قال الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الشهير بابن المبرد في كتابه كشف الغطا عن محض الخطأ:
((وكنت مرة عند رجل من أكابر الحنفية، فدخل رجل آخر من الحنفية، فمدحني، وقال: الشيخ رجل مليح أشعري الاعتقاد. فقال له ذلك الرجل: لأي شيء قلت أشعري العقيدة ؟ فقال: لأن الاعتقاد الصحيح ينسب إلى الأشعري.
فالله الله !! فوالله قد كذب علي، وأنا بريء من قوله، لا أكون عليه إلا أن يزول عقلي، أو يذهب ديني!!!))عن ثمار المقاصد ص25 والتمهيد ص30 كلاهما لابن عبد الهادي.
فتأملوا كيف كذب هذا الرجل وبكل بجاحة :eek: وابن عبد الهادي حي يرزق بل ويسمع
وعندي مزيد من التعليق اكتبه إن شاء الله في وقت لاحق
==
هذا تعليقي:
هذه الحادثة تبين بجلاء كيف سهل الكذب ونسبة الناس للتمشعر في تلك العصور حتى أن ابن عبد الهادي الحنبلي (ابن المبرد) المعروف بعداءة الشديد للأشعرية قالوا أنه أشعري فلك أن تقيس الحال مع غيره!!
أما قول الرجل : ((الاعتقاد الصحيح ينسب إلى الأشعري)) فإن قصد الاعتقاد الذي قرأناه للجويني والرازي"قبل أن يوصي في آخر حياته ويحسن اعتقاده السابق كما يقول ابن حجر" وأمثالهم فمعاذ الله أن تكون هذه الهرطقات والهلاوس الكلامية المخالفة للكتاب والسنة هي الاعتقاد الصحيح ((فضلاً عن التناقض الكبير داخل المذهب واحد يقول هدم الجوهر الفرد هدم للدين وبعضهم يجعله من أصول الدين والثالث يأتي ويهدم الدين )) وإن قصد ما رجع إليه الأشعري من اعتقاد السلف -في الجملة- وأثبته في الإبانة فلا اختصاص للأشعري بهذا فضلاً على انه بذلك يوهم حسناً بكل من انتسب هذه النسبة
و الجهمية في الحقيقة قد تسلقوا باسمه وهم مخالفون له في الواقع وقد ذكر الإمام القاضي الشافعي كمال الدين ابن درباس في رسالته " الذب عن أبي الحسن الأشعري" ص130 قال: ((ومنهم-أي ممن اعتد الإبانة واثنى عليه بما فيها- الحافظ أبو محمد بن علي البغدادي نزيل مكة حرسها الله فإني شاهدت نسخة لكتاب الإبانة بخطه من أوله إلى آخرة، وفي آخرة بخطه ما تقدم ذكره آنفاً، وهي بيد شيخنا الإمام رئيس العلماء الفقيه الحافظ العلامة أبي الحسن بن المفضل المقدسي ونسخت منها نسخة وقابلتها عليها بعد أن كنت كتبت نسخة أخرى مما وجدته في كتاب الإمام نصر المقدسي ببيت المقدس حرسه الله ، ولقد عرضها بعض أصحابنا على عظيم من عظماء الجهمية المنتمين افتراء إلى أبي الحسن الأشعري ببيت المقدس فأنكرها وجحدها وقال: ما سمعنا بها قط ، ولا هي من تصنيفه واجتهد آخر في إعمال رويته ليزيل الشبهة بفطنته فقال بعد تحريك لحيته: لعله ألفها لما كان حشوياً!! فما دريت من أي أمريه أعجب ؟ أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في التصانيف من العلماء، أو من جهله بحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه))
وقال قبل ذلك : ((ومنهم الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي فانه قال في بيان مسألة الإستواء من تأليفه : ما أخبرنا به الإمام الحافظ أبو العباس احمد بن ثابت قال: رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري ، وما هذا بأول باطل ادعوه وكذب تعاطوه ، فقد قرأت في كتابه الموسوم بالإبانة عن أصول الديانة أدلة من جملة ما ذكرته على إثبات الإستواء وقال في جملة ذلك: ومن دعاء أهل الإسلام جميعاً إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم يقولون: يا ساكن العرش.
ثم قال: ومن حلفهم جميعاً قولهم: لا والذي احتجب بسبع سموات هذا آخر ما حكاه وهو في الإبانة كما ذكره)) ص115
وللعلامة بن عبد الهادي عبارات في حق المخالفين فيها مؤاخذات ولا يوافق عليها والله أعلم
المصدر: فيصل الجاسم
0 comments:
إرسال تعليق