عبد الرحمن السحيم
فضيلة الشيخ ما رأيكم فيمن يقول بأن الحديث التالي من المتشابهات و هل صحيح شرح الحديث بالنسبة للإمام النووي التالي :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي .
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله عز وجل : ( مرضت فلم تعدني قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده , أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ )
قال العلماء : إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى , والمراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له . قالوا : ومعنى ( وجدتني عنده ) أي وجدت ثوابي وكرامتي , ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث : " لو أطعمته لوجدت ذلك عندي , لو أسقيته لوجدت ذلك عندي " أي ثوابه . والله أعلم .
الجواب :
هذا الحديث ليس من المتشابِه ، لأن المتشابِه لا يُعرف معناه أو قد يلتبس معناه ولا يَظهر فيه وجه الصواب ، وهذا ظاهر في أن المراد بذلك هو العبد ، لأنه جاء التصريح به في الحديث نفسه .
ففيه : " يا ابن آدم مرضت فلم تعدني . قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما عَلِمْتَ أن عبدي فلانا مرض فلم تَعُدْه ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده " .
وتَتِمّته : " يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني . قال : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني . قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : استسقاك عبدي فلان فلم ، تسقه ، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي " .
وقول الإمام النووي ليس من باب التأويل المذموم ، لأن التأويل المذموم أن يُصْرَف المعنى إلى غير المعنى الظاهر لغير قرينة ، أو لِقرينة مرجوحة . وهذا ليس فيه شيء من ذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فَجَعَلَ جُوع عبده جُوعَه ، ومَرَضَه مَرَضَه ، لأن العبد مُوافِق لله فيما يحبه ويرضاه ويأمر به وينهى عنه ، وقد عُرِفَ أن الرب نفسه لا يجوع ولا يمرض . اهـ .
وقال ابن القيم رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم : " أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده " :
وهذا أبلغ من قوله في الإطعام والإسقاء : " لَوَجَدَّتَ ذلك عندي " فهو سبحانه عند المبْتَلَى بالمرض رحمة منه له وخيرا وقُرْبا منه لِكَسْرِ قَلْبِه بالمرض ، فإنه عند المنكَسِرَةِ قلوبهم . اهـ .
والله تعالى أعلم .
وقال العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه " القواعد المثلى في صفات الله و أسماءه الحسنى ": ( وهذا الحديث من أكبر الحجج الدامغة لأهل التأويل الذين يحرفون نصوص الصفات عن ظاهرها بلا دليل من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما يحرفونها بشبه باطلة هم فيها متناقضون مضطربون. إذ لو كان المراد خلاف ظاهرها كما يقولون لبينه الله تعالى ورسوله، ولو كان ظاهرها ممتنعاً على الله – كما زعموا – لبينه الله ورسوله كما في هذا الحديث. ولو كان ظاهرها اللائق بالله ممتنعاً على الله لكان في الكتاب والسنة من وصف الله تعالى بما يمتنع عليه ما لا يحصى إلا بكلفة، وهذا من أكبر المحال.) ا. هـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي .
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله عز وجل : ( مرضت فلم تعدني قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده , أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ )
قال العلماء : إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى , والمراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له . قالوا : ومعنى ( وجدتني عنده ) أي وجدت ثوابي وكرامتي , ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث : " لو أطعمته لوجدت ذلك عندي , لو أسقيته لوجدت ذلك عندي " أي ثوابه . والله أعلم .
الجواب :
هذا الحديث ليس من المتشابِه ، لأن المتشابِه لا يُعرف معناه أو قد يلتبس معناه ولا يَظهر فيه وجه الصواب ، وهذا ظاهر في أن المراد بذلك هو العبد ، لأنه جاء التصريح به في الحديث نفسه .
ففيه : " يا ابن آدم مرضت فلم تعدني . قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما عَلِمْتَ أن عبدي فلانا مرض فلم تَعُدْه ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده " .
وتَتِمّته : " يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني . قال : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني . قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : استسقاك عبدي فلان فلم ، تسقه ، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي " .
وقول الإمام النووي ليس من باب التأويل المذموم ، لأن التأويل المذموم أن يُصْرَف المعنى إلى غير المعنى الظاهر لغير قرينة ، أو لِقرينة مرجوحة . وهذا ليس فيه شيء من ذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فَجَعَلَ جُوع عبده جُوعَه ، ومَرَضَه مَرَضَه ، لأن العبد مُوافِق لله فيما يحبه ويرضاه ويأمر به وينهى عنه ، وقد عُرِفَ أن الرب نفسه لا يجوع ولا يمرض . اهـ .
وقال ابن القيم رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم : " أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده " :
وهذا أبلغ من قوله في الإطعام والإسقاء : " لَوَجَدَّتَ ذلك عندي " فهو سبحانه عند المبْتَلَى بالمرض رحمة منه له وخيرا وقُرْبا منه لِكَسْرِ قَلْبِه بالمرض ، فإنه عند المنكَسِرَةِ قلوبهم . اهـ .
والله تعالى أعلم .
وقال العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه " القواعد المثلى في صفات الله و أسماءه الحسنى ": ( وهذا الحديث من أكبر الحجج الدامغة لأهل التأويل الذين يحرفون نصوص الصفات عن ظاهرها بلا دليل من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما يحرفونها بشبه باطلة هم فيها متناقضون مضطربون. إذ لو كان المراد خلاف ظاهرها كما يقولون لبينه الله تعالى ورسوله، ولو كان ظاهرها ممتنعاً على الله – كما زعموا – لبينه الله ورسوله كما في هذا الحديث. ولو كان ظاهرها اللائق بالله ممتنعاً على الله لكان في الكتاب والسنة من وصف الله تعالى بما يمتنع عليه ما لا يحصى إلا بكلفة، وهذا من أكبر المحال.) ا. هـ
---
0 comments:
إرسال تعليق