بدأ ظهور الفرق في القرن الأول الهجري ، وكانت إلى نهايته لا تزيد عن أربع فرق وما يتفرع منها ، وهي :
1/ الخوارج بفرقها .
2/ الشيعة بفرقها .
3/ القدرية .
4/ المرجئة .
وفي القرن الثاني زادت :
5/ المعتزلة .
6/ الجهمية .
7/ المشبهة .
وكان السلف لا يفرقون بين الجهمية والمعتزلة ، فيطلقون على جميعهم : ( جهمية ) ، وبعض السلف يخرجون الجهمية من فرق المسلمين ، وقد حصر الإمام عبد الله بن المبارك المتوفى سنة (181هـ) أصول الفرق بأربع ، هي : ( الشيعة ، والخوارج ، والمرجئة ، والقدرية ) ، ولما قيل له : والجهمية ؟ ذكر أنها ليست من فرق المسلمين (الإبانة لابن بطة 1/379،380)
وفي القرن الثالث تشعبت هذه الفرق ، وقد حصر أمهات الفرق الكبرى أبو الحسن الأشعري في المقالات في عشر بما فيها أهل السنة ، فقال : " اختلف المسلمون عشرة أصناف : (1) الشيع ، و (2) الخوارج ، و (3) المرجئة ، و (4) المعتزلة ، و (5) الجهمية ، و (6) الضرارية ، و (7) الحسينية ، و (8) البكرية ، و (9) العامة وأصحاب الحديث ، و (10) الكلابية . (مقالات الإسلاميين 1/65)
ويقصد بأهل الحديث والعامة : السلف أهل السنة والجماعة ، فيخرجون من عداد أهل الافتراق والأهواء .
كما أن الضرارية والحسينية والبكرية من فرق المعتزلة والجهمية ، وعلى هذا تنتهي أصول الفرق الكبرى التي ذكرها الأشعري إلى ست ، وهي :
( 1 ) الشيعة .
( 2 ) الخوارج .
( 3 ) المرجئة .
( 4 ) المعتزلة .
( 5 ) الجهمية .
( 6 ) الكلابية .
والخلاصة :
( 1 ) الخوارج ، وأشهرهم في ذلك الوقت إلى عصرنا ( الأباضية وفرقها ) .
( 2 ) الشيعة والروافض ، ( وهم فرق كثيرة ) .
( 3 ) القدرية وأكثرهم من المعتزلة .
( 4 ) الجهمية .
( 5 ) المعتزلة .
( 6 ) المرجئة ، والغلاة منهم جهمية ، وغير الغلاة أكثرهم من الأحناف الماتريدية والأشاعرة .
( 7 ) الجبرية ، ومنهم جهمية ، ومنهم أهل كلام ومتصوفة وغيرهم .
( 8 ) الباطنية والزنادقة ، ومنهم شيعة ورافضة ، ومنهم ملاحدة ، ومنهم صوفية ، ومنهم فلاسفة ، وقد ظهرت الباطنية في زمن الأشعري لكنه لم يذكرها ، إما لأنه يرى أنها ليست من فرق المسلمين ، أو لم تتبين له حقيقتها آنذاك ، أو أنه يلحقها بالشيعة ، والأول أظهر ، والله أعلم .
( 9 ) الكلابية .
وفي القرن الرابع وما بعده ظهرت فرق جديدة انضمت إلى ركب الأهواء ، وهي :
( 10 ) الصوفية ، وقد تميزت في القرن الرابع وما بعده بأصول ومناهج بدعية ، وبدأت فيها الطرق ، وصارت في سبيل الأهواء والافتراق ، أما قبل ذلك فإنها لم تبين أمرها ، ولم تظهر مخالفة السنة علناً .
( 11 ) الفلاسفة ، وإن كانت الفلاسفة بدأت جذورها وأصولها في القرن الثالث ؛ إلا أنها لم تتميز وتشتهر إلا في القرن الرابع على يد ابن سينا الإسماعيلي الباطني ، وذويه من العبيدية والقرامطة ونحوهم .
( 12 ) أهل الكلام ( الأشاعرة والماتريدية ) ، وهم امتداد للكلابية ، لكنهم مع الزمن تجارت بهم الأهواء الكلامية ؛ حتى أخذوا ببعض أصول التجهم .
والأشاعرة هم : المنتسبون لأبي الحسن الأشعري ( ت 224 ) ، إلا أنهم في النهاية توغلوا في الكلاميات والفلسفات والتصوف والتأويل بما لم يكن عليه الأشعري ، بل كان يمقته ، لا سيما بعد الجويني - أبي المعالي - وابن الخطيب الرازي ، حيث أدخلا بعض أصول الجهمية في المذاهب .
والماتريدية هم : اتباع أبي منصور الماتريدي ( ت 333 ) ، وهم فرقة كلامية كالأشاعرة في الأصول والمناهج في الجملة ، وإن خالفوهم في بعض التفصيلات .
الفرق والمذاهب والاتجاهات المعاصرة :
أما الفرق التي ظهرت بعد ذلك فهي في الجملة إما مغمورة وإما لا تخرج عن أصول الفرق الكبرى التي ذكرتها ، أو تتكون من خليط منها .
وأغلب الأسماء التي ظهرت حديثاً إنما هي مجرد شعارات تحمل في طياتها أصول الفرق القديمة وأهدافها ، أو ترجع إلى الجاهليات القديمة قبل الإسلام ، مثل القوميات التي رفعت شعاراتها في القرون الثلاثة الأخيرة ، فهي ترجع إلى الجاهلية الأولى العربية أو الفرعونية أو الآشورية ، ونحوها كالقومية ، أو إلى فرق الباطنية كالقاديانية والبهائية والحداثة ونحوها ، أو إلى الخوارج أو الشيعة .
وبعضها معتزلة وجهمية كالتحريريين وأكثر الاتجاهات المنحرفة في سبيل الصد عن الإسلام كالحداثة والعلمانية .
والطرق الصوفية المعاصرة منها أوعية لكل بدعة واتجاه ، ولا ترد يد لامس إذا التزم طقوسها وقدس شيوخها ، وتبرأ من التوحيد وأهله .
المصدر: من هنا
0 comments:
إرسال تعليق