أخبار الثورة السورية المباركة - اخوانكم في ليبيا معكم يا رجال ويا حرائر سوريا



فلم - كشف اللثام عن المنافق المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام
فلم - كشف اللثام عن المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام



دعم الثورة الجزائرية ضد النظام الجزائري الدموي العميل لاسرائيل

Asharis .. The Other Face

أشاعرة يدنسون ويدوسون على المصاحف ويكتبون الاسماء الحسنى بالغائط ! استماع ۞ الامام الاشعري وشيخه وتلاميذه مجسمة ۞ شيخ أشعري كذاب رماه الله تعالى بالخبث في العضو فمات !! ماذا فعل ؟ ۞ دفاع القرطبي عن ابن عبدالبر من اعتداء جهلة الأشعرية ودليل تجسيم الامام الاشعري !!! ۞ د. عبد الرحمن دمشقية: الامام الاشعري يثبت الحد!
السواد الاعظم... ... أم الكذب الأعظم؟
أشاعرة اليوم (الشعبوريون) أشر قولا من اليهود والنصارى !
روى أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري (صاحب صحيح البخاري) في كتابه خلق أفعال العباد ج1ص30 باب ذكر أهل العلم للمعطلة وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "

فرقة الأحباش .. الوجه الآخر

الاحباش المرتزقة .. الوجه الآخر
وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب
ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون : آل عمران - 75

الصوفية .. الوجه الآخر - وكذبة الصوفية الحقة

واجهة التصوف إدّعاء الإحسان .. والوجه الآخر عبادة الأموات !
موقع الصوفية - صوفية حضرموت - الحوار مع الصوفية - شرار الخلق - التصوف العالم المجهول
۞ الاحسان الصوفي ۞ روى الشعراني : إذا صحبت فاصحب الصوفية فإن للقبيح عندهم وجوهاً من المعاذير وليس للحُسن عندهم كبير موقع يعظمونك به ۞ يقول الصوفي المغربي أبو لبابة حسين عن الصوفية : "فهم لا يترددون بالاستشهاد حتى بالموضوع من الحديث إذا كان ذلك يخدم قضيتهم" ا.هـ موقف متصوفة افريقيا وزهادها من الاحتلال العبيدي
Sufism .. The Other Face
The Outward is claiming Ihsan .. The inward is Graveworship (deadworship) !
Cleanse the houses of Allah .. from the corpses of Sufis

أسرار كتاب الغزالي إحياء علوم الدين - للشيخ نظام اليعقوبي استماع
رحلتي مع جماعة التبليغ - للصوفي السابق الشيخ :عباس الشرقاوي Angry face
ست محاضرات خطيرة! في كشف أسلحة الصوفية السرية في استغفال المسلمين علمائهم وعامتهم (اضغط على السهمين المتعاكسين للانتقال بين المحاضرات)
دينُ الصوفيةِ أصبحَ خَرِقاً - الدكتور الصوفي :فرحان المحيسن الصالح يطلقها مدوية !
خطبة مؤثرة جدا ! من يرد النجاة فليصدق ويستمع الى الخطبة

22 سبتمبر، 2010

أشعري يلعن من يقول إن الله قال : قل هو الله أحد !!! وآخر يعاقبه الله ب

بسم الله

و القضية الثالثة : قضية كلام الله تعالى ، و هي مرتبطة بمسألة الأفعال الاختيارية ، فإذا كان الله تعالى لا يتصف بها ، فهذا يعني إن القرآن ليس كلامه حقيقة ، و إذا كان يتصف بها ، فالقرآن كلامه حقيقة ، و قد أثارت هذه القضية جدلا كبيرا بين أهل الحديث و الأشاعرة ، فقد كان السلف الأول يقولون إن القرآن كلام الله غير مخلوق ، منه بدأ و إليه يعود ، ثم لما ظهر ابن كلاب استحدث قولا ثالثا بين أهل السنة و المعتزلة ، فزعم إن القرآن ليس كلام الله حقيقة ، و إنما هو حكاية عنه ، ثم انتشرت مقالته بين طائفة من المتكلمين ، إلى إن تبناها أبو الحسن الأشعري و أصحابه الأوائل ، و زعموا إن كلام الله هو معنى قائم بالنفس ، إن عُبر عنه بالعربية كان قرآنا ،و إن عُبر عنه بالعبرية كان توراة ،و إن عُبر عنه بالسريانية كان إنجيلا [1] .

و قال القاضي أبو بكر بن الباقلاني الأشعري(ت403 ه) ، إن كلام الله هو (( الكلام القديم القائم بالنفس شيء واحد لا يختلف و لا يتغير )) ،و هو ليس بصوت و لا حرف ، وقد جعل الله على كلامه النفسي علامات تدل عليه ،و كل رسول يُفهم قومه كلام الله بلغته فموسى عليه السلام فهّم قومه بالعبرية ،و محمد –صلى الله عليه وسلم- فهّم قومه بالعربية[2] .

وبما أن كلام الله عند الباقلاني قائم بنفسه لا يختلف و لا يتغير ، يستلزم أن يكون كلامه المنزل على رسله ليس هو كلامه حقيقة ؛ لأن كلامه قائم به ، وإنما هو علامات و عبارات عنه ،، و بما إنه لا يتغير فكل الكتب المنزلة فيها كلام واحد بلغات مختلفة ، فقوله تعالى: (( تبت يدا أبي لهب و تب )) - سورة المسد/ 1- و (( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها )) - سورة الأحزاب/37 – فهو كلام واحد ، و هو نفسه موجود في الكتب السابقة . و هذا من الكلام الباطل ، و من الغرائب المضحكات .

و نفس الكلام قرره أبو حامد الغزالي ، فقال إن كلام الله أزلي قديم ، قائم بذاته تعالى ، و إن القرآن مقروء بالألسنة مكتوب في المصاحف، محفوظ في القلوب ، و هو مع ذلك قديم (( قائم بذات الله تعالى ، لا يقبل الانفصال و الافتراق بالانتقال إلى القلوب و الأوراق )) [3] . و قوله هذا فيه تناقض و لا يستقيم تصوّره في العقل ، فإذا كان القرآن قائم بالنفس لا يقبل الانفصال و الافتراق بالانتقال إلى القلوب و الأوراق ، فلا يصح أن يُقال إنه مكتوب في المصاحف ،و محفوظ في الصدور !! فهذا الكلام مجرد لعب بالألفاظ ، و تمويه و تدليس على الناس .

و قال المتكلم الأشعري أبو المظفرالإسفراييني (ت 471ه ) إن كلام الله قديم واحد ، أمر و نهي ، و خبر و استخبار على معنى التقدير ، و إن كل الكتب المنزلة على اختلاف لغاتها كلها عبارات عن كلام الله القديم ، تدل على معنى كتاب الله [4] . و كلامه هذا هو ترديد لما قاله الباقلاني و الغزالي.

وأما المتكلم أبو الفتح الشهرستاني الأشعري (ت548 ه) فكرر ما ذكره الباقلاني دون تفصيل ، و أكد إن كلامه تعالى عند الأشاعرة هو معنى قائم بالنفس ، و العبارات و الألفاظ المنزلة على لسان الملائكة هي دلالات على الكلام الأزلي ، و هي مخلوقة محدثة و المدلول قديم أزلي [5] .و هذا يعني إن سور القرآن و حروفه و آياته دلالات محدثة ،و ليست كلام الله على الحقيقة ، لأن كلامه أزلي قائم به ، لكنه لم يقل لنا من الذي تكلم بالألفاظ و العبارات التي هي دلالات على المدلول الأزلي ؟ ، و لم يقل لنا كذلك من أين جاء بذلك التقسيم لكلام الله هل له دليل من الكتاب و السنة الصحيحة ، أم هي تخمينات ورجم بالغيب ؟

و ذهب الشيخ العز بن عبد السلام الشافعي الأشعري (ت660 ه) إلى القول بأن كلام الله قديم أزلي قائم بذاته لا يشبه كلام البشر ،،و هو ليس بحرف و لا صوت . ومع ذلك فإن كلامه تعالى مكتوب في المصاحف و محفوظ في الصدور ، و مقروء بالألسنة [6] . و كلامه هذا فيه تناقض و مغالطة ، ولا يختلف في حقيقته عما قاله الباقلاني و الغزالي و الشهرستاني ، فبما إن كلامه تعالى قديم أزلي قائم بذاته ، وليس بحرف و لا صوت ، فهو إذاً لا يصدر عنه ، ولا يكتب بالحروف ،،و هذا يستلزم إن القرآن الكريم بحروفه و سوره و آياته ليس من كلام الله ، لأنه تعالى-حسب العز بن عبد السلام- لا يتكلم بحرف و لا صوت ، ثم نجده يقول إن كلامه تعالى مكتوب في المصاحف و محفوظ في الصدور ، و مقروء بالألسنة ؛ فكيف يكون القرآن كلامه ، و حروفه ليست كلامه ، لأنه لا يتكلم بحرف و لا صوت ؟ ! . و يلاحظ عليه كذلك إنه لا يفرق بين الكلام كصفة أزلية ، وبين تعلقها بمشيئته تعالى في التكلم ، وفق ما شاء ، و بما شاء ،و كيفما شاء .

وأما تاج الدين السبكي الشافعي الأشعري (ت771 ه) فكرر ما قاله سابقوه مع التلاعب بالألفاظ ، فقرر إن كلام الله قديم غير مخلوق ،و لا يزال قائما و لا يجوز أن ينفصل عن ذاته . ثم قال إن القرآن مكتوب على المصاحف حقيقة [7] .و ليس أمام السبكي فيما قاله إلا حلاّن ، إما أن يكون القرآن بحروفه و معانيه هو كلام الله ، وهذا يستلزم إنه انفصل عنه ، منه بدأ و إليه يعود ، وهذا قد أنكره السبكي .و إما أن يكون كلامه تعالى قائما بذاته لا ينفصل عنه ، وهذا يستلزم أن المكتوب في المصاحف ليس هو كلامه على الحقيقة ، لأن كلامه-عند السبكي- واحد لا يتجزأ ، وإنما هو حكاية و عبارة عنه تعالى ، وهذا هو الذي تقوله الأشعرية ، و أراده السبكي و لم يصرح به .

و مع إن الغالبية العظمى من الأشاعرة قالوا بذلك في موقفهم من كلام الله ، فإن أحد أعيانهم خالفهم و قال بمذهب أهل الحديث ، و هو الفقيه عبد الله بن يوسف الجويني(ت 438ه)- والد إمام الحرمين- فذكر إن شيوخه الأشاعرة لم يفهموا من كلام الله ، إلا ما فهموه من كلام المخلوقين ، فقالوا إن القول بالحرف يعني القول بالجوارح و اللهوات ،و القول بالصوت يعني القول بالحلق و الحنجرة ، ثم قال إن كلام هؤلاء هو تخبيط وقعوا فيه ، كما وقعوا في مسألة الصفات ، و ذلك إنهم فهموا من كلام الله ما فهموا من كلام البشر ؛ ثم قرر إن الله تعالى تكلم بحرف و صوت ، بما يليق به ،و لا يحتاج إلى جوارح و آلات ، لأنه قادر ، و القادر لا يحتاج إلى ذلك ، و بهذا ينشرح الصدر،و يستريح الإنسان، من تعسّف و تكلّف الأشاعرة ، في قولهم إن القرآن هو عبارة عن كلام الله ، ثم قرر إن القارئ للقرآن الكريم يقرأ كلام الله حقيقة ، لأن الكلام يُنسب لمن قاله مبتدئا ، لا لمن قاله مؤديا مبلّغا [8] .

و كلامه هذا منطقي صحيح ، جمع بين النقل و العقل ، فالله تعالى ليس كمثله شيء في ذاته و صفاته ، ولا يصح قياسه بمخلوقاته ، و كلامه تعالى يليق به، و لا يُوجد تلازم بين الكلام و الحنجرة و اللهوات ، فالله سبحانه أخبرنا إنه يوم القيامة يجعل أرجل أعدائه و أيديهم تنطق لتشهد عليهم ، و ليس لها حناجر و لا لهوات ، و نحن في عصرنا الحالي لدينا أجهزة تتكلم بلا حناجر و لا لهوات و لا أحبال صوتية .

و قد كانت لمقالة الأشاعرة في القرآن آثار سيئة في تعامل بعضهم مع القرآن الكريم ،

فمن ذلك أولا إنه في سنة 555ه جلس الواعظ أبو جعفر بن المشاط الأشعري بجامع ببغداد ، فكان يُسأل : هل (( ألم ذلك الكتاب ))-سورة البقرة--/1- كلام الله ؟ ، فيقول : لا ، و يقول في القصص القرآني : هذا كلام موسى ، و هذا كلام النملة ، و عندما قيل له : (( التين و الزيتون )) قال : التين في الريحانيين ،و الزيتون يُباع في الأسواق ، فأفسد بذلك عقائد الناس[9] .

و ثانيا إنه في سنة 521ه لما طُرد الواعظ أبو الفتوح الاسفراييني الأشعري من بغداد ، وُجد عند رجل من أصحابه كراريس فيها ما يتضمن الاستخفاف بالقرآن الكريم ، فطيف به في البلد و نُودي عليه ،و همّت العامة بإحراقه[10] .

و ثالثا إنه وُجد من الأشاعرة من كان يمتهن القرآن الكريم ،و يقول إنه مجرد ورق و مداد ، و صار يدوسه برجله ،و يكتب أسماء الله الحسنى بالنجاسة اسقاطا لحرمة ما كتب في المصحف ،و كان بعضهم يطأ المصحف برجله ،و عندما قيل له : (( ويحك هكذا يُصنع بالمصحف ،و فيه كلام الله تعالى ! ، قال : ما فيه إلا السخام و السواد ،و أما كلام الله فلا )) ،و قال آخر : (( على من يقول إن الله قال : (( قل هو الله أحد الله الصمد )) ، ألف لعنة ))[11] . و قد ذكر شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية إن المسلمين أجمعوا على أن من يفعل ذلك بالمصحف إهانة له ، فهو كافر حلال الدم[12] .

و أما أهل الحديث فهم لما ظهرت مقالة الكلابية و الأشعرية في القرآن الكريم ، أنكروها و قاوموها بشدة ، و أظهروا مذهبهم في مسألة كلام الله تعالى ، منذ القرن الثالث و ما بعده[13] . فمن ذلك إن الفقيه أبا جعفر الطحاوي الحنفي(ت321ه) قال : (( القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفبة قولا، و أنزله على رسوله وحيا ،و صدقه المؤمنون على ذلك حقا ، و أيقنوا إنه كلام الله بالحقيقة ، ليس بمخلوق ككلام البرية))[14] .و كلامه هذا يتضمن الرد على الكلابية و الأشعرية ، لأنه قرر فيه إن القرآن كلام الله علىالحقيقة ، مما يعني إنه ليس حكاية و لا عبارة عنه .

و الثاني هو الفقيه أبو حامد الإسفراييني الشافعي(ت406ه) أعلن صراحة إن مذهبه في القرآن الكريم ، يخالف مذهب الأشعرية ، و إنه على مذهب الشافعي و فقهاء الأمصار ، و هو إن القرآن كلام الله حقيقة ، حمله جبريل مسموعا من الله تعالى إلى رسوله ، -صلى الله عليه وسلم- و منه سمعه الصحابة ، و هو الذي نتلوه بألسنتنا الموجود بين الدفتين ، مسموعا و مكتوبا و محفوظا و منقوشا ، و كل حرف منه كالباء و التاء هو كلام الله غير مخلوق[15] . و كلامه هذا فيه رد مفصّل لمقالة الأشعرية في القرآن الكريم.

و الثالث هو الحافظ اللالكائي الشافعي (ت418ه) رد على مقالة الأشاعرة في كلام الله حين قال : إن القرآن تكلّم الله به على الحقيقة ،و هو متلو في المحاريب،و مكتوب في المصاحف ،و محفوظ في الصدور، ليس بحكاية و لا عبارة عن قرآن[16] .

و الرابع الحافظ أبو نصر السجزي الحنفي(ت444ه) ناقش الأشاعرة في كثير من أفكارهم في رسالة كتبها إلى أهل زبيد باليمن ، منها قضية كلام الله تعالى ، فقال إن الأشاعرة مخالفون للعقل ، و إن أقوالهم متناقضة في مسألة كلام الله ، فالأشعري يقول إن كلام الله شيء واحد لا يتبعّض ، ثم هو يقول من جهة أخرى أن الله تعالى أفهم موسى-عليه السلام- كلامه ، و هذه الحالة لا تخلو من أمرين ، الأول إنه تعالى أفهمه كلامه كله ، فصار موسى-عليه السلام- فاهما عالما بكلام الله ، من الأزل إلى الأبد ، مشاركا له في علم الغيب ، و هذا كفر صريح بالاتفاق ، و يخالفه قوله تعالى : (( تعلم ما في نفسي ،و لا أعلم ما في نفسك ))-سورة المائدة/116- .

و الأمر الثاني هو إن الله تعالى أفهمه ما شاء من كلامه ، و هذا يعني التبعيض الذي ينكره الأشاعرة ، و يُكفّرون من يقول به من أهل الحديث. ثم انتقدهم أيضا بأنهم يقولون إن كلام الله لا يجوز أن يُوجد في غيره ، و ينزل إلى محل، و ليس لغة و لا حرفا ، و لا يصل إليه الخلق ، ثم إنهم يقولون من جهة أخرى إنه –أي كلام الله- يُتلى و يُقرأ ، و هذا ممتنع عقلا . و يقولون أيضا ، إن كلام الله مكتوب في المصاحف على الحقيقة لكنه ليس بحرف ،و هذا ممتنع عقلا ، لأن العقل يقتضي إن المكتوب يجب أن يكون حروفا[17] .

و خامسهم الحافظ عبد الله الأنصاري الهروي الصوفي الحنبلي ، قال إن حقيقة قول الأشاعرة في القرآن الكريم هو إنه غير موجود أصلا ، ثم نجدهم مع ذلك يقولون إنه –أي القرآن- غير مخلوق ،و من قال مخلوق فهو كافر، و هذا من فخاخهم يصطادون بها قلوب عوام الناس[18] .

و سادسهم أبو الوفاء بن عقيل البغدادي الحنبلي(ت513ه) ردّ على الأشاعرة في موقفهم من كلام الله تعالى ، و قال إنه ينتهي بالضرورة إلى القول بخلق القرآن ،و هو نفس مقالة المعتزلة ؛ و أما دعواهم موافقتهم لأحمد بن حنبل في مسألة كلام الله ، فهي دعوى باطلة ، لأنه –أي أحمد – قال أن الله تكلّم بصوت ،و لا ينكر هذا إلا الجهمية ، و هم-أي الأشاعرة- أنكروا تكلّم الله بالحرف و الصوت[19] .

و سادسهم الحافظ المؤرخ عبد الرحمن بن الجوزي(ت597ه) انتقد أبا الحسن الأشعري ،و قال إنه جاء بمقالة خبّطت عقائد الناس ، فادعى إن كلام الله هو صفة قائمة بذاته تعالى ، ما نزل و ما هو مما يُسمع ، فأوجبت دعواه إن ما عندنا مخلوق . وذكر أيضا إن جماعة من وعاظ الأشاعرة ببغداد كانوا يقولون ليس لله في الأرض كلام ، و ليس في المصحف إلا الورق .و يقولون أيضا : أين الحروفية الذين يزعمون إن القرآن حرف و صوت ، و إنما هو عبارة جبريل ، فأدى ذلك إلى أن هان تعظيم القرآن في صدور أكثر العوام ،و صار أحدهم يقول : القرآن شيء يجيء به جبريل في كيس[20] .

و آخرهم –أي السابع- الفقيه الموفق بن قدامة المقدسي (ت 620ه) انتقد الأشاعرة انتقادا لاذعا ، في موقفهم من كلام الله ، و نسبهم إلى التناقض حين قالوا أن موسى –عليه السلام- سمع كلام الله من الله ، ثم قالوا إن كلامه ليس بصوت .و قالوا أيضا : القرآن مكتوب في المصاحف ، لكن ليس فيها-أي المصاحف- إلا الحبر و الورق . ثم قال إن مقالتهم في القرآن هي خزي و مكابرة ، و تُوجب أن يكون الأمر هو النهي، و الإثبات هو النفي، و قصة نوح هي قصة هود و لوط ، و أحد الضدين هو الآخر، و هذا قول من لا يستحي ،و يُشبه قول السفسطائية . و قال أيضا إن مقالتهم في القرآن لا دليل لهم عليها من النقل و لا من العقل و لا من الإجماع ، و ينبغي عليهم أن يقولوا: قال محمد ،و أو قال جبريل، و لا يقولون : قال الله تعالى ، و قولهم هذا ينتهي إلى موافقة المعتزلة في قولهم بخلق القرآن ، لكنهم يخفون ذلك عن الناس لكي لا يعلمون بهم ، فارتكبوا (( مكابرة العيان ،و جحد الحقائق ،و مخالفة الإجماع ، و نبذ الكتاب و السنة وراء ظهورهم ، و القول بشيء لم يقل به قبلهم مسلم و لا كافر))[21] .

و للمحقق ابن قيم الجوزية رأي في القضية مفاده ، إنه من البلية العظمى نسبة مقالة الأشعرية في كلام الله إلى رسول الله –عليه الصلاة و السلام- و إن جمهور العقلاء يقولون إن تصوّرها –أي مقالة الأشعرية- كاف للجزم ببطلانها ، و هي لا تُتصوّر إلا كما تُتصوّر المستحيلات الممتنعات ، و هي مبنية على مسألة إنكار قيام الأفعال الاختيارية بذات الله تعالى ، التي يسمونها حلول الحوادث، و حقيقتها إنكار أفعاله و ربوبيته ،و إرادته و مشيئته [22] .

و تعليقا على ما ذكرناه أقول: أولا تبيّن إن مسألة كلام الله تعالى ، هي امتداد لقضية الأفعال الاختيارية المتعلّقة بذاته تعالى ، و قد أثارت جدالا واسعا و حادا بين طائفتي أهل الحديث و الأشاعرة المتنازعين ، جراء الأزمة العقيدية التي عصفت بهما خلال القرنين الخامس و السادس الهجريين ، و واضح أيضا إن الأشاعرة لا يمكنهم أن يقولوا إن القرآن كلام الله حقيقة ، ما داموا ينُكرون تكلم الله تعالى أصلا ، فهو بما أنه لا يتكلم-حسب زعمهم- فبالضرورة إن القرآن ليس كلامه ، بل و لا يُوجد لله كلام أصلا ، و من ثم لا توجد كبير فائدة في مناقشتهم في مسألة : هل القرآن كلام الله ؟ ، لأتهم ينفون أصلا قيام الأفعال الاختيارية به تعالى ،و منها صفة الكلام .

و ثانيا إن الشرع الحكيم قد حسم مسألة كلام الله حسما نهائيا ، المفروض على كل مسلم الالتزام به ، لكن طائفة من أهل السنة لم تقتنع بذلك –بتأثير من المعتزلة -،و خاضت فيها بظنونها و خيالاتها و أوهامها . فالقرآن الكريم ذكر صراحة إن الله تكلّم و يتكلم ، و إن القرآن هو كلامه مدوّن في المصحف و محفوظ في الصدور،و ليس فيه أية إشارة إلى إنه حكاية أو عبارة عن كلام الله ، فلو كان كذلك لبينه ، قال الله سبحانه تعالى: (( حتى يسمع كلام الله))-سورة التوبة/6- و (( و قد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يُحرّفونه ))-سورة البقرة/75- و ((يريدون أن يبدلوا كلام الله ))-سورة الفتح/15- و ( و ما كان لبشر أن يُكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يُرسل رسولا فيوُحي بإذنه ما يشاء ، إنه علي حكيم ) –سورة الشورى/51 - و ( هو الذي نزّل عليك الكتاب بالحق))-سورة آل عمران /3- و (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم))-سورة الزمر /1- و (( تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين))-سورة السجدة/2- و (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أُتوا العلم ))-سورة العنكبوت/49 .

و في السنة النبوية إن الرسول-عليه الصلاة و السلام- سمى القرآن صراحة بأنه كلام الله في قوله : ((و أحسن الكلام كلام الله ))[23] . و عندما قرأ أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- سورة البقرة ، على قريش ، و قالت له : هل هذا كلامك أم كلام صاحبك ؟ ، قال : ليس كلامي،و لا كلام صاحبي ، و لكنه كلام الله ))[24] .

و ثالثا إن قول الكلابية و الأشعرية يستلزم إنكار القرآن جملة و تفصيلا ، و ذلك إنه إذا كان الله لا يتكلم و لا يقدر على الكلام ، و كلامه لا يتعدد و لا ينفصل عنه ، فهذا يستلزم بالضرورة إن الذي بين أيدينا ليس كلام الله ، و هذا يخالف أمرا معروفا من الدين بالضرورة إن القرآن الذي في المصحف هو كلام الله حقيقة معنى و لفظا . لكن المؤسف حقا إن طائفة من أهل السنة أنكرت ذلك و زعمت إن الله تعالى لا يتكلّم ، فكانت سببا في ظهور الأزمة العقيدية التي عصفت بأهل السنة منذ القرن الرابع الهجري و ما بعده ،و ما تزال قائمة إلى يومنا هذا !! .

و رابعا إن قول الأشاعرة في كلام الله و ما ترتب عنه ، من حكاية الكلام النفسي و إنكار الحرف و الصوت ، هو رجم بالغيب ،و قول على الله بلا علم ، ليس لهم فيه سند من نقل و لا عقل ، إلا اتباع الظن ،و ما يلزمهم به مذهبهم من إلزامات .

و القضية العقيدية الرابعة-التي أثارتها الأزمة- هي قضية الحرف و الصوت ، التي هي امتداد لمسألتي الأفعال الاختيارية، و كلام الله تعالى ، و هي أيضا أدخلت أهل السنة في نزاع عقدي حاد ، فقال أهل الحديث إن الله تعالى تكلّم بحرف و صوت ، و أنكر الأشاعرة ذلك ، بحكم إن الله عندهم لا يتكلّم و القرآن ليس كلامه حقيقة .

فمن أقوال الأشاعرة و مواقفهم من تلك المسألة ، ما قاله القاضي أبو بكر الباقلاني (ت403ه) ، فإنه نفى تكلّم الله بحرف عندما قرر إن الحروف و الأصوات في تلاوة القرآن هي من صفات القارئ ،و ليست من كلام الله ،و قال إنه لا يحوز لقارئ القرآن أن يقول إني أتكلّم بكلام الله[25] .

و قوله هذا مجمل ،و فيه تمويه و تلاعب بالألفاظ ، و ذلك إن الذي لا شك فيه هو إن الحروف المنطوقة ،و المكتوب بها المصحف الشريف، هي قطعا من كلام الله تعالى ،و ليست من كلام القارئ ، لأنها منفصلة عنه تماما ، و هي موجودة في المصحف قبل القراءة و في أثنائها و بعدها ، . كما إنه يجب أن نفرّق بين الكلام المتلو-أي المقروء- الذي هو كلام الله تعالى ،و بين التلاوة التي هي قراءة القارئ و صوته ، فهي من القارئ بلا شك ، و هذا أمر مُشاهد يُدركه كل إنسان بداهة . و أما قوله إنه لا يجوز للقارئ أن يقول إنه يتكلم بكلام الله ، فهو خطأ فاحش ، أوقعه فيه نفيه لقيام الأفعال الاختيارية بذات الله تعالى ، و قد سبق التطرق لذلك ؛ و إذا لم يقل المسلم إن القرآن كلام الله ، فماذا يقول يا ترى؟ ! فهل يقول إنه كلام الملائكة ، أم كلام الجن ، أم كلام البشر ؟ ؟ !!

ثم زعم الباقلاني إن الدليل الشرعي على ما قاله ، هو حديث مفاده أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام للصلاة ليلا مرة يُخفض القراءة،و مرة يرفعها ،و في حديث آخر إن قراءته كانت مفسّرة حرفا حرفا ، و موضع الدليل هنا هو إن القراءة أُضيفت للرسول بالرفع و الخفض[26] .

و استدلاله هذا غير صحيح أيضا ،و فيه تلبيس واضح ، لأن الحديثين بخصان طريقة القراءة و التلاوة ، و لا يخصان المحتوى –أي المقروء المتلو- و لا شك إن القراءة-التلاوة- هي صوت العبد ، و أما المقروء المتكوّن من الحروف و المعاني ، فهو كلام الله تعالى منفصل عن الإنسان تماما ، حروفا و معاني و أحكاما . و يُلاحظ عليه –أي الباقلاني- إنه نسي أو تناسى النصوص الشرعية الكثيرة – سبق ذكر بعضها- التي نصت صراحة على إن القرآن كلام الله تعالى ، و ذهب إلى نصوص أخرى لوى أعناقها ، و أوّلها كما يريد خدمة لمذهبه .

ثم إنه قال-أي الباقلاني- إن الدليل العقلي على ما ذهب إليه ، هو إن القراءة أحيانا تكون جيدة ،و أحيانا أخرى سيئة يلحقها اللحن و الخطأ . و كذلك الكتابة مرة تكون جيدة ، و مرة وحشة يُذم كاتبها ، فالكتابة صفة الكاتب ،و المكتوب بها هو كلام الله- لاحظ تناقضه- [27] و الكتابة هي أيضا يلحقها المحو ، و يُتصوّر عليها الغرق و الحرق ،و كلام الله القديم لا يُتصوّر عليه شيء من ذلك[28] .

و كلامه هذا هو أيضا غير صحيح ، و فيه تدليس و تلاعب بالألفاظ ، و قول على الله بلا علم ، و ذلك لأن القراءة الجيدة و السيئة ،و الكتابة الحسنة و الوحشة ، و محوها و غرقها و حرقها ، كل ذلك لا يمس كلام الله تعالى ، و إنما يمس الأوراق و الحبر، و الخط و الكتابة ، و أما كلامه تعالى فهو منفصل عن كل ذلك تماما ، فإذا أُحرقت المصاحف ، فذلك لا يمس كلام الله مطلقا ، لأنه لا يحترق ، و محفوظ في الصدور بلا أوراق ، و قد أحرق المسلمون المصاحف منذ زمن الخليفة عثمان بن عفان-رضي الله عنه- و لم يضر ذلك القرآن شيئا ، و ما قال الصحابة و التابعون إن حرقهم للمصاحف يضر القرآن ، فهو كلام الله منه بدأ و إليه يعود .

و القول الثاني هو لأبي حامد الغزالي (ت 505ه) أنكر فيه تكلّم الله بحرف و صوت ،و قال إن موسى-عليه السلام- سمع كلام الله بلا حرف و لا صوت[29] . و قوله هذا هو خوض في غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، و ليس له فيه دليل من النقل و لا من العقل ، إلا إتباع الظن ، فالله سبحانه أخبرنا إنه كلّم موسى-عليه السلام- تكليما ، و ناداه من جانب الطور ، و لم يقل لنا إنه غيّر لموسى طبيعته البشرية ليسمع منه ، و لم يقل لنا كيف أسمع لموسى كلامه ، مما يُشير إلى إن موسى –عليه السلام - سمع كلاما فيه حرف و صوت ، نحن لا نعلم كيفية ذلك ، بحكم إن الله تعالى ليس كمثله شيء و فعال لما يريد ، و أن موسى بشر لا يسمع إلا بحرف و صوت . و قبل موسى-عليه السلام- كان الله تعالى قد أخبرنا إنه كلّم الملائكة و آدم و الشيطان ، و إنه تعالى سيُكلّم عباده يوم القيامة ، فهو تعالى يُكلّم من شاء، و متى شاء ،و كيفما يشاء .

و القول الثالث للقاضي أبي بكر بن العربي (ت543ه) ذكر فيه أن الحنابلة و أهل الحديث – سماهم المشبهة- قالوا بالحرف و الصوت ، و نسب الحنابلة ذلك لإمامهم أحمد بن حنبل ، و قالوا أيضا بقدم الحرف و الصوت ، فجاءوا بما لا يُعقل ،و لا هو في حد النظر و المجادلة , ثم قال أن هؤلاء المشبّهة –أي أصحاب الحديث- اعتمدوا على ظواهر شرعية غير صحيحة ، منها حديث البخاري الذي فيه : (( يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد ، فيناديهم بصوت ... )) ، و هذا حديث مقطوع –أي منقطع- ، و هو يحتمل أن الصوت قد لا يعود إلى الله تعالى ،و فيه : (( يُناديهم و ليس فيه يتكلم بصوت ، ثم يقول ابن العربي لهؤلاء : فَلِمَ تركتم الظاهر و جعلتم الكلام و الصوت واحد ،و هما قد وردا في موطنيين ؟ و بين الكلام و النداء ما بين السماء و الأرض ))[30] .

و قوله هذا غير صحيح ، و فيه التمويه و التهويل ،و التلاعب بالألفاظ ، فمن ذلك أولا إنه ضعّف حديث البخاري بدعوى إنه منقطع ، و قوله هذا صحيح من حيث أن البخاري رواه في صحيحه بإسناد منقطع ، لكن الحديث صحّ من طرق أخرى ،و قد رواه البخاري نفسه بإسناد متصل في كتابيه خلق أفعال العباد ،و الأدب المفرد ،و سنتوسع في تحقيق هذا الحديث لاحقا إن شاء الله تعالى.

و ثانيا إنه قال أن هنالك فرقا كبيرا بين الكلام و الصوت ،و بين الكلام و النداء ، و هذا غير صحيح تماما ، لأن الصوت هو نوع من الكلام ، بل هو كلام بصوت مرتفع ،و كل صوت يتضمن الحرف و الكلام ، .و كذلك الكلام و النداء ، فإن النداء نوع من الكلام ، بل هو كلام بصوت مرتفع ، و النداء يتضمن بالضرورة الكلام و الصوت ، فأين الفارق المزعوم بما بين السماء و الأرض ؟ ! ،و الحقيقة إن كلا من الصوت و النداء هما مظهران من مظاهر الكلام ، و القرآن الكريم أثبت الكلام و النداء في حق الله تعالى ، فأخبرنا سبحانه و تعالى إنه كلّم موسى-ع- و ناداه في قوله تعالى: (( و كلّم موسى تكليما ))-سورة النساء /164- و (( إذ ناده ربه بالواد المقدس طوى )) –سورة النازعات /16- و (( و إذ نادى ربك موسى ، أن أئت القوم الظالمين ))-سورة الشعراء /10-،و أخبرنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم –أن الله تعالى ينادي الناس بصوت يوم القيامة ، على ما سنبينه لاحقا بحول الله تعالى.

و ثالثا بما إنه ثبت في الشرع أن الله تعالى كلّم آدم و إبراهيم و موسى-عليهم السلام- ،و إنه سيكلم عباده يوم القيامة ، فهذا لا يمنع من إنه تعالى كلّمهم بحرف و صوت بحكم أن الذين كلمهم بشر ،و لا يفهمون الكلام إلا بحرف و صوت ، فهو تعالى فعال لما يريد يتكلم بما شاء، و متى شاء، و كيفما شاء، فتكلّمه تعالى بصوت و حرف لا علاقة له بحكاية حلول الحوادث المزعومة ، فهي خاصة بالمخلوقات لا بالخالق ، فهو تعالى متصف بكل صفات الكمال الأزلية و مُنزه عن النقائص ، و لا تسمى صفاته حوادث .

و القول الرابع هو للمتكلم أبي المظفرالإسفراييني (ت 471ه) و مفاده أن كلام الله تعالى ليس بحرف و لا بصوت ، لأن ذلك يتضمن جواز التقدم و التأخر ، و هو مستحيل في حقه تعالى[31]. و كلامه هذا أقامه على منهج خطأ ، هو قياس الخالق بالمخلوق ، و بمعنى آخر تشبيه الخالق بالمخلوق ، عندما نفى الحرف و الصوت عن الله تعالى ، بدعوى أن ذلك يتضمن جواز التقدم و التأخر في كلامه تعالى ، و هذا زعم باطل من أساسه ، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء في ذاته و صفاته ، و من ثم فكلامه بحرف و صوت يختلف تماما عن حروف و أصوات المخلوقين ، و هذا أمر مُطرد في كل الصفات ، فنحن – مثلا - عندما أثبتنا صفتي العلم و السمع لله لم نقل أن العلم مرتبط بالمخ و الأعصاب و الحواس ، و أن السمع مرتبط بالأذن و مكوناتها العضوية و العصبية ،و إنما قلنا أن ذلك خاص بالإنسان الذي لا يستطيع أن يعلم و يسمع إلا بتلك الأجهزة و الأعضاء ، أما الله تعالى فله المثل الأعلى فهو الخالق الأزلي العظيم الذي له الأسماء الحسنى ،و لم يلد و لم يُولد ، و ليس كمثله شيء في ذاته و صفاته. فكذلك إثباتنا للحرف و الصوت في كلامه تعالى ، فهو يختلف كلية عن حروف و أصوات البشر، و لا يجمعها إلا في الاسم لا غير .

وذلك هو المنهج السليم الصحيح الوحيد الذي يقوم على النقل الصحيح و العقل الصريح ،و العلم الصحيح ، الذي يمكنه حل قضية صفة الكلام و باقي صفات الله تعالى الحسنى ، لأنه إذا قلنا مثلا أن الله لا يتكلم ، نكون قد شبهناه بالأبكم و الجماد . و إذا قلنا إنه يتكلم كالمخلوق نكون قد شبهناه بالمخلوقات التي تتكلم . و إذا قلنا إنه يتكلم بحرف و صوت ، نكون قد شبهناه بالإنسان ، فما هو الحل إذن ؟ ، إنه لا يوجد حل إلا فيما قررناه سابقا ، من أن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من صفات في إطار قوله تعالى (( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)) و (( لم يكن له كفؤا أحد )) .

و القول الخامس هو للمؤرخ الرحالة ياقوت الحموي الرومي الأشعري الشافعي(ت626ه) و مفاده إن القول بالحرف و الصوت هو بدعة ، لم يثبت عن النبي-عليه الصلاة و السلام- ،و لا عن الصحابة و التابعين ، ثم قال إن العقل يُرجح بالبديهة قول أبي الحسن الأشعري ، و لا يُرجّح ما يقوله الحنابلة[32] .

و كلامه هذا مجازفة و قول بلا علم ، لأنه أولا قد صحت روايات عن الرسول-عليه الصلاة و السلام- و السلف الصالح ، فيها القول بأن الله تعالى تكلم بالحرف و الصوت ، سنذكرها قريبا إن شاء الله تعالى .

و ثانيا إن قوله بأن العقل يُرجّح رأي الأشعري بالبديهة ، فهو قول لا يصح ، لأنه لو كان بديهيا ما اختلف فيه الناس ، لأن البديهي –كما هو معروف- لا يختلف فيه اثنان ، لظهوره و عدم احتياجه للدليل ؛ لكنه بديهيا بالنسبة للأشاعرة ، بحكم إن مذهبهم ينكر تكلّم الله ، فلا وجود إذن للحرف و الصوت أصلا .

و ثالثا إن الأقرب إلى التصديق و الصواب هو قول الحنابلة و أهل الحديث ، و ليس رأي الأشعري، لأن قولهم تشهد له النصوص الشرعية و أقوال السلف ، و يتقبّله العقل ، فهو سبحانه فعال لما يريد و على كل شيء قدير ، يتكلّم بما شاء، و كيفما شاء ، و متى شاء ، لكن قول الأشعرية بالكلام النفسي و إن القرآن حكاية و عبارة عنه ، هو البعيد عن التصديق و المُستغرب جدا ، و ليس له دليل يُسنده من النقل و لا من العقل ، حتى إن اثنين من كبار علماء الأشاعرة قالوا بالحرف و الصوت ، الأول هو الفقيه أبو محمد الجويني (ت438ه) والد إمام الحرمين ، ذكر إن شيوخه الأشاعرة لم يفهموا من كلام الله إلا ما فهموه من كلام المخلوقين ، فقالوا إن القول بالحرف يعني القول بالجوارح و اللهوات ، و إن القول بالصوت يعني القول بالحلق و الحنجرة ، و هذا تخبيط وقعوا فيه ، لكن التحقيق هو إن الله تعالى تكلّم بحرف و صوت ، كما يليق به تعالى ، و لا يحتاج إلى جوارح و حنجرة و حلق ، لأنه سبحانه قادر و القادر لا يحتاج إلى ذلك ،و بذلك ينشرح الصدر،و يستريح الإنسان من التعسف و التكلف[33] .

و الثاني هو المتكلّم عضد الدين الإيجي الشافعي( ت756ه) فإنه قال إن الله تعالى يتكلم بحرف و صوت ، و عندما قال ذلك و صرّح به ، أحدث ضجة في أوساط الأشاعرة ،و هبوا للرد عليه ، مستنكرين ما صدر عنه[34] .

و أما أهل الحديث فهم أيضا كانت لهم أقوال و مواقف من مسألة الصوت و الحرف ، أثبتوا فيها الحرف و الصوت ،و استنكروا على الأشاعرة نفيهم لهما ، فمن ذلك أولا ما قاله شيخ الشافعية أبو حامد الإسفراييني (ت 406ه) ، فإنه أعلن أمام الناس إن مذهبه في القرآن يخالف مذهب أبي بكر الباقلاني الأشعري في كلام الله ، و نص على أن مذهبه هو مذهب الشافعي و فقهاء الأمصار ، من أن القرآن كلام الله حقيقة ، و كل حرف منه كالباء و التاء ، كله كلام الله[35] .

و القول الثاني للحافظ أبي نصر السجزي (ت 444ه) توسع فيه في الرد على الأشاعرة في موقفهم من كلام الله و الحرف و الصوت ، فمن ذلك إنه قال إن إنكار الأشعري للحرف و الصوت هو سخف و تلاعب بالألفاظ ، سببه التحيّر و قلة الحياء ، لأنه أقر إن القرآن هو الذي بين أيدينا ، ثم هو من جهة أخرى يقول إن الحرف و الصوت لا مدخل لهما في كلام الله تعالى ، رغم إن القرآن شاهد بين أيدينا إنه مُكوّن من حروف . ثم ذكر السجزي إن الأشعري أظهر مخالفة المعتزلة في مسألة الكلام ، لكنه أثبت ما لا يُعقل ،و وافقهم في أصل مقالتهم في نفي الصفات و القول بخلق القرآن[36] .

و معنى كلامه إن المعتزلة نفوا الصفات ، و الأشعري أثبتها و نفى قيامها بذات الله تعالى ، فعطّلها عن فعلها و أصبح هو و المعتزلة متقاربين جدا .و هم قالوا بخلق القرآن ،و هو نفى خلقه و أنكر أن يكون القرآن كلام الله حقيقة ، و قال إنه حكاية و عبارة عنه ، و بما إنه ليس بكلام لله فهو إما كلام جبريل –عليه السلام- ،و إما كلام محمد-عليه الصلاة و السلام- و هذا يعني بالضرورة إن القرآن مخلوق ، لأن مخلوقا تكلّم به هو جبريل أو الرسول . و بذلك انتهى قول الأشعري في القرآن إلى مقالة المعتزلة في نفي الصفات و القول بخلق القرآن .

و القول الثالث هو للفقيه المتكلم أبي الوفاء بن عقيل ذكر فيه إن الأشاعرة قالوا إن كلام الله ليس بصوت و لا حرف ،و شنّعت على رسول الله –صلى الله عليه و سلم- عندما قال : (( إذا تكلم الله بالوحي سُمع صوت كجر السلسلة على صفوان )) ، فقالوا : كيف يُشبّه القديم بالمحدث ؟ ‍، و لم يُشنعوا عليه في حديث رؤية الله تعالى –هم يُثبتونها- في قوله : (( ترون ربكم كما ترون القمر )) ، فإن أوجب ذكر القمر تشبيها لله به، أوجب ذكر السلسلة تشبيها للكلام به ، فلم يبق إذا إلا إنه شبه الرؤية بالرؤية ،و السماع بالسماع ، و لم يُشبه المرئي و المسموع[37] .

و القول الرابع للقاضي أبي الحسين بن أبي يعلى الفراء (ت 526ه) قرر فيه إن القرآن الكريم كلام الله حقيقة ، و هو حرف و صوت مسموع من التالي للقرآن[38] .

و القول الخامس هو للفقيه الموفق بن قدامه المقدسي و مفاده إن القرآن الكريم شاهد على أن الله تكلم بحرف لأنه – أي القرآن-مكون من حروف ،وفيه 29 سورة بدأت بالحروف .و إنه سبحانه و تعالى تكلم بصوت بدليل الكتاب و السنة ،و إجماع الصحابة و التابعين [39] .فمن القرآن قوله تعالى : ((و كلّم الله موسى تكليما ))-سورة الأنبياء /164-و (( منهم من كلم الله ))-سورة البقرة/253- و ((إذ نادى ربك موسى ))-سورة الشعراء /10-، ولا خلاف إن موسى عليه السلام قد سمع كلام الله منه بغير واسطة ،ولا يُسمع إلا الصوت وهو ما يتأتى سماعه [40].وأما من السنة فقد صح عن النبي -صلى الله عليه و سلم –إنه قال : ((إن الله يجمع الخلائق فيناديهم بصوت يسمع من بعد كما يسمع من قرب :أنا الملك أنا الديان )) [41]. وعن الصحابة ما روي عن عبد الله بن مسعود –بإسناد صحيح –إنه قال : (( إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء ))[42] .وعن السلف ما رواه عبد الله بن الإمام أحمد إنه كذّب الجهمية في إنكارهم تكلم الله بصوت [43].

ثم ناقش الموفق المنكرين لصفة الصوت في قولهم : إن الصوت اصطكاك في الهواء ،و ما ثبت في حقنا يكون في الغائب-أي الله- مثله[44] . فيرى إن هذا هذيان محض ،و دعوى مجردة عن الدليل ، لا يشهد لصحتها خبر ، و لا مع قائلها فيها أثر ،و هم بذلك قد نفوا ما ثبت في الكتاب و السنة ،و جعلوا الخالق مقيسا على عباده ،و مشابها لهم في صفاته و أسمائه ،و هذا هو التشبيه بعينه . ثم بين لهم إنهم متناقضون في الصفات التي أثبتوها في مذهبهم ، كالسمع و البصر ،و الحياة و العلم ، فهي لا تكون في حقنا إلا من أدوات ، فالسمع من انخراق ، و البصر من حدقة ،و العلم من قلب ،و الحياة في جسم ، و جميع الصفات لا تكون إلا في جسم ، فإن قلتم إنها كذلك في حق البارئ ، فقد جسمتم و شبهتم و كفرتم ، و إن قلتم إن تلك الصفات لا تفتقر إلى الأدوات ،قيل لكم وصفة الصوت هي أيضا لا تحتاج إلى أداة و لا إلى اصطكاك في الهواء[45] .

و يرى الشيخ تقي الدين بن تيمية إن من أنكر وجود القرآن في المصحف ،و قال إنه عبارة عن ورق و مداد ،و إنه حكاية عن كلام الله ، فهو ضال مبتدع .و من قال إن الله تعالى لا يتكلم بحرف و صوت ، فهو مبتدع منكر للسنة ، ثم قرر إن القرآن الكريم بحروفه و معانيه و جميعه هو كلام الله . و أشار أيضا إلى أن من قال أن ألفاظ العباد و أصواتهم بالقرآن قديمة ، فهو ضال مبتدع ،و من قال إن مداد القرآن قديم ، فهو ضال جاهل[46] .

و تعليقا على ما ذكرناه أقول: أولا إن حديث الصوت الذي ضعّفه ابن العربي و محمد زاهد الكوثري ،و قالا إن البخاري رواه بإسناد معلّق-مقطوع-[47] ، نصه هو (( يحشر الله العباد فيناديهم بصوت ، يسمعه من بَعُد كما يسمعه من قَرُب : أنا الملك أنا الديان ))[48] ، لكنهما نسيا أو تناسيا إن البخاري وصل الحديث في كتابيه خلق أفعال العباد ،و الأدب المفرد بإسناد صحيح[49] . و قد حسّنه –أي الحديث- طائفة من الحفاظ ، منهم : الحاكم ،و البيهقي، و المنذري، و الذهبي، و الهيثمي، و الألباني[50] .

و ثانيا إن بعض كبار علماء السلف قالوا بتكلم الله تعالى بحرف و صوت ، منهم : الصحابي عبد الله بن مسعود ،و أحمد بن حنبل ، و محمد بن القاسم صاحب مالك بن أنس ، و البخاري صاحب الصحيح[51] . و في مقابل ذلك لم أعثر على أي أحد من كبار علماء السلف أنكر تكلّم الله بحرف و صوت .

و ثالثا إننا إذا نظرنا إلى مسألة الحرف و الصوت بموضوعية دون خلفيات مذهبية متعصبة ، فإننا نجد إن الشرع قد نصّ صراحة على تكلّم الله تعالى بحرف و صوت ، بطريقة لا نعلم كيفيتها ،لأنه تعالى ليس كمثله شيء في ذاته و صفاته ، و القرآن الكريم الذي هو كلام الله متكون من حروف و معان ، فهو إذن شاهد مادي ، و دليل دامغ على تكلّم الله بحرف ، فالسور و الآيات هي مجموعة حروف بيّن بها الله تعالى عن كلامه . و القرآن الكريم أخبرنا في مواضع كثيرة إن الله تعالى كلم آدم و موسى و إبراهيم-عليهم السلام- ،و هؤلاء بحكم بشريتهم لا يفهمون إلا إذا كان الكلام مكوّنا من حرف و صوت ، و بما أن الله تعالى لم يُخبرنا إنه غيّر لهم طبيعتهم البشرية ، دلّ ذلك على إنه تعالى خاطبهم بكلام فيه حرف و صوت بطريقة لا نعلم كيفيتها .

---------------------

[1] انظر: ابو المظفر الإسفراييني: التبصير في الدين ، ص: 167 . و ابن تيمية: مجموع الفتاوى ، ج 12 ص: 557 . و أبن أبي العز الحنفي: شرح العقيدة الطحاوي، حققه نخبة من العلماء، ط9 ، بيروت، المكتب الإسلامي ، ص: 180 . ابن حجر : الفتح ، ج 13 ص: 455 .

[2] الباقلاني : الإنصاف ص : 89 ، 106 ، 107 .

[3] الغزالي: إحياء علوم الدين ، ج1 ص: 156-157 .

[4] الاسفراييني: التبصير في الدين ، ص: 167 .

[5] الشهرستاني : الملل و النحل ، ج 1 ص : 109 .

[6] الداودي : طبقات المفسرين ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، دت ، ج 1 ص : 227 ، 326 .

[7] السبكي : طبقات الشافعية الكبري ج 3 ص : 417 .

[8] الجويني الأب : النصيحة ، ص: 27-28 .

[9] ابن الجوزي: المنتظم ، ج 10 ، ص: 194، 218 .

[10] ابن رجب: الذيل ، ج 1ص: 211 .

[11] ابن حزم : الفصل في الملل و الأهواء و النحل ، ج 4 ص: 160 . ابن تيمية : مجموع الفتاوى، ج 8 ص: 425 .

[12] ابن تيمية: نفسه ، ج8 ص: 425 .

[13] انظر التمهيد .

[14] ابن أبي العز الحنفي : شرح العقيدة الطحاوية ، ص: 168 .

[15] شرح قصيدة ابن القيم ، حققه زهير الشاويش ، ط3 بيروت ، المكتب الإسلامي ، 1406 ، ج1 ص: 277 .و انظر أيضا التمهيد .

[16] اللالكائي: شرح اعتقاد أهل السنة ، ج2 ص: 330 .

[17] السجزي: رسالة السجزي، ص: 24 .

[18] ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية ، ج 1 ص: 272 .

[19] ابن عقيل: الرد على الأشاعرة العزال ، ص : 73، 87، 91، 93 .

[20] ابن الجوزي: صيد الخاطر، ص: 181، 183 . و المنتظم ، ج 6 ص: 332 .

[21] الموفق بن قدامة: مناظرة في القرآن ، ص: 21-22، 38، 57 .

[22] ابن القيم : مختصر الصواعق، ص: 647 .

[23] النسائي : السنن ، كتاب السهو ، رقم الحديث ، 1311 .

[24] ابن حجر: فتح الباري، ج13 ص: 454 .

[25] الباقلاني: الإنصاف ، ص: 71، 89 .

[26] نفسه ، ص: 89 .

[27] هو متناقض مع نفسه ، مرة ينفي وجود كلام الله –أي القرآن- ،و مرة يُثبت وجوده بين أيدينا !! .

[28] الإنصاف ، ص: 92 .

[29] الغزالي: إحياء علوم الدين ، ج 1 ص: 156-157 .

[30] ابن العربي: العواصم ، ج2 ص: 283، 294 .

[31] أبو المظفّر الاسفراييني: التبصير في الدين ، ص: 150 .

[32] الصفدي: الوافي بالوفيات ، ج 5 ص: 105 -106 .

[33] الجويني الأب : النصيحة ، ص: 28 .

[34] السفاريني: لوامع الأنوار البهية ، حققه رشيد رضا ، القاهرة ، مطبعة المنار ، 1332ه ، ص: 89 .

[35] شرح قصيدة ابن القيم ، ج1 ص: 277 . و انظر أيضا التمهيد .

[36] السجزي: رسالة السجزي، ص: 15، 28 .

[37] ابن عقيل : الرد على الأشاعرة العزال ، ص: 87 .

[38] ابن أبي يعلي: الاعتقاد ، ص: 13 .

[39] ابن قدامه المقدسي :البرهان في بيان القرآن ،مجلة البحوث الإسلامية ،الرياض ،العدد 19 ، 1407ه ، ص: 238 ،270 و ما بعدها .

[40] ابن قدامى :مناظرة في القرآن ص:63 .

[41] نفس المصدر ص:70 .

[42] نفس المصدر ص: 73 .

[43] نفس المصدر ص :72 .

[44] نفس المصدر السابق 48 ، 50 .

[45] ابن قدامة : تحريم النظر ص : 51 .

[46] ابن تيمية : مجموع الفتاوى ، ج 3 ص: 403 ، 404 .

[47] ابن العربي: العواصم، ج 2 ص: 294 . و ابن عساكر: تبيين كذب المفتري ، هامش ص: 150 .

[48] البخاري : الصحيح ، ج 6 ص: 2719 .

[49] انظر: خلق أفعال العباد ، ص: 98 .و الألباني: صحيح الأدب المفرد ، ط1 ، د م ن ، دار الصديّق ، 1421 ه ص: رقم الحديث : 570/970 .

[50] الحاكم : المستدرك على الصحيحين ،ط1، بيروت دار الكتب العلمي، 1990، ج 2ص: 475 .و الهيثمي: مجمع الزوائد ،القاهرة، دار الريان للتراث، 1407ه، ج10 ص: 133، 345، 351 . و صديق خان: قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر ، ط2 ، الجزائر، دار الإمام مالك ، 1414 ، ص: 76 . و ابن أبي عاصم : السنة ، حققه الألباني، ج1 ص: 225، 226 .

[51] ابن القيم : مختصر الصواعق ، ص: 680، 681 .

 

المصدر : الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث - خلال القرنين : 5-6 الهجريين -  مظاهرها ، آثارها ، أسبابها ، و الحلول المقترحة لها / خالد علال ص96 – ص113

0 comments:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية