أيهما أفضل : النبي أم القرآن ؟
من " توابع " البدعة التي سقط فيها الأشاعرة حين قالوا بخلق القرآن : أنهم اختلفوا في المفاضلة بين النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن !!!!!!
قال البيجوري في شرح جوهرة التوحيد ص 94
" وهل القرآن بمعنى اللفظ المقروء أفضل ، أو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
تمسك بعضهم بما يروى : كل حرف خير من محمد وآل محمد . لكنه غير محقق الثبوت .
والحق أنه صلى الله عليه وسلم أفضل ؛ لأنه أفضل من كل مخلـــــــــــــوق ، كما يؤخذ من كلام الجلال المحلي على البردة ، ويؤيده أنه فعل القارئ ، والنبي صلى الله عليه وسلم افضل من القاريء وجميع أفعاله .
والأسلم الوقف عن مثل هذا ؛ فإنه لا يضر خلو الذهن عنه اه ملخصا من حاشية الأمير " انتهى .
وقوله : إنه فعل القارئ : تخبط !!!
فاللفظ المقروء سبق - عند المؤلف - أنه مخلوق ، ونسبته وتسميته كلام الله : بمعنى أنه ليس لأحد في أصل تركيبه كسب .
واعتقاد أهل السنة والجماعة أنه لا مفاضلة بين المخلوق وصفات الخالق .
فالقرآن بألفاظه وحروفه هو كلام الله تعالى منه بدأ واليه يعود ، ليس بمخلوق من جميع الحهات ، وحيثما تصرف . هو المحفوظ في الصدور ، والمقروء بالألسنة ، والمكتوب في المصاحف .
ومن قال : إنه مخلوق . فهو كافر . كما سبق نقل الإجماع على ذلك .
الكلام النفسي وهم وخيال اخترعه الأشاعرة ( والكلابية والماتريدية )
قال الإمام ابن قدامة في كتابه : روضة الناظر ( 2/64 مطبوع مع نزهة الخاطر )
" وزعمت فرقة من المبتدعة أنه لا صيغة للأمر بناء على خيالهم أن الكلام معنى قائم بالنفس .
فخالفوا الكتاب والسنة وأهل اللغة والعرف .
أما الكتاب :
1- فإن الله تعالى قال لزكريا : " آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا "
فلم يسم إشارته كلاما .
( قلت : وقد قام بنفسه ما شاء الله من المعاني حين أشار إليهم . ولم يكن ذلك كلاما ).
2- وقال لمريم " فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا " فالحجة فيه مثل الحجة الأولى .
( قلت : فهل نذرت مريم الامتناع عن ورود المعاني والخواطر التي تقوم بالنفس ، أم عن الألفاظ والحروف ؟)
وأما السنة :
3- فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عفا لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به "
( قلت : فما قام بالنفس شيء ، والكلام شيء آخر .)
4- وقال لمعاذ : " أمسك عليك لسانك " قال : " وإنا لمؤاخذون بما نقول ؟ قال : ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟
5- وقال : " إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين "
ولم يرد بذلك ما في النفس .
6- وأما أهل اللسان :
فإنهم اتفقوا عن آخرهم على أن الكلام اسم وفعل وحرف .
7- واتفق الفقهاء بأجمعهم على أن من حلف لا يتكلم ، فحدث نفسه بشيء دون أن ينطق بلسانه : لم يحنث . ولو نطق حنث .
8- وأهل العرف كلهم يسمون الناطق متكلما ، ومن عداه ساكتا أو أخرس .
ومن خالف كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الناس كلهم على اختلاف طبقاتهم فلا يعتد بخلافه " انتهى كلام ابن قدامة .
المصدر: الموحد
0 comments:
إرسال تعليق