هذا الكتاب هو " التأويل " ، فما معنى التأويل ؟
هناك استعمالات للفظة " التأويل " ، وإذا أطلق في لغة العرب فله استعمالات :
1/ المرجع والمصير : ومن استعمالات الرسول e في هذا أنه لما نزلت آية : ] قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم … [ [ الأنعام : 65] . قال : " ولم يأت تأويلها بعد " .
2/ التفسير : منه حديث " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " .
وهذان المعنيان هما الواردان في كتب اللغة المتقدمة ، كمقاييس اللغة لابن فارس ، وتهذيب اللغة للأزهري .
3/ صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى يحتمله ، لدليل يقرن به .
وهذا المعنى الأخير قد اصطلحه المتأخرون لمعنى التأويل ، وحكموه على نصوص الكتاب والسنة ، وهذا الاصطلاح عليه ملاحظات :
1ـ أنه لم يرد في معاجم اللغة القديمة ، وذلك يعني أنه لم يكن معروفًا عندهم .
2ـ أنه بهذا المعنى لم يأتوا له بشواهد وأمثله ، على خلاف عادة أهل اللغة .
3ـ وإذا لم تكن الكلمة عرفت بينهم ثم وجدناها في المعاجم المتأخرة فلا بد أنها شاعت واشتهرت بهذا المعنى في مجال آخر غير مجال الدراسة اللغوية ، ولكنها اشتهرت حتى وجدت لها مكانًا في
المعاجم([22]) .
قوله (ص : 100) : " وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات ، فسموها بالصفات تسمية مبتدعة لا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل ، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله ، ولا إلى إلغاء ما يوجبه الظاهر من سمات الحدوث … " الخ .
ولبيان شبهة ابن الجوزي وجوه :
1ـ قوله : " أخذوا بالظاهر " ، وكأنه ينتقد الأخذ بالظاهر من النصوص ، مع أنه هو الأصل ، وأهل السنة حين يقولون الظاهر فإنهم يعنون ما تدل عليه الأسماء والصفات ، فاسم العليم يدل على العلم ، والرحيم يدل على الرحمة ، وصفة الغضب تدل على أنّ الله يغضب ، فهم يقولون : إن هذا الظاهر هو كما يليق بجلال الله ] ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ [ الشورى : 11] ، فنفى المثيل له وأثبت السمع والبصر .
أما إن كان يقصد أنهم أخذوا بالظاهر الذي معناه تشبيه الله بخلقه فلم ينقل عن السلف ذلك ، بل المنقول عنهم خلاف ذلك ، بل قالوا : تجرى على ظاهرها اللائق ، ويؤمنون بها بلا كيف ما دام أنه صح الحديث بها([23]) .
2ـ قوله : " ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة ، مثل : يد ، نعمة ، قدرة …" . أهل السنة أخذوا بظاهر النص ؛ لأنه الأصل ولكن على ما يليق بجلال الله ، وإذا وجدوا نصوصًا تصرف المعنى عن ظاهره أخذوا بها ، فقالوا مثلاً : إن معنى المعية هو العلم ، والإحاطة والقدرة ، لا أنه معنا في نفس المكان ، وذلك هو ظاهر النصوص القرآنية الأخرى المثبتة للعلو والاستواء([24]) .
أما أن يجعل اليد تعني النعمة والقدرة لأن من معانيها في اللغة ذلك فليس بصحيح ؛ لأنّ الأصل في الكلام أن يحمل على ظاهره المتعارف عليه([25]) . فاليد في اللغة هي اليد المعروفة ، وقد تكون بمعنى النعمة بحسب السياق والتركيب ، فما هو السياق الذي صرفها في القرآن ؟ بل إن لفظ اليد في القرآن ينافي أن يكون معناه النعمة والقدرة ، إذ كيف تقول في قول الله : ] لما خلقت بيدي [ [ ص : 75 ] ، أي : بنعمتي أو بقوتي ، وهل ليس لله إلاّ نعمتان أو قوتان فقط ؟! وماذا نفعل بحديث رسول الله e : " وكلتا يديه يمين " ، هل كلتا قوتيه يمين ؟([26]) .
قوله (ص100) : " ومجيء وإتيان على معنى بر ولطف " .
هذا هو عين تأويل المتكلمين من أشاعرة ومعتزلة ، فهم ينفون عن الله الإتيان والمجيء ؛ لأنه مستلزم للحركة والجسمية ! وهي من شأن الحوادث([27]) .
ولكن سلم السلف من هذه التأويلات والحمد لله ، ولم يستدلوا على صفات الله إلاّ بما قال الله أو قال رسوله e ، فالله لا يعجز أن يقول : هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم لطف الله ، أو برّ الله ، أو عذاب الله ، فهو الأعلم بنفسه ورسوله أعلم الخلق به .
هذا مع أنّ آيات الإتيان والمجيء أكثر من واحدة ، ولم يذكر الله فيها في موضع واحد ما يخالف بقية المواضع ، بل إن الوارد عن السلف في ذلك خلاف ذلك : قال مجاهد عند قوله تعالى : ] أويأتي ربك [ قال : " يوم القيامة لفصل القضاء "([28]) . ولم يفصّل في المسألة ، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه ، بل الآية نصّ في مسألة إتيان الله ، حيث قال الله : ] هل ينظرون إلاّ أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك [ [ الأنعام : 58 ] ، فالبر واللطف من آياته سبحانه بآثارها في خلقه ، ففرقت الآية بين إتيان الله وإتيان آياته ، وأيضًا : هذه تنقض قول ابن الجوزي (ص110 وص140) : تأويل مجيء الله بمجيء أمره ، فأمر الله من آياته .
قوله (ص102) : " ومن قال : استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات ، وينبغي ألا يعمل ما يثبت به الأصل ، وهو العقل " .
والكلام هنا من وجهين :
الوجه الأول : قوله : " من قال استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات " . وابن الجوزي قرر في مواطن غير ما ذهب إليه السلف ، وهذه زلة قدم كبيرة من العلاّمة ابن الجوزي ، مع أنّ صفة الاستواء والعلو من أكثر الصفات الوارد إثباتها عن السلف([29]) ، ولا يضيرهم جعل ابن الجوزي استواء الله في مجرى الحسيات ، فهو لازم لم يلتزموا به . والعجب من هؤلاء المؤولة الذين يقرؤون في القرآن سبعة مواضع ذكرت الاستواء بهذه اللفظة فقط ، ولم يذكر في موضع واحد غير هذه اللفظة ، والتي لها أحد معاني الاستواء الأربعة : استقرّ ، ارتفع ، صعد ، علا([30]).
والغريب من ابن الجوزي الذي يقول في مواطن من كتابه([31]) : إن مذهب السلف فيها التفويض ، ولا معنى لها عندهم ! ولكن غفل - رحمه الله رحمة واسعة - عن قول الأوزاعي مثلاً : " كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته جل وعلا "([32]) .
فالإمام الأوزاعي هنا لو كان مذهبه التفويض لم يقرر أنّ الله على عرشه ، وأنّ له
صفات ، ولسكت عن ذلك ، لكن لما بدأ الكلام في الصفات ونفي الاستواء من جهم وأتباعه قرر إيمانه بتلك الصفات ، ولو لم يكن الأوزاعي يعرف معناها لم يحتج أن يقرر إيمانه بها .
كما أنّ ابن الجوزي غفل عن قول مالك - عندما سئل عن الاستواء فقال - : " الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة "([33]) . فلو كان السلف لا يفهمون معنى الاستواء لما قالوا : غير مجهول ، ولما نفوا الكيف ، إذ نفي الكيف عن غير المعلوم عبث . والنافي لا يحتاج أن يقول : بلا كيف إذا كان لا يفهم المعنى ، وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبت([34]) .
الوجه الثاني : قول ابن الجوزي : " وينبغي ألا يهمل به الأصل وهو العقل " .
وهذا تقرير من ابن الجوزي لطاغوت المتكلمين في تقديم العقل على النقل ؛ لأن العقل أصل النقل ، فإذا طعنّا في العقل طعنّا في الأصل ، فلا يصح إذًا لا العقل ولا النقل . وهذا الكلام الخطير مبني على افتراض أنّ هناك تعارضًا بين العقل والنقل ، مع العلم أنه لا يمكن أن يتعارض منقول صحيح مع معقول صريح([35]) .
يقول ابن السمعاني : " واعلم أنّ فصل ما بيننا وبين المبتدعة هو مسألة العقل ، فإنهم أسسوا دينهم على المعقول ، وجعلوا الاتباع والمأثور تبعًا للعقول "([36]) .
ولابن الجوزي كلام نحو هذا الكلام في مواطن أخرى من كتابه([37]) .
قوله (ص 139) : " ومن الآيات قوله تعالى : ] ءأمنتم من في السماء [ [ الملك : 16] . قلت - القائل ابن الجوزي - : وقد ثبت قطعًا أنها ليست على ظاهرها ؛ لأن لفظة "في" للظرفية ، والحقّ سبحانه غير مظروف " اهـ .
هنا نرى ابن الجوزي أصبح تابعًا للمتكلمين بنفي صفة العلو ، والتي دلّ عليها الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة([38]) .
وهنا لن أورد أدلة أهل السنة في هذه المسألة ؛ لأن أدلتهم أكثر من أن تحصى أو تعد في هذه الصفة بالذات ، فقد ألفوا فيها قديمًا وحديثًا([39]) . بل إنّ أهل السنّة ذكروا أنّ هناك أكثر من ألف حديث تدل على علوّ الله([40]) ، ولكن الكلام هنا حول قول ابن الجوزي : إنّ "في" للظرفية ، فيقال : إن هذه الآية دليل واضح وظاهر على علو الله ، وأنّ معنى ] في السماء [ يراد به أحد معنيين :
الأول : أنّ السماء هنا معناه العلو . وعلى هذا فلا إشكال في الآية ، فإن الله في العلو([41]) لا في السفل .
الثاني : أنّ معنى "في" هنا أي : على السماء ؛ لأن في لغة العرب والقرآن يأتي "في" بمعنى "على" . قال تعالى : ] ولأصلبنكم في جذوع النخل [ [ طه : 71 ] ، أي : على جذوع النخل ، وقوله تعالى : ] فسيروا في الأرض [ [ النحل : 31 ] بمعنى : على الأرض([42]) .
قوله (ص150) - عن تعليقه على حديث " رأيت ربي في أحسن صورة "([43]) قال - : " فالصورة إن كانت ترجع إلى الله تعالى فالمعنى : رأيته على أحسن صفاته من الإقبال عليّ والرضى عنّي ، وإن قلنا : ترجع إلى رسول الله فالمعنى : رأيته وأنا على أحسن صورة " اهـ .
المشكلة عند ابن الجوزي ليس في ثبوت الحديث فهو قد حكم عليه بالوضع بعد إيراده
له ، ولكن المشكلة عند ابن الجوزي أنه على افتراض صحته فإنه سيسلط عليه طاغوت التأويل ، وعلى هذا لا فرق بين ثبوت الحديث وعدمه إذا كان العقل لن يستسيغه ويقبله ، وهذه مشكلة أهل الكلام جميعًا ، وابن الجوزي ليس جاهلاً في أن لفظ الصورة قد ثبت في أحاديث أخرى ، منها حديث :
" فيأتيهم في صورته … "([44]) .
يقول ابن قتيبة: " والذي عندي والله تعالى أعلم أنّ الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعينين ، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في
القرآن "([45]) .
قال ابن عبدالبر : " الذي عليه أهل السنة وأئمة الفقه والأثر في هذه المسألة وما أشبهها : الإيمان بما جاء عن النبي e فيها ، والتصديق بذلك ، وترك التحديد والكيفية في شيء منه "([46]) .
قوله (ص170-172) : " روى البخاري ومسلم في الصحيحين([47]) من حديث أنس بن مالك t عن النبي e : " لا تزال جهنم يُلقى فيها وتقول : هل من مزيد ، حتى يضع ربّ العزة فيها قدمه فينـزوي بعضها على بعض فتمتلئ " .
قلت - أي ابن الجوزي - : الواجب علينا أن نعتقد أنّ ذات الله لا تتبعض ولا يحويها مكان … إلى أن قال : وعن النضر بن شميل : القدم هنا الكفار الذين سبق في علم الله أنهم من أهل النار … ومن يرويه بلفظ " الرجل " فإنه يقول : رجل من جراد ، فيكون المراد : يدخلها جماعة يشبهون في كثرتهم الجراد ، فيسرعون التهافت فيها " اهـ.
هكذا نرى ابن الجوزي - رحمه الله - في هذا الكتاب إن وجد حديثًا يخالف ما اعتقده من إرث المعتزلة والجهمية في الصفات ، فإن كان ضعيفًا ضعفه - وحق له ذلك وهو الإمام في هذا الفن - ، وإن وجده صحيحاً بحث لتأويله غرائب اللغات حتى يسوغ في عقله ، ومثل هذا أحاديث صفة القدم ،
" ففي مثل هذا المقام التوقيفي لا ينبغي للمرء الناصح لنفسه أن يحاول استخدام عقله أو سلطان
فلسفته ، أو ما ورثه من مشايخه ليقول في هذا النص النبوي قولاً يخالف قول المعصوم ، فيفسر الحديث كما يريد ويستحسن ، بل عليه أن يقول كما قال الشافعي : ( آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد
الله ، وآمنا برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله ) . وقد صحّ عنه الحديث
السابق … فما علينا إلاّ التسليم "([48]) .
وإن كان الإمام ابن الجوزي يتأول هذا التأويل فماذا يقول عن حديث ابن عباس :
" الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره "([49]) .
من المعلوم من حال المتكلمين وأتباعهم موقفهم من هذه النصوص إما ردٌّ لها أو تفويض وتأويل على خلاف ما كان عليه السلف ، وإن كانت عن الصحابة قال : كيف نحتج بالموقوف والمقطوع على إثبات عقيدة مع أننا لا نحتج بها في الأحكام !!
ولكن يقال : لا يمكن أن يتجرأ حبر الأمة وترجمان القرآن أن يتقول على ربه ما ليس فيه.
" والحكمة في وضع رجله سبحانه في النار أنه قد وعد أن يملأها ، كما في قوله تعالى : ] لأملأنّ جهنم من الجنة والناس أجمعين [ [ السجدة : 13 ] ، ولما كان مقتضى رحمته وعدله ألا يعذب أحدًا بغير ذنب ، وكانت النار في غاية العمق والسعة ؛ حقق وعده سبحانه فوضع فيها قدمه ، فحينئذ يتلاقى طرفاها ولا يبقى فيها فضل عن أهلها …"([50]) .
وما زال السلف على إثبات هذه الصفة . يقول إمام الأئمة ابن خريمة : " باب ذكر إثبات الرجل لله U وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية ، الذين يكفرون بصفات خالقنا U التي أثبتها
لنفسه …"([51]).
قوله (ص178-184) - بعد أن روى حديث أبي هريرة عن النبي e : " يضحك ربنا من رجلين يقتل أحدهما الآخر ، فيدخلان الجنة "([52]) ، وحديث ابن مسعود عن النبي e عندما أخبر بخبر آخر رجل يدخل الجنة ، فقيل : مما تضحك ؟ فقال : من ضحك رب العالمين حين قال : أتستهزئ
مني ؟! "([53]) - :
" قلت - أي ابن الجوزي - : اعلم أنّ الضحك له معان ترجع إلى معنى البيان والظهور …
يقال : ضحكت الأرض بالنبات إذا ظهر ما فيها … وكذلك الضحك الذي يعتري البشر إنما هو انفتاح الفم عند الإنسان ، وهذا يستحيل على الله ، فوجب حمله على إبداء كرم الله وإبانة فضله … وقال الخطابي : ضحك الجبار U المراد به الرضى وحسن المجازاة " اهـ .
أقول : وما أدري ما سبب تسمية المتكلمين لأهل السنة مشبهة حشوية مع أنهم يقولون عند وصفهم لربهم : ] ليس كمثله شيء [ [ الشورى : 11 ] ، وما أُتي هؤلاء المعطلة إلاّ بسبب تشبيههم أولاً ، وذلك عندما اعتقدوا ظاهر النصوص أنها كفر ، ثم بعد ذلك عطلوا النصوص عن معانيها وحرفوها عما أراد الله ورسوله([54]) .
والعلامة ابن الجوزي - عفا الله عنه - زلت قدمه كما زلّ غيره ، فمع تعظيمه للسلف الذين دائماً ما يثبتون مثل هذه الصفة كما يليق ، لكننا نجده هنا يتأولها على ما فهمه عقله أن إثباتها يقتضي تشبيه البشر بالله سبحانه ، وأنّ الضحك هو انفتاح الفم فما فهمه من الصفة عند البشر أخذ يطبقه على
خالقه . ولهذا يقال لابن الجوزي وأمثاله من المتكلمين : إن " القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر " ، فيا عجبًا ممن يثبت السمع والبصر .. ولا يثبت غيرها من الصفات ، مثل الضحك والغضب ، فإن هذا يقال له : لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته ، بل القول في أحدهما كالقول في
الآخر .
فإن قلت : إنّ إرادته مثل إرادة المخلوقين ، فكذلك محبته ورضاه وغضبه ، وهذا هو التمثيل ، وإن قلت : له إرادة تليق به ، قيل لك : وكذلك له محبة تليق به ، وللمخلوق رضى وغضب يليق به ، وإن قال : الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام ، قيل : والإرادة ميل النفس لجلب منفعة أو دفع مضرة ، فإن قلت : هذه إرادة المخلوق ، قيل لك : وهذا غضب المخلوق … وإن قال : إنه لا حقيقة لهذا إلاّ ما يختص بالمخلوقين فيجب نفيه عنه ، قيل له : وهكذا السمع والبصر والكلام والقدرة "([55]) .
وليت هؤلاء المتكلمين جاؤوا ولو بتأويل واحد يصحّ أن يكون تأويلاً عن الصحابة والتابعين ، فقد كان رسول الله e يقول هذه الأحاديث أمام أصحابه ، وكان منهم العالم والعامي ولم يُنقل في حديث عنهم أنهم استنكروا ذلك مرة واحدة . ولله در ابن تيمية حين علم ذلك فقال لخصومه من أمثال هؤلاء المتكلمين : أمهلكم ثلاث سنوات فإن أتيتم بخلاف ما قلت ولو بحرف واحد عن أحد القرون الثلاثة التي أثنى عليها النبي e فأنا أرجع عن ذلك - أي أقواله([56]) - .
قال ابن تيمية : " إذا قدر حيّان أحدهما يضحك مما يُضحك منه ، والآخر لا يضحك قط ، كان الأول أكمل من الثاني … فقال له أبو رزين العقيلي - لما سمع قول النبي e : إنّ ربنا يضحك - : يا رسول الله ! أويضحك الرب ؟ قال : " نعم " ، قال : لن نعدم خيرًا من رب يضحك ، فجعل الأعرابي بصحة فطرته ضحكه دليلاً على إحسانه وإنعامه "([57]) . ولم يقل : كيف يضحك ؟! وهل هو مثل ضحكنا ؟!
قال أبو يعلى : " اعلم أنه غير ممتنع حمل هذه الأحاديث على ظاهرها من غير تأويل ، وقد نصّ أحمد على ذلك في رواية الجماعة ؛ قال في رواية حنبل : يضحك الله ولا نعلم كيف ذلك إلاّ بتصديقنا الرسول e . وقال المروزي : " سألت أبا عبدالله عن عبدالله التيمي ؟ فقال : صدوق وقد كتبت عنه من الرقائق ، ولكن حكي عنه أنه ذكر حديث الضحك فقال : مثل الزرع . وهذا كلام الجهمية "([58]) .
فهذا أحمد يقول : إن من أنكر هذا إنما هو كلام الجهمية !
ويقول الآجري : " هذا مذهب العلماء من اتبع ولم يبتدع ، ولا يقال فيه : كيف ؟ بل التسليم له والإيمان بأن الله U يضحك "([59]) .
قوله (ص192) - عند كلامه على حديث أبي هريرة t أنه قال : قال رسول الله e :
" ينـزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل …"([60]) - قال ابن الجوزي :
" يستحيل على الله U الحركة والنقلة والتغير ، فبقي الناس رجلين ؛ أحدهما : المتأول له بمعنى أنه يقرب رحمته … الثاني : الساكت عن الكلام في ذلك مع اعتقاد التنـزيه " اهـ .
وهذه من تأويلات ابن الجوزي ، والتي خالف فيها السلف وبدأ يتأولها أو يفوضها ، مع أن الوارد عن السلف إثباتها على ما يليق ولا يضير أهل السنة قول ابن الجوزي ولا غيره : إن النـزول حركة ونقلة وتغيّر ، فهذا لازم ألزمهم به أهل البدع , ولم يلتزمه السلف([61]) . ورجح ابن القيم الإمساك عن الأمرين ، فلا نقول : يتحرك ، ولا ننفي ذلك([62]) .
ويكفينا في إثبات هذه الصفة أنّ عشرين صحابيًّا روى هذا الحديث المتواتر([63]) ، ولم يتكلم أحدهم فيه ولم يستنكره ! مع أنهم خير القرون بشهادة نبيّهم محمّد e .
قال ابن القيم : " قال بعض الجهمية لبعض أصحابنا : أتقول إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا ؟ فقال : ومن أنا حتى أقول ذلك فقد قاله رسول الله e وبلّغه الأمة !؟ فقال الجهمي : هذا يلزم منه الحركة والانتقال ! فقال له السني : أنا لم أقل ذلك من عندي شيئًا ، وهذا الإلزام لمن قال ذلك ،
وهو الرسول e ، وتصديقه واجب علينا ، فإن كان تصديقه على ذلك بطل الإلزام به . فبهت
الجهمي "([64]) .
ويقال لابن الجوزي رحمه الله وأمثاله من نفات العلو لله والنـزول إلى السماء الدنيا : إذا كان على تأويلاتكم ينـزل أمره أو رحمته يقال لهؤلاء : هذه الرحمة ممن تنـزل إذا كان ليس في السماء إله يعبد ويصلى له ويسجد ؟!!([65]) .
ويرد ابن تيمية على نفاة النـزول والمتشبثين بأن النـزول يلزم منه الحركة ، وهي من صفات الأجسام ، وهذا فيه تشبيه الخالق بالمخلوق ، فبيّن رحمه الله بقوله : " إذا كانت الروح تعرج إلى السماء مع أنها في البدن علم أنه ليس عروجها من جنس عروج البدن الذي يمتنع هذا فيه ، وعروج الملائكة ونزولها من جنس عروج الروح ونزولها لا من جنس عروج البدن ونزوله ، وصعود الرب U فوق هذا كله وأجل من هذا كله ، فإنه تعالى أبعد عن مماثلة كل مخلوق من مماثلة مخلوق لمخلوق "([66]) .
وأما ما يقول ابن الجوزي في مسلكه الثاني وهو أن نسكت مع اعتقاد التنـزيه ، فإن كان يقصد أن نؤمن بالنـزول كما يليق بالله سبحانه فهذا هو المطلوب ، وهو قول أهل السنة ، وأما إن كان يقصد بالسكوت أن نفوض المعنى وأن الله خاطبنا بكلام غير مفهوم فهذا خطأ([67]) .
الخاتمة
مهما بلغ الإنسان في علمة فإنه لا بد عليه الخطأ ، حتى وإن كان مجتهدًا في الصواب ، والمهم حين يبين أخطاء غيره فإن لا يعني تتبع عورته إنما هي النصيحة لله ورسوله e ، وبين يدينا الآن بعض التأويلات من الإمام العالم الزاهد عبدالرحمن بن الجوزي ، والذي ترك طريقة السلف في الصفات ، مع علمنا بحرصه على اتباع السنة ، ولكنه قد يعذر والله يتولى حسابه ، ونسأل أن يغفر لنا وله . وقد يُلتمس العذر لابن الجوزي على النحو التالي :
1/ " أنه كان مكثرًا من التصانيف ، فيصنف الكتاب ولا يغيره بل يشتغل بغيره … فينقل من التصانيف - الأخرى غير تصانيفه - من غير أن يكون متقنًا لذلك العلم "([68]) .
2/ تعظيمه لله على غير هدي السلف ، مما جعله ينفي صفاته I . قال ابن مهدي : " هل هلكت المجوس إلاّ من جهة التعظيم ؟ قالوا : الله أعظم من أن نعبده ، ولكن نعبد من هو أقرب إليه منا ! "([69]) .
3/ قلة خبرته في العقليات ، وشدة إعجابه بشيخه ابن عقيل المتفنن في العقليات ، فتبعه على ذهب إليه([70]) .
4/ " ولو أنّ كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه … أهدرناه وبدعناه لقلّ من يسلم من الأئمة "([71]) .
مصادر ومراجع البحث
1- القرآن الكريم .
2- الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ، ابن بطة ، ت/ د. عثمان عبدالله الإثيوبي ، دار الراية - الرياض . ط. الثانية 1418 .
3- إبطال التأويلات ، أبو يعلى ، ت/ محمّد حمد الحمود النجدي . دار إيلاف الدولية - الكويت . ط. الأولى 1410 .
4- تحاف أهل الفضل والإنصاف ، سليمان العلوان . دار الصميعي - الرياض ، ط. الأولى 1415.
5- إثبات صفة العلو ، ابن قدامة . ت/ بدر البدر . الدار السلفية - الكويت . ط. الأولى 1406 .
6- إثبات علو الله ، حمود التويجري . مكتبة المعارف - الرياض . ط. الأولى 1415 .
7- إثبات علو الله على خلقه ، أسامة القصاص . عبدالرزاق الشايجي . دار الهجرة - الدمام . ط. الأولى .
8- أدلة علو الله ( شرح لنونية ابن القيم ) . شرح/ محمّد أحمد سيد . دار السوادي - جدة . ط. الأولى .
9- الأربعين في دلائل التوحيد ، الهروي ، ت/ علي الفقيهي - المدينة المنورة ، ط. الأولى 1404.
10- الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد ، عبدالله الجبرين ، ت/ محمّد المنيع . دار طيبة - الرياض . ط. الأولى 1418 .
11- الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات ، عبدالقادر محمّد عطا . مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة . ط. الأولى 1418 .
12- أصول السنة ، أحمد بن حنبل . دار المنار - الخرج . ط. الأولى 1411 .
13- إعلام الموقعين ، ابن القيم ، ت/ طه عبدالرؤوف . دار الجيل - بيروت . 1973 .
14- الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل ، محمّد . دار عكاظ - جدة . ط. الثالثة 1403 .
15- ابن الجوزي بين التفويض والتأويل ، أحمد الزهراني ، رسالة ماجستير مقدمة إلى جامعة أم القرى مطبوعة على الآلة الكاتبة .
16- أبو الفرج ابن الجوزي وآراؤه الكلامية والأخلاقية ، د. آمنة محمّد . دار الشروق - القاهرة . ط. الأولى .
17- اجتماع الجيوش الإسلامية ، ابن القيم . دار الكتب العلمية - بيروت . ط. الأولى 1404 .
18- الاستقامة ، ابن تيمية ، ت/ محمّد رشاد سالم . جامعة الإمام محمّد بن سعود - الرياض . ط. الأولى 1403 .
19- الاعتقاد ، البيهقي ، ت/ أحمد عصام الكاتب . دار الآفاق الجديدة - بيروت . ط. الأولى 1401 .
20- الإمام ابن الجوزي وكتابه الموضوعات ، محمّد القيسية . جامعة بنجاب - باكستان . ط. الأولى 1403 .
21- البداية والنهاية ، ابن كثير . مكتبة المعارف - بيروت .
22- براءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة ، عبدالعزيز الحميدي . دار ابن عفان - القاهرة . ط. الأولى 1420 .
23- بيان تلبيس الجهمية ، ابن تيمية ، ت/ محمّد بن قاسم . مطبعة الحكومة - مكة المكرمة . ط. الأولى 1392.
24- تأويل مختلف الحديث ، ابن قتيبة ، ت/ محمّد النجار . دار الجيل - بيروت 1972 .
25- التدمرية (ضمن مجموع الفتاوى ) ، ابن تيمية ، مجمع الملك فهد - المدينة . 1416 .
26- التعليقات الزكية ، الجبرين ، جمع/ أبو لوز . دار الوطن - الرياض . ط. الأولى 1419 .
27- تفسير البغوي ، الحسين البغوي ، ت/ خالد العك . دار المعرفة - بيروت . ط. الثانية 1407 .
28- تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير . دار الفكر - بيروت 1401 .
29- تقريب التدمرية ( ضمن مجموع فتاوى ابن عثيمين ) . دار الثريا - الرياض . ط. الثانية 1414 .
30- تلبيس إبليس ، ابن الجوزي ، ت/ السيد الجميلي . دار الكتاب العربي - بيروت . ط. الأولى 1405 .
31- التمهيد ، ابن عبدالبر ، ت/ مصطفى العلوي . وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب 1387 .
32- تيسير الكريم الرحمن ، السعدي ، ت/ عبدالرحمن اللويحق . مؤسسة الرسالة - بيروت . ط. الأولى 1421 .
33- جامع البيان ، ابن جرير الطبري . دار الفكر - بيروت . ط. السابعة 1405 .
34- الجواب الصحيح ، ابن تيمية ، د. علي حسن وآخرون . دار العاصمة - الرياض . ط. الأولى1414 .
35- حادي الأرواح ، ابن القيم . دار الكتب العلمية - بيروت .
36- الحجة في بيان المحجة ، الأصفهاني ، ت/ محمّد ربيع المدخلي . دار الراية - الرياض . ط. الأولى 1411 .
37- درء تعارض العقل والنقل ، ابن تيمية ، ت/ محمّد رشاد سالم . إدارة الثقافة ، جامعة الإمام - الرياض . 1411 .
38- دفع شبه التشبيه ، ابن الجوزي ، ت/حسن السقاف . دار الإمام النووي - الأردن . ط. الثالثة 1413 .
39- ذم التأويل ، ابن قدامة ، ت/ بدر البدر . المكتبة السلفية - الكويت . ط. الأولى 1406 .
40- الذيل على طبقات الحنابلة ، ابن رجب الحنبلي . بدون تاريخ ولا رقم طبعة .
41- الرؤية لله ، الدارقطني ، ت/ مبروك إسماعيل . مكتبة القرآن - القاهرة .
42- الرد على الجهمية ، الدارمي ، ت/ بدر البدر . دار ابن الأثير - الكويت . ط. الأولى 1195 .
43- رسالة في إثبات الاستواء والفوقية ، أبو محمّد الجويني ، ت/ أحمد معاذ بن علوان . دار طويق - الرياض . ط. الأولى 1998 .
44- روح المعاني ، الآلوسي . دار إحياء التراث - بيروت . ط. الرابعة 1405 .
45- السنة ، ابن أبي عاصم ، ت/ الألباني . المكتب الإسلامي - بيروت 1400 .
46- السنة ، عبدالله بن أحمد ، محمّد القحطاني . مكتبة ابن القيم - الدمام . ط. الأولى 1406 .
47- سنن الدارمي ، عبدالله الدارمي ، ت/ فواز أحمد زملي . دار الكتاب العربي - بيروت . ط. الأولى 1407 .
48- سير أعلام النبلاء ، الذهبي ، ت/ شعيب الأرناؤوط . مؤسسة الرسالة - بيروت . ط. التاسعة 1413 .
49- شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة ، اللالكائي ، ت/ أحمد سعد حمدان . دار طيبة - الرياض .
50- شرح العقيدة الأصفهانية ، ابن تيمية ، ت/ إبراهيم سعيداي . مكتبة الرشد - الرياض. ط. الأولى .
51- شرح العقيدة الطحاوية ، ابن أبي العز الحنفي ، ت/ عبدالله التركي والأرناؤوط . مؤسسة الرسالة - بيروت . ط. السابعة 1415 .
52- شرح العقيدة الواسطية ، محمّد خليل هراس ، ت/ علوي السقاف . دار الهجرة - الثقبة ، ط. الثالثة 1415 .
53- شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ، ابن عثيمين . ع/ سعد الصميل . دار ابن الجوزي - الدمام . ط. الثانية 1415 .
54- شرح حديث النـزول ( ضمن مجموع الفتاوى ) ، ابن تيمية. مجمع الملك فهد - المدينة . 1416 .
55- شرح نونية ابن القيم ، ابن عيسى ، ت/ زهير الشاويش . المكتب الإسلامي - بيروت . ط. الثالثة 1406 .
56- الشريعة ، الآجري ، ت/ محمّد الفقي . مكتبة أنصار السنة .
57- صحيح البخاري ، محمّد بن إسماعيل البخاري ، ت/ مصطفى ديب . دار ابن كثير واليمامة - بيروت . ط. الثالثة 1407 .
58- صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج ، ت/ محمّد فؤاد عبدالباقي . دار إحياء التراث - بيروت .
59- الصفات الإلهية في القرآن والسنة ، محمّد أمان الجامي . دار الفنون . ط. الثانية 1411 .
60- صفة النـزول الإلهي ورد الشبهات حولها ، عبدالقادر الجعبري . دار البان الحديثة - الطائف. ط. الأولى 1421.
61- الصواعق المرسلة ، ابن القيم ، ت/ علي الدخيل الله . دار العاصمة - الرياض . ط. الثالثة 1418 .
62- صون المنطق والكلام ، السيوطي ، ت/ علي النشار . دار السعادة - مصر . ط. الأولى .
63- طبقات الحفاظ ، السيوطي ، ت/ علي محمّد عمر . دار وهبة - القاهرة . ط. الأولى 1393.
64- عقيدة السلف ، إسماعيل الصابوني ، ت/ ناصر الجديع. دار العاصمة - الرياض . ط. الثانية 1419.
65- علو الله على خلقه ، موسى الدويش . عالم الكتب - بيروت . ط. الأولى .
66- العلو للعلي الغفار ، الذهبي ، ت/ أشرف عبدالمقصود . دار أضواء السلف - الرياض . ط. الأولى 1995 .
67- فتح الباري ، ابن حجر ، ت/ محمّد فؤاد عبدالباقي . دار المعرفة - بيروت . 1379 .
68- فتح القدير ، الشوكاني . دار الفكر - بيروت .
69- الفتوى الحموية (ضمن مجموع الفتاوى ) ، ابن تيمية . مجمع الملك فهد - المدينة . 1416 .
70- الفصل في الملل والأهواء والنحل ، ابن حزم .
71- قراءة جديدة في مؤلفات ابن الجوزي ، ناجية عبدالله . دار الديواني - بغداد . ط. الأولى .
72- قضية التأويل في القرآن ، إبراهيم بن حسن . دار قتيبة - بيروت . ط. الأولى 1413 .
73- القواعد المثلى ، ابن عثيمين ، ت/ أشرف عبدالمقصود . دار أضواء السلف - الرياض . 1416 .
74- كتاب التوحيد ، ابن خزيمة ، ت/ عبدالعزيز الشهوان . مكتبة الرشد - الرياض . ط. الخامسة 1994 .
75- الكشاف في ضلالات النفاة ، سليمان العلوان . دار المنار - الرياض . ط. الأولى 1413.
76- الكواشف الجلية ، عبدالعزيز السلمان . يوزع مجانًا . ط. السابعة عشرة 1410 .
77- لوامع الأنوار البهية ، السفاريني . المكتب الإسلامي - بيروت . ط. الثالثة 1411 .
78- مؤلفات ابن الجوزي ، عبدالحميد العلوجي . مركز المخطوطات - الكويت . ط. الأولى.
79- مجموع الفتاوى ، ابن تيمية ، ج/ عبدالرحمن بن قاسم . مجمع الملك فهد - المدينة . 1416 .
80- مختصر الصواعق المرسلة ، ابن القيم ، ت/ رضوان جامع رضوان . مكتبة نزار الباز - مكة المكرمة .
81- مختصر العلو للذهبي ، الألباني . المكتب الإسلامي - دمشق، بيروت . ط. الأولى 1401.
82- مسند أبي يعلى ، أبو يعلى الموصلي ، ت/ حسين سليم أسد . دار المأمون للتراث - دمشق . ط. الأولى 1404 .
83- مشيخة ابن الجوزي ، ابن الجوزي ، ت/ محمّد محفوظ. دار الغرب الإسلامي- بيروت . ط. الثانية .
84- معارج القبول ، حافظ الحكمي ، ت/ عمر محمود . دار ابن القيم - الدمام . ط. الأولى 1410 .
85- المعجم الكبير ، الطبراني ، ت/ حمدي السلفي. مكتبة العلوم والحكم - الموصل. ط. الثانية 1404 .
86- منهج الاستدلال ، علي حسن عثمان . مكتبة - الرشد - الرياض . ط. الثالثة 1415 .
87- منهج السلف في الأسماء والصفات، شاكر العارودي. مكتبة رمادي - الدمام . ط. الأولى 1417 .
88- موقف ابن تيمية من الأشاعرة ، عبدالرحمن المحمود . مكتبة الرشد - الرياض . ط. الثانية 1416 .
89- موقف المتكلمين ، سليمان الغصن . دار العاصمة - الرياض . ط. الأولى 1416 .
90- النـزول ، الدارقطني ، ت/ علي الفقيهي . ط. الأولى 1403 .
فهرس الموضوعات
- الباب الأول ………………………………………………………….…………………………………
- التعريف بالإمام ابن الجوزي ………………………………………………………….
- الفصل الأول : سيرته ………………………………………………………….
- المبحث الأول : اسمه ونسبه ………………………………………………………….
- المبحث الثاني : علمه ومؤلفاته ………………………………………………………….
- المبحث الثالث : ثناء العلماء عليه ……………………………………………………….
- الفصل الثاني : ……………………………………………………….
- المبحث الأول : عقيدته في الأسماء والصفات ……………………………………………………….
- المطلب الأول : اضطرابه في عقيدة الأسماء والصفات ……………………………………………………….
- المطلب الثاني : سبب اضطرابه ……………………………………………………….
- المبحث الثاني : نسبة التأويل إلى الإمام أحمد ……………………………………………………….
- الباب الثاني ……………………………………………………….
- التأويلات في دفع شبه التشبيه ……………………………………………………….
- الفصل الأول : التعريف بالكتاب …………………………………………………
- المبحث الأول : التعريف بالكتاب ومنهج مؤلفه …………………………………………………
- المبحث الثاني : طبعات الكتاب ……………………………………
- الفصل الثاني : معاني التأويل ……………………………………
- الفصل الثالث : أمثلة لتأويلاته ……………………………………
ابن الجوزي وكتابه دفع شبه التشبيه
خالد محمد عبد الله الشنيبر حمل الكتاب من هنا
ربما يود القارئ النظر في هذا الرابط الجامع : (( كل شئ عن ابن الجوزي رحمه الله ))
المقدمة
إنّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إلاّ الله ، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله . أما بعد :
فما ابتليت به الأمة الإسلامية من القرون الأولى علم الكلام ، والاعتماد على العقل في ردّ نصوص الشرع ، فاشتدّ إنكار السلف عليهم ، ولكن مع تقدّم السنين انتسب إلى المتكلّمين كثيرٌ من أهل العلم والفضل ممن يشار إليهم ، بل إنهم جُعلوا قدوةً في صحة ما يقولونه من عقائد جعلوا فيها أنّ السلف لا يعرفون شيئًا في العقائد ، خاصة الأسماء والصفات !
ولما كان ابن الجوزي العالم الفاضل من الحنابلة ممّن تأثّر بهؤلاء آثرتُ أن أقدّم شيئًا من اعتقاده .
أسباب اختيار الموضوع :
1ـ أنّ ابن الجوزي من علماء الحنابلة الكبار ، وقد اشتهر عن الحنابلة نصرتهم للعقيدة ، ولكن لما خرج ابن الجوزي عن طريقهم احتجّ بعض المتكلمين على الحنابلة بما يقول ابن الجوزي .
2ـ بيان تأثر ابن الجوزي بالمتكلّمين في مسائل الأسماء والصفات .
3ـ كثير من الأحاديث التي يؤولها ابن الجوزي هي موجودة في الصحيحين ! ويكثر إثبات معناها من السلف ، ومع ذلك نجد أنّ ابن الجوزي يؤولها أو يفوّضها وينسبه للسلف .
وقد جعلت البحث على الخطة التالية :
خطة البحث
الباب الأول
التعريف بالإمام ابن الجوزي
× الفصل الأول : سيرته
المبحث الأول : اسمه ونسبه
المبحث الثاني : علمه ومؤلفاته
المبحث الثالث : ثناء العلماء عليه
× الفصل الثاني :
المبحث الأول : عقيدته في الأسماء والصفات
المطلب الأول : اضطرابه في عقيدة الأسماء والصفات
المطلب الثاني : سبب اضطرابه
المبحث الثاني : نسبة التأويل إلى الإمام أحمد
الباب الثاني
التأويلات في دفع شبه التشبيه
التأويلات في دفع شبه التشبيه
× الفصل الأول : التعريف بالكتاب
المبحث الأول : التعريف بالكتاب ومنهج مؤلفه
المبحث الثاني : طبعات الكتاب
× الفصل الثاني : معاني التأويل
× الفصل الثالث : أمثلة لتأويلاته
الباب الأول
التعريف بالإمام ابن الجوزي
الفصل الأول : سيرته
المبحث الأول : اسمه ونسبه
هو الإمام العالم أبو الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمّد الجوزي ، يوصل بعض المؤرخين نسبه إلى أبي بكر الصديق t .
مولده : لم يصل المؤرخون إلى معرفة ذلك ، بل هو نفسه لم يعرف ذلك ، ولكن يذكر أنه ولد قريبًا من (510) . ولد في بغداد مدينة العلماء .
وفاته : توفي رحمه الله في يوم الجمعة الثاني عشر من شهر رمضان المبارك سنة 597هـ ، وله من العمر سبع وثمانون سنة ، وحضر جنازته جمع كبير جدًّا ، حتى قيل : إن بعض الناس أفطروا من شدة الحر والتعب والزحام([1]) .
المبحث الثاني : علمه ومؤلفاته
يعتبر ابن الجوزي من كبار العلماء المكثرين في العلوم ، والمتفننين في شتى أنواع العلوم ، وذلك بسعة علم ووفرة اطلاع ، ولا أدل على ذلك من وفرة الكتب العلمية التي تركها في شتى العلوم([2]) ؛ في القرآن ، والتفسير ، والفقه ، والوعظ ، والزهد ، والعقيدة ، والحديث - والذي يعتبر إمامًا فيه ، وكثيرًا ما يرجع إليه فيه - ، والطب ، والشعر ، واللغة ، والتاريخ ، والجغرافيا ، والقصص .
فكما ذكرنا أن ابن الجوزي كان من المكثرين جدًّا من التأليف ، بل ذكر أحد الباحثين أنّ مجموع ما نسب إلى ابن الجوزي من مؤلفات وصل قرابة خمسمائة وأربعة وسبعين ، وهذه بين مخطوط ومطبوع وأكثره مفقود .
وأما كتب ابن الجوزي المطبوعة قرابة ستة وستين كتابًا ، وهذا مقدار ليس بالقليل ، وأما المخطوطة فقرابة المائة وستة وستين([3]) .
المبحث الثالث : ثناء العلماء عليه
قال عنه الإمام الذهبي : " وكان من أحسن الناس كلامًا ، وأتمهم نظامًا ، وأعذبهم لسانًا ، وأجودهم بيانًا "([4]) .
" كان رأسًا في التذكير بلا مدافعة ، يقول النظم الرائق ، والنثر الفائق بديها ، ويسهب ويعجب ، يطرب ويطنب ، لم يأت قبله ولا بعده مثله … وكان بحرًا في التفسير ، علامة في السير والتاريخ ، موصوفًا بعلم الحديث ومعرفة فنونه ، فقيهًا عليمًا بالإجماع والاختلاف ، جيّد المشاركة في
الطبّ … "([5]) .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية مع أنه استدرك وتعقب ابن الجوزي في مواضع من كتبه ، إلاّ أنه كان يجله ودائمًا ما كان يأخذ عنه ، ووصفه " بالشيخ العالم "([6]) .
الفصل الثاني
المبحث الأول : عقيدته في الأسماء والصفات
المطلب الأول : اضطرابه في العقيدة
من المعلوم أنّ ابن الجوزي لم يستقرّ على عقيدة معينة ، ولم يعلم له العلماء عقيدةً معينة ، بل له كتب في إثبات صفات الله تعالى ، ككتاب "مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية" ، ففي هذا الكتاب يعلن ابن الجوزي إثباته للصفات ، خاصة الخبرية والتي ينفيها المتأخرون من المتكلمين ، فقال :
" اعلم أنّ الحقّ موصوف باليدين والوجه والعين على الوجه الذي يليق به … " . ثم أخذ يستدل على هذه الصفات من الكتاب والسنة ، ويناقش المعتزلة على تأويلهم صفة اليد ، ولكن العجيب أنّ ابن الجوزي تجده في كتاب آخر - مثل كتابنا هذا ( أي "دفع شبه التشبيه" ) - يؤوّل ما سبق أن قرره واستدل عليه من الكتاب والسنة ، ويأتي بنفس تأويلات من ردّ عليهم .
ثم تجده في مواضع من كتب أخرى - ككتاب تلبيس إبليس - يقرر التفويض ، وأنه هو الواجب ويقول : " وإنما الصواب قراءة الآيات والأحاديث من غير تفسير ولا كلام فيها "([7]) . وهذه هي المشكلة في ابن الجوزي ، بل إنه قد تعلق بأقواله في نفي الصفات بعض المتكلمين ، وأن مذهب الإمام أحمد فيها هو التأويل ، والدليل على ذلك أنّ من أكابر علماء مذهبه هو ابن الجوزي ويعتبر من المؤولة([8]) .
قال ابن تيمية : " فإن قيل : قلت إن أكثر أئمة النفاة من المعتزلة والجهمية كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول e وأقوال السلف في تفسير القرآن وأصول الدين ، وما بلغوه عن الرسول e ، ففي النفاة كثير ممن له المعرفة بذلك … وهذه حال أبي حاتم البستي … وأبي الفرج ابن الجوزي … "([9]) .
فابن تيمية يقرر هذه الحال لابن الجوزي ، مع أنه جمع علم الحديث وأقوال السلف إلاّ أنه قد قرر بعض أقوال المتكلمين ، ويقول ابن تيمية في موطن آخر يقرر فيه موافقة ابن الجوزي لآراء المعتزلة والجهمية ، يقول رحمه الله في كلامه عن المضافات لله تعالى : " حتى ابن عقيل وابن الجوزي وأمثالهما إذا مالوا إلى قول المعتزلة سلكوا هذا المسلك وقالوا : هذه آيات الإضافات لا آيات الصفات … "([10]) . وبين ابن تيمية الأمر حيث يقول :
" فيوجد في كلام كثير من المنتسبين إلى أحمد ، كأبي الوفاء ابن عقيل وأبي الفرج ابن الجوزي … ما هو أبعد من قول أحمد والأئمة من قول الأشعري … "([11]) .
فإنه يتبيّن لنا مما سبق أنّ ابن الجوزي كان بعيدًا عن مذهب إمامه في الاعتقاد في
الصفات ، فإن كان هو رحمه الله يعتقد أن طريقته هي التنـزيه مع أنه " لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات ، بل له في الإثبات - نظمًا ونثرًا - ما أثبت له كثيرًا من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف - أي دفع شبه التشبيه - ، فهو في هذا الباب مثل كثير يثبتون تارة وينفون تارة "([12]) .
المطلب الثاني : سبب اضطرابه في العقيدة
مما سبق تبين لنا اضطراب ابن الجوزي في العقيدة ، وأنه لم يستقرّ على مذهب منذ نشأته ، ولهذا اشتهر عنه هذا الأمر ، وأنّ لكل صاحب هوى يجد هواه في كلام ابن الجوزي من أهل التأويل والتفويض([13]) .
ولهذا قال عنه العلامة ابن رجب الحنبلي : " نقم جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين من ميله إلى التأويل في بعض كلامه ، واشتد نكيرهم عليه في ذلك . ولا ريب أنّ كلامه في ذلك مضطرب مختلف ، وهو وإن كان مطلعًا على الأحاديث والآثار في هذا الباب فلم يكن خبيرًا بحل شبه المتكلمين ، وبيان فسادها … وكان معظمًا لابن عقيل ، وكان ابن عقيل بارعًا في علم الكلام ، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار ، فلهذا يضطرب في هذا الباب … وأبو الفرج تابع له "([14]) .
وابن الجوزي وأمثاله ممن ينتسب إلى السلف " ليس لهم خبرة بالعقليات ، بل هم يأخذون بما قاله النفاة من الحكم والدليل ، ويعتقدونها براهين قطعية ، وليس لهم قوة على الاستقلال بها ، بل هم في الحقيقة مقلدون فيها ، وقد اعتقد([15]) أقوال أولئك ، فجميع ما يسمعونه من القرآن والحديث وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك ، بل إما أن يظنوه موافقًا لهم وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه "([16]) .
المبحث الثاني : نسبة التأويل إلى أحمد
بعض أهل العلم ينسب إلى الإمام أحمد رحمه الله أنه تأوّل بعض الصفات ، وبعض المغرضين على مذهب السلف فرح بهذه الرواية وأنّ أحمد أوّل المجيء يوم القيامة بمجيء الثواب([17]) .
والجواب عنها باختصار :
1ـ أنها من رواية حنبل ، وهو مع ثقته له مفاريد يغرب فيها .
2ـ أنها مخالفة للمشهور المتواتر عن الإمام أحمد من وجوب الإقرار بجميع الصفات وردّ التأويل وإبطاله .
3ـ أنّ حنبلاً نفسه قد نقل عن الإمام أحمد روايات في إثباته لهذه الصفات الفعلية الاختيارية ، كالمجيء والنـزول .
4ـ أنّ ابن الإمام أحمد عبدالله روى عن أبيه بسنده عن قتادة إثبات مجيء الله يوم القيامة ولم يؤولها .
5ـ أنه على فرض ثبوت هذه الرواية عن أحمد فإنما قاله أحمد في معرض المناظرة مع خصومه ، كما هو مدلول الرواية نفسها .
6ـ أن يقال : إن ذلك وقع من أحمد ثم رجع عنه ؛ لأن أكثر النقول عنه مصرِّحة بعدم التأويل .
وهذه هي أهم الأجوبة في هذه المسألة ، اختصرتها لضيق المقام عن البسط([18]) .
وقال ابن القيم : " وهاهنا قاعدة يجب التنبيه عليها ، وهي أنه إذا ثبت عن مالك وأحمد وغيرهما تأويل شيء في موارد النـزاع لم يكن فيه أكثر من أنه وقع بينهم نزاع في معنى الآية أو الحديث ، وهو نظير اختلافهم في تفسير آيات وأحاديث ، مثل تنازع ابن عباس وعائشة في قوله تعالى : ] ولقد رآه نزلة أخرى .. [ [ النجم : 13] … "([19]) .
الباب الثاني
التأويلات في دفع شبه التشبيه
المبحث الأول :
الفصل الأول : التعريف بالكتاب
ابن الجوزي رحمة الله عليه ألّف في العقيدة هذا الكتاب ، والذي ملأه بالتأويلات على طريقة الجهمية نفاة الصفات ، بدأه بمقدمة بيّن فيها سبب تأليفه الكتاب وأنه ردّ على ثلاثة من الحنابلة ،
وهم : عبدالله بن حامد ، والقاضي أبو يعلى ، وابن الزاغوني ، وأنهم ألفوا كتب شانوا بها المذهب([20]) - على ما يقول !! - ، وابن الجوزي في هذا الكتاب شنّ حملته على هؤلاء الثلاثة بحقّ أحيانًا وبغير حقّ أحيانًا أخرى ..
فأنكر عليهم إنكارًا شنيعًا ، وقدم بمقدمة بنصحهم وسبب تكلم النبي e بأحاديث
موهمة ، وكلامه غريب في ذلك ، ثم ذكر ابن الجوزي الآيات الموهمة للتشبيه - كما يفهمها ابن الجوزي - ، ثم ذكر الأحاديث في ذلك ، وبدأ ينوّع في تعطيل معانيها أحيانًا كثيرة على طريقة الجهم وأتباعه ، أو تفويضها والزعم أنه مذهب السلف .
المبحث الثاني : طبعات الكتاب
طبع كتاب ابن الجوزي ثلاث طبعات :
الأولى : بتحقيق الكوثري - جهمي العصر - حشاها سبًّا وكذبًا على السلف ، طبع المكتبة التوقيفية بالقاهرة .
الثانية : نسخة دار الجنان ، وهي نسخة مليئة بالأخطاء كما يقول السقاف([21]) .
الثالثة : وهي المعتمدة في هذا البحث لحسن السقاف حامل لواء السبّ والشتم وجميع العبارات المتعصبة لمذهب الجهمية وتحقير أئمة السلف .
الفصل الثاني : معاني التأويل
من أكبر الطواغيت التي سلّطت على نصوص الكتاب والسنة ، والذي أكثر من استعماله العلامة ابن الجوزي في هذا الكتاب هو " التأويل " ، فما معنى التأويل ؟
هناك استعمالات للفظة " التأويل " ، وإذا أطلق في لغة العرب فله استعمالات :
1/ المرجع والمصير : ومن استعمالات الرسول e في هذا أنه لما نزلت آية : ] قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم … [ [ الأنعام : 65] . قال : " ولم يأت تأويلها بعد " .
2/ التفسير : منه حديث " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " .
وهذان المعنيان هما الواردان في كتب اللغة المتقدمة ، كمقاييس اللغة لابن فارس ، وتهذيب اللغة للأزهري .
3/ صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى يحتمله ، لدليل يقرن به .
وهذا المعنى الأخير قد اصطلحه المتأخرون لمعنى التأويل ، وحكموه على نصوص الكتاب والسنة ، وهذا الاصطلاح عليه ملاحظات :
1ـ أنه لم يرد في معاجم اللغة القديمة ، وذلك يعني أنه لم يكن معروفًا عندهم .
2ـ أنه بهذا المعنى لم يأتوا له بشواهد وأمثله ، على خلاف عادة أهل اللغة .
3ـ وإذا لم تكن الكلمة عرفت بينهم ثم وجدناها في المعاجم المتأخرة فلا بد أنها شاعت واشتهرت بهذا المعنى في مجال آخر غير مجال الدراسة اللغوية ، ولكنها اشتهرت حتى وجدت لها مكانًا في
المعاجم([22]) .
الفصل الثالث : بعض تأويلاته (أمثلة لتأويلاته)
قوله (ص : 100) : " وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات ، فسموها بالصفات تسمية مبتدعة لا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل ، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله ، ولا إلى إلغاء ما يوجبه الظاهر من سمات الحدوث … " الخ .
ولبيان شبهة ابن الجوزي وجوه :
1ـ قوله : " أخذوا بالظاهر " ، وكأنه ينتقد الأخذ بالظاهر من النصوص ، مع أنه هو الأصل ، وأهل السنة حين يقولون الظاهر فإنهم يعنون ما تدل عليه الأسماء والصفات ، فاسم العليم يدل على العلم ، والرحيم يدل على الرحمة ، وصفة الغضب تدل على أنّ الله يغضب ، فهم يقولون : إن هذا الظاهر هو كما يليق بجلال الله ] ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ [ الشورى : 11] ، فنفى المثيل له وأثبت السمع والبصر .
أما إن كان يقصد أنهم أخذوا بالظاهر الذي معناه تشبيه الله بخلقه فلم ينقل عن السلف ذلك ، بل المنقول عنهم خلاف ذلك ، بل قالوا : تجرى على ظاهرها اللائق ، ويؤمنون بها بلا كيف ما دام أنه صح الحديث بها([23]) .
2ـ قوله : " ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة ، مثل : يد ، نعمة ، قدرة …" . أهل السنة أخذوا بظاهر النص ؛ لأنه الأصل ولكن على ما يليق بجلال الله ، وإذا وجدوا نصوصًا تصرف المعنى عن ظاهره أخذوا بها ، فقالوا مثلاً : إن معنى المعية هو العلم ، والإحاطة والقدرة ، لا أنه معنا في نفس المكان ، وذلك هو ظاهر النصوص القرآنية الأخرى المثبتة للعلو والاستواء([24]) .
أما أن يجعل اليد تعني النعمة والقدرة لأن من معانيها في اللغة ذلك فليس بصحيح ؛ لأنّ الأصل في الكلام أن يحمل على ظاهره المتعارف عليه([25]) . فاليد في اللغة هي اليد المعروفة ، وقد تكون بمعنى النعمة بحسب السياق والتركيب ، فما هو السياق الذي صرفها في القرآن ؟ بل إن لفظ اليد في القرآن ينافي أن يكون معناه النعمة والقدرة ، إذ كيف تقول في قول الله : ] لما خلقت بيدي [ [ ص : 75 ] ، أي : بنعمتي أو بقوتي ، وهل ليس لله إلاّ نعمتان أو قوتان فقط ؟! وماذا نفعل بحديث رسول الله e : " وكلتا يديه يمين " ، هل كلتا قوتيه يمين ؟([26]) .
قوله (ص100) : " ومجيء وإتيان على معنى بر ولطف " .
هذا هو عين تأويل المتكلمين من أشاعرة ومعتزلة ، فهم ينفون عن الله الإتيان والمجيء ؛ لأنه مستلزم للحركة والجسمية ! وهي من شأن الحوادث([27]) .
ولكن سلم السلف من هذه التأويلات والحمد لله ، ولم يستدلوا على صفات الله إلاّ بما قال الله أو قال رسوله e ، فالله لا يعجز أن يقول : هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم لطف الله ، أو برّ الله ، أو عذاب الله ، فهو الأعلم بنفسه ورسوله أعلم الخلق به .
هذا مع أنّ آيات الإتيان والمجيء أكثر من واحدة ، ولم يذكر الله فيها في موضع واحد ما يخالف بقية المواضع ، بل إن الوارد عن السلف في ذلك خلاف ذلك : قال مجاهد عند قوله تعالى : ] أويأتي ربك [ قال : " يوم القيامة لفصل القضاء "([28]) . ولم يفصّل في المسألة ، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه ، بل الآية نصّ في مسألة إتيان الله ، حيث قال الله : ] هل ينظرون إلاّ أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك [ [ الأنعام : 58 ] ، فالبر واللطف من آياته سبحانه بآثارها في خلقه ، ففرقت الآية بين إتيان الله وإتيان آياته ، وأيضًا : هذه تنقض قول ابن الجوزي (ص110 وص140) : تأويل مجيء الله بمجيء أمره ، فأمر الله من آياته .
قوله (ص102) : " ومن قال : استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات ، وينبغي ألا يعمل ما يثبت به الأصل ، وهو العقل " .
والكلام هنا من وجهين :
الوجه الأول : قوله : " من قال استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات " . وابن الجوزي قرر في مواطن غير ما ذهب إليه السلف ، وهذه زلة قدم كبيرة من العلاّمة ابن الجوزي ، مع أنّ صفة الاستواء والعلو من أكثر الصفات الوارد إثباتها عن السلف([29]) ، ولا يضيرهم جعل ابن الجوزي استواء الله في مجرى الحسيات ، فهو لازم لم يلتزموا به . والعجب من هؤلاء المؤولة الذين يقرؤون في القرآن سبعة مواضع ذكرت الاستواء بهذه اللفظة فقط ، ولم يذكر في موضع واحد غير هذه اللفظة ، والتي لها أحد معاني الاستواء الأربعة : استقرّ ، ارتفع ، صعد ، علا([30]).
والغريب من ابن الجوزي الذي يقول في مواطن من كتابه([31]) : إن مذهب السلف فيها التفويض ، ولا معنى لها عندهم ! ولكن غفل - رحمه الله رحمة واسعة - عن قول الأوزاعي مثلاً : " كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته جل وعلا "([32]) .
فالإمام الأوزاعي هنا لو كان مذهبه التفويض لم يقرر أنّ الله على عرشه ، وأنّ له
صفات ، ولسكت عن ذلك ، لكن لما بدأ الكلام في الصفات ونفي الاستواء من جهم وأتباعه قرر إيمانه بتلك الصفات ، ولو لم يكن الأوزاعي يعرف معناها لم يحتج أن يقرر إيمانه بها .
كما أنّ ابن الجوزي غفل عن قول مالك - عندما سئل عن الاستواء فقال - : " الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة "([33]) . فلو كان السلف لا يفهمون معنى الاستواء لما قالوا : غير مجهول ، ولما نفوا الكيف ، إذ نفي الكيف عن غير المعلوم عبث . والنافي لا يحتاج أن يقول : بلا كيف إذا كان لا يفهم المعنى ، وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبت([34]) .
الوجه الثاني : قول ابن الجوزي : " وينبغي ألا يهمل به الأصل وهو العقل " .
وهذا تقرير من ابن الجوزي لطاغوت المتكلمين في تقديم العقل على النقل ؛ لأن العقل أصل النقل ، فإذا طعنّا في العقل طعنّا في الأصل ، فلا يصح إذًا لا العقل ولا النقل . وهذا الكلام الخطير مبني على افتراض أنّ هناك تعارضًا بين العقل والنقل ، مع العلم أنه لا يمكن أن يتعارض منقول صحيح مع معقول صريح([35]) .
يقول ابن السمعاني : " واعلم أنّ فصل ما بيننا وبين المبتدعة هو مسألة العقل ، فإنهم أسسوا دينهم على المعقول ، وجعلوا الاتباع والمأثور تبعًا للعقول "([36]) .
ولابن الجوزي كلام نحو هذا الكلام في مواطن أخرى من كتابه([37]) .
قوله (ص 139) : " ومن الآيات قوله تعالى : ] ءأمنتم من في السماء [ [ الملك : 16] . قلت - القائل ابن الجوزي - : وقد ثبت قطعًا أنها ليست على ظاهرها ؛ لأن لفظة "في" للظرفية ، والحقّ سبحانه غير مظروف " اهـ .
هنا نرى ابن الجوزي أصبح تابعًا للمتكلمين بنفي صفة العلو ، والتي دلّ عليها الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة([38]) .
وهنا لن أورد أدلة أهل السنة في هذه المسألة ؛ لأن أدلتهم أكثر من أن تحصى أو تعد في هذه الصفة بالذات ، فقد ألفوا فيها قديمًا وحديثًا([39]) . بل إنّ أهل السنّة ذكروا أنّ هناك أكثر من ألف حديث تدل على علوّ الله([40]) ، ولكن الكلام هنا حول قول ابن الجوزي : إنّ "في" للظرفية ، فيقال : إن هذه الآية دليل واضح وظاهر على علو الله ، وأنّ معنى ] في السماء [ يراد به أحد معنيين :
الأول : أنّ السماء هنا معناه العلو . وعلى هذا فلا إشكال في الآية ، فإن الله في العلو([41]) لا في السفل .
الثاني : أنّ معنى "في" هنا أي : على السماء ؛ لأن في لغة العرب والقرآن يأتي "في" بمعنى "على" . قال تعالى : ] ولأصلبنكم في جذوع النخل [ [ طه : 71 ] ، أي : على جذوع النخل ، وقوله تعالى : ] فسيروا في الأرض [ [ النحل : 31 ] بمعنى : على الأرض([42]) .
قوله (ص150) - عن تعليقه على حديث " رأيت ربي في أحسن صورة "([43]) قال - : " فالصورة إن كانت ترجع إلى الله تعالى فالمعنى : رأيته على أحسن صفاته من الإقبال عليّ والرضى عنّي ، وإن قلنا : ترجع إلى رسول الله فالمعنى : رأيته وأنا على أحسن صورة " اهـ .
المشكلة عند ابن الجوزي ليس في ثبوت الحديث فهو قد حكم عليه بالوضع بعد إيراده
له ، ولكن المشكلة عند ابن الجوزي أنه على افتراض صحته فإنه سيسلط عليه طاغوت التأويل ، وعلى هذا لا فرق بين ثبوت الحديث وعدمه إذا كان العقل لن يستسيغه ويقبله ، وهذه مشكلة أهل الكلام جميعًا ، وابن الجوزي ليس جاهلاً في أن لفظ الصورة قد ثبت في أحاديث أخرى ، منها حديث :
" فيأتيهم في صورته … "([44]) .
يقول ابن قتيبة: " والذي عندي والله تعالى أعلم أنّ الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعينين ، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في
القرآن "([45]) .
قال ابن عبدالبر : " الذي عليه أهل السنة وأئمة الفقه والأثر في هذه المسألة وما أشبهها : الإيمان بما جاء عن النبي e فيها ، والتصديق بذلك ، وترك التحديد والكيفية في شيء منه "([46]) .
قوله (ص170-172) : " روى البخاري ومسلم في الصحيحين([47]) من حديث أنس بن مالك t عن النبي e : " لا تزال جهنم يُلقى فيها وتقول : هل من مزيد ، حتى يضع ربّ العزة فيها قدمه فينـزوي بعضها على بعض فتمتلئ " .
قلت - أي ابن الجوزي - : الواجب علينا أن نعتقد أنّ ذات الله لا تتبعض ولا يحويها مكان … إلى أن قال : وعن النضر بن شميل : القدم هنا الكفار الذين سبق في علم الله أنهم من أهل النار … ومن يرويه بلفظ " الرجل " فإنه يقول : رجل من جراد ، فيكون المراد : يدخلها جماعة يشبهون في كثرتهم الجراد ، فيسرعون التهافت فيها " اهـ.
هكذا نرى ابن الجوزي - رحمه الله - في هذا الكتاب إن وجد حديثًا يخالف ما اعتقده من إرث المعتزلة والجهمية في الصفات ، فإن كان ضعيفًا ضعفه - وحق له ذلك وهو الإمام في هذا الفن - ، وإن وجده صحيحاً بحث لتأويله غرائب اللغات حتى يسوغ في عقله ، ومثل هذا أحاديث صفة القدم ،
" ففي مثل هذا المقام التوقيفي لا ينبغي للمرء الناصح لنفسه أن يحاول استخدام عقله أو سلطان
فلسفته ، أو ما ورثه من مشايخه ليقول في هذا النص النبوي قولاً يخالف قول المعصوم ، فيفسر الحديث كما يريد ويستحسن ، بل عليه أن يقول كما قال الشافعي : ( آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد
الله ، وآمنا برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله ) . وقد صحّ عنه الحديث
السابق … فما علينا إلاّ التسليم "([48]) .
وإن كان الإمام ابن الجوزي يتأول هذا التأويل فماذا يقول عن حديث ابن عباس :
" الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره "([49]) .
من المعلوم من حال المتكلمين وأتباعهم موقفهم من هذه النصوص إما ردٌّ لها أو تفويض وتأويل على خلاف ما كان عليه السلف ، وإن كانت عن الصحابة قال : كيف نحتج بالموقوف والمقطوع على إثبات عقيدة مع أننا لا نحتج بها في الأحكام !!
ولكن يقال : لا يمكن أن يتجرأ حبر الأمة وترجمان القرآن أن يتقول على ربه ما ليس فيه.
" والحكمة في وضع رجله سبحانه في النار أنه قد وعد أن يملأها ، كما في قوله تعالى : ] لأملأنّ جهنم من الجنة والناس أجمعين [ [ السجدة : 13 ] ، ولما كان مقتضى رحمته وعدله ألا يعذب أحدًا بغير ذنب ، وكانت النار في غاية العمق والسعة ؛ حقق وعده سبحانه فوضع فيها قدمه ، فحينئذ يتلاقى طرفاها ولا يبقى فيها فضل عن أهلها …"([50]) .
وما زال السلف على إثبات هذه الصفة . يقول إمام الأئمة ابن خريمة : " باب ذكر إثبات الرجل لله U وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية ، الذين يكفرون بصفات خالقنا U التي أثبتها
لنفسه …"([51]).
قوله (ص178-184) - بعد أن روى حديث أبي هريرة عن النبي e : " يضحك ربنا من رجلين يقتل أحدهما الآخر ، فيدخلان الجنة "([52]) ، وحديث ابن مسعود عن النبي e عندما أخبر بخبر آخر رجل يدخل الجنة ، فقيل : مما تضحك ؟ فقال : من ضحك رب العالمين حين قال : أتستهزئ
مني ؟! "([53]) - :
" قلت - أي ابن الجوزي - : اعلم أنّ الضحك له معان ترجع إلى معنى البيان والظهور …
يقال : ضحكت الأرض بالنبات إذا ظهر ما فيها … وكذلك الضحك الذي يعتري البشر إنما هو انفتاح الفم عند الإنسان ، وهذا يستحيل على الله ، فوجب حمله على إبداء كرم الله وإبانة فضله … وقال الخطابي : ضحك الجبار U المراد به الرضى وحسن المجازاة " اهـ .
أقول : وما أدري ما سبب تسمية المتكلمين لأهل السنة مشبهة حشوية مع أنهم يقولون عند وصفهم لربهم : ] ليس كمثله شيء [ [ الشورى : 11 ] ، وما أُتي هؤلاء المعطلة إلاّ بسبب تشبيههم أولاً ، وذلك عندما اعتقدوا ظاهر النصوص أنها كفر ، ثم بعد ذلك عطلوا النصوص عن معانيها وحرفوها عما أراد الله ورسوله([54]) .
والعلامة ابن الجوزي - عفا الله عنه - زلت قدمه كما زلّ غيره ، فمع تعظيمه للسلف الذين دائماً ما يثبتون مثل هذه الصفة كما يليق ، لكننا نجده هنا يتأولها على ما فهمه عقله أن إثباتها يقتضي تشبيه البشر بالله سبحانه ، وأنّ الضحك هو انفتاح الفم فما فهمه من الصفة عند البشر أخذ يطبقه على
خالقه . ولهذا يقال لابن الجوزي وأمثاله من المتكلمين : إن " القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر " ، فيا عجبًا ممن يثبت السمع والبصر .. ولا يثبت غيرها من الصفات ، مثل الضحك والغضب ، فإن هذا يقال له : لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته ، بل القول في أحدهما كالقول في
الآخر .
فإن قلت : إنّ إرادته مثل إرادة المخلوقين ، فكذلك محبته ورضاه وغضبه ، وهذا هو التمثيل ، وإن قلت : له إرادة تليق به ، قيل لك : وكذلك له محبة تليق به ، وللمخلوق رضى وغضب يليق به ، وإن قال : الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام ، قيل : والإرادة ميل النفس لجلب منفعة أو دفع مضرة ، فإن قلت : هذه إرادة المخلوق ، قيل لك : وهذا غضب المخلوق … وإن قال : إنه لا حقيقة لهذا إلاّ ما يختص بالمخلوقين فيجب نفيه عنه ، قيل له : وهكذا السمع والبصر والكلام والقدرة "([55]) .
وليت هؤلاء المتكلمين جاؤوا ولو بتأويل واحد يصحّ أن يكون تأويلاً عن الصحابة والتابعين ، فقد كان رسول الله e يقول هذه الأحاديث أمام أصحابه ، وكان منهم العالم والعامي ولم يُنقل في حديث عنهم أنهم استنكروا ذلك مرة واحدة . ولله در ابن تيمية حين علم ذلك فقال لخصومه من أمثال هؤلاء المتكلمين : أمهلكم ثلاث سنوات فإن أتيتم بخلاف ما قلت ولو بحرف واحد عن أحد القرون الثلاثة التي أثنى عليها النبي e فأنا أرجع عن ذلك - أي أقواله([56]) - .
قال ابن تيمية : " إذا قدر حيّان أحدهما يضحك مما يُضحك منه ، والآخر لا يضحك قط ، كان الأول أكمل من الثاني … فقال له أبو رزين العقيلي - لما سمع قول النبي e : إنّ ربنا يضحك - : يا رسول الله ! أويضحك الرب ؟ قال : " نعم " ، قال : لن نعدم خيرًا من رب يضحك ، فجعل الأعرابي بصحة فطرته ضحكه دليلاً على إحسانه وإنعامه "([57]) . ولم يقل : كيف يضحك ؟! وهل هو مثل ضحكنا ؟!
قال أبو يعلى : " اعلم أنه غير ممتنع حمل هذه الأحاديث على ظاهرها من غير تأويل ، وقد نصّ أحمد على ذلك في رواية الجماعة ؛ قال في رواية حنبل : يضحك الله ولا نعلم كيف ذلك إلاّ بتصديقنا الرسول e . وقال المروزي : " سألت أبا عبدالله عن عبدالله التيمي ؟ فقال : صدوق وقد كتبت عنه من الرقائق ، ولكن حكي عنه أنه ذكر حديث الضحك فقال : مثل الزرع . وهذا كلام الجهمية "([58]) .
فهذا أحمد يقول : إن من أنكر هذا إنما هو كلام الجهمية !
ويقول الآجري : " هذا مذهب العلماء من اتبع ولم يبتدع ، ولا يقال فيه : كيف ؟ بل التسليم له والإيمان بأن الله U يضحك "([59]) .
قوله (ص192) - عند كلامه على حديث أبي هريرة t أنه قال : قال رسول الله e :
" ينـزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل …"([60]) - قال ابن الجوزي :
" يستحيل على الله U الحركة والنقلة والتغير ، فبقي الناس رجلين ؛ أحدهما : المتأول له بمعنى أنه يقرب رحمته … الثاني : الساكت عن الكلام في ذلك مع اعتقاد التنـزيه " اهـ .
وهذه من تأويلات ابن الجوزي ، والتي خالف فيها السلف وبدأ يتأولها أو يفوضها ، مع أن الوارد عن السلف إثباتها على ما يليق ولا يضير أهل السنة قول ابن الجوزي ولا غيره : إن النـزول حركة ونقلة وتغيّر ، فهذا لازم ألزمهم به أهل البدع , ولم يلتزمه السلف([61]) . ورجح ابن القيم الإمساك عن الأمرين ، فلا نقول : يتحرك ، ولا ننفي ذلك([62]) .
ويكفينا في إثبات هذه الصفة أنّ عشرين صحابيًّا روى هذا الحديث المتواتر([63]) ، ولم يتكلم أحدهم فيه ولم يستنكره ! مع أنهم خير القرون بشهادة نبيّهم محمّد e .
قال ابن القيم : " قال بعض الجهمية لبعض أصحابنا : أتقول إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا ؟ فقال : ومن أنا حتى أقول ذلك فقد قاله رسول الله e وبلّغه الأمة !؟ فقال الجهمي : هذا يلزم منه الحركة والانتقال ! فقال له السني : أنا لم أقل ذلك من عندي شيئًا ، وهذا الإلزام لمن قال ذلك ،
وهو الرسول e ، وتصديقه واجب علينا ، فإن كان تصديقه على ذلك بطل الإلزام به . فبهت
الجهمي "([64]) .
ويقال لابن الجوزي رحمه الله وأمثاله من نفات العلو لله والنـزول إلى السماء الدنيا : إذا كان على تأويلاتكم ينـزل أمره أو رحمته يقال لهؤلاء : هذه الرحمة ممن تنـزل إذا كان ليس في السماء إله يعبد ويصلى له ويسجد ؟!!([65]) .
ويرد ابن تيمية على نفاة النـزول والمتشبثين بأن النـزول يلزم منه الحركة ، وهي من صفات الأجسام ، وهذا فيه تشبيه الخالق بالمخلوق ، فبيّن رحمه الله بقوله : " إذا كانت الروح تعرج إلى السماء مع أنها في البدن علم أنه ليس عروجها من جنس عروج البدن الذي يمتنع هذا فيه ، وعروج الملائكة ونزولها من جنس عروج الروح ونزولها لا من جنس عروج البدن ونزوله ، وصعود الرب U فوق هذا كله وأجل من هذا كله ، فإنه تعالى أبعد عن مماثلة كل مخلوق من مماثلة مخلوق لمخلوق "([66]) .
وأما ما يقول ابن الجوزي في مسلكه الثاني وهو أن نسكت مع اعتقاد التنـزيه ، فإن كان يقصد أن نؤمن بالنـزول كما يليق بالله سبحانه فهذا هو المطلوب ، وهو قول أهل السنة ، وأما إن كان يقصد بالسكوت أن نفوض المعنى وأن الله خاطبنا بكلام غير مفهوم فهذا خطأ([67]) .
الخاتمة
مهما بلغ الإنسان في علمة فإنه لا بد عليه الخطأ ، حتى وإن كان مجتهدًا في الصواب ، والمهم حين يبين أخطاء غيره فإن لا يعني تتبع عورته إنما هي النصيحة لله ورسوله e ، وبين يدينا الآن بعض التأويلات من الإمام العالم الزاهد عبدالرحمن بن الجوزي ، والذي ترك طريقة السلف في الصفات ، مع علمنا بحرصه على اتباع السنة ، ولكنه قد يعذر والله يتولى حسابه ، ونسأل أن يغفر لنا وله . وقد يُلتمس العذر لابن الجوزي على النحو التالي :
1/ " أنه كان مكثرًا من التصانيف ، فيصنف الكتاب ولا يغيره بل يشتغل بغيره … فينقل من التصانيف - الأخرى غير تصانيفه - من غير أن يكون متقنًا لذلك العلم "([68]) .
2/ تعظيمه لله على غير هدي السلف ، مما جعله ينفي صفاته I . قال ابن مهدي : " هل هلكت المجوس إلاّ من جهة التعظيم ؟ قالوا : الله أعظم من أن نعبده ، ولكن نعبد من هو أقرب إليه منا ! "([69]) .
3/ قلة خبرته في العقليات ، وشدة إعجابه بشيخه ابن عقيل المتفنن في العقليات ، فتبعه على ذهب إليه([70]) .
4/ " ولو أنّ كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه … أهدرناه وبدعناه لقلّ من يسلم من الأئمة "([71]) .
مصادر ومراجع البحث
1- القرآن الكريم .
2- الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ، ابن بطة ، ت/ د. عثمان عبدالله الإثيوبي ، دار الراية - الرياض . ط. الثانية 1418 .
3- إبطال التأويلات ، أبو يعلى ، ت/ محمّد حمد الحمود النجدي . دار إيلاف الدولية - الكويت . ط. الأولى 1410 .
4- تحاف أهل الفضل والإنصاف ، سليمان العلوان . دار الصميعي - الرياض ، ط. الأولى 1415.
5- إثبات صفة العلو ، ابن قدامة . ت/ بدر البدر . الدار السلفية - الكويت . ط. الأولى 1406 .
6- إثبات علو الله ، حمود التويجري . مكتبة المعارف - الرياض . ط. الأولى 1415 .
7- إثبات علو الله على خلقه ، أسامة القصاص . عبدالرزاق الشايجي . دار الهجرة - الدمام . ط. الأولى .
8- أدلة علو الله ( شرح لنونية ابن القيم ) . شرح/ محمّد أحمد سيد . دار السوادي - جدة . ط. الأولى .
9- الأربعين في دلائل التوحيد ، الهروي ، ت/ علي الفقيهي - المدينة المنورة ، ط. الأولى 1404.
10- الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد ، عبدالله الجبرين ، ت/ محمّد المنيع . دار طيبة - الرياض . ط. الأولى 1418 .
11- الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات ، عبدالقادر محمّد عطا . مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة . ط. الأولى 1418 .
12- أصول السنة ، أحمد بن حنبل . دار المنار - الخرج . ط. الأولى 1411 .
13- إعلام الموقعين ، ابن القيم ، ت/ طه عبدالرؤوف . دار الجيل - بيروت . 1973 .
14- الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل ، محمّد . دار عكاظ - جدة . ط. الثالثة 1403 .
15- ابن الجوزي بين التفويض والتأويل ، أحمد الزهراني ، رسالة ماجستير مقدمة إلى جامعة أم القرى مطبوعة على الآلة الكاتبة .
16- أبو الفرج ابن الجوزي وآراؤه الكلامية والأخلاقية ، د. آمنة محمّد . دار الشروق - القاهرة . ط. الأولى .
17- اجتماع الجيوش الإسلامية ، ابن القيم . دار الكتب العلمية - بيروت . ط. الأولى 1404 .
18- الاستقامة ، ابن تيمية ، ت/ محمّد رشاد سالم . جامعة الإمام محمّد بن سعود - الرياض . ط. الأولى 1403 .
19- الاعتقاد ، البيهقي ، ت/ أحمد عصام الكاتب . دار الآفاق الجديدة - بيروت . ط. الأولى 1401 .
20- الإمام ابن الجوزي وكتابه الموضوعات ، محمّد القيسية . جامعة بنجاب - باكستان . ط. الأولى 1403 .
21- البداية والنهاية ، ابن كثير . مكتبة المعارف - بيروت .
22- براءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة ، عبدالعزيز الحميدي . دار ابن عفان - القاهرة . ط. الأولى 1420 .
23- بيان تلبيس الجهمية ، ابن تيمية ، ت/ محمّد بن قاسم . مطبعة الحكومة - مكة المكرمة . ط. الأولى 1392.
24- تأويل مختلف الحديث ، ابن قتيبة ، ت/ محمّد النجار . دار الجيل - بيروت 1972 .
25- التدمرية (ضمن مجموع الفتاوى ) ، ابن تيمية ، مجمع الملك فهد - المدينة . 1416 .
26- التعليقات الزكية ، الجبرين ، جمع/ أبو لوز . دار الوطن - الرياض . ط. الأولى 1419 .
27- تفسير البغوي ، الحسين البغوي ، ت/ خالد العك . دار المعرفة - بيروت . ط. الثانية 1407 .
28- تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير . دار الفكر - بيروت 1401 .
29- تقريب التدمرية ( ضمن مجموع فتاوى ابن عثيمين ) . دار الثريا - الرياض . ط. الثانية 1414 .
30- تلبيس إبليس ، ابن الجوزي ، ت/ السيد الجميلي . دار الكتاب العربي - بيروت . ط. الأولى 1405 .
31- التمهيد ، ابن عبدالبر ، ت/ مصطفى العلوي . وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب 1387 .
32- تيسير الكريم الرحمن ، السعدي ، ت/ عبدالرحمن اللويحق . مؤسسة الرسالة - بيروت . ط. الأولى 1421 .
33- جامع البيان ، ابن جرير الطبري . دار الفكر - بيروت . ط. السابعة 1405 .
34- الجواب الصحيح ، ابن تيمية ، د. علي حسن وآخرون . دار العاصمة - الرياض . ط. الأولى1414 .
35- حادي الأرواح ، ابن القيم . دار الكتب العلمية - بيروت .
36- الحجة في بيان المحجة ، الأصفهاني ، ت/ محمّد ربيع المدخلي . دار الراية - الرياض . ط. الأولى 1411 .
37- درء تعارض العقل والنقل ، ابن تيمية ، ت/ محمّد رشاد سالم . إدارة الثقافة ، جامعة الإمام - الرياض . 1411 .
38- دفع شبه التشبيه ، ابن الجوزي ، ت/حسن السقاف . دار الإمام النووي - الأردن . ط. الثالثة 1413 .
39- ذم التأويل ، ابن قدامة ، ت/ بدر البدر . المكتبة السلفية - الكويت . ط. الأولى 1406 .
40- الذيل على طبقات الحنابلة ، ابن رجب الحنبلي . بدون تاريخ ولا رقم طبعة .
41- الرؤية لله ، الدارقطني ، ت/ مبروك إسماعيل . مكتبة القرآن - القاهرة .
42- الرد على الجهمية ، الدارمي ، ت/ بدر البدر . دار ابن الأثير - الكويت . ط. الأولى 1195 .
43- رسالة في إثبات الاستواء والفوقية ، أبو محمّد الجويني ، ت/ أحمد معاذ بن علوان . دار طويق - الرياض . ط. الأولى 1998 .
44- روح المعاني ، الآلوسي . دار إحياء التراث - بيروت . ط. الرابعة 1405 .
45- السنة ، ابن أبي عاصم ، ت/ الألباني . المكتب الإسلامي - بيروت 1400 .
46- السنة ، عبدالله بن أحمد ، محمّد القحطاني . مكتبة ابن القيم - الدمام . ط. الأولى 1406 .
47- سنن الدارمي ، عبدالله الدارمي ، ت/ فواز أحمد زملي . دار الكتاب العربي - بيروت . ط. الأولى 1407 .
48- سير أعلام النبلاء ، الذهبي ، ت/ شعيب الأرناؤوط . مؤسسة الرسالة - بيروت . ط. التاسعة 1413 .
49- شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة ، اللالكائي ، ت/ أحمد سعد حمدان . دار طيبة - الرياض .
50- شرح العقيدة الأصفهانية ، ابن تيمية ، ت/ إبراهيم سعيداي . مكتبة الرشد - الرياض. ط. الأولى .
51- شرح العقيدة الطحاوية ، ابن أبي العز الحنفي ، ت/ عبدالله التركي والأرناؤوط . مؤسسة الرسالة - بيروت . ط. السابعة 1415 .
52- شرح العقيدة الواسطية ، محمّد خليل هراس ، ت/ علوي السقاف . دار الهجرة - الثقبة ، ط. الثالثة 1415 .
53- شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ، ابن عثيمين . ع/ سعد الصميل . دار ابن الجوزي - الدمام . ط. الثانية 1415 .
54- شرح حديث النـزول ( ضمن مجموع الفتاوى ) ، ابن تيمية. مجمع الملك فهد - المدينة . 1416 .
55- شرح نونية ابن القيم ، ابن عيسى ، ت/ زهير الشاويش . المكتب الإسلامي - بيروت . ط. الثالثة 1406 .
56- الشريعة ، الآجري ، ت/ محمّد الفقي . مكتبة أنصار السنة .
57- صحيح البخاري ، محمّد بن إسماعيل البخاري ، ت/ مصطفى ديب . دار ابن كثير واليمامة - بيروت . ط. الثالثة 1407 .
58- صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج ، ت/ محمّد فؤاد عبدالباقي . دار إحياء التراث - بيروت .
59- الصفات الإلهية في القرآن والسنة ، محمّد أمان الجامي . دار الفنون . ط. الثانية 1411 .
60- صفة النـزول الإلهي ورد الشبهات حولها ، عبدالقادر الجعبري . دار البان الحديثة - الطائف. ط. الأولى 1421.
61- الصواعق المرسلة ، ابن القيم ، ت/ علي الدخيل الله . دار العاصمة - الرياض . ط. الثالثة 1418 .
62- صون المنطق والكلام ، السيوطي ، ت/ علي النشار . دار السعادة - مصر . ط. الأولى .
63- طبقات الحفاظ ، السيوطي ، ت/ علي محمّد عمر . دار وهبة - القاهرة . ط. الأولى 1393.
64- عقيدة السلف ، إسماعيل الصابوني ، ت/ ناصر الجديع. دار العاصمة - الرياض . ط. الثانية 1419.
65- علو الله على خلقه ، موسى الدويش . عالم الكتب - بيروت . ط. الأولى .
66- العلو للعلي الغفار ، الذهبي ، ت/ أشرف عبدالمقصود . دار أضواء السلف - الرياض . ط. الأولى 1995 .
67- فتح الباري ، ابن حجر ، ت/ محمّد فؤاد عبدالباقي . دار المعرفة - بيروت . 1379 .
68- فتح القدير ، الشوكاني . دار الفكر - بيروت .
69- الفتوى الحموية (ضمن مجموع الفتاوى ) ، ابن تيمية . مجمع الملك فهد - المدينة . 1416 .
70- الفصل في الملل والأهواء والنحل ، ابن حزم .
71- قراءة جديدة في مؤلفات ابن الجوزي ، ناجية عبدالله . دار الديواني - بغداد . ط. الأولى .
72- قضية التأويل في القرآن ، إبراهيم بن حسن . دار قتيبة - بيروت . ط. الأولى 1413 .
73- القواعد المثلى ، ابن عثيمين ، ت/ أشرف عبدالمقصود . دار أضواء السلف - الرياض . 1416 .
74- كتاب التوحيد ، ابن خزيمة ، ت/ عبدالعزيز الشهوان . مكتبة الرشد - الرياض . ط. الخامسة 1994 .
75- الكشاف في ضلالات النفاة ، سليمان العلوان . دار المنار - الرياض . ط. الأولى 1413.
76- الكواشف الجلية ، عبدالعزيز السلمان . يوزع مجانًا . ط. السابعة عشرة 1410 .
77- لوامع الأنوار البهية ، السفاريني . المكتب الإسلامي - بيروت . ط. الثالثة 1411 .
78- مؤلفات ابن الجوزي ، عبدالحميد العلوجي . مركز المخطوطات - الكويت . ط. الأولى.
79- مجموع الفتاوى ، ابن تيمية ، ج/ عبدالرحمن بن قاسم . مجمع الملك فهد - المدينة . 1416 .
80- مختصر الصواعق المرسلة ، ابن القيم ، ت/ رضوان جامع رضوان . مكتبة نزار الباز - مكة المكرمة .
81- مختصر العلو للذهبي ، الألباني . المكتب الإسلامي - دمشق، بيروت . ط. الأولى 1401.
82- مسند أبي يعلى ، أبو يعلى الموصلي ، ت/ حسين سليم أسد . دار المأمون للتراث - دمشق . ط. الأولى 1404 .
83- مشيخة ابن الجوزي ، ابن الجوزي ، ت/ محمّد محفوظ. دار الغرب الإسلامي- بيروت . ط. الثانية .
84- معارج القبول ، حافظ الحكمي ، ت/ عمر محمود . دار ابن القيم - الدمام . ط. الأولى 1410 .
85- المعجم الكبير ، الطبراني ، ت/ حمدي السلفي. مكتبة العلوم والحكم - الموصل. ط. الثانية 1404 .
86- منهج الاستدلال ، علي حسن عثمان . مكتبة - الرشد - الرياض . ط. الثالثة 1415 .
87- منهج السلف في الأسماء والصفات، شاكر العارودي. مكتبة رمادي - الدمام . ط. الأولى 1417 .
88- موقف ابن تيمية من الأشاعرة ، عبدالرحمن المحمود . مكتبة الرشد - الرياض . ط. الثانية 1416 .
89- موقف المتكلمين ، سليمان الغصن . دار العاصمة - الرياض . ط. الأولى 1416 .
90- النـزول ، الدارقطني ، ت/ علي الفقيهي . ط. الأولى 1403 .
فهرس الموضوعات
- الباب الأول ………………………………………………………….…………………………………
- التعريف بالإمام ابن الجوزي ………………………………………………………….
- الفصل الأول : سيرته ………………………………………………………….
- المبحث الأول : اسمه ونسبه ………………………………………………………….
- المبحث الثاني : علمه ومؤلفاته ………………………………………………………….
- المبحث الثالث : ثناء العلماء عليه ……………………………………………………….
- الفصل الثاني : ……………………………………………………….
- المبحث الأول : عقيدته في الأسماء والصفات ……………………………………………………….
- المطلب الأول : اضطرابه في عقيدة الأسماء والصفات ……………………………………………………….
- المطلب الثاني : سبب اضطرابه ……………………………………………………….
- المبحث الثاني : نسبة التأويل إلى الإمام أحمد ……………………………………………………….
- الباب الثاني ……………………………………………………….
- التأويلات في دفع شبه التشبيه ……………………………………………………….
- الفصل الأول : التعريف بالكتاب …………………………………………………
- المبحث الأول : التعريف بالكتاب ومنهج مؤلفه …………………………………………………
- المبحث الثاني : طبعات الكتاب ……………………………………
- الفصل الثاني : معاني التأويل ……………………………………
- الفصل الثالث : أمثلة لتأويلاته ……………………………………
الهوامش
([1]) ابن الجوزي بين التفويض والتأويل أحمد عطية الزهراني ، رسالة ماجستير مطبوعة على الآلة الكاتبة في جامعة أم القرى ص26-27 .
وانظر في ترجمة ابن الجوزي : "أبو الفرج بن الجوزي آراؤه الكلامية والأخلاقية" ، د. آمنة محمّد ص21-90 ، الإمام ابن الجوزي وكتابه الموضوعات ، محمّد القيسية ص43-94 ، البداية والنهاية لابن كثير 13/28 مكتبة المعارف - بيروت ، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 3/399-433 ، السير للذهبي 21/365-384 .
([2]) قال السيوطي في طبقات الحفاظ 1/478: " وما علمت أحدًا من العلماء صنّف ما صنّف " - أي ابن الجوزي - .
([3]) مؤلفات ابن الجوزي ، عبدالحميد العلوجي ص81-286 .
وانظر في هذا أيضًا كتاب قراءة جديدة في مؤلفات ابن الجوزي ، ناجية عبدالله إبراهيم .
وانظر في شيوخ ابن الجوزي كتاب "مشيخة ابن الجوزي" لابن الجوزي نفسه ، تحقيق محمّد محفوظ .
([4]) سير أعلام النبلاء للذهبي 21/373 .
([5]) السابق 21/367 .
([6]) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية 6/363 .
([7]) 1/108 .
([8]) انظر "موقف ابن الجوزي من الصفات الخبرية" ، ضمن رسالة "ابن الجوزي بين التأويل والتفويض" ص119 .
([9]) درء تعارض العقل والنقل 7/32-33 .
([10]) المصدر السابق 7/263 .
([11]) شرح العقيدة الأصفهانية لابن تيمية 1/108 .
([12]) مجموع الفتاوى 4/169 .
([13]) انظر "موقف ابن الجوزي من الصفات الخبرية" ضمن رسالة ابن الجوزي بين التأويل والتفويض ص119-133 .
([14]) ذيل طبقات الحنابلة 3/414 ط. المعرفة . وانظر : ابن الجوزي بين التأويل والتفويض ص119 .
([15]) كذا في المطبوع ، ولعل الأقرب أنها " اعتقدوا " ، كما يدل عليه السياق .
([16]) درء التعارض 7/32-33 .
([17]) الفصل لابن حزم 2/132 .
([18]) للتوسع انظر : مجموع الفتاوى 5/399-401 ، الاستقامة 1/74-75 ، مختصر الصواعق 616 ، براءة الأئمة الأربعة 377-384 ، إتحاف أهل الفضل والإنصاف للعلوان ص32-35 ، منهج المتكلمين للغصن 1/521-528 ، منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد 2/556 ، موقف ابن تيمية من الأشاعرة 3/1163 .
([19]) مختصر الصواعق المرسلة ص617 .
([20]) انظر دفع شبه التشبيه ص98 .
([21]) ص81 من مقدمته على كشف شبه التشبيه .
([22]) الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل ص29 ، وانظر : قضية التأويل في القرآن ، إبراهيم حسن 1/33-41 ، منهج الاستدلال ، علي حسن 2/537 ، موقف المتكلمين 1/481 ، موقف ابن تيمية من الأشاعرة 3/1144 .
([23]) انظر : أصول السنة للإمام أحمد ص24 ، الرد على الجهمية ، عثمان بن سعيد الدارمي ص18 ، الإبانة لابن بطة
3/58 ، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 3/453 ، رسالة في إثبات الاستواء والفوقية لأبي محمّد الجويني ص28 ، ذم التأويل لابن قدامة ص22 .
([24]) الفتوى الحموية الكبرى ضمن مجموع الفتاوى 5/102-103 . وانظر : القواعد المثلى لابن عثيمين ص103 ، تحقيق أشرف عبدالمقصود ، التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية لابن جبرين 1/247 جمعه أبو لوز .
([25]) انظر : قاعدة ( ظواهر النصوص مطابق لمراد الشارع ) في منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد لعلي حسن عثمان 1/391 .
ويتنبه في معنى هذه القاعدة ؛ فإن كان القائل ممن يعتقد أنّ الظاهر هو التمثيل والتشبيه فلا ريب أنه غير مراد . انظر التدمرية 3/43 .
([26]) شرح العقيدة الطحاوية 1/265 ، وانظر : مجموع الفتاوى 6/264 . وانظر : الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد لعبدالله الجبرين بعناية محمّد المنيع ص125 .
([27]) انظر مجموع الفتاوى 17/317 .
([28]) تفسير ابن جرير الطبري 8/95 . ومثل ما روي عن مجاهد أيضًا روي عن قتادة وابن جريج ، وهو الذي اختاره ابن جرير 8/104 . وانظر : تفسير البغوي 2/144 ، وروح المعاني للآلوسي 8/62 .
([29]) قال إسحاق بن راهويه : " إجماع أهل العلم أنه تعالى على العرش استوى " . علق عليه الذهبي : " اسمع ويحك إلى هذا الإمام كيف نقل الإجماع على هذه المسألة " . انظر العلو للعلي الغفار ص179 ، ومختصره للألباني ص194 ، واجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص140 .
وساق الحافظ في الفتح 13/406-407 أقوال أئمة السنة في إثبات صفة الاستواء ، بل إن كتابي ابن القيم والذهبي السابقين كليهما في الحديث عن مسألة العلو والاستواء .
وانظر في المسألة : عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني ، تحقيق الجديع ص175 .
([30]) ذكر ابن القيم هذه المعاني في نونيته (1/440- شرح ابن عيسى) :
وهي استقر وقد علا وكذلك ار تفـع الذي ما فيه من نكران
وكذلك قد صعد الذي هو رابع وأبو عبيدة صاحـب الشيباني
وانظر : صحيح البخاري 6/2698 ، التمهيد 7/131 ، فتح الباري 13/405 ، الكواشف الجلية على معاني الواسطية ، عبدالعزيز السلمان 325 .
([31]) انظر ص122 من نفس الكتاب .
([32]) العلو للذهبي (137- مختصر الألباني ) ، وجوّد سنده الحافظ ابن حجر في الفتح 13/406 .
([33]) اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 3/398 ، والبيهقي في الاعتقاد 116 . وقال ابن حجر في الفتح 13/
406 : " سنده جيد " .
([34]) الفتوى الحموية (ضمن مجموع الفتاوى 5/41) . وانظر إتحاف أهل الفضل والإنصاف ص108 .
([35]) انظر درء تعارض العقل والنقل 1/87-90 ، بل إن كتاب ابن تيمية هذا كله في دفع توهم التعارض بين العقل والنقل . وانظر الصواعق المرسلة 3/799 . وانظر : موقف المتكلمين د. الغصن 1/430 ، الأصول التي بني عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات للدكتور عبدالقادر عطا 1/206 .
([36]) صون المنطق للسيوطي 182 .
([37]) انظر كلامًا طويلاً له في ص138 حول تقديم العقل على النقل .
([38]) شرح العقيدة الواسطية للشيخ العثيمين 1/388 .
([39]) على سبيل المثال : العلو للذهبي ، إثبات صفة العلو لابن قدامة ، إثبات علو الله على خلقه لأسامة القصاص ، إثبات علو الله لمحمود التويجري ، أدلة علو الله على خلقه لمحمد أحمد سيد - وهي عبارة عن مختارات العلو من قصيدة ابن القيم - ، علو الله على خلقه للدويش . وانظر : معارج القبول 1/175-212 .
([40]) بيان تلبيس الجهمية 1/555 ، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية 4/318 ، إعلام الموقعين لابن القيم 2/303 .
([41]) تيسير الكريم المنان للسعدي 877 .
([42]) الفتوى الحموية (ضمن مجموع الفتاوى 5/106) ، تفسير ابن كثير 1/418 ، 2/239 ، فتح القدير للشوكاني 2/
274 .
([43]) رواه الدارمي في السنن 2/170 ، والطبراني في الكبير 1/317 ، وأبو يعلى في مسنده 4/475 .
([44]) رواه البخاري 6/2704 ، ومسلم 1/167 ، والدارقطني في الرؤية ص24 .
([45]) تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة 1/221 .
([46]) التمهيد لابن عبدالبر 7/148 .
([47]) رواه البخاري في الصحيح 6/2453 ، ومسلم في الصحيح 4/2188 ، وابن أبي عاصم في السنة 1/234 .
([48]) الصفات الإلهية في الكتاب والسنة ، محمّد بن أمان الجامي ص320 .
([49]) السنة لعبدالله بن أحمد 1/301 ، 2/454 ، والأربعين في دلائل التوحيد لأبي إسماعيل الهروي 1/57 ، وصححه الألباني في مختصر العلو ص102 .
([50]) شرح العقيدة الواسطية ، محمّد خليل هراس ص172 .
([51]) كتاب التوحيد لابن خزيمة 1/202 .
([52]) رواه البخاري في الصحيح 3/1040 ، ومسلم في الصحيح 3/1504 .
([53]) رواه مسلم في الصحيح 1/174 .
([54]) انظر : التدمرية (ضمن مجموع الفتاوى 3/48) ، وشرح القصيدة النونية لأحمد بن عيسى 2/111 تحقيق الشاويش ، والقواعد المثلى للشيخ العثيمين ص91 تخريج أشرف عبدالمقصود ، وإتحاف ذوي الفضل والإنصاف للعلوان ص25 ، وتقريب التدمرية للعثيمين (ضمن مجموع الفتاوى له 4/168) .
([55]) الرسالة التدمرية ( ضمن مجموع الفتاوى ) لشيخ الإسلام ابن تيمية 3/17 . وانظر نحو هذه الحجة في لوامع الأنوار البهية للسفاريني 1/247 .
([56]) الفتاوى 3/169 ، 197 ، 229 ، و6/15 .
([57]) الفتاوى 6/121 .
([58]) إبطال التأويلات 1/217-218 . تحقيق النجدي .
([59]) الشريعة ص277 .
([60]) رواه البخاري في الصحيح 1/384 ، ومسلم في الصحيح 1/521 .
([61]) انظر مناظرة جميلة حول موضوع النـزول بين إسحاق بن راهويه والأمير عبدالله بن طاهر في عقيدة السلف للصابوني 194 ، وانظر القصة في : الفتاوى لابن تيمية 5/375 ، حادي الأرواح ص239 ، شرح قصيدة ابن القيم لابن عيسى 1/516 ، منهج السلف في الأسماء والصفات للعارودي ص26 ، لوامع الأنوار البهية للسفاريني 1/243 .
([62]) مختصر الصواعق ص613-614 ، وانظر : شرح حديث النـزول في الفتاوى 5/577 ، والكشاف عن ضلالات السقاف للعلوان ص20 .
([63]) انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 3/434 .
([64]) مختصر الصواعق ص612 .
([65]) شرح حديث النـزول (ضمن مجموع الفتاوى 5/369) .
([66]) المرجع السابق 5/458 ، 459 .
([67]) أفرد أهل السنة لهذه الصفة مؤلفات وصفحات طويلة في كتبهم . انظر : النـزول الإلهي للدارقطني ، شرح حديث النـزول لابن تيمية 5/321-585 ، وكلام ابن القيم في مختصر الصواعق ص577-616 ، وكتاب صفة النـزول الإلهي ورد شبهات حولها لعبدالقادر الجعبري .
([68]) الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 3/414 .
([69]) الحجة في بيان المحجة للأصبهاني 1/440 .
([70]) درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 7/32-33 .
([71]) سير أعلام النبلاء للذهبي 14/376 .
وانظر في ترجمة ابن الجوزي : "أبو الفرج بن الجوزي آراؤه الكلامية والأخلاقية" ، د. آمنة محمّد ص21-90 ، الإمام ابن الجوزي وكتابه الموضوعات ، محمّد القيسية ص43-94 ، البداية والنهاية لابن كثير 13/28 مكتبة المعارف - بيروت ، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 3/399-433 ، السير للذهبي 21/365-384 .
([2]) قال السيوطي في طبقات الحفاظ 1/478: " وما علمت أحدًا من العلماء صنّف ما صنّف " - أي ابن الجوزي - .
([3]) مؤلفات ابن الجوزي ، عبدالحميد العلوجي ص81-286 .
وانظر في هذا أيضًا كتاب قراءة جديدة في مؤلفات ابن الجوزي ، ناجية عبدالله إبراهيم .
وانظر في شيوخ ابن الجوزي كتاب "مشيخة ابن الجوزي" لابن الجوزي نفسه ، تحقيق محمّد محفوظ .
([4]) سير أعلام النبلاء للذهبي 21/373 .
([5]) السابق 21/367 .
([6]) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية 6/363 .
([7]) 1/108 .
([8]) انظر "موقف ابن الجوزي من الصفات الخبرية" ، ضمن رسالة "ابن الجوزي بين التأويل والتفويض" ص119 .
([9]) درء تعارض العقل والنقل 7/32-33 .
([10]) المصدر السابق 7/263 .
([11]) شرح العقيدة الأصفهانية لابن تيمية 1/108 .
([12]) مجموع الفتاوى 4/169 .
([13]) انظر "موقف ابن الجوزي من الصفات الخبرية" ضمن رسالة ابن الجوزي بين التأويل والتفويض ص119-133 .
([14]) ذيل طبقات الحنابلة 3/414 ط. المعرفة . وانظر : ابن الجوزي بين التأويل والتفويض ص119 .
([15]) كذا في المطبوع ، ولعل الأقرب أنها " اعتقدوا " ، كما يدل عليه السياق .
([16]) درء التعارض 7/32-33 .
([17]) الفصل لابن حزم 2/132 .
([18]) للتوسع انظر : مجموع الفتاوى 5/399-401 ، الاستقامة 1/74-75 ، مختصر الصواعق 616 ، براءة الأئمة الأربعة 377-384 ، إتحاف أهل الفضل والإنصاف للعلوان ص32-35 ، منهج المتكلمين للغصن 1/521-528 ، منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد 2/556 ، موقف ابن تيمية من الأشاعرة 3/1163 .
([19]) مختصر الصواعق المرسلة ص617 .
([20]) انظر دفع شبه التشبيه ص98 .
([21]) ص81 من مقدمته على كشف شبه التشبيه .
([22]) الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل ص29 ، وانظر : قضية التأويل في القرآن ، إبراهيم حسن 1/33-41 ، منهج الاستدلال ، علي حسن 2/537 ، موقف المتكلمين 1/481 ، موقف ابن تيمية من الأشاعرة 3/1144 .
([23]) انظر : أصول السنة للإمام أحمد ص24 ، الرد على الجهمية ، عثمان بن سعيد الدارمي ص18 ، الإبانة لابن بطة
3/58 ، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 3/453 ، رسالة في إثبات الاستواء والفوقية لأبي محمّد الجويني ص28 ، ذم التأويل لابن قدامة ص22 .
([24]) الفتوى الحموية الكبرى ضمن مجموع الفتاوى 5/102-103 . وانظر : القواعد المثلى لابن عثيمين ص103 ، تحقيق أشرف عبدالمقصود ، التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية لابن جبرين 1/247 جمعه أبو لوز .
([25]) انظر : قاعدة ( ظواهر النصوص مطابق لمراد الشارع ) في منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد لعلي حسن عثمان 1/391 .
ويتنبه في معنى هذه القاعدة ؛ فإن كان القائل ممن يعتقد أنّ الظاهر هو التمثيل والتشبيه فلا ريب أنه غير مراد . انظر التدمرية 3/43 .
([26]) شرح العقيدة الطحاوية 1/265 ، وانظر : مجموع الفتاوى 6/264 . وانظر : الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد لعبدالله الجبرين بعناية محمّد المنيع ص125 .
([27]) انظر مجموع الفتاوى 17/317 .
([28]) تفسير ابن جرير الطبري 8/95 . ومثل ما روي عن مجاهد أيضًا روي عن قتادة وابن جريج ، وهو الذي اختاره ابن جرير 8/104 . وانظر : تفسير البغوي 2/144 ، وروح المعاني للآلوسي 8/62 .
([29]) قال إسحاق بن راهويه : " إجماع أهل العلم أنه تعالى على العرش استوى " . علق عليه الذهبي : " اسمع ويحك إلى هذا الإمام كيف نقل الإجماع على هذه المسألة " . انظر العلو للعلي الغفار ص179 ، ومختصره للألباني ص194 ، واجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص140 .
وساق الحافظ في الفتح 13/406-407 أقوال أئمة السنة في إثبات صفة الاستواء ، بل إن كتابي ابن القيم والذهبي السابقين كليهما في الحديث عن مسألة العلو والاستواء .
وانظر في المسألة : عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني ، تحقيق الجديع ص175 .
([30]) ذكر ابن القيم هذه المعاني في نونيته (1/440- شرح ابن عيسى) :
وهي استقر وقد علا وكذلك ار تفـع الذي ما فيه من نكران
وكذلك قد صعد الذي هو رابع وأبو عبيدة صاحـب الشيباني
وانظر : صحيح البخاري 6/2698 ، التمهيد 7/131 ، فتح الباري 13/405 ، الكواشف الجلية على معاني الواسطية ، عبدالعزيز السلمان 325 .
([31]) انظر ص122 من نفس الكتاب .
([32]) العلو للذهبي (137- مختصر الألباني ) ، وجوّد سنده الحافظ ابن حجر في الفتح 13/406 .
([33]) اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 3/398 ، والبيهقي في الاعتقاد 116 . وقال ابن حجر في الفتح 13/
406 : " سنده جيد " .
([34]) الفتوى الحموية (ضمن مجموع الفتاوى 5/41) . وانظر إتحاف أهل الفضل والإنصاف ص108 .
([35]) انظر درء تعارض العقل والنقل 1/87-90 ، بل إن كتاب ابن تيمية هذا كله في دفع توهم التعارض بين العقل والنقل . وانظر الصواعق المرسلة 3/799 . وانظر : موقف المتكلمين د. الغصن 1/430 ، الأصول التي بني عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات للدكتور عبدالقادر عطا 1/206 .
([36]) صون المنطق للسيوطي 182 .
([37]) انظر كلامًا طويلاً له في ص138 حول تقديم العقل على النقل .
([38]) شرح العقيدة الواسطية للشيخ العثيمين 1/388 .
([39]) على سبيل المثال : العلو للذهبي ، إثبات صفة العلو لابن قدامة ، إثبات علو الله على خلقه لأسامة القصاص ، إثبات علو الله لمحمود التويجري ، أدلة علو الله على خلقه لمحمد أحمد سيد - وهي عبارة عن مختارات العلو من قصيدة ابن القيم - ، علو الله على خلقه للدويش . وانظر : معارج القبول 1/175-212 .
([40]) بيان تلبيس الجهمية 1/555 ، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية 4/318 ، إعلام الموقعين لابن القيم 2/303 .
([41]) تيسير الكريم المنان للسعدي 877 .
([42]) الفتوى الحموية (ضمن مجموع الفتاوى 5/106) ، تفسير ابن كثير 1/418 ، 2/239 ، فتح القدير للشوكاني 2/
274 .
([43]) رواه الدارمي في السنن 2/170 ، والطبراني في الكبير 1/317 ، وأبو يعلى في مسنده 4/475 .
([44]) رواه البخاري 6/2704 ، ومسلم 1/167 ، والدارقطني في الرؤية ص24 .
([45]) تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة 1/221 .
([46]) التمهيد لابن عبدالبر 7/148 .
([47]) رواه البخاري في الصحيح 6/2453 ، ومسلم في الصحيح 4/2188 ، وابن أبي عاصم في السنة 1/234 .
([48]) الصفات الإلهية في الكتاب والسنة ، محمّد بن أمان الجامي ص320 .
([49]) السنة لعبدالله بن أحمد 1/301 ، 2/454 ، والأربعين في دلائل التوحيد لأبي إسماعيل الهروي 1/57 ، وصححه الألباني في مختصر العلو ص102 .
([50]) شرح العقيدة الواسطية ، محمّد خليل هراس ص172 .
([51]) كتاب التوحيد لابن خزيمة 1/202 .
([52]) رواه البخاري في الصحيح 3/1040 ، ومسلم في الصحيح 3/1504 .
([53]) رواه مسلم في الصحيح 1/174 .
([54]) انظر : التدمرية (ضمن مجموع الفتاوى 3/48) ، وشرح القصيدة النونية لأحمد بن عيسى 2/111 تحقيق الشاويش ، والقواعد المثلى للشيخ العثيمين ص91 تخريج أشرف عبدالمقصود ، وإتحاف ذوي الفضل والإنصاف للعلوان ص25 ، وتقريب التدمرية للعثيمين (ضمن مجموع الفتاوى له 4/168) .
([55]) الرسالة التدمرية ( ضمن مجموع الفتاوى ) لشيخ الإسلام ابن تيمية 3/17 . وانظر نحو هذه الحجة في لوامع الأنوار البهية للسفاريني 1/247 .
([56]) الفتاوى 3/169 ، 197 ، 229 ، و6/15 .
([57]) الفتاوى 6/121 .
([58]) إبطال التأويلات 1/217-218 . تحقيق النجدي .
([59]) الشريعة ص277 .
([60]) رواه البخاري في الصحيح 1/384 ، ومسلم في الصحيح 1/521 .
([61]) انظر مناظرة جميلة حول موضوع النـزول بين إسحاق بن راهويه والأمير عبدالله بن طاهر في عقيدة السلف للصابوني 194 ، وانظر القصة في : الفتاوى لابن تيمية 5/375 ، حادي الأرواح ص239 ، شرح قصيدة ابن القيم لابن عيسى 1/516 ، منهج السلف في الأسماء والصفات للعارودي ص26 ، لوامع الأنوار البهية للسفاريني 1/243 .
([62]) مختصر الصواعق ص613-614 ، وانظر : شرح حديث النـزول في الفتاوى 5/577 ، والكشاف عن ضلالات السقاف للعلوان ص20 .
([63]) انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 3/434 .
([64]) مختصر الصواعق ص612 .
([65]) شرح حديث النـزول (ضمن مجموع الفتاوى 5/369) .
([66]) المرجع السابق 5/458 ، 459 .
([67]) أفرد أهل السنة لهذه الصفة مؤلفات وصفحات طويلة في كتبهم . انظر : النـزول الإلهي للدارقطني ، شرح حديث النـزول لابن تيمية 5/321-585 ، وكلام ابن القيم في مختصر الصواعق ص577-616 ، وكتاب صفة النـزول الإلهي ورد شبهات حولها لعبدالقادر الجعبري .
([68]) الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 3/414 .
([69]) الحجة في بيان المحجة للأصبهاني 1/440 .
([70]) درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 7/32-33 .
([71]) سير أعلام النبلاء للذهبي 14/376 .
0 comments:
إرسال تعليق