بسم الله الرحمن الرحيم
شبهات السقاف على حديث الجارية من جهة الرواية
الشبهة الأولى
قال معاوية بن الحكم السلمي قال: "كانت لي غنم بين أُحُد والجَوَّانِيَّةِ، فيها جارية لي، فأطلعتها ذات يوم، فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة فصككتهافأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فعظم ذلك عليّ فقلت: "يا رسول الله أفلا أعتقها؟"، قال: "ادعها"، فدعوتها، فقال لها: "أين الله؟" قالت: "في السماء". قال: "من أنا؟"، قالت: "رسول الله". قال: "أعتقها فإنها مؤمنة".
رواه مسلم (1/382) من طريق يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية به
ابتدأ السقاف طعوناته في حديث الجارية بالطعن في هلال بن أبي ميمونة ناقلاً ما جاء في ترجمته في تهذيب الكمال فقط !!! _ مع زيادة قولين فقط _ انظر تنقيح الفهوم ص9_
وهي قول النسائي (( لا بأس به ))
وقول أبوحاتم الرازي (( شيخ))
قلت : ولا يخفى على أحد له معرفة بالفن أنهما متشددان
ثم تفضل علينا بنقل توثيق ابن حبان الراوي
ثم اعتبر ما نقله ذريعة له للطعن في هذا الحديث والحكم على هلال بأنه (( صدوق )) فقط !! فأقول رداً على هذا الهـراء :
لقد أخفى هذا الجهول كون هلال بن أبي ميمونة ممن احتج بهم البخاري في صحيحه في غير ما موضع فهو ثقة عنده ، وكذلك احتج به مسلم لهذا قال الحاكم في شأن هلال في مستدركه (1/208) (( فقد اتفقا على الحجة بروايات هلال بن أبي هلال ويقال ابن أبي ميمونة ويقال ابن علي ويقال ابن أسامة وكله واحد ))
وقال عنه الدارقطني (( ثقة )) وكذلك قال عنه مسلمة بن القاسم
ولهذا قال عنه الذهبي في الميزان (( ثقة ))
وتابعه الحافظ في التقريب
ولا يفوتني أن أذكر تصحيح ابن خزيمة في صحيحه (859) وأبوعوانة في مستخرجه (1727) وابن الجارود في المنتقى (212) لأحاديث هلال
وقد تجاهل هذا الجهول هذه الحقائق العلمية المبددة لظلمات جهله وقد رأيناه هو وأشياخه يمشون أحاديث جمع من الضعفاء ظاهري الضعف فكيف يقدم على الطعن في أحد رجال الشيخين!!!!
وبإمكاننا أن نضيف إلى قائمة موثقي هلال بن علي الإمام مالك
قال الحافظ الذهبي في: ( سير أعلام النبلاء ) ( 8 / 71 - 72 ) :
( وقد كان مالكٌ إماماً في نقد الرجال ، حافظا ، مجوداً ، متقناً .
قال بشر بن عمر الزهراني : سألتُ مالكاً عن رجل ، فقال: هل رأيته في كتبي ؟ قلت: لا ، قال: لو كان ثقة لرأيته في كُتُبي .
قلت قد روى مالك عن هلال في الموطأ فهو ثقة عنده ولا شك _ انظر ترجمته من تهذيب الكمال _
قال يحيى بن معين: كل من روى عنه مالك بن أنس فهو ثقة إلا عبد الكريم البصري أبو أمية
قلت هذا يشمل هلال فيقال أن ابن معين وثقه أيضاً وخصوصاً وأن رواية مالك عن هلال في أشهر كتبه ( الموطأ)
وقال الإمام أحمد ( كما نقل عنه ابن هانيء في مسائله ) (( كل من روى عنه مالك فهو ثقة ))
و البيهقي أيضاً ممن وثق هلال فقد صحح إسناد حديث الجارية في كتابه الأسماء والصفات ص 422 كما نقل السقاف نفسه وهذا يقتضي توثيق هلال
وهذه الحقائق العلمية مجتمعة تدل على أن إقدام السقاف على الحكم على هلال بأنه (( صدوق )) مجازفة أوقعته بتناقضات عديدة لاحقاً
وبقي أن نقول أن هلال بن أبي ميمونة مدني وانتقاء مالك لشيوخه من المدنيين أمر مسلم عند أهل الفن.
وقال أحمد: ((لا تبالِ أن لا تسأل عن رجل روى عنه مالك، ولا سيما مدني".
نقله ابن رجب في شرح العلل (2/876)
وقال ابن حبان في (الثقات): كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروي إلا ما صح، ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك، وبه تخرج الشافعي؛ وروى ابن خزيمة في (صحيحه) عن ابن عيينة قال: إنما كنا نتبع آثار مالك، وننظر إلى الشيخ إن كتب عنه، وإلا تركناه، وما مثلي ومثل مالك إلا كما قال الشاعر:
وابنُ اللّبُون إِذَا مَا لز في قرن **** لَمْ يَسْتَطِع صَولة البزل القناعيس)
وقال ابن حبان في (الثقات) (7/459) وابن منجويه في (رجال صحيح مسلم) (2/220) : ((كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروي إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة، مع الفقه والدين والفضل والنسك))
وقد روى يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة
قال أبو حاتم الرازي (( يحيى إمام لا يحدث إلا عن ثقة ))
انظر ترجمة يحيى في تهذيب الكمال وفروعه ولا أعزو لمجلد وصفحة لأنها مرتبة على أحرف الهجاء.
وأما قول الفسوي في المعرفة والتاريخ (2 / 466) (( ثقة حسن الحديث ))
فالعبارة عند الجهلة بالفن ظاهرها التعارض فالثقة حديثه صحيح وليس حسناً
غير أنه لا تعارض فالمقصود هنا الحسن المعنوي وهذا يستخدمه المتقدمون كثيراً
قال الحافظ ابن حجر في النكت على ابن الصلاح (1/425) ((وأما أحمد : فإنه سئل فيما حكاه الخلال عن أحاديث نقض الوضوء بمس الذكر فقال : أصح ما فيها
حديث أم حبيبة ـ رضي الله تعالى عنها .
قال : وسئل عن حديث بسرة ـ رضي الله عنها ـ فقال : صحيح .
قال الخلال : حدثنا أحمد بن أصرم أنه سأل أحمد عن حديث أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ في مس الذكر فقال : هو حديث حسن . فظاهر هذا أنه لم يقصد المعنى الاصطلاحي ، لأن الحسن لا يكون أصح من الصحيح ))
ومثله قول ابن عبد البر في الإستيعاب (3 / 403) - في ترجمة معاوية بن الحكم السلمي : " له عن النبي (ص) حديث واحد حسن في الكهانة والطيرة والخط وتشميت العاطس في الصلاة جاهلا وفي عتق الجارية "
فالمقصود حسن المعنى
وهذا كثير في كلام ابن عبد البر فقد قال في كتابه (( جامع بيان العلم وفضله )) (1/65) وهو يتكلم على حديث (( تعلموا العلم .....)) (( وهو حديثٌ حسنٌ جداً ، ولكن ليس له إسنادٌ قوي ))
قال العراقي في تخريج (1/12) (( قوله حسن أراد به الحسن المعنوي فإن موسى بن محمد البلقاوي كذبه أبو زرعة وأبو حاتم ))
بين أبي جعفر الرازي وهلال بن أبي ميمونة
ذكر السقاف في ص 102 حديث أُبيِّ بنِ كَعبٍ أنَّ المشركينَ قَالَوا لرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم انسُب لنا ربَّكَ فأنزلَ اللَّهُ تعَالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ} . والصَّمدُ الَّذِي لم يلدْ ولم يولد لأنَّهُ ليس شيءٌ يُولدُ إلاّ سيموتُ وليس شيءٌ يموتُ إلاّ سيورثُ وإنَّ اللَّهَ لا يموتُ ولا يُورَثُ ولمْ يكُن لهُ كفواً أحدٌ. قَالَ لمْ يكنْ لهُ شبيهٌ ولا عِدلٌ وليسَ كمثلهِ شيءٌ". وصححه !!!!!!
وهذا الحديث و بهذا التمام) رواه الترمذي في السنن (5 / 451) والحاكم في المستدرك (2 / 540) وهو من أفراد أبي جعفر الرازي _ واسمه عيسى بن ماهان _ الذي حكم عليه السقاف بأنه ثقة
ودونك أقوال أئمة الجرح والتعديل في هذا الراوي لتعلم في أي هوة وقع السقاف
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه ليس بقوي
وقال عمرو بن علي فيه ضعف وهو من أهل الصدق سيء الحفظ
وقال أبو زرعة شيخ يهم كثيرا
قلت هذا عام في جميع روايته فتنبه وهو جرح مفسر
وقال زكريا الساجي صدوق ليس بمتقن
وقال النسائي ليس بالقوي
وقال بن خراش صدوق سيء الحفظ
وقال بن حبان كان ينفرد عن المشاهير بالمناكير لا يعجبني الاحتجاج بحديثه إلا فيما وافق الثقات
وقال العجلي ليس بالقوي
وقال ابن حبان في ترجمة الربيع بن أنس في الثقات (( الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً ))
وهذا الحديث من أحاديث أبي جعفر الرازي عن الربيع فتأمل
وقال الدوري عن بن معين ثقة وهو يغلط فيما يروي عن مغيرة
وقال بن عمار الموصلي ثقة
وقال الحاكم ثقة
وقال بن عبد البر هو عندهم ثقة عالم بتفسير القرآن
وقال بن سعد كان ثقة
وقال أبو حاتم ثقة صدوق صالح الحديث
انظر هذه الأقوال في تهذيب التهذيب
فهل يقال فيمن جرحه ثمانية من أئمة الجرح والتعديل أنه ثقة بهذا الإطلاق ثم بعد ذلك يحكم السقاف على هلال بن علي بن أسامة بأنه صدوق فقط رغم أنه لم يضعفه معتبر !!!!!
فما هذا التناقض الفاحش يا صاحب تناقضات الألباني الواضحات ؟!!
وليت عندك من الإنصاف ما عند الألباني
والحديث السابق من أفراد الربيع بن أنس الذي حكم عليه السقاف بأنه ثقة ودونك أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه قال العجلي بصري صدوق وقال أبو حاتم صدوق وهو أحب إلي في أبي العالية من أبي خلدة وقال النسائي ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات ( انظر تهذيب التهذيب ).
قلت كان ينبغي على السقاف أن ينزله إلى مرتبة الصدوق من أجل قول العجلي والنسائي فيه كما فعل في هلا بن أبي ميمونة مع العلم أن الذين أطلقوا القول في توثيق هلال أكثر وأعدل ممن جعله في مرتبة الصدوق بخلاف الربيع ولكن السقاف مضطرب في منهجه في الحكم على الرواة لأنه لا يتبع الحق بل يتبع هواه.
الشبهة الأولى
قال معاوية بن الحكم السلمي قال: "كانت لي غنم بين أُحُد والجَوَّانِيَّةِ، فيها جارية لي، فأطلعتها ذات يوم، فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة فصككتهافأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فعظم ذلك عليّ فقلت: "يا رسول الله أفلا أعتقها؟"، قال: "ادعها"، فدعوتها، فقال لها: "أين الله؟" قالت: "في السماء". قال: "من أنا؟"، قالت: "رسول الله". قال: "أعتقها فإنها مؤمنة".
رواه مسلم (1/382) من طريق يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية به
ابتدأ السقاف طعوناته في حديث الجارية بالطعن في هلال بن أبي ميمونة ناقلاً ما جاء في ترجمته في تهذيب الكمال فقط !!! _ مع زيادة قولين فقط _ انظر تنقيح الفهوم ص9_
وهي قول النسائي (( لا بأس به ))
وقول أبوحاتم الرازي (( شيخ))
قلت : ولا يخفى على أحد له معرفة بالفن أنهما متشددان
ثم تفضل علينا بنقل توثيق ابن حبان الراوي
ثم اعتبر ما نقله ذريعة له للطعن في هذا الحديث والحكم على هلال بأنه (( صدوق )) فقط !! فأقول رداً على هذا الهـراء :
لقد أخفى هذا الجهول كون هلال بن أبي ميمونة ممن احتج بهم البخاري في صحيحه في غير ما موضع فهو ثقة عنده ، وكذلك احتج به مسلم لهذا قال الحاكم في شأن هلال في مستدركه (1/208) (( فقد اتفقا على الحجة بروايات هلال بن أبي هلال ويقال ابن أبي ميمونة ويقال ابن علي ويقال ابن أسامة وكله واحد ))
وقال عنه الدارقطني (( ثقة )) وكذلك قال عنه مسلمة بن القاسم
ولهذا قال عنه الذهبي في الميزان (( ثقة ))
وتابعه الحافظ في التقريب
ولا يفوتني أن أذكر تصحيح ابن خزيمة في صحيحه (859) وأبوعوانة في مستخرجه (1727) وابن الجارود في المنتقى (212) لأحاديث هلال
وقد تجاهل هذا الجهول هذه الحقائق العلمية المبددة لظلمات جهله وقد رأيناه هو وأشياخه يمشون أحاديث جمع من الضعفاء ظاهري الضعف فكيف يقدم على الطعن في أحد رجال الشيخين!!!!
وبإمكاننا أن نضيف إلى قائمة موثقي هلال بن علي الإمام مالك
قال الحافظ الذهبي في: ( سير أعلام النبلاء ) ( 8 / 71 - 72 ) :
( وقد كان مالكٌ إماماً في نقد الرجال ، حافظا ، مجوداً ، متقناً .
قال بشر بن عمر الزهراني : سألتُ مالكاً عن رجل ، فقال: هل رأيته في كتبي ؟ قلت: لا ، قال: لو كان ثقة لرأيته في كُتُبي .
قلت قد روى مالك عن هلال في الموطأ فهو ثقة عنده ولا شك _ انظر ترجمته من تهذيب الكمال _
قال يحيى بن معين: كل من روى عنه مالك بن أنس فهو ثقة إلا عبد الكريم البصري أبو أمية
قلت هذا يشمل هلال فيقال أن ابن معين وثقه أيضاً وخصوصاً وأن رواية مالك عن هلال في أشهر كتبه ( الموطأ)
وقال الإمام أحمد ( كما نقل عنه ابن هانيء في مسائله ) (( كل من روى عنه مالك فهو ثقة ))
و البيهقي أيضاً ممن وثق هلال فقد صحح إسناد حديث الجارية في كتابه الأسماء والصفات ص 422 كما نقل السقاف نفسه وهذا يقتضي توثيق هلال
وهذه الحقائق العلمية مجتمعة تدل على أن إقدام السقاف على الحكم على هلال بأنه (( صدوق )) مجازفة أوقعته بتناقضات عديدة لاحقاً
وبقي أن نقول أن هلال بن أبي ميمونة مدني وانتقاء مالك لشيوخه من المدنيين أمر مسلم عند أهل الفن.
وقال أحمد: ((لا تبالِ أن لا تسأل عن رجل روى عنه مالك، ولا سيما مدني".
نقله ابن رجب في شرح العلل (2/876)
وقال ابن حبان في (الثقات): كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروي إلا ما صح، ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك، وبه تخرج الشافعي؛ وروى ابن خزيمة في (صحيحه) عن ابن عيينة قال: إنما كنا نتبع آثار مالك، وننظر إلى الشيخ إن كتب عنه، وإلا تركناه، وما مثلي ومثل مالك إلا كما قال الشاعر:
وابنُ اللّبُون إِذَا مَا لز في قرن **** لَمْ يَسْتَطِع صَولة البزل القناعيس)
وقال ابن حبان في (الثقات) (7/459) وابن منجويه في (رجال صحيح مسلم) (2/220) : ((كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروي إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة، مع الفقه والدين والفضل والنسك))
وقد روى يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة
قال أبو حاتم الرازي (( يحيى إمام لا يحدث إلا عن ثقة ))
انظر ترجمة يحيى في تهذيب الكمال وفروعه ولا أعزو لمجلد وصفحة لأنها مرتبة على أحرف الهجاء.
وأما قول الفسوي في المعرفة والتاريخ (2 / 466) (( ثقة حسن الحديث ))
فالعبارة عند الجهلة بالفن ظاهرها التعارض فالثقة حديثه صحيح وليس حسناً
غير أنه لا تعارض فالمقصود هنا الحسن المعنوي وهذا يستخدمه المتقدمون كثيراً
قال الحافظ ابن حجر في النكت على ابن الصلاح (1/425) ((وأما أحمد : فإنه سئل فيما حكاه الخلال عن أحاديث نقض الوضوء بمس الذكر فقال : أصح ما فيها
حديث أم حبيبة ـ رضي الله تعالى عنها .
قال : وسئل عن حديث بسرة ـ رضي الله عنها ـ فقال : صحيح .
قال الخلال : حدثنا أحمد بن أصرم أنه سأل أحمد عن حديث أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ في مس الذكر فقال : هو حديث حسن . فظاهر هذا أنه لم يقصد المعنى الاصطلاحي ، لأن الحسن لا يكون أصح من الصحيح ))
ومثله قول ابن عبد البر في الإستيعاب (3 / 403) - في ترجمة معاوية بن الحكم السلمي : " له عن النبي (ص) حديث واحد حسن في الكهانة والطيرة والخط وتشميت العاطس في الصلاة جاهلا وفي عتق الجارية "
فالمقصود حسن المعنى
وهذا كثير في كلام ابن عبد البر فقد قال في كتابه (( جامع بيان العلم وفضله )) (1/65) وهو يتكلم على حديث (( تعلموا العلم .....)) (( وهو حديثٌ حسنٌ جداً ، ولكن ليس له إسنادٌ قوي ))
قال العراقي في تخريج (1/12) (( قوله حسن أراد به الحسن المعنوي فإن موسى بن محمد البلقاوي كذبه أبو زرعة وأبو حاتم ))
بين أبي جعفر الرازي وهلال بن أبي ميمونة
ذكر السقاف في ص 102 حديث أُبيِّ بنِ كَعبٍ أنَّ المشركينَ قَالَوا لرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم انسُب لنا ربَّكَ فأنزلَ اللَّهُ تعَالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ} . والصَّمدُ الَّذِي لم يلدْ ولم يولد لأنَّهُ ليس شيءٌ يُولدُ إلاّ سيموتُ وليس شيءٌ يموتُ إلاّ سيورثُ وإنَّ اللَّهَ لا يموتُ ولا يُورَثُ ولمْ يكُن لهُ كفواً أحدٌ. قَالَ لمْ يكنْ لهُ شبيهٌ ولا عِدلٌ وليسَ كمثلهِ شيءٌ". وصححه !!!!!!
وهذا الحديث و بهذا التمام) رواه الترمذي في السنن (5 / 451) والحاكم في المستدرك (2 / 540) وهو من أفراد أبي جعفر الرازي _ واسمه عيسى بن ماهان _ الذي حكم عليه السقاف بأنه ثقة
ودونك أقوال أئمة الجرح والتعديل في هذا الراوي لتعلم في أي هوة وقع السقاف
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه ليس بقوي
وقال عمرو بن علي فيه ضعف وهو من أهل الصدق سيء الحفظ
وقال أبو زرعة شيخ يهم كثيرا
قلت هذا عام في جميع روايته فتنبه وهو جرح مفسر
وقال زكريا الساجي صدوق ليس بمتقن
وقال النسائي ليس بالقوي
وقال بن خراش صدوق سيء الحفظ
وقال بن حبان كان ينفرد عن المشاهير بالمناكير لا يعجبني الاحتجاج بحديثه إلا فيما وافق الثقات
وقال العجلي ليس بالقوي
وقال ابن حبان في ترجمة الربيع بن أنس في الثقات (( الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً ))
وهذا الحديث من أحاديث أبي جعفر الرازي عن الربيع فتأمل
وقال الدوري عن بن معين ثقة وهو يغلط فيما يروي عن مغيرة
وقال بن عمار الموصلي ثقة
وقال الحاكم ثقة
وقال بن عبد البر هو عندهم ثقة عالم بتفسير القرآن
وقال بن سعد كان ثقة
وقال أبو حاتم ثقة صدوق صالح الحديث
انظر هذه الأقوال في تهذيب التهذيب
فهل يقال فيمن جرحه ثمانية من أئمة الجرح والتعديل أنه ثقة بهذا الإطلاق ثم بعد ذلك يحكم السقاف على هلال بن علي بن أسامة بأنه صدوق فقط رغم أنه لم يضعفه معتبر !!!!!
فما هذا التناقض الفاحش يا صاحب تناقضات الألباني الواضحات ؟!!
وليت عندك من الإنصاف ما عند الألباني
والحديث السابق من أفراد الربيع بن أنس الذي حكم عليه السقاف بأنه ثقة ودونك أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه قال العجلي بصري صدوق وقال أبو حاتم صدوق وهو أحب إلي في أبي العالية من أبي خلدة وقال النسائي ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات ( انظر تهذيب التهذيب ).
قلت كان ينبغي على السقاف أن ينزله إلى مرتبة الصدوق من أجل قول العجلي والنسائي فيه كما فعل في هلا بن أبي ميمونة مع العلم أن الذين أطلقوا القول في توثيق هلال أكثر وأعدل ممن جعله في مرتبة الصدوق بخلاف الربيع ولكن السقاف مضطرب في منهجه في الحكم على الرواة لأنه لا يتبع الحق بل يتبع هواه.
0 comments:
إرسال تعليق