بسم الله الرحمن الرحيم
احتج السقاف في ص31 بقوله تعالى ((والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب )) معارضاً به آيات العلو
والجواب أن يقال: أن هذا يوم القيامة لا في الدنيا كما أوهم السقاف بقوله ((والكلام هنا عن إنسان على وجه الارض ))
كما هو واضح في آخر الآية ثم إن الآية تخبر أن الله عزوجل عند أعمال الكفار فأين مكان أعمال الكفار ؟!! إنما هي معنى لا مكان مادي لها من هذا نعلم أن هذه العندية لا تخالف علو الله عزوجل على خلقه فهنا قرينة واضحة تبين لنا المعنى وهو أن الكلام على معاني لا ذوات قائمة بنفسها ولا يفهم أحد من هذه الآية شيئاً مخالفاً لعلو الله على خلقه ولو أخذ الناس بفهم السقاف لخرجنا بقول لم قل به أحدٌ من المسلمين وهو أن الله في مكانٍ في الأرض دون مكانٍ آخر فلو كان ظاهر الآية يدل على هذل لوجدت من يقوةل بهذا القول من أهل القبلة وقد قالوا هو أشنع منه
بينما يدل قوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ )) على علو الله عز وجل فالعندية هنا لو كانت تدل على الملك لما كان لتخصيص الملائكة بالذكر وجه فالله عز وجل له ملك السماوات والأرض
قلنا : قولكم في أن الله لا داخل العالم ولا خارجه أبعد عن بداهة العقول مما فهمت من الآية فرفع النقيضين معلوم البطلان بالضرورة غير أن الأشاعرة ألجأتهم المقدمات الفاسدة إلى هذا القول
ويكفيك من بطلان هذا القول أنك لا تجد أحداً من السلف الصالح تكلم به فهو بدعةٌ منكرة
والأدلة العقلية على خلافه
فالموجودات إما أن تكون متحايثة _ متداخلة _ أو تكون متباينة
وقد ثبت بالنص والعقل أن الله عز وجل غير محايث لمخلوقاته فلم تبق إلا المباينة
فإن قال الجهمي : هذا قياسٌ منكم لله على مخلوقاته
قيل له : ليس كذلك بل إن قولكم أن الله عز وجل إذا كان على العرش لزم من ذلك التحيز والجسمية هو عين قياس الشاهد على الغائب
وبهذا يظهر تناقض القوم وأنه لا أدلة عقلية ولا حتى نقلية على قولهم
فغاية ما يحتجون به من النقليات قوله تعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))
وهذه الآية يحتج بها الجهمية الحلولية فيقولون المخلوقات تكون في مكان دون مكان والله عز وجل يخالفها فهو في كل مكان
وأما أهل السنة فيحتجون بهذه الآية أيضاً فيقولون الآية تضمنت نفياً و إثباتاً فأثبت لله صفات كمال مع نفي مماثلته للمخلوقات
وهذا ما نفعله فنثبت له العلو المطلق الذي ليس لأحدٍ من مخلوقاته
فإن قال السقاف رددت هذا الفهم لوقوع الإجماع على خلافه
قلنا وبهذا يجيبك منازعك أيضاً وآيات العلو لم ينعقد الإجماع على خلافها بل انعقد الإجماع على القول بها كما سيأتي بيانه
ويقال للسقاف أيضاً ليس كل تأويلٍ صحيح فصحة تأويل أو اثنين لا يدل على صحة بقية التأويلات
ولا توجد فرقةٌ من المسلمين تأخذ بجميع التأويلات
فالأشاعرة يردون تأويلات المعتزلة للسمع والبصر
والمعتزلة يردون تأويلات المرجئة للآيات المدخلة للأعمال في مسمى الإيمان
فإذا كان التأويل الذي يخالف السياق _ على زعم السقاف _ يعد تأويلاً صحيحاً
فما هو التأويل الفاسد إذن ؟!!
وخذ مثالاً على آيات العلو التي يمتنع تأويلها وهو قوله تعالى (( يخافون ربهم من فوقهم )) يمتنع حمل الآية على علو القهر لأن حرف الجر (من ) إذا جاء قبل قوله (فوق ) دل ذلك على الفوقية الحقيقية كقوله تعالى (( فخر عليهم السقف من فوقهم ))
وقوله ((كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ))
وقوله تعالى ((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ))
وهذا مطرد في جميع القرآن والسنة وكلام العرب
ومنه قول أم المؤمنين زينب بنت جحش (( زوجني الله من فوق سبع سماوات )) رواه البخاري 6985 في كتاب التوحيد باب {وكان عرشه على الماء} /هود: 7/. {وهو ربُّ العرش العظيم} /التوبة: 129/
للكاتب : جمال البليدي
احتج السقاف في ص31 بقوله تعالى ((والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب )) معارضاً به آيات العلو
والجواب أن يقال: أن هذا يوم القيامة لا في الدنيا كما أوهم السقاف بقوله ((والكلام هنا عن إنسان على وجه الارض ))
كما هو واضح في آخر الآية ثم إن الآية تخبر أن الله عزوجل عند أعمال الكفار فأين مكان أعمال الكفار ؟!! إنما هي معنى لا مكان مادي لها من هذا نعلم أن هذه العندية لا تخالف علو الله عزوجل على خلقه فهنا قرينة واضحة تبين لنا المعنى وهو أن الكلام على معاني لا ذوات قائمة بنفسها ولا يفهم أحد من هذه الآية شيئاً مخالفاً لعلو الله على خلقه ولو أخذ الناس بفهم السقاف لخرجنا بقول لم قل به أحدٌ من المسلمين وهو أن الله في مكانٍ في الأرض دون مكانٍ آخر فلو كان ظاهر الآية يدل على هذل لوجدت من يقوةل بهذا القول من أهل القبلة وقد قالوا هو أشنع منه
بينما يدل قوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ )) على علو الله عز وجل فالعندية هنا لو كانت تدل على الملك لما كان لتخصيص الملائكة بالذكر وجه فالله عز وجل له ملك السماوات والأرض
قلنا : قولكم في أن الله لا داخل العالم ولا خارجه أبعد عن بداهة العقول مما فهمت من الآية فرفع النقيضين معلوم البطلان بالضرورة غير أن الأشاعرة ألجأتهم المقدمات الفاسدة إلى هذا القول
ويكفيك من بطلان هذا القول أنك لا تجد أحداً من السلف الصالح تكلم به فهو بدعةٌ منكرة
والأدلة العقلية على خلافه
فالموجودات إما أن تكون متحايثة _ متداخلة _ أو تكون متباينة
وقد ثبت بالنص والعقل أن الله عز وجل غير محايث لمخلوقاته فلم تبق إلا المباينة
فإن قال الجهمي : هذا قياسٌ منكم لله على مخلوقاته
قيل له : ليس كذلك بل إن قولكم أن الله عز وجل إذا كان على العرش لزم من ذلك التحيز والجسمية هو عين قياس الشاهد على الغائب
وبهذا يظهر تناقض القوم وأنه لا أدلة عقلية ولا حتى نقلية على قولهم
فغاية ما يحتجون به من النقليات قوله تعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))
وهذه الآية يحتج بها الجهمية الحلولية فيقولون المخلوقات تكون في مكان دون مكان والله عز وجل يخالفها فهو في كل مكان
وأما أهل السنة فيحتجون بهذه الآية أيضاً فيقولون الآية تضمنت نفياً و إثباتاً فأثبت لله صفات كمال مع نفي مماثلته للمخلوقات
وهذا ما نفعله فنثبت له العلو المطلق الذي ليس لأحدٍ من مخلوقاته
فإن قال السقاف رددت هذا الفهم لوقوع الإجماع على خلافه
قلنا وبهذا يجيبك منازعك أيضاً وآيات العلو لم ينعقد الإجماع على خلافها بل انعقد الإجماع على القول بها كما سيأتي بيانه
ويقال للسقاف أيضاً ليس كل تأويلٍ صحيح فصحة تأويل أو اثنين لا يدل على صحة بقية التأويلات
ولا توجد فرقةٌ من المسلمين تأخذ بجميع التأويلات
فالأشاعرة يردون تأويلات المعتزلة للسمع والبصر
والمعتزلة يردون تأويلات المرجئة للآيات المدخلة للأعمال في مسمى الإيمان
فإذا كان التأويل الذي يخالف السياق _ على زعم السقاف _ يعد تأويلاً صحيحاً
فما هو التأويل الفاسد إذن ؟!!
وخذ مثالاً على آيات العلو التي يمتنع تأويلها وهو قوله تعالى (( يخافون ربهم من فوقهم )) يمتنع حمل الآية على علو القهر لأن حرف الجر (من ) إذا جاء قبل قوله (فوق ) دل ذلك على الفوقية الحقيقية كقوله تعالى (( فخر عليهم السقف من فوقهم ))
وقوله ((كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ))
وقوله تعالى ((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ))
وهذا مطرد في جميع القرآن والسنة وكلام العرب
ومنه قول أم المؤمنين زينب بنت جحش (( زوجني الله من فوق سبع سماوات )) رواه البخاري 6985 في كتاب التوحيد باب {وكان عرشه على الماء} /هود: 7/. {وهو ربُّ العرش العظيم} /التوبة: 129/
المصدر: حشد الجنود في غزو من أنكر علو العزيز الودود
0 comments:
إرسال تعليق